مقدمة : بعد ان اصبح من المتوقع وصول الصاروخ الروسي طراز ( ياخونت ) المضاد للسفن والقطع البحرية الي سوريا وتعتبر هذة اول محاولة سورية جادة لاجراء تحدي مباشر للبحرية الاسرائيلية منذ حرب عام 1973 وهي الحرب التي اغرقت فيها البحرية الاسرائيلية خمس قطع حربية سورية في المعركة المعروفة باسم ( اللاذقية ) .
واليوم وبعد مايقارب اربعة عقود يسعي السوريين لامتلاك ياخونت وهو متطور كثيرا عن صواريخ ( ستيكس ) التي فشلت في حماية السوريين في اللاذقية .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نبذة عامة عن الصاروخ والتحدي الذي سيواجهة : وياخونت يشبة الي حد كبير الصاروخ الروسي-الهندي طراز ( براموس ) ، ويستطيع ضرب اهدافة بسرعة تفوق الصوت والتحليق علي ارتفاع منخفض للغاية ويعطي الدافعات وقت قصير للغاية لمحاولة تدميرة والتصدي لة ، واليوم فأن الدفاعات الالكترونية قد قطعت شوطا طويلا من التطور والتحديث وهو ماقد يعطي الفرصة امام الاسرائيليين لكسب المعركة .
النظام ( أيجيس ) الخاص بالدفاع الجوي والمستخدم في البحرية الامريكية ومعظم بحريات دول حلف الناتو ، والنظام ( paams ) المستخدم في البحرية الملكية البريطانية والفرنسية والايطالية ، والنظام الاسرائيلي ( باراك 8 ) صممت جميعا للتعامل مع مثل هذة التهديدات .
السؤال الان هل نظامي باراك8 و العصا السحرية لاسرائيل تستطيع ان تصد بصواريخها الاعتراضية هذة الصواريخ القوية علي نحو فعال يحمي البحرية الاسرائيلية اذا استخدمها السوريين من قواذف ارضية او من علي متن قطعهم البحرية .
و لكن يتبقي ان غالبية السفن والقطع البحرية الصغيرة لازالت تتسلح بنقط دفاع مضادة للصواريخ ليست مصممة اصلا لتواجة مثل هذة الهجمات الصاروخية السريعة خاصة اذا تعلق الامر بوابل من الصواريخ يتراوح من صاروخين الي اربعة في الهجمة الواحدة .
هذة القطع هي في خطر محدق في مدي يصل حتي 300 كم اذا اطلقت الصواريخ من المؤاني السورية في ( طرطوس ) و ( اللاذقية ) ، فسيطير ياخونت علي ارتفاعات عالية ثم يقوم بالهبوط قبل وصولة للهدف ويهاجمة ، والمسافة التي يطيرها علي ارتفاع عالي يمكن تحديدها وبرجمتها قبل اطلاقة فهي لن تكون عائق امام من يطلقة .
خريطة توضح مدي ياخونت بالنسبة لمسرح العمليات السوري - الاسرائيلي . في حين ان بعض القطع البحرية الاسرائيلية يمكنها تجنب هذا المجال سيتبقي كثير من القطع تحت التهديد وهم في مينائهم الرئيسي في ( حيفا ) والتي اصلا كانت في خطر الصواريخ اللبنانية في حرب 2006 .
ومن ناحية اخري يظل الاسطول البحري الثاني الاسرائيلي والمرابط في ( اشدود ) مستهدف اذا تم الاطلاق من مواقع برية في جنوب سوريا .
علاوة علي ذلك يمكنها استهداف الدوريات البحرية الاسرائيلية في المياة الدولية قبالة السواحل اللبنانية ويمكن اطلاقها حتي من داخل سوريا وحتي لبنان يمكن اطلاقة من وراء السلاسل الجبلية التي فيها وبالتالي تقلل من عمل اجهزة الانذار المبكر بالنسبة للقطع المستهدفة ، ولذلك فان الاسرائيليين سيمثل لهم ( باراك8 ) و ( العصا السحرية ) شئ ذو اولوية قصوي .
بالاضافة الي ذلك فأن هناك خطورة قصوي علي القطع البحرية العاملة في الخليج العربي اذا انتقلت هذة الصواريخ الي الايادي الايرانية وهو شئ ربما يحدث .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مخطط يوضح كيفية اطلاق الصواريخ ( ياخونت ) من مختلف انواع الاسلحة . معلومات عامة اخري عن الصفقة : العقد الحالي بين الروس والسوريين يقدر قيمتة بحوالي 300 مليون دولار بالاضافة الي تسليم وحدتين من انظمة الدفاع الساحلية طراز ( باستيون ) وكل وحدة منها تضم 36 صاروخا ، ولم يتضح حتي الان اذا كانت البحرية السورية سيختارون تزويد قطعهم البحرية بمنصات اطلاق للصاروخ ( ياخونت ) .
