تستعد وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون"، لاختبار كوكبة جديدة من الأقمار الاصطناعية لديها القدرة على تتبع الصواريخ عقب انطلاقها، وتوجيه الصواريخ الاعتراضية المضادة، حسبما ذكر موقع "بريكنج ديفينس".
ونقل التقرير عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية "CSIS"، أن الولايات المتحدة بصدد إطلاق مستشعر الفضاء لتتبع الصواريخ فرط الصوتية والباليستية "HBTSS"، لاختبار الأقمار الاصطناعية القادرة على تتبع الصواريخ أثناء الطيران، وتوجيه الصواريخ الاعتراضية.
وأشار إلى أن هناك حاجة ملحة داخل الإدارة الأميركية لإطلاق أجهزة استشعار عالية الجودة حول العالم لتتبع الصواريخ، خاصة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، واستهداف السفن في البحر الأحمر، والتهديدات الصينية باجتياح جزيرة تايوان.
يشار إلى أن الولايات المتحدة أطلقت، الخميس، تحذيراً بشأن قدرات روسية جديدة على نشر أسلحة نووية في الفضاء، يستند إلى معلومات استخباراتية، قالت إنها تثير مخاوف من "تهديد خطير" للأمن القومي، وهو الأمر الذي رفضته موسكو، ووصفته بأنه "افتراء ماكر".
تعتبر أجهزة الاستشعار الفضائية من أبرز العوامل الأساسية للجيل المقبل من الدفاع الصاروخي، ولأهمية هذه التكنولوجيا، تهدف القوة الفضائية الأميركية ووكالة تطوير الفضاء التابعة لها إلى نشر أكثر من 135 قمراً اصطناعياً لتتبع الصواريخ المتقدمة، ما جعلها تستثمر ما يقرب من 5 مليارات دولار في العام الماضي.
وأوضح "بريكنج ديفينس"، أن التجارب الجديدة من الأقمار الاصطناعية ستوفر قدرة غير مسبوقة لتتبع الصواريخ أثناء الطيران، موضحاً أن عدداً قليلاً فقط من هذه الأقمار سيتميز بأجهزة استشعار عالية الدقة ذات جودة التحكم في إطلاق النار لتوجيه الصواريخ الاعتراضية.
وتخطط وكالة تطوير الفضاء الأميركية، إلى تحقيق وصول عالمي محدود في 2025 وتغطية مجسمة عالمية شبه مستمرة حتى عام 2027، لكن هذه الخطوة قد تستغرق وقتاً أطول لتحقيق تغطية أكثر كثافة لخطوط العرض المنخفضة، إذ قد يندلع صراع محتمل حول تايوان.
وتتضمن التكرارات المستقبلية لكوكبة الأقمار الاصطناعية الخاصة بوكالة تطوير الفضاء، المزيد من الأقمار بميل أقل، ما يزيد القدرة بسلاسة، ويعزز تغطية منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وتهدف وكالة تطوير الفضاء الأميركية، في طلبات تقديم العروض المنقحة إلى إطلاق أجزاء من كوكبة الشريحة 2 الخاصة بها بميل أقل.
ويعتبر نشر الأقمار الاصطناعية في مدارات متنوعة ذا "أهمية كبرى"، بالرغم من أنه قد يبدو من الفعال دمجها في نظام مداري واحد، ولكن هناك مزايا للتغطية والمطابقة.
وأشار "بريكينج ديفينس" إلى أن كوكبة الأقمار الاصطناعية، تحقق المتانة من خلال الحجم، ولكن المدارات الأرضية المتوسطة (MEO)، حيث توجد الأقمار الاصطناعية لنظام تحديد المواقع العالمي – GPS، توفر نقطة مراقبة فريدة لتتبع الصواريخ.
كما توفر المدارات المتزامنة مع الأرض، التي تم السخرية منها بسبب المسافة والتكلفة، ثباتاً لا يمكن تحقيقه في المدارات المنخفضة.
وأكد الموقع الأميركي، أنه يجب استثمار جهود القوة الفضائية الأميركية لنشر كوكبة من 27 قمراً اصطناعياً في المدار الأرضي المتوسط.
وتوفر الأقمار الاصطناعية الحالية إنذارات مبكرة لإطلاق الصواريخ، ولكنه سيكون من الصعب تتبع الصواريخ الفرط صوتية أثناء التحليق.
وقال "بريكينج ديفينس"، إنه يجب ترجمة الالتزامات اللفظية إلى واقع صعب، لافتاً إلى أنه بالرغم من أن خطط إطلاق 6 أقمار اصطناعية للتحكم في الحرائق في عام 2027 تعتبر خطوة مرحب بها، إلا أنه سيكون من الضروري بنائها ونشرها على نطاق أوسع.
وأضاف أنه يجب على القوة الفضائية الأميركية، أن تضع خارطة طريق واضحة لنشر القدرة على التحكم في الحرائق، مع خيارات لتحقيق تغطية إقليمية مستمرة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ قبل ثلاثينيات القرن الحالي.
ومع سعي الصين لتحقيق طموحاتها العسكرية وتنمية كوريا الشمالية لترسانتها الصاروخية، ستصبح نهائة العقد الجاري، خطيرة بشكل خاص.
ويبدو أن تحركات الولايات المتحدة، واهتمامها بمجال الفضاء مهم للتعامل مع هذه الفترة، وتعتمد جهود الإنذار النووي المبكر المستمرة وإمكانية اعتراض الصواريخ الفرط صوتية على تحسين بنية أجهزة الاستشعار.
breakingdefense