فى منتصف الثلاثينات وبعد سلاسل مطولة من الاختبارات والتدريبات الفردية والمشتركة وصل السوفيت والالمان لنفس النتيجة لما يجب ان يبدو علية شكل سلاح المدرعات فى جيوش كلا البلدين
على المستوى العملياتى
- فان الدبابات توزع على فرق والفرقة هنا تمثل الكوادر القيادية واللوجيستية لفرقة مشاة ولكن بأستبدال كتائب المشاة بكتائب دبابات وتضم الفرقة ف بين ٣٠٠ الى ٤٠٠ دبابة
- عمل وحدات الدبابات بدون مشاة غير محبذ الا فى حالات محدودة و الأفضل من الفرق المشكلة من الدبابات فقط هى فرق مختلطة تتشكل من فوج دبابات من ٢٠٠ دبابة وفوج مشاة وفوج مدفعية وهو ما تحول اليه الالمان مبكرا فى بداية الحرب بعد حملة فرنسا
- خفة الحركة والكفاءة الفنية وسهولة وسرعة الاصلاح اهم من التدريع
- سهولة التواصل والتعاون بين الدبابات وبعضها وبينها وبين المشاة اهم من التفوق العددى ولذلك يجب تزويد كل الدبابت بأجهزة اتصال لا سلكية حتى ولو على حساب التكلفة وعدد الدبابات التى سيتم انتاجها ككل
كما يتم تقسيم الدبابات ل ٣ انواع
- الدبابات الخفيفة و تشكل تقريبا من ١٠ الى ٢٠ فى المئة وهى مخصصة للأستطلاع
- الدبابات المتوسطة و تشكل تقريبا من ٤٠ الى ٥٠ فى المئة وهى متعددة المهام ولكن موجهة بشكل اساسى لقتال الدبابات المعادية وبشكل ثانوى لدعم المشاة
- الدبابات الثقيلة و تشكل تقريبا من ٣٠ الى ٤٠ فى المئة وهى متعددة المهام ولكن موجهة بشكل اساسى لدعم المشاة وبشكل ثانوى لقتال الدبابات المعادية
بالنسبة للالمان فى بداية الحرب
- الدبابات الخفيفة بانزر ١ panzer و بانزر ٢ panzer اعمل فى سرايا الاستطلاع
- الدبابات المتوسطة بانزر ٣ panzer على الرغم من انها دبابت متوسطة فهى تعمل فى سرايا تسمى سرايا الدبابات الخفيفة
- الدبابات الثقيلة بانزر ٤ panzer على الرغم من انها دبابت ثقيلة فهى تعمل فى سرايا تسمى سرايا الدبابات المتوسطة لان هيكل الجيش الألمانى لا يضم سرايا دبابات ثقيلة
ولكن بسبب التطور السريع للقتال اثناء الحرب العالمية بين عامى ١٩٤٣ و ١٩٤٤
- حلت دبابات بانزر ٤ لدور الدبابات المتوسطة محل بانزر ٣ فى سرايا الدبابات الخفيفة
- وتم تطوير دبابات بانزر ٥ panzer المعروفة بالبانثر panther لتحل محل دبابات بانزر ٤ فى دور الدبابات الثقيلة فى سرايا الدبابات المتوسطة
والجدير بالذكر ان دور الدبابات الثقيلة مثل البانثر ونظيرتها الروسية تى ٣٤-٨٥ اصبح الاساس لدور دبابة المعارك الرئيسية main battle tank (MBT)
لكن على عكس الألمان واجه السوفيت العديد من المشاكل فى تطبيق تلك النتائج اهم تلك المشاكل التى واجهت سلاح المدرعات السوفيتى والجيش بشكل عام قبل الجرب العالمية هو ما يسمى فى التاريخ السوفيتى بالتطهير العظيم بين ١٩٣٦ و ١٩٣٨ وفيه اطلق ستالين لزبانيته اليد فى القبض على واعدام كل من يشكون فى ولائه بدون اى حساب واهم من تم التخلص منهم رئيس اركان الجيش الاحمر شخصيا المشير ميخائيل توكاتشيفسكى المحرك الاكبر لتطوير سلاح المدرعات