فى بداية النصف الثانى من القرن الخامس عشر وتحديدا فى عهد الدولة الفاطمية أثناء حكم الخليفة
المستنصر بالله الفاطمى . حدثت الشدة المستنصرية أو الشدة العظمى . وقد حدثت عام 547 هجرية
بعد ثلاثين عاما على بدء عهد المستنصر بالله والجدير بالذكر ان الدولة كانت تضم مصر والشام والحجاز
واليمن والنوبة وبرقة غربا .
حيث حدث انخفاض رهيب فى منسوب مياه النيل ولم تستطع الدولة انقاذ اهل مصر من الجوع بعد ان
تصحرت ارض مصر وهلك الحرث والنسل .
وشهدت سنوات الشدة المستنصرية حوادث يشيب لها الولدان
حيث أضطر الناس الى أكل الميتة من الكلاب والقطط والبحث عنها وبلغ سعر الكلب خمسة دنانير
والقطة ثلاثة . وأشتدت المحنة حتى أكل الناس بعضهم البعض . بل ان الرجل كان ليخطف
ابن جاره ليشويه ويأكله وصنعوا الخطاطيف والكلابات لأصطياد المارة بالشوارع ومن على الاسطح
ونتيجة ذلك تراجع عدد سكان مصر . ويروى المؤرخ المقريزى أن سيدة من أهل القاهرة
آلمها صياح ابنائها من شدة الجوع فلجأت الى الشكمجية التى تحفظ فيها اموالها وحليها
فتحسرت على ثروتها الطائلة من مجوهرات وحلى ومع ذلك لا تستطيع شراء كسرة خبز لأولادها
فأخذت اغلى مجوهراتها واشترت بها كيسا من الدقيق وما ان خطت بضع خطوات حتى هجم عليها
جحافل الجوعى فأغتصبوا الدقيق منها ولكنها استطاعت ان تخطف حفنة منه وخبزت منها قرصا
صغيرا و أخفته فى طيات ملابسها و أنطلقت فى الشوارع تصيح ( الجوع الجوع ..الخبز الخبز )
فألتف حولها الناس وساروا حتى قصر الخليفة المستنصر . ووقفت على مصطبة ثم أخرجت
القرص من ملابسها ولوحت به وصاحت _ أيها الناس لتعلموا ان هذا القرص كلفنى أكثر
من ألف دينار......... فأدعو معى لمولاى السلطان ! _ .
ومن روايات الشدة المستنصرية انه قبض على رجل كان يقتل النساء والاطفال ويبيع لحومهم
بعد ان يخفى رؤوسهم فتم اعدامه .
وأشتد البلاء بالبلاد حتى ان اهل البيت الواحد كانوا يموتون فى نفس اليوم . ووصل الامر بالبلاد
أنه كان يموت باليوم الواحد حوالى الخمسة عشر الفا حتى هلك ثلث أهل مصر . حيث قيل
ان حصيلة الشدة المستنصرية بلغت مليونا وستمائة الف من الانفس
ونزلت الجند لزراعة الارض بعد ان هلك فلاحوها وخلت القرى من سكانها وخربت الفسطاط
وتحولت الى اطلال .
(((((( تمت )))))))
ألا ترون ان الايام تعيد نفسها مع بعض الاختلافات !
برجاء التفاعل ولو فيه تقييم لن امانع