القاهرة- محرر مصراوي-حذر وزير الموارد المائية المصري الدكتور محمود أبوزيد يوم الثلاثاء من تزايد النفوذ الامريكى والاسرائيلى في منطقة حوض النيل من خلال السيطرة على اقتصاديات دول الحوض وتقديم مساعدات فنية ومالية ضخمة.
كما حذر أبوزيد، بحسب ما ذكرت وكالة انباء الشر ق الاوسط، من أزمة المياه فى الوطن العربي مشيرا إلى أن هذه الأزمة قد تؤدى في المستقبل إلى الحروب والى المزيد من الصراعات.
وأوضح أبو زيد فى بيان له حول أزمة المياه فى الوطن العربي ألقاه أمام لجنة الشئون العربية بمجلس الشعب في اجتماعها يوم الثلاثاء أن جامعة الدول العربية كلفت فريقا من الباحثين لوضع إستراتيجية عن الأمن المائي العربي .
وأشار الى أن الدراسة أظهرت أنه من الصعب وضع استراتيجية لما يسمى الوضع المائى العربى لتباين ذلك من منطقة لاخرى لكن هناك سمات مائية مشتركة بين عدد من الدول العربية فهناك تكتلات مائية مثل دول حوض النيل والجزيرة العربية والعراق وسوريا والاردن وفلسطين .
وأوضح وزير الري بأن هناك فاقدا من مياه الشرب يصل فى العالم العربي إلى 50 % وفى مصر تصل النسبة الى 40 % وفى الزراعة تصل نسبة الفاقد الى 30 % فى مصر والعالم العربي .
وأكد الدكتور محمود أبوزيد وزير الري أن زيادة استخدامات المياه تؤدى الى تمليح التربة ورفع مستوى المياه الجوفية لذلك لابد من استخدام طرق الري الحديثة.
وأوضح أن هناك تحديات فى العالم العربي بالنسبة لاستخدامات المياه تتمثل فى تعدد المؤسسات المسئولة عن المياه وضعف دورها الرقابي وقلة القوى البشرية والكوادر الفنية المؤهلة لكيفية استخدامات المياه وكذلك قلة الوعي الجماهيري وقلة البيانات فى الوطن العربي عن المياه باستثناء مصر التى لديها سياسة مائية واضحة.
كما تشكل التحديات ان 95% من المياه القادمة الى مصر من دول حوض النيل وكثير من الدول العربية مشتركة مع دول أخرى فى مصدر المياه أما دول الخليج معظمها مشتركة معا فى المياه الجوفية.
وحول عدم استكمال مشروع قناة جونجلى فى جنوب السودان قال الدكتور محمود أبوزيد وزير الرى أن هذا المشروع الذى انتهى منه نحو 70 فى المائة متوقف الان حتى يتم الاتفاق بين الشمال والجنوب فى السودان وايضا متوقف لأسباب فنية .
وقال ان مصر اتفقت مع وزير جنوبى زار القاهرة مؤخرا على عقد مؤتمر دولى لبحث الامور الفنية خاصة البيئية لاستكمال مشروع القناة التى تخدم الشمال والجنوب وان مصر تقدمت باستضافة المؤتمر فى القاهرة .
وأوضح وزير الرى أن مصر تنفذ مشروعات عديدة مع دول حوض النيل وضرب مثلا على ذلك بالمشروعات التى تنفذها مصر مع أوغندا فى مجال مقاومة الحشائش بخبرة مصرية 100 فى المائة بتكلفة 13 مليون دولار وفى كينيا تقوم مصر بانشاء 200 بئر للرى وفى تنزانيا ورواندا وبوروندى تقدم العديد من الفنيين والخبراء فى مجال مياه النيل مؤكدا ان ذلك من شأنه ان يؤدى الى التقارب بين مصر ودول حوض النيل ويمثل حائطا منيعا من الصعب اختراقه.
وطالب الوزير بضرورة وضع خطة للامن المائي العربي من خلال إستراتيجية يتم تنفيذها فى كل بلد عربي تقوم على اساس تدعيم المؤسسات المسئولة عن المياه ومشاركة المنظمات غير الحكومية فى ترشيد المياه .
وخلص الوزير فى ختام بيانه الى ان هناك إستراتيجية عامة لوزارة الرى تقوم على أساس تعظيم استخدام المياه والمحافظة على المياه والحصول على حصة اضافية من دول حوض النيل مشيرا الى ان هذه الإستراتيجية وضعت على شكل خطة مائية حتى عام 2017 وهناك خطة يجرى إعدادها الان حتى عام 2050 بمشاركة كافة الوزارات المعنية .
http://www.masrawy.com/News/Egypt/Politics/2008/march/11/abouzaid.aspx