الدرع المصرى
لـــواء
الـبلد : التسجيل : 14/06/2010 عدد المساهمات : 5975 معدل النشاط : 6717 التقييم : 438 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: إسرائيل... الطريق إلي الهاوية الإثنين 13 سبتمبر 2010 - 8:35 | | | إسرائيل... الطريق إلي الهاوية
بقلم أحمد منصور - الدستور هناك علامات فارقة في تاريخ الأمم، تبدأ معها عمليات الصعود أو السقوط،وكما كان الحادي عشر من سبتمبر من العام 2001 علامة فارقة في تاريخالولايات المتحدة الأمريكية حيث بدأت معها طريقها نحو الهاوية عبر التورطفي حرب أفغانستان والعراق الإنفاق العسكري الهائل، ثم الأزمة الاقتصاديةالعالمية وغيرها من التوابع الأخري، فإن حرب يوليو من العام 2006 بينإسرائيل وحزب الله في لبنان كانت علامة فارقة في تاريخ الدولة اليهوديةالتي قامت علي الاغتصاب والعدوان الدائم علي حقوق الفلسطينيين والعرب،ففشل إسرائيل في تحقيق أهدافها من وراء هذه الحرب وبقاء ثلث سكانها فيالملاجئ لأيام عديدة أفشل المخطط الإسرائيلي وكشف عدم وجود عمق استراتيجيلدي إسرائيل أو قدرة علي حماية سكانها أو مقدرة علي تحمل حرب طويلة، كماأثبتت أن الدولة التي تمتلك الأسلحة النووية ليست بالضرروة أن تكون الأقويأو الأقدر علي تحقيق ما تريد من انتصارات في الحروب التي تشنها، و قدحاولت إسرائيل أن تحقق أي نجاح عسكري يقيل عثرتها ومكانتها التي تدهورتعالميا فبحثت عن ركن تصورت أنه ضعيف هو الفلسطينيون المحاصرون في قطاع غزةفشنت عليهم حربا في ديسمبر 2008 ويناير 2009 أعتقدت أنها سوف تجني ثمارنصرها خلال ساعات أو أيام لكن النتائج بعد أكثر من ثلاثة أسابيع جاءتلتثبت أن الدولة اليهودية أضعف بكثير مما تصور نفسها، حيث عجزت بكل ماتملك عن تحقيق أي من أهدافها في حربها علي غزة، ثم جاء تقرير جولدستونليضع إسرائيل في حرج دولي بالغ وغير مسبوق مع الأمم المتحدة والمجتمعالدولي، ثم قام رئيس الوزراء التركي رجب الطيب أردوغان بمواجهة شيمونبيريز بل صفعه صفعة سياسية قوية في منتدي دافوس الاقتصادي العالمي أمامسمع الدنيا وبصرها، وقد أظهرت هذه الصفعة عدوًا جديدًا لإسرائيل لم يكنبحسبانها علي الإطلاق هو تركيا التي تميزت بعلاقات خاصة واسعة وعميقةومميزة مع الدولة اليهودية منذ قيامها، شملت تعاونًا عسكريًا واقتصاديًاواسعًا، فإذا بصفعة أردوغان لبيريز تهز الكيان الإسرائيلي كله وتفقدإسرائيل توازنها وكأنها أخذت علي حين غرة في معركة غير متوقعة، حيث تغيرتمعادلات وموازين وعلاقات إسرائيل بتركيا بل ودول المنطقة، و بدأت خسائرإسرائيل تتوالي مع جلب التعاطف الدولي لسكان غزة وزيادة الانتقاداتلإسرائيل، ومثلت قوافل سفن الحرية الثماني والتي توجت بالقافلة التركيةذروة الإحراج الدولي لإسرائيل، ثم جاء خطأ إسرائيل الأكبر حينما هاجمتالسفينة مرمرة في المياه الدولية وقتلت تسعة من الناشطين الأتراك، لتكتسببذلك عداوة الشعب التركي كله، فالشعب التركي لديه عصبية كبيرة وعداوة لكلمن ينال من تركيا أو أي من أهلها، وهذه هي المرة الأولي منذ قيام إسرائيلالتي تسيل