الثاني من آب (أغسطس) 1990 حدث فريد من نوعه في تاريخ العرب الحديث. وإذا كانت آثاره العربية والإقليمية باقية، على تفاوت في الدرجة، فإن العراق مازال يعيش نتائجه الكارثية بعد 20 عاماً على وقوعه. وهي آثار قد لا تعرف لها نهاية في الأفق المنظور.
ولذلك فإنه، عراقياً على الأقل، يمكن اعتباره حدثاً آنياً حياً. وفي استذكاره ارتأت "العالم" نشر شيء من رواية محمد حسنين هيكل له، عن كتابه الموسوم (حرب الخليج – أوهام القوة والنصر). ولعله يمثل أهم ما انتجته المكتبة العربية من مؤلفات في توثيق الغزو العراقي للكويت.
فجر يوم 2 آب (أغسطس) كانت القوات العراقية قد حققت كل مهامها العسكرية بنجاح، ولكن الأساس السياسي الذي قامت عليه الخطة لم ينجح، ذلك أن خروج أمير الكويت والنافذين من أفراد أسرته سالمين من الكويت فتح ثغرة كبيرة في الأساس السياسي للخطة العراقية.
كان المفروض أن يتم أسر الأمير وأفراد عائلته الأقربين – على الأقل – حتى لا يظل هناك من يملك حقاً، أو ظل حق شرعي في طلب النجدة من القبائل، أو الدول الأخرى.
وكان مؤدى ذلك أن الغزو العراقي للكويت وإن نجح في احتلال البلد، لم ينجح في السيطرة على رموز الشرعية فيه. وحتى إذا كانت هذه الرموز قد خرجت من البلاد، فإنها لم تترك شرعيتها وراءها، وإنما أخذتها معها، وبها كانت تستطيع أن تتصرف على النحو الذي ترتئيه سواء مع القبائل القريبة، أو مع الدول المهتمة.
وبلغت الأزمة ذروتها، وتفتحت أبوابها على احتمالات لم تكن في حساب أحد.
إيقاظ الملك فهد
ودق جرس التليفون بجوار سرير الملك "فهد" في الساعة الخامسة من فجر يوم الخميس 2 آب (أغسطس) 1990. لم يكن هذا التليفون يدق في العادة. ومعنى سماع صوته كان كفيلاً بأن يوحي على الفور بحدوث أمر جلل. ثم عرف الملك "فهد" أن القوات العراقية قد دخلت الكويت. وكانت المفاجأة بالنسبة له غير قابلة للتصديق، فهو قبل ساعات قليلة ودع كلاً من الشيخ "سعد العبد الله الصباح" والسيد "عزة إبراهيم"، على تصور بأن الأمور على ما يرام، وبأن الاثنين على موعد للقاء في بغداد بعد أيام.
وبالتأكيد أن الملك كان يعرف أكثر مما أبلغه به رئيس الوفدين الكويتي والعراقي. وعلى الأرجح فإن المخابرات السعودية، وهي جهاز قوي في المملكة، كانت قد استمعت بوسائلها الخاصة إلى ما دار بين الرجلين، ومعنى ذلك أن الملك كان يعرف اكثر مما أبدى على السطح أنه يعرفه – ومع ذلك فمن المحقق أن مفاجأته بالغزو كانت كاملة.
واستدعى الملك أحد مساعديه، وطلب إليه أن يصله تليفونياً بالسفير "عبد العزيز السديري" سفير المملكة العربية السعودية في الكويت.
