من مواقفه الوطنية التي سُجّلت له، أنه أثناء النكسة التي مُنِي بها العرب في يونيو 1967 ما يلي:- (والتي يجهلها معظم الناس، حيث يعتقدون أن الجيش الليبي وخاصة السلاح الجوي آنذاك ساهم في الهجوم الصهيوني والأمريكي على مصر بل ودعمتهما - وهذا خاطئ.. كان الشعب والجيش ضد الهجوم الصهيوني وضد الطلعات الجوية الأمريكية من أرض ليبيانا الحبيبة - والحكومة آنذاك لا حول لها ولا قوةحيال ذلك بل كانت منصاعة لأوامر الأمريكان).
فكيف كانت ردة فعل قائد السلاح الجوي الليبي آنذاك وكيف تمرد على الحكومة هو وزملاؤه من الجيش الليبي وكذلك الشعب الليبي؟
(أقتبس التالي)
"لقد كان تأثير الهزيمة قاسياً على ضباط القوات المسلحةالليبية وخاصة عند تعاملهم مع الجمهور، وصار الحزن مخيماً في كل مكان من ليبيا،وكان الشك والريبة هو السائد على جميع وسائل الإعلام (التي كذبت… وخدعت الناس… ثم لاذت بالصمت والأناشيد الهزيلة اليائسة)… وتحول العالم الغربي إلى تمجيد القوة الكاسحة الإسرائيلية، والتقليل من شأن كل عربي… كنا نتمنى الموت وكان عزيزاً على كل مسلم،فلو كان الانتحار حلالاً لانتحر الآلاف في تلك اللحظات. وأذكر أنه حدثت مشادة بين رئيس الحكومة "حسين مازق" وقائد القوة الجوية "الهادي الحسومي" الذي وصل حاله إلى الإحباط التام، واتهم الحكومة بالعمالة للإنجليز والأمريكان، وكادت تصل المشادة إلى التشابك بالأيدي لولا تدخل رئيس الأركان "نوريالصديق"… وتسامحا بعد أن قال له رئيس الوزراء: (… أنت زي ابني وفي هذه الظروف أنا مثلك تماماً… حزين… وعليك أن تفعل ما تراه)، فطلب الهادي الحسومي من رئيس الوزراء إخراج جميع عناصر جهازه الفني والطيارين وتشكيل قوة تقف على الطائرات الأمريكية لمنع إقلاعها حيث ثبت أن بعضها تسلل إلى إسرائيل للمعاونة في الحرب.وفعلاً تشكلت لجنة من ثلاثة: اللواء/ "مصطفى الزنتوني" من الشرطة رئيساً، و"محمد هامان" من الطيران عضواً، و"جمعة أبو حلقة" من الجيش عضواً، تكون مهمتهم البقاء في المطار في قسم الحركة ووجودهم المستمر في البرج الرئيسي بموافقة قائد المطار، إلى جانب أن تقف الطائرات الليبية، وهي (32طائرة F5) و18 طائرة أخرى متنوعة ، تقف كل طائرة ليبية أمام أخرى أمريكية، وتم تشكيل لجان أخرى تراقب الطيران الأمريكي في كل من قاعدة (الوطية) قرب زوارة وقاعدة (مصراتة) الجوية وقاعدة (ترهونة)… وكذلك انتقل فيه بدون أوامر، المقدم الهادي الحسومي، من جناح السلاح الجوي الليبي بقاعدة الملاّحة، إلى مطار طرابلس، احتجاجاعلى وضع قاعدة الملاحة الأمريكية نفسها في ليبيا.
ولأن الجماهيرالغاضبة لا تعلم بالتدابير التي اتُخذت لمراقبة وتحجيم حركة الطيران الأمريكي، فقد زحفت مجموعات عديدة نحو المطار قادمة من عدة أماكن من البلاد والقرى المجاورة… من الزاوية ومن ترهونة ومن بن غشير، وقد تشكلت قوات لحماية المطار ومنع كل شخص أمريكي من أن يظهر للعيان… وانحصرت التلفيات في بعض أجزاء السور الخارجي للقاعدة."
(انتهى الاقتباس)