ذكر الكاتب الإسرائيلى، ألوف بين، فى مقاله بصحيفة هاآرتسالإسرائيلية أن النهج الذى يتبعه الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، لمغازلةإسرائيل يعكس تغيرا ملحوظا فى قائمة أولويات السياسة الأمريكية تجاه الشرقالأوسط، وبات يتصدرها مسألة تغيير الحكم فى كل من مصر والسعودية، موضحاأنه مع تغير الأنظمة فى الدولتين الحليفتين، ربما تكون إسرائيل الحليفالوحيد المتبقى لواشنطن فى الشرق الأوسط.
ووجد الكاتب أنه فى مثل هذه الظروف، ينظر إلى إسرائيل "كحليف حيوى"، وفقالأندرو شابيرو، مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية، فإسرائيل الآن لم تعدعقبة أمام علاقات أكثر متانة بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامى،مثلما كان الأمر عندما تولى مقاليد السلطة.
ورأى "بين" أن الأمريكيين لديهم مصلحة كبرى فى الشرق الأوسط، فهو مصدرمتاح وغير مكلف لإمدادات النفط التى تقوى من شوكة اقتصاد الولايات المتحدةوحلفائها، حماية هذا "المصدر" يعتمد على إحلال "الاستقرار"، ذلك الاستقرارالذى تستطيع تحقيقه الأنظمة الشمولية، التى يعتمد استمرارها على واشنطن،وفى المقابل، الدفاع عن هذه الأنظمة يساهم فى توفير السوق المطلوبة لصناعةالدفاع الأمريكى.
حاربت أمريكا منذ توليها مسئولية الدفاع عن الشرق الأوسط ضد بريطانيا،وإعلان مبدأ إيزنهاور عام 1957 فى أعقاب أزمة قناة السويس، كل عقبة منشأنها تقويض النظام الإقليمى، وتهديد إمدادات النفط، وذلك منذ عهد الرئيسالمصرى الأسبق، جمال عبد الناصر ومؤيديه من السوفيت، إلى عهد الرئيسالعراقى السابق، صدام حسين، وأسامة بن لادن.
وقال الكاتب الإسرائيلى، إن إسرائيل لطالما لعبت أدوارا متفاوتة فىالإستراتيجية الأمريكية، فتارة نُظر إليها كمصدر إفادة، وتارة كعبء، فخلالالأوقات الجيدة، شدد الأمريكيون على "العلاقات الخاصة" التى تربط الولاياتالمتحدة وإسرائيل وعلى "القيم المشتركة"، أما فى الأوقات السيئة، انتقدواإسرائيل بسبب مفاعلها النووى، ولاحقا بسبب المستوطنات.
وأضاف أن الرئيس أوباما عندما تولى الحكم قدر أن شعبية الولايات المتحدةالأمريكية تراجعت فى الشرق الأوسط، ورغب فى التوصل إلى اتفاق بشأن تقاسمالنفوذ مع القوى الإقليمية المتمثلة فى إيران، لذا غير من النهج المتبع معإسرائيل، واستخدم بطاقة المستوطنات، ولكنه لم يفلح فى هذا الأمر، فى الوقتالذى رفض فيه الإيرانيون بادرة حسن النية التى قدمها أوباما، وتجاهلت فيهالدول العربية القضية الفلسطينية مؤكدة أن منع إيران من تطوير برنامجهاالنووى أمر أكثر أهمية.
"هذا سبب تغيير أوباما لنهجه، فبدلا من الضغط على إسرائيل، لاستقطاباستحسان المسلمين، تحول إلى الضغط على إيران وفرض العقوبات عليها"، حسبمايقول "بين"، مشيرا إلى أن إسرائيل تحولت من عبء إلى شريك مرحب به، ربمالأن واشنطن لا تملك خيارا آخر، خاصة مع تزايد احتمال وقوع بلبلة سياسيةتخلف تغير الحكم فى كل من القاهرة والسعودية.