وبينما الملك ينتظر أن تصله المكالمة التي طلبها مع سفيره في الكويت، راح يبدي استغرابه مما سمعه ويسأل:
- "هل احتلوا البلد، أم احتلوا الجزر؟"
وجاءته المكالمة، ولم يكن السفير "السديري" على بينة من اية تفاصيل سوى أنه "عرف الآن أن القوات العراقية قريبة من مدينة الكويت". ووضع الملك سماعة التليفون ودهشته لم تفارقه، ولعلها زادت إلحاحاً عليه. وكان تعليقه "إنه زلزال، وإنه لا يقدر على تجميع افكاره". ثم عاد ورفع سماعة التليفون وطلب أن يصلوه بالرئيس "صدام حسين" في بغداد. وبعد قليل دق جرس التليفون، وكان سكرتير الملك المكلف بالاتصالات، يقول له إن مكتب الرئيس "صدام حسين" معه على الخط لكن الرئيس العراقي نفسه ليس موجوداً. وطلب الملك أن يحول الخط إليه. وقد اكتشف أن الطرف الآخر الموجود على خط بغداد هو السيد "أحمد حسين خضر"، وهو أحد المستشارين المقربين من الرئيس "صدام حسين" (وقد اصبح وزيراً للخارجية فيما بعد). وسأله الملك "أين الأخ صدام؟" – وجاءه الرد: "طال عمرك.... إنه الآن بعيد، وسوف نبلغه بمكالمة جلالتكم، ونطلب إليه الاتصال بكم على الفور".
ولم يكن الملك "فهد" قادراً على الانتظار، فطلب توصيله بالملك "حسين" وأيقظه بالفعل من نومه في الساعة الخامسة والربع – وبادره بسؤاله:
- "هل سمعت؟"
ورد عليه الملك "حسين" متسائلاً:
- "سمعت بماذا؟"
وروى له الملك "فهد" تفاصيل ما سمع من دخول القوات العراقية إلى الكويت، وكيف أنه حاول الاتصال بـ"الأخ صدام" ولم يوفق.
وكان الملك "حسين" مأخوذاً بما سمع، وقد شرد للحظة في تصوراته، وأحس الملك "فهد" أن الملك "حسين" شرد عنه، فعاد يسائله في خطورة ما حدث، وقال الملك "حسين":
- "اعطني فرصة حتى استوعب".
ورد عليه الملك "فهد" مقترحاً أن يحاول هو – أي الملك "حسين" – أن يتصل بـ"الأخ صدام" ليعرف منه "ماهي الحكاية؟"
وكان الملك "حسين" قد استجمع أفكاره، وقال للملك "فهد":
- "الغالب كما أظن أنها عملية محدودة، وقد نستطيع تداركها وعلاجها فوراً. سوف اتصل بـ"الأخ صدام" وأعود إليك في ظرف دقائق".
وراح الملك "حسين" يحاول بدوره أن يتصل ببغداد. ثم أبلغ أن الملك "فهد" على الخط مرة ثانية، وجاءه صوت الملك "فهد يقول بانفعال:
- "لأ.. إنها ليست عملية محدودة. إنني سمعت الآن أنهم داخل قصر "جابر"".
وتمكن الملك "حسين" من إجراء اتصال ببغداد، لكنه لم يوفق في الوصول إلى الرئيس "صدام حسين". فقد تلقى المكالمة السيد "طارق عزيز" الذي جاء صوته على التليفون يقول للملك "حسين":
- "جلالة الملك إنني آسف، لكنني رأيت أن أتلقى مكالمتكم إلى "السيد الرئيس" لأنه مازال بعيداً عن التليفون".
وسأله الملك "حسين" بقلق عن هذا الذي جرى، وكان رد السيد "طارق عزيز" أنه "لم يكن هناك مع الأسف سبيل آخر"، وعلى اية حال فإن "السيد الرئيس" سوف يشرح له بنفسه كل شيء عندما يتصل به في ظرف دقائق قليلة."
مبارك: ايه؟
كان توقيت القاهرة متأخراً ساعة عن توقيت الكويت. وفي الساعة الرابعة صباحاً استيقظ الدكتور "مصطفى الفقي" سكرتير الرئيس للمعلومات على تليفون من السفير "سعيد رفعت" السفير المصري في الكويت. وكان السفير يبلغه بأن القوات العراقية قد احتلت حقل "الرميلة" وأنها تزحف الآن إلى مدينة الكويت.
