أيدلوجية الدفاع الجوي علي الارتفاعات المنخفضة
|
إن طائرات الهجوم الجوي الحديثة أصبحت تتمتع بقدرات متزايدة على العمل في جميع الظروف الجوية ليلاً ونهاراً وعلى مدار الساعة، وأصبحت قادرة على توجيه ضرباتها ضد الأهداف الحيوية عن بعد دون الحاجة للمجازفة في الدخول إلى عمق مناطق تأثير الدفاع الجوي، كما أصبحت قادرة على الطيران بارتفاعات منخفضة جداً بفضل رادارات تجنب التضاريس الأرضية Terrain Followimg radar مع استغلال التضاريس الأرضية كوسيلة حجب ضد وسائل الرادار في الدفاع الجوي. بالإضافة إلى ذلك تقوم تلك الطائرات بمهامها في ظل إجراءات الدعم الالكتروني المقدم من طائرات الحرب الالكترونية أو حتى باستخدام الأنظمة الخاصة بها وذلك لغرض إرباك وعرقلة عمل وسائل الدفاع الجوي.
وعلاوة على ذلك يكون بإمكان طائرات خمد وسائل الدفاع الجوي SEAD المصاحبة أن تقدم الدعم السلبي، والدعم الإيجابي عن طريق استخدام التدابير الإلكترونية المضادة Counter Measures والصواريخ المضادة للإشعاع الراداري ARM بالإضافة إلى ذلك، نلاحظ أن الطائرات الثابتة الجناح بما فيها القاذفات على الارتفاعات العالية والطائرات القائمة بإنزال المظليين، والطائرات الحوامة ازدادت تطوراً وأصبحت اليوم قادرة على العمل على ارتفاعات منخفضة في جميع الظروف الجوية ليلاً ونهاراً.
ومما يزيد الموقف تعقيداً في الدفاع الجوي تزايد التهديد الذي تشكله الطائرات المسيرة بدون طيار UAVS وطائرات الإخفاء Stealth Fighters وهكذا يصبح التهديد الجوي هم خطير للقادة الجويين والبريين على حد سواء. وهناك تهديد آخر أشد خطورة وهو التهديد المتمثل بالصواريخ البالستية التكتيكية وصواريخ كروز ذلك لأن هذا التهديد الذي تشكله تلك الصواريخ له تأثير نفسي ومادي في نفس الوقت.
تأتي الحرب الجوية التي شنها حلف الناتو ضد صربيا لتأكد على أهمية حماية الأهداف الحيوية ذات القيمة العالية ضد الهجمات بواسطة الصواريخ البالستية والذخائر الموجهة بدقة ويعتبر الدفاع الجوي الصربي من أفضل أنظمة الدفاع الجوي في العالم حسب ما شهد به طياروا حلف الناتو، حيث برهن على قوته وصلابته وتمكن من إسقاط إحدى طائرات الخفاء الأميريكية نوع F-117A وطائرة F-16CG بالإضافة إلى العديد من الطائرات المسيرة بدون طيار UAVs وإلحاق الضرر بعدد كبير نسبياً من الطائرات الأمريكية الأخرى مثل الطائرات القاذفة A-10 ومع ذلك فقد فشلت صربيا بشكل كامل في منع تدمير الأهداف الاستراتيجية في بلادها. بينما اضطرت قواتها البرية المنتشرة في (كوسوفو) أن تبقى مختبئة طوال فترة الحملة الجوية تقريباً. كما أنهم لم يتمكنوا من إيقاف المقاتلات المحلقة فوق رؤوسهم، وكذلك لم يتمكنوا من الدفاع بفعالية ضد صواريخ (كروز) والذخائر الموجهة بدقة بالرغم من إسقاطهم بعض هذه الصواريخ وإخراج البعض الآخر عن مساره.
إن طائرات حلف الناتو المختارة للعمل على ارتفاعات متوسطة قد ظلت بعيدة عن مدى تأثير مدفعية الدفاع الجوي المتوسطة والصغيرة العيار وكذلك أنظمة الدفاع الجوي المحمولة وهذا بسبب مشاكل الرؤية المتعلقة بالطقس والسحب مما أثر بشكل واضح على دقة الضربات الموجهة ضد هذه الأهداف. وهكذا يمكن القول أن هناك درساً بليغاً يمكن تعلمه من تلك الحرب وهي أن نظام الدفاع الجوي المتكامل على الارتفاعات المنخفضة LLADS أصبح عنصراً حيوياً وهاماً لأي أمة ولأي نظام دفاع جوي متكامل.
