الأقســـام الاداريـــة

حزب الله يستقبل نجاد استقبال الفاتحين

انهى الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد يوما اولا حافلا من زيارة مثيرة للجدل الى لبنان يتوقع ان تعطي دفعا قويا لحليفه حزب الله، وقد توزع بين محادثات رسمية ولقاءات شعبية استقبل خلالها "استقبال الابطال".
وفي احتفال شعبي شارك فيه الوف الاشخاص بدعوة من حزب الله وحركة امل الشيعيين، تحدث احمدي نجاد في الضاحية الجنوبية لبيروت عن "تغيير بدأت ملامحه في عالمنا اليوم"، متنبئا بقرب سقوط "نظام الراسمالية وفكرها" وبنشوء "نظام توحيدي" جديد بين الاديان.
وقال ان "الكيان الذي اوكلت اليه مهمة السيطرة من النيل الى الفرات لصالح النظام الراسمالي حبس خلف جدران بناها بنفسه".
واضاف ان "جبهة مقاومة تشكلت في فلسطين ولبنان وتركيا والعراق وايران"، مضيفا "اعلن هنا بكل ثقة ان هذا الكيان يتدحرج اليوم في مهاوي السقوط وليس هناك من قوة قادرة على انقاذه".
واشار الى ان "الصهيوينة الجوفاء ولانها تشعر انها وصلت الى الحائط المسدود ربما تبادر الى شرور جديدة علها تلتمس طريقا للخلاص". وقال "اعلن هنا ان اي شرارة جديدة تبدر من الكيان لن تجدي نفعا الا بتقصير عمر هذا الكيان المغتصب".
وتوجه الى اللبنانيين قائلا "قضاياكم وقضايانا واحدة لذا نحن موجودون معكم في جبهة واحدة (...) وسنبقى دوما معا في السراء والضراء".
ودافع الرئيس الايراني عن موقف حزب الله من المحكمة الدولية المكلفة النظر في اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، مشيرا الى وجود "استغلال" للمحكمة و"تلفيق اتهام الى اصدقاء".
وقال احمدي نجاد "في لبنان، نجد ان يد الغدر الآثمة امتدت الى صديق عزيز وشخصية غيورة على وطنها"، في اشارة الى رفيق الحريري الذي اغتيل في تفجير سيارة في شباط/فبراير 2005.
واضاف "ثم نرى بعد ذلك كيف تلفق الاخبار وكيف تستغل المجامع الحقوقية التابعة لانظمة الهيمنة لتوجيه الاتهام الى بقية الاصدقاء سعيا للوصول الى المرامي المشؤومة والباطلة عبر زرع بذور الفتنة والتشرذم".
وكان الامين العام لحزب الله حسن نصر الله قال في "كلمة ترحيبية" القاها من خلال شاشة عملاقة في الاحتفال ان "ذنب هذا الرئيس (احمدي نجاد) انه يعبر بشفافية وشجاعة عن منطق" ايران ومشروعها الحقيقي.
واضاف "يضيق به صدر الغرب لانه ينطق بالحق عندما يقول ان اسرائيل دولة غير شرعية ويجب ان تزول من الوجود".
وكانت الحشود استقبلت احمدي نجاد في ملعب الراية على وقع هتافات "الموت لاسرائيل" و"الموت لاميركا"، و"خوش آمديد" (اهلا وسهلا بالفارسية).
وحمل المحتشدون اعلاما ايرانية واخرى لحزب الله وحركة امل لوحوا بها طويلا عندما اطل عليهم الرئيس الايراني، بينما كان مقدم الحفل يقول بصوت جهوري "احمدي نجاد في الضاحية الجنوبية، ضاحية الاباء والكرامة، ضاحية الامام الخميني والسيد الخامنئي".
وعلقت في ملعب الراية لوحات كبيرة على جدران الابنية المجاورة عليها صور مؤسسة الجمهورية الاسلامية روح الله الخميني ومرشد الجمهورية علي خامنئي والى جانبها الارزة رمز لبنان وكلمة "الله" الموجودة على العلم الايراني.
واحاطت بالمنصة لوحات اخرى تظهر دبابات اسرائيلية من طراز ميركافا مقلوبة مع جندي اسرائيلي يبكي مع عبارة "اسرائيل سقطت".