ولم يشأ الدكتور "مصطفى الفقي" أن يوقظ الرئيس "مبارك" الذي كان ليلتها في استراحة برج العرب – قبل أن يتأكد من دقة ما لديه من معلومات. وقد أراد – فيما يبدو – أن يستوثق من حجم العملية، وما إذا كانت هي العملية المحدودة التي كان البعض يتوقعونها، أو أنها شيء أكبر.
وقرابة الساعة الرابعة والنصف دق التليفون مرة ثانية بجوار الدكتور "مصطفى الفقي" وكان المتحدث هو السفير "عبد الرزاق الكندري" سفير الكويت في القاهرة، ولقد قال للدكتور "مصطفى الفقي": "أرجوك إيقاظ الرئيس فوراً.. فالعراقيون الآن في قلب مدينة الكويت". ثم راح السفير "الكندري" يضيف بعض التفاصيل.
وقام الدكتور "الفقي" بالفعل بإيقاظ الرئيس "مبارك" الذي راح يصغي إلى ما ينقله إليه الدكتور "مصطفى الفقي"، ثم سأله في دهشة:
- أيه؟.. هي عي عمليات على الحدود؟"
ورد الدكتور "مصطفى الفقي" بأنها "عمليات في العمق والمعلومات تشير إلى أن القوات العراقية احتلت قصر الأمير، وقصر ولي العهد، ووزارتي الدفاع والداخلية، وعدداً آخر من الوزارات".
ولم يكن الرئيس "مبارك" أقل دهشة واستغراباً، لا من الملك "فهد"، ولا من الملك "حسين" قبله.
لم تكن المفاجأة صاعقة
في واشنطن كانت الصورة مختلفة بالكامل:
* لم تكن المفاجأة صاعقة، كما حدث في العواصم العربية، ان واشنطن كانت تنتظر الضربة.
*ولم تكن هناك حاجة إلى إيقاظ رئيس أو مسؤول من نومه، لأنه حين بدأت مقدمات التحرك العسكري العراقي إلى الكويت عند منتصف ليلة 1-2 آب (أغسطس) – كانت الساعة لا تزال الرابعة بعد الظهر بتوقيت واشنطن.
والواقع أنه ابتداء من يوم 27 تموز (يوليو)، وبينما العالم العربي مشغول بمحاولاته لاحتواء الأزمة، قررت وزارة الدفاع الأميركية أن يكون الاستطلاع على منطقة الحشد العراقي كل ساعتين.
وفي صباح ذلك اليوم كانت تقارير الاستكشاف تقول إن الحشد العراقي يتزايد، ولكن هناك مجموعة من العناصر الضوررية لم تكتمل بعد رغم أن القوات في وضع هجومي من ناحية ترتيب خطوطها:
*الاتصالات مع شبكة الجيش العراقي مازالت محدودة.
* لا يبدو أنه حدث "التشوين" الكافي لذخيرة المدفعية.
*هناك ذخائر كثيرة مازالت ناقصة.
*الترتيبات الإدارية وطوابيرها المعهودة في حالة العمليات لم تظهر بعد.
وبعد ظهر نفس اليوم، اتصل الجنرال "كولين باول" رئيس هيئة أركان حرب الجيش الأميركي بالأمير "بندر بن سلطان" سفير السعودية في واشنطن، وطلب إليه أن يمر عليه لحديث غير رسمي.
كان الأمير "بندر" سفيراً غير عادي في واشنطن، وبحكم أنه سفير السعودية باهميتها الكبرى بالنسبة للولايات المتحدة، وبحكم أنه من أبناء الأمير "سلطان" وزير الدفاع، وبحكم أنه متزوج من الأميرة "هيفاء" إحدى بنات الملك "فيصل"، وبحكم أنه يتمتع بصلاحيات سياسية ومالية غير محدودة – فإن صلاته بالبيت الأبيض، ووزارتي الخارجية والدفاع، والبنتاجون، ووكالة المخابرات المركزية – كانت وثيقة إلى درجة غير عادية.