والدرس الأعمق هو أن مهمة الدفاع الجوي قد ازدادت تعقيداً خصوصاً على الارتفاعات المنخفضة حيث يجب على نظام الدفاع الجوي أن يشمل أنظمة ذات كفاءة عالية للارتفاعات المنخفضة قادرة على صد واعتراض الذخائر الموجهة بدقة وصواريخ كروز والصواريخ البالستية.
التهديدات الحديثة:
يبين تأريخ الحرب الجوية أن العدو الجوي العاقد العزم سوف يتغلب على مقاتلات المدافعين وتحييدها أو تجاوزها وكذلك اختراق أنظمة الدفاع الجوي المتوسطة المدى عن طريق استخدام الأساليب التكتيكية والفنية حتى يصل إلى أهدافه وتدميرها باستخدام أسلحة الهجوم الموجهة بدقة والمنطلقة عن بعد STAND - OFF مع بقاء الطائرات محلقة على ارتفاعات ومسافات بعيدة عن تأثير وسائل الدفاع الجوي على الارتفاعات المنخفضة. وهكذا نلاحظ أن الأهداف الحيوية ذات القيمة العالية مثل القواعد الجوية، ومراكز القيادة والسيطرة، ومصافي النفط ومصادر الطاقة أصبحت تتطلب تأمين الدفاع عنها بواسطة أنظمة دفاع جوي للارتفاعات المنخفضة LLADs متطولاة وقادرة على صد التهديدات الفتاكة المتمثلة بأسلحة الهجوم عن بعد، ونفس الشئ ينطبق على القوات المتحركة ذات التكاليف الباهظة مثل المدرعات أثناء تحركها أو إعادة تموين قوافل الأرتال العسكرية.
إن التهديدات الحديثة المتزايدة ضد الأهداف الحيوية تشمل:
1 أسلحة الهجوم المباشر الموجهة بالليزر أو بالأشعة تحت الحمراء أو بنظام GPS مثل عائلة قنابل GBU الأمريكية.
2 الصواريخ المتطورة للهجوم عن بعد STAND - OFF Weapons مثل سلاح الهجوم عن بعد المشترك JSOW طراز AGM-154 أو صواريخ ستورم شادو Storm shadow من الجيل الجاري تطويره بالاشتراك بين بريطانيا وفرنسا وغيرها.
3 أسلحة الهجوم الأرضي مثل صواريخ (توماهوك) الأمريكية كما تدخل الطائرات الاستطلاعية والمشوشة المسيرة بدون طيار UAV والصواريخ المضادة للرادارات ARM ضمن التهديدات التي تؤثر على أنظمة الرادارات باعتبارها أهدافاً ذات أهمية عالية.
أما في جانب القوات البرية المتحركة وكذلك المواقع الثابتة فإنها تكون عرضة لتهديد رئيسي تمثله الطائرات العمودية الهجومية التي تظهر فجأة لتطلق ذخائر الهجوم بدقة في الوقت الذي تقوم المقاتلات القاذفة بالضغط عن طريق الهجمات المباشرة بقنابل السقوط الحر أو المقذوفات غير الموجهة (كما حصل في كوسوفو).
أنظمة LLADS .. تطور مستمر لحماية الأهداف الحيوية:
مما لا شك فيه أن أنظمة الدفاع الجوي المتوسطة المدى MSAM تعاني من محدوديات في الأداء على الارتفاعات المنخفضة والمدى القصير، وهذه هي الثغرات بعينها التي تستغلها الطائرات الثابتة الجناح والطائرات العمودية للدخول إلى المناطق الأمامية للمعركة أو الوصول إلى أهدافها في العمق. وهكذا يتأكد لقادة الدفاع الجوي أنه يجب تنسيق وتخطيط عمل أنظمة الدفاع الجوي بالشكل الذي يؤمن إمكانية التغطية المتبادلة وتحقيق مبدأ التكاملية في الأداء. كما أن المرونة العالية لوسائل الهجوم الجوي قد جعل من الممكن أن تأتي الهجمات من أي قطاع ولذلك فإن استخدام أنظمة الدفاع الجوي المتوسطة المدى في دور الدفاع الجوي على الارتفاع المنخفض يعد من المساوئ الخطيرة، وبذلك يكون الحل في أنظمة الدفاع الجوي القريبة المدى المتمثلة بالأنظمة الصاروخية المحمولة MANPADS والمدفعية المضادة للطائرات، والتي يقع على عاتقها تأمين الدفاع الجوي على الارتفاعات المنخفضة.
