قالت ان احتمال تجدد المواجهات مع «حزب الله» قوي وقد يشعل الجبهات الأخرى ودعت إلى الاستعداد ... تقديرات قاتمة للاستخبارات الإسرائيلية: إيران التهديد الأبرز في خمس جبهاتالناصرة – أسعد تلحمي الحياة - 10/03/08//«التهديد الايراني ما زال التهديد الأبرز المتربص بإسرائيل، واحتمال اندلاع مواجهات على الحدود الشمالية مع حزب الله أقوى من احتمال اندلاعه على أي من الجبهات الأخرى». هذا أهم ما حملته تقارير أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية المختلفة (شاباك وموساد وشعبة الاستخبارات العسكرية) التي قدمها قادتها إلى الحكومة الإسرائيلية في جلستها الأسبوعية أمس.
ووفقاً لما تسرب إلى وسائل الإعلام العبرية، فإنه إلى جانب «رسائل تهدئة» لجهة عدم احتمال أن تتعرض إسرائيل إلى عدوان عسكري تبادر إليه دول عربية أو ايران خلال العام الحالي أو أن تندلع انتفاضة فلسطينية ثالثة، فإن التقويمات الاستخبارية تحدثت عن «التهديدات المتربصة بإسرائيل من خمس جبهات»، وعلى رأسها التهديد النووي الايراني، والتحذير من إمكان تجدد المواجهات مع «حزب الله».
|
وحدات سكنية قيد البناء في مستوطنة غفعات زئيف قرب القدس. (ا ب) |
ورغم التعتيم الذي فرضته الأمانة العامة للحكومة على المداولات خلال الاجتماع الحكومي والطلب من الوزراء عدم تسريبها، نقلت وسائل الإعلام العبرية عن مسؤول سياسي كبير انطباعه مما سمعه من رؤساء الأجهزة الأمنية المختلفة بأنه «ينبغي على إسرائيل الإعداد لمواجهات جديدة مع حزب الله». ووفقاً للتقويمات، فإن ثمة احتمالاً بتجدد المواجهات بين إسرائيل و»حزب الله» من شأنه أن يؤدي إلى اشتعال الجبهات الأخرى. ووفقاً لمصدر آخر، فإن التقويمات الاستخبارية أفادت أن مواجهات بين إسرائيل و»حزب الله» قد تندلع في حال اندلعت مواجهات عنيفة على جبهة أخرى، مثل قطاع غزة. وبحسب المسؤول، فإن «التهديد للجبهة الداخلية» هو التهديد الأخطر على إسرائيل و»نابع أساساً عن تسلح ايران بقدرات النووية». وأضاف ان التهديد الايراني يتعاظم «حيال ضعف الجبهة الدولية أمام طهران».
وأفادت صحيفة «معاريف» أن الصورة التي قدمها رؤساء أذرع المخابرات كانت قاتمة «في ظل تعاظم المقاربات السلبية وحقيقة وجود خمس حلبات عملانية معادية تتمثل في سورية ولبنان وايران وغزة والجهاد العالمي». وقالت إن قادة الأذرع اتفقوا على اعتبار التهديد الايراني «التهديد الاستراتيجي المركزي نظرا الى تقدم ايران في مشروعها النووي، ومواصلتها تطوير قدراتها على تخصيب اليورانيوم، وخرقها القرارات الدولية بشكل فظ، ومواصلة تطويرها الصواريخ البعيدة المدى، علاوة على قيادتها محور التطرف». وأكد هؤلاء مجدداً أن تاريخ اجتياز ايران العتبة التكنولوجية التي تمكنها من إنتاج السلاح النووي، ما زال العام 2009.
وأشارت التقارير الاستخباراتية إلى توثق العلاقات بين ايران وسورية و»التنظيمات الإرهابية» الفلسطينية. وأضافت أن سورية «تواصل مسيرة التسلح العسكري المكثف كما أنها تتزود صواريخ بعيدة المدى». واتفق رئيسا «موساد» وشعبة الاستخبارات العسكرية على التقدير بأنه في حال اندلعت حرب بين إسرائيل وسورية، فإنها لن تُحسم في مواجهات عادية «كالتي عهدناها من الجو والبر»، إنما سيكون هناك دور كبير لمنظومة صواريخ أرض - أرض التي تدأب الدول العربية على تطويرها.
إلى ذلك، أبقى المسؤولان باباً مفتوحاً للتفاؤل لجهة «فرص انسلاخ سورية عن المحور الراديكالي في الشرق الأوسط»، وقالا إنه رغم أنها فرص ضئيلة لكن الأمر ممكن في ظروف معينة وفي حال وافقت إسرائيل على إعادة الجولان المحتل إلى سورية، إلى جانب موافقة أميركية على استئناف الحوار مع دمشق.
من جهته، اعتبر رئيس جهاز الأمن الداخلي (شاباك) يوفال ديسكين احتمال اندلاع انتفاضة ثالثة «ضئيلاً»، لكنه أضاف أن هذا الاحتمال يصبح قوياً في حال سقط عدد كبير من القتلى الفلسطينيين في المناطق المحتلة، أو تم المس بالأماكن المقدسة للمسلمين، خصوصاً المسجد الأقصى المبارك، «ما من شأنه ان يتسبب في انتفاضة شعبية واسعة». وأضاف أنه في العام الحالي سيتعزز الانفصال بين القطاع والضفة الغربية وستتعاظم قوة «حماس» العسكرية «وسينعكس الأمر في مجال القذائف الصاروخية ومداها». ورأى أنه كلما تواصلت العملية التفاوضية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، تضاءلت فرص الوفاق بين «حماس» و»فتح». وتطرق إلى ما وصفه «تزايد إشارات الاحتجاج» لدى العرب في إسرائيل (فلسطينيو الـ48) ضد مؤسسات الدولة، ودعا الحكومة إلى «ايلاء اهتمام خاص لمعالجة العرب في إسرائيل».
وتشهد اسرائيل حملة تحريض رسمية واعلامية ضد فلسطينيي الـ48 والمقدسيين في اعقاب هجوم القدس الذي نفذه مقدسي مساء الخميس الماضي وادى الى مقتل ثمانية اسرائيليين. وامس صدرت دعوات من مسؤولين الى تقييد حركة المقدسيين في ارجاء اسرائيل، واقامة جدار للفصل بين احيائهم واحياء اليهود، وهدم بيت منفذ العملية وطرد أهله إلى قطاع غزة أو إلى رام الله، وسن قانون ينص على سحب حق الإقامة الدائمة في إسرائيل من أبناء عائلات أي مرتكب عملية مسلحة يحمل بطاقة هوية زرقاء وهدم بيوتهم.
في غضون ذلك، تلقت مساعي التهدئة بين اسرائيل والفلسطينيين ضربة جديدة بعد موافقة رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت على بناء 750 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة «غفعات زئيف» شمال غربي القدس، وهو قرار دانته السلطة الفلسطينية، واعتبره المفاوض صائب عريقات لوكالة «فراس برس» بمثابة «وضع العصا في العجلة، ويظهر تصميم اسرائيل على تدمير الجهود المبذولة لدفع عملية السلام واحيائها، ونطالب الاسرائيليين بالغائه».