وحينما وصل الأمير "بندر" إلى مكتب الجنرال "كولين باول" بعد ظهر يوم 27 تموز (يوليو) – كانت لدى رئيس هيئة أركان حرب الجيش الأميركي أسئلة كثيرة يريد أن يستوضح إجاباتها من السفير السعودي الواسع الإطلاع والنفوذ.
وقد بادر "باول بسؤال "بندر"": "ما الذي يفعله صديقك صدام؟" (وكانت تلك إشارة إلى الرسالة السابقة التي حملها "بندر" من "صدام حسين" عندما كان الرئيس العراقي – بناء على نصيحة الملك "فهد" – يحاول أن يطمئن الولايات المتحدة).
ورد الأمير "بندر" بقوله: "إنه لا يعرف بالضبط، ولكنه يتصورها عملية استعراض عضلات لتخويف الكويتيين".
ثم استطرد الأمير "بندر" يقول: "إن هذه ليست المشكلة، ولكن المشكلة أن عمليات استعراض العضلات لن تتوقف، فإذا مرت هذه الأزمة بسلام، فالراجح أنها ستتكرر مرة أخرى، ومعنى ذلك أن النظام في العراق سوف يظل باستمرار ولسنوات طويلة مصدراً لقلق دائم".
وحسن سأل "كولين باول" عن الكويتيين ومدى صلابتهم، كان رد الأمير "بندر":
- "إن عائلة الصباح عائلة تجار، وليست لهم هوية سياسية محددة. والكويت كلها أقرب إلى أن تكون شركة منها إلى أن تكون دولة."
والظاهر أن الأمير "بندر" لم يكن يتوقع أكثر من استعراض العضلات هذه المرة، والدليل أنه خرج بعد مقابلته لـ "كولن باول" فركب طائرته وسافر إلى أوروبا.
ليس مجرد استعراض عضلات
ويوم 30 تموز (يوليو) طرأ جديد على أوضاع القوات العراقية، وكتب "والتر لانج" المسؤول في المخابرات العسكرية عن الشرق الأوسط تقريراً مختصراً يقول فيه "ان تقارير الاستطلاع تظهر أن الحشد العراقي ليس مجرد استعراض عضلات يقصد إلى تخويف الكويت".
وعندما وصل تقرير "لانج" إلى الجنرال "كولين باول" كان تعليقه: "إن الذي يحيره هو أن احتلال الكويت لا يحتاج إلى حجم الحشود العراقية، ويستطيع صدام حسين ان يحتل الكويت كلها بقوة بوليس". وخطرت لرئيس هيئة أركان الحرب فكرة رأى إبلاغها إلى وزير الدفاع "ريتشارد تشيني". وكانت فكرته أنه قد يكون من الأوفق ان تصدر الولايات المتحدة تحذيراً إلى العراق من مخاطر قيامه بأي عمل عسكري.
وكان الجنرال "كولين باول" قد اطلع على تقرير السفيرة "أبريل جلاسبي"، وفيه كانت السفيرة تطمئن الرئيس العراقي إلى أن الولايات المتحدة لن تتدخل في أي نزاعات عربية – عربية. ولعل الجنرال "كولين باول" أحس أن السفيرة أخطأت في الانطباع الذي تركه حديثها على تفكير "صدام حسين" – وكان تقديره الآن أن الموقف تغير، والنوايا العراقية اصبحت أشد وضوحاً، واحتمال استخدام القوة المسلحة أصبح وارداً يوم 30 تموز (يوليو)، ولم يكن كذلك يوم 25 تموز (يوليو) حين جرى اللقاء بين السفيرة الأميركية والرئيس العراقي – وإذن فإن تحذيراً أميركياً واضحاً قد يكون في هذه اللحظة مفيداً، وربما ضرورياً لتصحيح أي انطباع تركه حديث السفيرة "ابريل جلاسبي" على الرئيس "صدام حسين". واستمع "ريتشارد تشيني" وزير الدفاع إلى فكرة الجنرال "باول"، وقال إنه سوف يرد عليه بعد الاتصال بالرئيس "بوش". ثم عاد ورد عليه بأن "الرئيس لا يحبذ فكرة إصدار تحذير علني لصدام حسين". واستغرب الجنرال "باول" رفض اقتراحه لأنه لم يكن يكلف شيئاً. ولعله كان يمكن ان يوفر أشياء من حيث أنه يفرض على الرئيس العراقي إعادة حساباته.