في السابق، كانت أنظمة المدفعية (م-ط) تعد مكلفة نظراً للعدد الكبير من الطلقات التي تستهلكها لتدمير هدف معين، بالإضافة إلى سلسلة الدعم اللوجستي (الإداري) المكثف المطلوب لتشغيل وإمداد هذه الأنظمة. ومع أنها فعالة ضد الأهداف القريبة المدى مثل الحوامات الجماعية إلا أن المدى الفعال للأنظمة القديمة لا يزيد عن (3) كيلومتر تقريباً، بالإضافة إلى افتقارها إلى التوجيه الآلي جعلها غير مؤثرة ضد الطائرات الثابتة الجناح ذات السرعات العالية، والأهداف صغيرة الحجم، إلا أن الوضع قد تغير في الوقت الحاضر بالنسبة لهذه الأسلحة، وأصبحت الأجيال الحديثة تتمتع بمجموعة رائعة من التقنيات الجديدة الخاصة بالاستشعار، والسيطرة على النيران، وإدارة المعركة والأسلحة وكشف وتتبع الأهداف رادارياً وكهروبصرياً.. وفي مختلف الظروف الجوية ليلاً ونهاراً، وهكذا أمكن رفع قدرات أنظمة الدفاع الجوي على الارتفاع المنخفض LLADS للإيفاء بمتطلبات حماية الأهداف الحيوية ضد التهديدات الجوية المحلقة على ارتفاعات منخفضة.
أنظمة متطورة.. شركات منافسة:
تعتبر شركة (أورليكون كونترافس) السويسرية من الشركات الرائدةفي مجال أنظمة الدفاع الجوي على الارتفاعات المنخفضة حيث قدمت مؤخراً آخر ما طورته وهو نظام SKY SHIELD - 35 للدفاع الجوي على الارتفاع المنخفض. وهذا النظام هو جيل جديد مشتق من مفهوم نظام SKY - GUARD السابق، إلا أنه قد تم تكييفه بحسب متطلبات الموقف الحالي من وجهة نظر التكنولوجيا والجانب التكتيكي. وبحسب إفادة الشركة، فإنه يجب إضافة ميزتين رئيسيتين جديدتين لهذا النظام وهما:
إدخال مفهوم جديد لوحدة نيران متكاملة ذات قدرات قيادة وسيطرة جديدة لإدارة المعركة (حالياً قيد التطوير).
تحديث وحدة السيطرة على النيران، ووحدة الاستشعار ومركز قيادة منفصل، وتأتي هذه التحديثات بالإضافة إلى ما قدم سابقاً من تحديث في المدافع السداسية عيار 35 ملم المطورة حديثاً والمسيطرة عليها عن بعد والتي تطلق ذخائر AHEAD المضادة للصواريخ، بالإضافة إلى تبني مفهوم جديد لقابلية الحركة والمناورة. ويشمل النظام الكامل من SKY-SHIELD - 35 نموذجاً للدفاع المنخفض حتى أربع وحدات نيران مرتبطة مع بعضها شبكياً (مع إمكانية إضافة المزيد) مع مدفعين لكل وحدة تعمل آلياً. وستستغرق وحدة النيران حوالي 4 ثواني من بداية كشف الهدف حتى فتح النيران، وسيكون بإمكانها الاشتباك مع الأهداف خلال ثانيتين.
من ناحية أخرى يمكن دمج نظام SKY-SHIELD - 35 مع أنظمة الدفاع الجوي القصيرة المدى مثل نظام (كروتال) الفرنسي، ونظام SAHV أو نظام ADATS والذي يبلغ مدى صاروخه عشرة كيلومترات وهو مزود بنظام تتبع الكتروبصري، وبهذا يقدم طبقة دفاعية إضافية بالإضافة إلى الأداء الجيد في ظروف التشويشات.
من الجدير بالذكر أن نظام SKY Guard يعتبر من أفتك أنظمة الدفاع الجوي على الارتفاع المنخفض في العالم لما يتميز به من أداء جيد حيث يبلغ مداه الفعال إلى (4) كيلومترات ومعدل نيران (1100) طلقة في الدقيقة لكل مدفع باستخدام الذخائر القابلة للبرمجة AHEAD حيث يتم السيطرة عليها بواسطة رادار متطور.
