رفض إسماعيل هنية، رئيس الوزراء فى
الحكومة الفلسطينية المقالة، الحديث عن أدوار لدول بديلة لمصر فى القضية
الفلسطينية، وقال إن مصر لها مكانتها فى المنطقة، وعلاقتها المباشرة
بالقضية.وأوضح «هنية»، فى تصريحات صحفية، أمس الأول، على هامش زيارة
وفد من النواب المصريين إلى غزة، أن إعلان تركيا التدخل لإنهاء الخلاف بين
فتح وحماس لا يعنى وجود دور بديل عن الدور المصرى، وقال: «نحن نطالب تركيا
بدعم الشعب الفلسطينى وتمكينه من حل مشاكله وفك الحصار، ونرى أن تدخل
تركيا جاء من منطلق إدراكها خطورة العدوان الإسرائيلى الأخير على أسطول
الحرية».ودعا «هنية» إلى تكامل الأدوار بين الدول العربية
والإسلامية على خلفية المصالح العليا التى تجمع هذه الدول، مؤكدا أن ملف
المصالحة الفلسطينية فى مصر، ولكنه، فى الوقت نفسه، يرحب بأى جهد عربى
وإسلامى آخر.وحول نتائج التحقيق فى مقتل الجندى المصرى على الحدود
المصرية الفلسطينية، قال إن التحقيق انتهى وتم إرساله إلى القيادة المصرية،
رافضا الإفصاح عن نتائجه، ومؤكدا استنكار حماس لتلك الجريمة، وحرصها على
عدم المساس بالأمن المصرى.وفيما يتعلق بالعقبات التى تواجه المصالحة
الفلسطينية فى المرحلة الحالية، قال إن «الفيتو الأمريكى أبرز هذه
العقبات، وهو ما ظهر مؤخرا بعد رفضنا المصالحة وفقا لشروط اللجنة الرباعية
الدولية»، مشيرا إلى أن الخلاف على الورقة المصرية يتركز فى إعادة بناء
المؤسسة الأمنية وتشكيل القيادة الوطنية المؤقتة، وتشكيل لجنة الانتخابات.ولفت
«هنية» إلى أن المشهد السياسى فى الوقت الحالى يحتوى على تحولات سياسية
كبيرة لصالح الشعب الفلسطينى، وتراجع واضح للمشروع الصهيونى، متوقعا إنهاء
الحصار وتحقيق المصالحة.فى المقابل، قال عضو اللجنة المركزية لحركة
فتح ومفوض الإعلام باللجنة محمد دحلان إن «مصر والسلطة الفلسطينية تعملان
بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبى، خاصة فرنسا وإسبانيا، على طرح مبادرة لفك
الحصار عن قطاع غزة بتنفيذ اتفاق المعابر لعام ٢٠٠٥»، الذى يقضى بدخول
البضائع من وإلى القطاع من جميع المعابر، مؤكدا أن السلطة الفلسطينية «لن
تقبل» بالطرح الإسرائيلى لتخفيف الحصار فقط.وأضاف «دحلان»، فى
تصريحات صحفية أمس، أنه أجرى اتصالا بوزير الخارجية الإسبانى ميجيل
موراتينوس فى هذا الإطار لتنسيق المواقف بشأن فك الحصار عن قطاع غزة، مشيرا
إلى أنه التقى الوزير عمر سليمان، أمس الأول، بتكليف من الرئيس الفلسطينى
محمود عباس لمناقشة الجهود الرامية لفك الحصار عن قطاع غزة، وضرورة إقناع
المجتمع الدولى بتطبيق اتفاق ٢٠٠٥ بفتح كل المعابر ودخول البضائع والأفراد،
بدلا من الفكرة الإسرائيلية غير الصالحة التى تتحدث عن تخفيف الحصار.ولفت
«دحلان» إلى أن لقاءه مع الوزير عمر سليمان تناول أيضا موضوع المفاوضات
غير المباشرة ونتائج زيارة نائب الرئيس الأمريكى جو بايدن لمصر، ونتائج
زيارة الرئيس الفلسطينى إلى واشنطن، مشيرا إلى أن الرئيس محمود عباس سيزور
مصر ليطلع القيادة المصرية على نتائج مباحثاته مع الرئيس الأمريكى.وأكد
«دحلان» أن مصر والسلطة الوطنية الفلسطينية متفقتان على التمسك بعدم
الانتقال إلى المفاوضات المباشرة إلا إذا تم تحقيق اختراق فى ملفى الأمن
والحدود ووقف الاستيطان على أن تبدأ المفاوضات المباشرة من النقطة التى
توقفت عندها.وحول موضوع المصالحة الوطنية الفلسطينية قال «دحلان» إن
حركة فتح متمسكة بالورقة المصرية، موضحا أن «الوزير عمر سليمان أكد أن
ملاحظات كل الفصائل الفلسطينية بما فيها حركتا حماس وفتح ستؤخذ فى الحسبان
عند التنفيذ».وردا على سؤال حول ما إذا كانت هناك مبادرات أخرى
لإنهاء الانقسام الفلسطينى، قال «دحلان» «لا يوجد على الطاولة غير الورقة
المصرية التى كانت نتاج ساعات طويلة جدا من الحوار والنقاش بين الفصائل فى
القاهرة الذى استمر لمدة عامين، ولا نريد مبادرات جديدة».من جانبه،
كشف النائب الإخوانى الدكتور حازم فاروق، عن اتجاه النواب المشاركين فى
قافلة الحرية المصرية، التى زارت غزة منذ أيام، لإقامة احتفال كبير فى
دمشق، يضم كل الناشطين المشاركين فى كسر الحصار عن غزة، ممن شاركوا فى
أسطول الحرية أو غيره.
وقال «فاروق» إنه ستتم دعوة كل قادة
الفصائل الفلسطينية إلى الحفل، وأضاف: «من المنتظر أن تصاحب الحفل تغطية
إعلامية واسعة، لنعلن للعالم كله رفضنا الحصار على غزة والممارسات
الإسرائيلية».
http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=258503&IssueID=1798