وفكر الجنرال "باول" أن يتصل بعد ذلك بالجنرال "شوارتزكوبف" في مقر القيادة المركزية، ويسأله عن حالة استعداد القوات طبقاً للخطة رقم "1002 – 90"، وهي الخطة الموضوعة للطوارئ العسكرية في الخليج من وقت طويل، وكانت قد روجعت أكثر من مرة، وجرى تعديلها وفق تطورات الحرب العراقية الإيرانية واحتمال أن تحاول إيران (أو العراق) دخول مناطق البترول في ظرف تراه مناسباً.
ورد "شوارتزكوبف" بان القوت المخصصة للخطة مبعثرة، وهي في معظمها خارج المنطقة، ولا يوجد منها قريباً من الخليج إلا عشرة آلاف جندي معظمهم من البحرية.
أول إشارة: العراقيون اخترقوا
وكانت أول إشارة ببدء الغزو العراقي للكويت وصلت إلى واشنطن – رسالة من كلمتين بعث بها الأميرال "بيل أوينز" قائد الأسطول الأميركي السادس في البحر الأبيض، وكان "أوينز" قد تولى منصبه حديثاً بعد فترة قضاها مساعداً خاصاً لوزير الدفاع "تشيني". كانت الرسالة موجهة إلى "تشيني"، وقد وصلت في المساء المبكر بتوقيت واشنطن، ونصها: "العراقيون اخترقوا" (والقصد مفهوم، وهو أنهم اخترقوا حدود الكويت). ووصلت الإشارة إلى الجنرال "كولين باول" رئيس هيئة أركان الحرب، فدعا نائبه الجنرال "دافيد جيرميا" ومساعده الجنرال "توم كيللي" إلى الاجتماع به لتقدير الموقف. فقد توقع "كولين باول" أنه بعد قليل سوف يستدعى إلى البيت الأبيض، وعليه أن يكون مستعداً لأية مناقشات تجرى في مجلس القرار الأعلى مع الرئيس.
جورج بوش
وكان الرئيس جورج بوش" قد ابلغ بما وقع، وكان الذي أبلغه هو مستشاره للأمن القومي الجنرال "برنت سكوكروفت".
ولم يكن "جيمس بيكر" وزير الخارجية موجوداً في واشنطن، وإنما كان في سيبيريا مع نظيره السوفيتي. وهكذا فإن البيت الأبيض تولى إدارة الأزمة في ساعاتها الأولى. وكانت تلك مشكلة لأن مصادر ووسائل وزارة الخارجية في إدارة أي ازمة – لها أدوات ووسائل وقنوات واضحة، وأما في البيت الأبيض فإن كل شيء متشابك ومتداخل، كما أن القنوات نصف مضيئة، أو نصف مظلمة!
ودخل "جورج بوش" إلى مكتبه في البيت الأبيض حوالي الساعة التاسعة مساء، ووراءه مجموعة من المساعدين اختارهم لتمثيل الإدارة الأميركية عند مستواها الأعلى:
الجنرال "برنت سكوكروفت" مستشار الأمن القومي، و"جون سنونو" رئيس هيئة مستشاري البيت الأبيض.
"ريتشارد تشيني" وزير الدفاع، ومعه الجنرال "كولين باول" رئيس هيئة أركان الحرب، والجنرال "دافيد جيرميا" نائبه، و"بول وولفوويتز" مدير التقديرات الاستراتيجية في وزارة الدفاع.
و"روبرت كيميت" مساعد وزير الخارجية نظراً لغيبة الوزير، ثم "ويليام وبستر" مدير وكالة المخابرات المركزية، ونائبه للعمليات "ريتشارد كير" – ثم المستشار القانوني "بويدن جراي".
".