كما طورت شركة أروليكون أيضاً حلاً لبناء دفاع جوي شبكي (مترابط الوحدات) للارتفاع المنخفض وذلك باستخدام شبكة الأنترنت العسكرية التكتيكية TMI والتي نشأت عن برنامج تطوير القيادة والسيطرة والاتصالات والاستخبارات للدفاع الجوي المنخفض والجاري تطويره لحساب كندا، وتؤكد الشركة على أهمية التوصيل البيني بين أنظمة الدفاع الجوي، وأن أي دفاع جوي معزول سيكون ذا قيمة هامشية في المستقبل.
نظام FLY CATCHER
قدمت شركة SIGNAL الهولندية نظام قيادة وسيطرة على النيران لدفاع جوي هجين على الارتفاع المنخفض لحماية الأهداف الحيوية ذات القيمة العالية ضد التهديدات الجوية للقرن 21 ويتمثل العنصر الرئيسي لهذا النظام بمركز FLY CATCHER- MK2 للقيادة والسيطرة على أنظمة الدفاع الجوي القصيرة المدى جداً والمزود برادار بحث ثلاثي الأبعاد. وقد تم بيع هذا النظام للدفاع الجوي الفنزويلي والذي طلب ثلاثة أنظمة مرتبطة بصواريخ (باراك) المنطلقة عمودياً والتي توجه إلى خط البصر CLOS. هذا ويرتبط النظام بمدافع ثنائية عيار 40 ملم نوع Otobreda التي توجه بنظام بحث وتتبع الكتروبصري يعتمد على نظام GPS. كما سيكون بإمكان هذا النظام، بحسب ما صرحت به الشركة السيطرة على نيران المدفعية المضادة للطائرات عيار 57-30 ملم، وصواريخ الدفاع الجوي القصيرة المدى SHORADS.
وكذلك قدمت شركة SIGNAL أنظمة أخرى لدعم أنظمة الدفاع الجوي على الارتفاعات المنخفضة LLADS ومنها رادار بحث بموجة مستمرة بقوة 20 واط ليتم استخدامه لسد الثغرات الموجودة في أنظمة الكشف الأخرى حيث يقوم هذا الرادار بتأمين الإنذار المبكر لوحدات نيران الأسلحة المحمولة، بالإضافة إلى نظام تتبع وبحث الكتروبصري MIRADOR يعتمد على نظام (GPS ) النظام العالمي لتحديد الموقع.
من جهة أخرى توصلت شركة SIGNAL مؤخراً إلى تطوير وتحديث مدفع شيلكا ZSU-23-4 الرباعي الروسي الصنع. ويهدف برنامج التطوير إلى زيادة عمر هذه المدافع وتحديث الرادار والسيطرة على النيران وتبديل حوالي 5000 كيلوجرام من الالكترونيات القديمة والحواسب الميكانيكية لتحل محلها مواد تعتمد على تكنولوجيا فيزياء الحالة الصلبة Solid State Physics.
أما في روسيا فهناك نظام واحد تم صنعه أثناء الحرب الباردة مصمم للدفاع الجوي لتشكيلات المدرعات الجماعية. وهو النظام الروسي ZS 6- QUAD والذي يركب على عربة مجنزرة ويشمل النظام مدفعين عيار 30 ملم وثمانية صواريخ جاهزة للإطلاق.
الحلول الجارية لسد الثغرات:هناك العديد من الدول تسعى جاهدة للحصول على صواريخ أرض- جو ذات مدى أكبر وارتفاعات أعلى من الأنظمة الموجودة الخاصة بالدفاع الجوي القصير المدى SHORADS بحيث تكون أرخص إلى حد بعيد من أسلحة الدفاع الجوي عن المنطقة مثل (الباتريوت). إن هذه الصواريخ لا تقع في نطاق أي فئة محددة بدقة بالرغم من أن مداها بشكل عام يصل إلى حوالي 15 كم على الأقل، وهي معدة للاشتباك مع مجموعة واسعة من الأهداف تشمل القاذفات، طائرات الهجوم الأرضي، الطائرات المسيرة بدون طيار، صواريخ كروز وأسلحة الهجوم عن بعد. وفي معظم الحالات يسعى المستخدمون إلى جعل هذه الأنظمة كوسائل مكملة لأنظمة (هوك) الواسعة الاستخدام أو حتى تبديلها. وقد شمت هذه الجهود تبني رادارات جديدة، وأنظمة إدارة نيران، وتحوير أنظمة صواريخ (جو-جو) المتوسطة المدى AMRAAMS لاستخدامها في دور الدفاع الجوي. فعلى سبيل المثال قامت شركة TERMA الدانماركية