وكان اقيم استقبال شعبي حاشد صباحا للرئيس الايراني لدى وصوله الى بيروت. فقد حياه الاف المواطنين على الطرق المؤدية الى مطار بيروت ونثروا عليه الارز والورد.
واجرى احمدي نجاد جولة محادثات رسمية مع نظيره اللبناني ميشال سليمان تم خلالها التوقيع على اكثر من 15 اتفاق ومذكرة تفاهم في المجالات الاقتصادية والتجارية والتقنية لا سيما في مجالات الزراعة والاتصالات والصحة والبيئة والتعليم والسياحة والرياضة والطاقة والمياه.
واشاد الرئيس الايراني في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره اللبناني ب"مقاومة الشعب اللبناني والحكومة والجيش في مواجهة العدو الصهيوني".
وقال ان "لبنان غير معادلات الاعداء الاحادية لتصبح في صالح شعوب المنطقة"، مضيفا "طالما ان الروح العدوانية (اسرائيل) قائمة، لن تشهد منطقتنا الاستقرار".
ويرى الخبراء ان زيارة احمدي نجاد ستعطي دفعا قويا لحليفه حزب الله، في وقت يتخوف سياسيون من فريق الاكثرية النيابية المناهض للحزب الشيعي من استخدامها من اجل "تغليب فريق على فريق آخر" في الداخل.
وتجنب الرئيس الايراني الرد على سؤال يتعلق بالجدل المثار حول زيارته والتحذيرات من ان يكون الهدف منها اظهار لبنان وكأنه "قاعدة ايرانية على حدود اسرائيل"، لا سيما في ضوء جولته المقررة الى الجنوب الخميس.
واكتفى بالقول انه موجود في لبنان "بدعوة رسمية" وانه "ضيف فخامة الرئيس والحكومة والشعب"، داعيا اللبنانيين الى "الوحدة والتضامن والسعي المشترك من اجل البناء".
وشكر سليمان من جهته الرئيس الايراني على "وقوف ايران الدائم الى جانب لبنان في وجه الاعتداءات الاسرائيلية والتهديدات المتمادية" وعلى "الدعم في مجال اعادة الاعمار اثر عدوان تموز/يوليو 2006 الذي تمكن لبنان من التصدي له ودحره بفضل تضامن جيشه ومقاومته وشعبه".
وتساهم ايران في عملية اعادة اعمار لبنان بعد نزاع 2006 بين حزب الله واسرائيل الذي خلف دمارا كبيرا.
والتقى الرئيس الايراني ايضا رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس المجلس النيابي نبيه بري. واقيم على شرفه غداء رسمي في القصر الجمهوري، بينما استضافه بري على العشاء.
ووضع احمدي نجاد اكليلا من الزهر على نصب الشهداء في وسط بيروت. وسيتوجه الخميس الى الجنوب، المنطقة الحدودية مع اسرائيل.
وتأتي الزيارة في اجواء ضاغطة بين طهران من جهة واسرائيل والغرب من جهة ثانية على خلفية برنامج ايران النووي.
وجددت واشنطن الاربعاء رفضها، تعليقا على زيارة احمدي نجاد، اي محاولات ل"زعزعة استقرار" لبنان، بحسب ما قالت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون.
واعتبر البيت الابيض من جهته ان زيارة الرئيس الايراني تظهر ان اهتمام حزب الله بايران يفوق اهتمامه باللبنانيين، واصفا سلوكه "بالمستفز".
وجددت اسرائيل تنديدها بالزيارة "الاستفزازية". وقال مسؤول حكومي اسرائيلي لفرانس برس طالبا عدم الكشف عن اسمه ان "زيارة احمدي نجاد تكمل تحول لبنان الى تابع لايران".

http://news.maktoob.com/article/5716188?utm_source=Daily-Newsletter&utm_medium=Major-Featured&utm_campaign=Newsletter