و ( ياخونت ) يمكن ان يوضع علي متن السفن الصغيرة نسبيا ، وبالنسبة لنظام ( باستيون ) الملحق علي الصفقة فانة يمكن اطلاقة من قواذف برية ، وصمم تصميم اخر يمكن اطلاقة من الطائرات .
ولكن حتي مع امتلاك السوريين هذة الصواريخ قد لايكونون قادرين علي استخدامها علي نحو فعال بعد فالسوريين الان لايمتلكون وسائل فعالة لاستهداف اهداف بعيدة المدي حيث يفتقر الجيش السوري لطائرات دورية بحرية او طائرات بدون طيار او طائرات قادرة علي حمل مثل هذة الانواع من الصواريخ ، حتي ان السوريين يمتلكون منظومة ( بيتيا ) المضادة للغواصات ليس اطقم لقيادة طائرات كا-28 التي تطلق هذة الصواريخ .
كما ان السوريين ليست لديهم قدرة كشف وتحديد وتعقب الاهداف في هذا المدي الكبير وينطبق هذا الامر خصيصا اذا كان الهدف ( صامت ) .
مطالب يجب ان يحققها الجيش السوري : اذا كان السوريين يخططون بطريقة جدية لتوسيع نطاق عمل الصاروخ الي اقصي مدي لة فعلي السوريين امتلاك طائرات بدون طيار ( الروس اصلا يستوردونها من اسرائيل ) ، او طائرات دورية بحرية وربما تكون من طراز be-200 او طراز il-38 .
صورة للطائرة بي-200
الطائرة ايل-38
ويمكن للسوريون الحصول عليها من الاتحاد الروسي او حتي من دولة تفككت عن الاتحاد السوفييتي ، ومن العوامل الايجابية ان هذة المعدات ممكن ان يتم نقلها دون ان يلاحظها احد لانها لاتنطوي علي نقل اسلحة ، ويمكن ايضا ان يقوم بالمهمة السو-24 mk ، وتستطيع سوريا الوصول بالصاروخ لاقصي خطورتة اذا امتلكت مزيجا من طائرات السو-27 والسو-30 فاذا تم تحميل الصاروخ ياخونت عليها يمكن الاشتباك مع الاهداف .
واذا تمكن السوريين من حل هذة المعادلات الصعبة فانهم سيفقدون اسرائيل اي هيمنة علي شرق البحر المتوسط ولاسيما علي طول الساحل اللبناني وسينبغي علي الاسرائيليين اتخاذ تدابير وقائية قاسية ، والاسرائيليين فشلوا في حرب 2006 حيث تم ضرب قطعتهم البحرية ( حانيت ) بصاروخ طراز c-802 وكانت حانيت قد اوقفت عمل اجهزتها الدفاعية قبل تعرضها للضربة .
وبالطبع فأن السوريين يمكنهم تحديد اماكن القطع البحرية الاسرائيلية بواسطة السفن التجارية او سفن الصيد المبحرة ولكن من وجهة نظري ( لن يكون اثناء عمليات حربية سفن تجارية او سفن صيد ولو حتي وجدت فيكون الامر صعبا فحتي ان افلحت هذة الطريقة عدة مرات سيكتشفها الاسرائيليين بعد ذلك وسيستهدفوا هذة السفن ) .
السوريين لديهم حل بواسطة الغواصات ولكن المشكلة انهم احالوا كل غواصاتهم تقريبا للتقاعد منذ حوالي 6 سنوات .
اجمالا ، فعلي المدي القصير فأن وصول صواريخ ( ياخونت ) لمسرع عمليات البحر المتوسط يمثل تهديد خطير ، ولكن مع مرور الوقت ومع نشر الاسرائيليين منظوماتهم الدفاعية ( العصا السحرية ، ماجيك هاند ) و ( باراك 8 ) فمن الممكن احتواء تهديد هذة الصواريخ نظرا لان السوريين لن تنشر اعداد كبيرة من هذة الصواريخ .
في النهاية فاي كان الحال فأن كلا الجانبين السوريين والاسرائيليين يحتاجون مزيدا من الوقت لكي ينشر السوريين صواريخهم وينشر الاسرائيليين دفاعاتهم وهكذا يكون التهديد السوري مرعب ولكن الحل الاسرائيلي ربما يكون موجودا في المكان والزمان المناسبين .
تم بحمد اللهوالاندعوة للمناقشة .