السوفيتى وقد وقف خلف التخلص من توكاتشيفسكى مفوّض الشعب - وزير- الدفاع كليمنت فوروشيلوف وقائد سلاح الخيالة سيميون بوديونى واحد الادوات التى تم استخدامها لادانة توكاتشيفسكى هو ما عتبروه اهدار للموارد السوفيتية لصالح سلاح الدبابات عديم القيمة فى رأيهم على حساب الأسلحة المهمة مثل الأمن الحربى - المسؤب أيضا عن الشؤن المعنوية والعمل السياسى والدعائى – وسلاح الخيالة ولذلك فانه وبعد اعدام توكاتشيفسكى تم حل سلاح الدبابات واعدام معظم قادته ومن نجى منهم تم اعتقاله بلا تهمة بسببب ارتباطهم بتوكاتشيفسكى
كما ان تأثير التطهير لم يقتصر على الجيش فامتد لكل نواحى الدولة بما فيها المصانع الحربية فتعطلت العديد من مشاريع تطوير الدبابات وتم اعدام العديد من العناصر الفاعلة فيها مثل قنسطنطين تشيلبان Konstantin Chelpan المشرف على مشروع المحرك الذى سيصلح لاحقا محرك التى ٣٤ وتم توجيه الموارد لمركبات غريبة تدعى انها دبابات هذه الاشياء هائلة الحجم تضم العديد من الابراج وتزن عشرات الاطنان وهى مع ذلك ضعيفة التدريع والتسليح اهم صفتين فى الدبابات الثقيلة كما انها بطيئة جدا لتكون ذا فائدة فى ميدان المعارك المتحركة اهم صفات الدبابات المتوسطة
كل ذلك ومشاريع تطوير الدبابات تعانى بالفعل من تأخر المستوى الصناعى للاتحاد السوفيتى مقارنة بغرب اوروبا فالمصانع السوفيتية وان كانت قادرة على الايفاء بكم المتطلبات فهى غير قادرة على الايفاء بنوعية المتطلبات فى تفاصيل دقيقة ولكن جوهرية مثل اجهزة التنشين واجهزة الاتصال اللاسلكى وانظمة التعليق المسؤولة عن الثبات والتوازن في هيكل الدبابة وحتى فى امور تبدو بسيطة كالصناعات المعدنية للمدافع والواح التدريع فان جودة المنتج السوفيتى اقل من نظيرتها الالمانية بشكل ملحوظ
فى نهاية العشرينات كانت دبابات الحرب العالمية الاولى هى التكنواوجيا الوحيدة التى يمتلكها السوفيت الألمان لكنهم فى بداية الثلاثينات نجحوا فى الحصول على تكنولوجيا دبابات
كاردن لويد المصغرة Carden Loyd tankette التى بنى على اساسها الألمان البانزر ١
والبانزر ۲ ودبابات فيكرز 6 طن Vickers 6-ton التى بنى على اساسها الألمان دبابات البانزر ٣ وبنى على ساسها السوفيت دبابات تى ٢٦ T ولكن بسبب تفوق الصناعات المعدنة الألمانية خصوصا صناعة القطارات والسكك الحديدية فان البانزر ٣ الألمانية لا تتفوق فقط على نظائرها مثل التى ٢٦ والفيكرز ولكن حتى على ما تم استبدالهم به مثل دبابات بى تى ٧ السوفيتية ودبابات كروزر البريطانية
ولكن على عكس الألمان لم يتوقف الأستيراد السوفيتى عند ذلك فتم ايضا فى اوائل الثلاثينات استيراد دبابات كريستى Christie الأمريكية مع نقل كامل للتكنولوجيا وأهما تكنولوجيا المحرك و نظام التعليق وعلى اساسها تم بناء سلسلة دبابات بى تى PT tanks وهى دبابات بين خفيفة لمتوسطة تم لاحقا بناء دبابات تى ٣٤ T المتوسطة الشهيرة على أساسها وعلى اساس التى ٣٤ المتوسطة تم بناء دبابات كيه فى KV tanks الثقيلة كلاهما يستخدم نفس المكونات الاساسية مثل المدفع و المحرك واجهزة التنشين والاتصال لكن التى ٣٤ اقل فى التدريع مما يجعلها اخف واسرع والكيه فى اكثر تدريعا وابطئ