فيها دماء تركية من أجل فلسطين بهذا الشكل وهذه الطريقة التيأحيت في نفوس الأتراك مسئوليتهم التاريخية تجاه فلسطين والتي حاول السلطانعبدالحميد أن يحول بين اليهود وبين سيطرتهم علي فلسطين ودفع ثمنا باهظامقابل ذلك، لقد أحيت إسرائيل بتصرفها الإجرامي الأرعن كل مشاعر الأتراكالمحبة تجاه فلسطين وكل مشاعر العداء المدفونة تجاه إسرائيل، وكما هددأكثر من مسئول تركي وعلي رأسهم الرئيس عبدالله جل فإن إسرائيل سوف تدفعثمنا لفعلتها أكبر بكثير مما يمكن أن يتوقع زعماؤها، وكما قال رئيسالوزراء التركي رجب الطيب أردوغان إن تركيا قوية في عداوتها كما هي قويةفي صداقتها وأعلن أردوغان أن الأتراك لن يتخلوا عن غزة ولن يتخلوا عنالقدس، أما نائب رئيس الوزراء بولنت أرينج فقد أعلن أن العلاقات بين تركياوإسرائيل قد تنخفض إلي أدني معدلاتها، وهذه العبارات تحمل تهديدا لإسرائيللم يستوعبه حتي الآن قادتها الذين يتحركون بعمي يتغافلون فيه التغيراتالدولية الكبيرة التي بدأت تواجههم والخسائر الفادحة التي سوف تلحق بهمجراء خسارتهم لتركيا وعلاقتها المميزة بهم.
أما علي الصعيد الدولي فقد خسرت إسرائيل كثيرًا علي جميع المستويات خلالالفترة الماضية ففي بريطانيا أعلنت عدة جامعات بريطانية أنها سوف تقاطعالجامعات الإسرائيلية أكاديميًا وقد فعلت، كما أعلنت رابطة عمال السفن فيالنرويج أنهم لن يخدموا أي سفن إسرائيلية ترسو في موانئهم، كما طالبالأمين العام للأمم المتحدة بفك الحصار عن غزة، وأصدرت لجنة حقوق الإنسانفي الأمم المتحدة قرارا لم تصدره من قبل تحت الضغط الدولي أدانت فيهإسرائيل واعتبرت حصارها لغزة غير قانوني، كذلك فإن عشرات الكتاب الذين لميكونوا يجرؤون علي انتقاد إسرائيل من قبل أصبحوا ينتقدوها الآن وبشدة فيالصحافة العالمية بل صدرت دراسات وكتابات كانت تعتبر محرمة قبل سنواتتتناول التعصب الأمريكي والأوروبي الأعمي لإسرائيل بعضها صدر عن جامعاتوأساتذة جامعات مرموقين لهم مكانتهم العالمية مما يعني سقوط جدار الخوفالذي كان يمنع الكثيرين من انتقاد إسرائيل من قبل، عشرات المظاهرات تجوبعواصم العالم وعلي رأسها واشنطن ولندن وباريس شارك فيها متضامنون من كلالملل والنحل كلهم يطالبون بالحرية لغزة وينتقدون إسرائيل.
إن ما تعيشه إسرائيل اليوم ليس سوي خطوات في طريق سقوطها الذي قد يطول أويقصر حسب المعطيات الداخلية والخارجية والدولية والأهم منها العربية،فإسرائيل لم تقم من البداية ولم تستأسد إلا بسبب الضعف والخيانة في صفوفالحكام العرب الذين يقوم بعضهم الآن بخدمة ِإسرائيل وأهدافها بشكل مباشرويشارك في جميع مخططاتها بما فيها حصار الفلسطينيين في غزة، ومن ثم فإنتغير الموقف الرسمي والشعبي العربي سوف يلعب دورا رئيسيًا في مستقبلإسرائيل ومشاريعها في الفترة المقبلة، فعوامل السقوط وأسبابه ومعطياتهبدأت إسرائيل تعيشها منذ سنوات وهي تتفاقم وتزداد يومًا بعد يوم لكنها لنتؤتي ثمارها إلا إذا وجد من يعمل علي إنضاجها ثم يجني ثمارها ومن ثم فقدتطول الأمور سنوات وربما عقودًا وربما يكون قريبًا.
|
|