{{نارًا تأكلها نار تأملات سياسيه}}
هذا موضوع طريف يتعلق بتصوراتي الفكريه السياسيه بين الماضي والحاضر وحيث أنني وضعت هذا العنوان الذي قد يستغربه القرّاء لكنني أقصد معاني كثيره جداً ولايهني أن يفهم القارئ
من أول وهله بقدر مايهمني مفهوم المحتوى والسؤال هنا هل سمعتم في حياتكم أن نار تأكلها نار؟
قوائم الحياة أربعه الماء والكائن والأمن والوسيله وقوائم الدولة أربعه السلطان والجيش والإقتصاد
والسياده فإن إنعدمت واحده منهن لم يكن هناك شيء ليكون فمن الأمم التي سبقت الأمم سجل لها التاريخ حضورها وحضارتها وكذلك الأمم التي لحقت بها فتلك أممٌ فرضت نفسها وإما الأمم الناشئه فتلك أمم فُرضتً على حساب غيرها فنمت وترعرعت وصارت شيء من لاشيء والكلام لاينتهي سبحان الله مدبر شؤون خلقه أمه سادت وبادت وأمه تسود وتمضي وأمه لاتسود
كانت موجوده لهدف من أهداف الحياة هكذا خلقت لتكون ولاتسأل الخالق لماذاهي هنا ؟ وفي مناصفة حديثي لهذا المعرض التأملي في متناقضات الحياة وزوايا التاريخ أقول سمعنا وقرأنا وجربنا وشاهدنا كثير وفهمنا كثير أن من تعدى وطغى وتكبر وتجبر ذهب وذهب معه ماكان له
هكذا كانت أحوال الممالك والدول العضمى أمثال النمرود وشداد بن عاد وفرعون وإسطخر وهولاكو وجنكيز خان والقائمه لاتتسع للذكر حتى ينتهي المقام بهتلر وصدام إلا أن هناك شيئ
غريباً ربما نسيه التاريخ أوعجزعنه وأعياه حيله بالطبع لاتعلمون ماهو ولانذكره الآن بل بعد قليل
فعندما كانت الحياة تسيرعلى حسب فطرتها وطبيعتها وطريقتها لم يكن هناك من يخالفها بحريه الإختيار وما على التاريخ إلا تسجيل الوقائع والأحداث والأعمال والأقوال من الفرد والجماعه
لكن هذا بدء يتراجع ويخضع لمفاهيم محدثه وأيدلوجيات مصطنعه فرضت على الشعوب تحت شعارات واهيه وأفكار مظلله الهدف منها السيطره هذه الشعوب المغلوبة على أمرها وهي التي تفتقر إلى الوعي الثقافي الإجتماعي والفكري لكنها غنية بما يبرر إستعبادها من الثروات والطاقات
الكامنه في المكان والإنسان الذي هو كالأرض الطيبه التي كانت مهمله وغشاها الغبار ثم أعيد حرثها فإن ثمرها جديد وزرعها نضيد نعم نعم نعم لكن أين هو الزارع ؟ اليوم غداً بعد غد نقول عسى أن تشرق شمس الحريه لكن مادام لم يشاهد في الأفق بريق نور فالشروق بعيد وإنتظاره أبعد أرست مراسي قوماً لاعلم لهم ولاعهد لهم ولافكر لهم وقلب لهم فمتى يفقهون ؟ وسؤال آخر نطرحه وهو المهم في تأملاتنا ونعني به خصوصيتنا العربيه تلك الأمة المظلومه والتي جنى عليها
الزمن ونسيها التاريخ بما كان لها وما عليها لا شيء إنما بسبب هفوات الأخطاء وتعدد الآراء وحب الأهواء والرضى بالهون والنزول إلى الدون يقول أرسطو في نصيحته للإسكندر بعد تقسيم
بلاد فارس إلى ملوك الطوائف باعد فيما بين المجتمعات وفرق الجماعات ووكّل أمر الولايات للطغات وأكرمهم وأشغل الناس بحب المال والشهوات وضع من أهل الخلف في الأمام وأهل الإمام في الخلف وهكذا فهمنا هنا من هذه الوصيه التي كانت قبل ألفي وأربع مائة سنه هي موجوده
الآن ويُعمل بها وعندما نقف ملياً للتأمل والتسائل في ذات أنفسنا ومن يحمل هموم هذه الأمه أو يشاركها معاناتها فإننا نقف عاجزين عن رد الجواب أو فهم طبيعة الأشياء وفهم ما يحدث لنا وكأننا مغيبون جسد بلا روح
وقول بلا فكر وعمل بلا إنتاج صرخات وحراك هنا وهناك لكن كمن يصرخ في قعر بئر أو صوت صدى في سفح جبل وقبل ختام هذه التأملات التي وضعت من خلاها بعض ما هو واقع حال أمة تفنى وحق يهتضم عجباً لنا وعجباً منا لماذا نعود كما كنا في بداية أمرنا ؟ هل هو حكم الله ؟ أم حكمنا على أنفسنا أم حكم الطاغوت الذي رضيناه ؟ وما نود أن نقوله حتى تكون لدى القرّاء قناعه
بأن هذه سنّة الله في خلقه أمم تأكل أخرى وأمم تأتي وتأكلها فلا مكان للضعيف في البقاء بوجود القوي هاهي النار التي تأكلها نار فحكم القوي على الضعيف نار و الأقوى على القوي نار وحطب هذه النيران الشعوب ونقول هنا في زرع الأمل وبث روح التجديد ليس هناك ليل سرمدي وليس هناك نهار أبدي وهو الزمن والمكان فلو دامت لغيرك ما إتصلت إليك لا نقول لا لا لا تلك أيامنا والسلام عليكم }}{{تحيات صاحب القلم وكاتب هذه التأملات الفكريه التي تعبر عن فكر صاحبها فقط}{العقلا