الأقســـام العسكريـــة

من بين وثائق حرب اكتوبر التي رفعت عنها السرية مؤخرا، تقرير هام من هيئة عمليات القوات المسلحة عن الأنشطة القتالية للجيش المصري لتصفية الجيب الإسرائيلية على الضفة الغربية لقناة السويس "ثغرة الدفراسوار" في الفترة من 25 أكتوبر إلى 25 يناير 1974.

في الفترة من 31 أكتوبر إلى 17 يناير نفذ الجيش المصري 439 عملية قتالية ضد القوات الإسرائيلية على الضفة الغربية من القناة، تم خلالها إسقط 11 طائرة إسرائيلية، بما في ذلك طائرتان بدون طيار، وتدمير 41 دبابة و36 معدات هندسية، وألحق أضرارًا بناقلة النفط، وإغراق سفينة إنزال عسكري، مع العمل بصفة مستمرة علي إسكات وتحييد بطاريات الدفاع الجوي والمدفعية التابعة للجيش الإسرائيلي المتمركزة بهذه المناطق.

بحسب تقرير هيئة العمليات بلغ حجم القوات الإسرائيلية غرب القناة 7 ألوية، تتزود بنحو 574 دبابة، بينما كانت القوة الإسرائيلية المتواجدة في غرب القناة تعمل على تحصين مواقعها من خلال حفر الخنادق وإقامة حقول ألغام، إلي جانب الموانع والسواتر الترابية، أي أنها كانت في أوضاع دفاعية مع عجزها عن تحقيق نجاحات إستراتيجية مثل إحتلال مدينة السويس أو التقدم شمالا ودخول مدينة الإسماعيلية.
أعتمدت القوة الإسرائيلية في غرب القناة بشكل رئيسي علي الدعم اللوجستي والإمدادات التي تصل عبر الجسر العائم الذي تم تثبيته بمنطقة الدفرسوار، وتم إستخدام ميناء الأدبية بالسويس ومطار فايد لتلقي بعض الإمدادات بإستخدام المروحيات.

بينما كان وضع القوات المصرية وفقا للتقرير كالتالي:

تمسك الجيش المصري برؤوس الكباري للجيوش الميدانية والإحتفاظ بالتجميع الرئيسي للجيوش الميدانية في شرق القناة، مع التخطيط والإعداد للإجهاز والقضاء على ثغرة الدفراسوار حال إنطلاق القتال مجددا، خاصة بعد إستعواض الخسائر في الأسلحة والمعدات والأفراد، وإكتمال حشد القوات المخصصة للعملية وقدرت حجمها بحوالي 12 لواء، تشمل 880 دبابة مع الإحتفاظ بإحتياطيات القيادة العامة في العمق للدفع بها عند أي طارئ، ولتحقيق القيادة والسيطرة الكاملة علي هذه القوة تشكلت قيادة تعبوية لقوات غرب القناة وأطلق عليها إسم "قوات بدر".

من خلال تنفيذ الخطة التي تم الإعداد لها تكون مصر قد قامت بتطويق القوات الإسرائيلية في الثغرة وتدمير رأس الجسر في الدفرسوار وقطع طرق الإمداد وتدفق القوات من الشرق، وعندها تكون للقوات المصرية على خط المواجهة اليد العليا في قتال القوات الإسرائيلية المحاصرة ثم تستكمل القوات المصرية أعمالها القتالية شرق القناة.