فكان التوزيع المفترض للدبابات بالنسبة للسوفيت فى بداية الحرب
- الدبابات الخفيفة دبابات تى ٢٦ T فى كتائب الدبابات الخفيفة وهى تشكل معظم الانتاج السوفيتى
- الدبابات المتوسطة دبابات بى تى PT tanks فى كتائب الدبابات المتوسطة لحين بدئ الانتاج الكمى تى ٣٤ التى لم يمتلك الاتحاد السوفيتى الا اعداد ضئلة منها فى بداية الحرب
- الدبابات الثقيلة اى مركبات متاحة لحين بدئ الانتاج الكمى لدبابات كيه فى KV tanks فى كتائب الدبابات التى لم يمتلك الاتحاد السوفيتى الا اعداد ضئلة منها فى بداية الحرب
وبجانب حل سلاح المدرعات واعدام قادته فكتائب هذه لم يكن لها تنظيم معين ولكن موزعة بشكل عشوائى على فرق المشاة او فى الوية مستقلة بدون هيكل تنظيمى معين وهو ما انعكس فى صورة الأداء المخجل لوحدات الدبابات والجيش السوفيتى بشكل عام فى الحرب على فنلندا مما دفع استالين لوقف زبانيته عند حدهم واستبدالهم بمن نجى من التطهير
فتم عزل فروشيلوف من مفوضية -وزارة- الدفاع بسبب ادائه المزرى فى حرب فنلندا واستباله بسيميون تيموشينكو Semyon Timoshenko قائد فى سلاح الفرسان نجا من التطهير بسبب قربه من سيميون بوديونى
بدأ تيموشينكو عمله باطلاق سراح من نجا من الاعدام من تلاميذ توكاتشيفسكى مثل قائد الجبهة قنسطنطين روكوسوفسكي وقائد الجيش سيميون بوجدانوف الذين سيصبحوا انجح جنرالات المدرعات فى الجيش السوفيتى اثناء الحرب
واعاد تأسيس سلاح المدرعات مرة اخرى ولكن بسبب اعدام عدد كبير من المدرسين فى الكليات العسكرية ومدارس المدرعاتلم يكن هناك كوادر لاعداد هيكل تنظيمى لوحدات المدرعات السوفيتية فتم نسخ ما امكن الوصول اليه من الهيكل التنظيمى لسلاح المدرعات الألمانى وهو نموذج اعوام ١٩٣٩ و ١٩٤٠ وهو نموذج غير كامل كما انه مليئ بالعيوب اهمها ان ٣٠٠ الى ٤٠٠ دبابة عدد كبير على كوادر فرقة وهو ما تفاداه الألمان قبل غزو السوفيت بالتحول فرق مكونة من ٢٠٠ دبابة وفوج مشاة
وهذا هو الشكل الافتراضى لفرقة الدبابات السوفيتة عند بداية الغزو الالمانى للاتحاد السوفيتى
- لوائين دبابات يتكون كل لواء من
- - كتيبة دبابت خفيفة من ٤٠ دبابة
- - كتيبة دبابات ثقيلة من ٣٠ دبابة
- - كتيبتين دبابات متوسطة كل منهما مكون من ٤٠ دبابة
- بمجموع ١٥٠ دبابة للواء و ٣٠٠ دبابة للفرقة ككل بالأضافة قرابة ال ٧٠ من المصفحات وعربات الاستطلاع والمدافع ذاتية الحركة بمجموع ٣٧١ مركبة قتال مدرعة ككل
- بالاضافة لفوج مشاة وفوج مدفعية وعدة كتائب دعم
لكن سلاح المدرعات كان فى بداية تنفيذ هذا التنظيم عندما بدأ الغزو الألمانى فلم يكن هناك اى فرقة مستكملة لهيكلها التنظيمى فتم حل كل فرق الدبابات وتوزيع ما تبقى من كوادرها على كتائب دبابات مختلطة موزعة على جيوش المشاة بعد اسابيع قليلة من بداية الغزو الألمانى