بالعديد من برامج التحديث منها برنامج تحديث بطاريات الدفاع الجوي المزودة بصواريخ (ستنجر) التابعة للجيش الدنماركي، وكذلك برنامج DEHAWK الخاص بالقوات الجوية الدنماركية والذي يهدف إلى زيادة مستوى حماية المستودعات الرئيسية، ومراكز القيادة والمواقع الحيوية الأخرى، وذلك عن طريق دمج نظام كشف شامل (مستشعرات من شركة طومسون) وغيرها وأنظمة تعارف IFF ومعدات اتصال وأنظمة حاسوب ونظام تسليح كفء (صواريخ ستنجر، ميسترال، هوك وغيرها) بحيث تتم السيطرة الكاملة على هذه الأنظمة بواسطة نظام القيادة والسيطرة والاتصالات والاستخبارات C3I المطور من قبل شركة TERMA، ويهدف هذا البرنامج لتأمين حماية الأهداف الحيوية بفعالية أكثر وسد الثغرات عن طريق تحقيق تكامل أداء الأنظمة. أما شركة ALENIA فقد صممت نظامها المتحرك ARAMIS على مستوى لواء والذي يهدف إلى سد الثغرة الموجودة بين أسلحة الدفاع الجوي مثل (هوك) وأنظمة الدفاع الجوي القصيرة المدى SHORADS. وتتكون بطارية نظام ARAMIS من مركز قيادة مرتبط برادار كشف وتحديد الأهداف بمدى 45 كم مع أربع منصات إطلاق تشمل كل منصة ستة صواريخ، وكل منصة لها رادارها الخاص للإضاءة والإطباق على الهدف.
أما شركةBOFORS السويدية، فإنها تقوم حالياً بتطوير برنامج صواريخ BAMSE والذي يجري تطويره ليكون نظاماً قادراً على الدفاع ضد جميع الأهداف الجوية حتى مسافة 15 كم والتي تشمل صواريخ HARM المضادة للرادارات والقنابل الموجهة ليزرياً المنطلقة من مدى بعيد وارتفاعات عالية. وستشمل بطارية نظام BAMSE مركز تنسيق وكشف SCC وأربعة مراكز سيطرة على الصواريخ MCC حيث يقع كل منها على مسافة 10 كيلومتر من مركز التنسيق والكشف SCC، ويتم وضع مركز SCC الذي يضم فردين، في ملجأ قياسي مساحته 20 قدم مؤمن ضد الشظايا والأسلحة البيولوجية والكيمياوية والنووية (أسلحة التدمير الشامل) NBC. ويعتمد هذا النظام على رادار يعمل بموجة G-BAND والذي يحتوي نظام تعارف IFF ويبلغ مداه إلى 100 كم. كما يتميز مركز السيطرة على الصواريخ (يضم عاملين أيضاً) برادار سيطرة على النيران يعمل بموجة KA - BAND بقوة 34 35 جيجاهيرتز، ويصل مداه إلى 30 كم بالإضافة إلى كاميرا تصوير حرارية ونظام تعارف IFF وأجهزة استشعار خاصة بالطقس.
من جهة ثانية، قامت القوات الجوية النرويجية الملكية RNOAF بتطوير بطاريتين من نظام صواريخ (أرض - جو) المتطورة NASAMS والتي كان قد بدأ تسليمها في ديسمبر 1994م بحيث تشمل كل بطارية ثلاث وحدات نيرات تتكون من ثلاث منصات إطلاق وعلى كل منصة ستة صواريخ (إلا أن الملفت للانتباه أن هذا النظام يعتمد على صواريخ AMRAAMS المصممة أصلاً كصواريخ جو - جو تعرف بصواريخ (أمرام) المتوسطة المدى المتطورة، كما يشمل النظام رادار ثلاثي الأبعاد للكشف وتحديد الأهداف والسيطرة على النيران نوع AN/TP-36A من تطوير شركة (هيوز) الأمريكية، ومركز توزيع نيران FDC.
أما قيادة الصواريخ في الجيش الأمريكي فقد قامت بتطوير نماذج لمنصة إطلاق تشمل خمسة صواريخ AMRAAMS مركبة على عربة ثقيلة وذلك بموجب مشروعها (559)كما قامت أيضاً بتعديل منصات إطلاق صواريخ (هوك) بحيث أصبحت قادرة على حمل 8 صواريخ AMRAAMS وقد اتفقت (هيوز) و (رايثون) على التسويق المشترك لنظام المشابهة HAWK-AMRAAMS والذي بإمكانه إطلاق كلا النوعين من الصواريخ هوك وامرام http://www.aviadef.com/printarticle.aspx?magid=43&artid=10