الشيوعية عائدة لتحكم الدنيا.. من جديد..
على أجنحة رأسمالية دراكيولا الأمريكية ..
إلاّ إذا ظهر نظام جديد غير نظرية القدافي الثالثة
وكتابه الأخضر طبعا… لإنقاذ الكون وناسه الطيبين ..
من حوت الشيوعية .. وغول الرأسمالية الأمريكية…
…….كان من المعتقد والممكن .. بل والأكيد المؤكد أيضا .. أن تسقط الشيوعية في الصين وكوريا الشمالية .. وبالتالي في كوبا فيديل كاسترو .. بعد سقوطها المُدَوي في الاتحاد السوفياتي .. الذي تمزق في دويلات إقليمية .. لها أنظمتها الاقتصادية التي ارتبطت بشكل أو آخر باقتصاد السوق.. الذي هو اقتصاد أمريكي كان قد سعى حثيثا بركائزه الرأسمالية لإسقاط النظام الشيوعي .. ليبقى وحده الغول الذي يلتهم خيرات الدنيا وجهود الناس البسيطين الطيبين . ولو أن الدول التي انبثقت عن انهيار الاتحاد السوفياتي .. كانت قد تَرَيَثَت قليلا .. وانتظرت قبل تبنيها نظام اقتصاد السوق الأمريكي .. الذي أودى بها إلى ما هو حال الناس البسيطين من فقر وفاقة وعوز.. حتى في الولايات المتحدة الأمريكية نفسها .. التي هيَ مهد ذلك النظام .. الولايات المتحدة الأمريكية التي في أزقتها وحواريها ملايين التعساء .. الباحثين عن بعض قوت في بقايا زبالات ومُخَلَّفات الأثرياء.. الذين كان من المحال أن يُثروا لولا امتصاصهم عرق جهود الفقراء البؤساء .. لو أن تلك الدول الخارجة من جحيم الشيوعية .. اتأدت وصبرت قليلا قبل توجهها إلى اقتصاد السوق الأمريكي.. كما اتأدت كل من الصين وكوريا الشمالية وكوبا .. وما لحق أي منها بها متخلية عن شيوعيتها .. منضمة إلى سوق اقتصاد الغول الرأسمالي الأمريكي .. لما صار حالها حال أهل أوربا الشرقية الذين تفرَّق الكثير منهم في دول أوربا الغربية والدول العربية والأفريقية .. لاجئون يعملون في أحط المهن والخدمات ولاجئات يعملن غالبا في الدعارة والتسول في أحسن الحالات ..
……الناس هذه الأيام في روسيا أم الاتحاد السوفياتي في حال ولا أدنى من الفقر والحاجة .. بعد أن برزت فيه طبقة من أصحاب البلايين والمليارات .. وأصحاب الملايين منهم يُعتبرون من فقرائهم.. كان عامة الناس في عهود الاتحاد السوفياتي الشيوعية .. يعيشون في مساكن تقيهم قر الشتاء.. موفرة لهم الدفء والخبز واللبن واللحوم يوميا .. مقابل عملهم في مؤسسات الدولة .. إذ ليس هناك مؤسسات غيرها لأن الدولة تملك كل شيء .. حتى الإنسان .. شيوعية الاتحاد السوفياتي لم تكن بالناس رؤوفة رحيمة .. إنما لمصلحتها الاستثمارية كانت توفر الغذاء والإيواء واللباس للمواطن .. ليعيش ويعمل في خدمتها .. ليحيا الأسياد بالرفاهية الذي كان يحياها قادة النظام الشيوعي .. أما في ظل رأسمالية نظام اقتصاد السوق الأمريكية .. فالمواطن يُفني حياته لكسب لقمة العيش .. وبه يكسب مصّاصوا الأموال التي هيَ دماء المواطن حتى فنائه الأخير أو هجرته خارج الديار.
…..مواطنو كوبا وكوريا الشمالية والصين الشعبية رأوا العظة بروسيا الرأسمالية فاتعظوا ورضوا بشيوعيتهم والبؤس الذي هم فيه.. بديلا عن البؤس الأدنى والأكثر تدنيا الذي سيحل بهم .. كما حلّ بأهل روسيا .. إذا انساقوا لتغيير النظام الشيوعي الذي يحكمهم . ولأن كوبا الأقرب جغرافيا .. أو فلنقل الألصق بالولايات المتحدة الأمريكية .. كان من السهل عليها معرفة ما يجري داخل النظام الرأسمالي الأمريكي العفن .. وما هو قائم في أزقته وحواريه من تعاسة وبؤس ومعاناة .. وما حصل لأهلهم الذين أُخذوا بالبريق الرأسمالي وعبروا الحدود إلى الولايات المتحدة الأمريكية .. من مهانة وذُل وجوع واستعباد .. جعل الحياة في ظل النظام الشيوعي الكوبي جنة نعيم.. وكان هذا الواقع هو السبب الأساسي لاستمرار نظام كاسترو الشيوعي .. وصموده في وجه المحاولات الأميركية المتوالية لإزالته .. لأنه كان محميا بالشعب الكوبي الذي يعرف حقيقة النظام الرأسمالي الأمريكي .. الذي يقتات بدماء مواطنيه.. ومازال هذا النظام قويا صامدا رغم مرور ما يقرب من ستين عاما .. على قيامه في خاصرة الولايات المتحدة الأمريكية .
…..وازدهار الصين وتَمَكُن كوريا الشمالية من تصنيع القنبلة النووية وصمودها الطويل في وجه واشنطن .. يدفع هذه الأيام شعوب أوربا الشرقية للتفكير بإمعان في أحواله الاقتصادية .. مقارنة مع أحوال الصين وكوريا الشمالية وكوبا .. والتمرد بدأ عمليا في بعض هذه الدول .. وكذلك ظهور بوادر ثورات .. بعد أن أدركت شعوب أوربا الشرقية .. أن النظام الشيوعي كان أرحم بهم من نظام رأسمالية دراكيولا مصّاص الدماء الأمريكي .. هذا إذا لم يتمكنوا من الوصول إلى نظام اقتصادي عادل يُنصفهم .. غير النظام الرأسمالي الذي صاروا إليه.. وغير نظام الكتاب الأخضر والنظرية الثالثة القذافي طبعا . وليس هذا فقط.. بل إن رأسمالية أمريكا الدراكيولية .. جعلت شعوب دول أمريكا الجنوبية .. تُفكر ألف مرة ومرة .. فبل أن تمنح ثقتها الانتخابية لمرشحي اليمين الموالين لواشنطن .. وكانت عودة اليساري هوغو شافيز رئيسا لفنزويلا للمرة الثانية .. لمواقفه العنيفة المناوئة لسياسة مصّاصي الدماء الأمريكان ورَجُلُهم الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش .. عودة شافيز كانت بدء التمرد في أمريكا الجنوبية على رأسمالية الشمال .. إذ بعده جاء غارسيا الاشتراكي رئيسا لبيروفيا .. وفي انتخابات نيكاراغوا فاز بالرئاسة الأولى دانييل اورتيغا .. وفي كانون الأول عام 2005 فاز الهندي الأحمر اليساري ايغو موراليس برئاسة بوليفيا… مشيرا أن الهنود الحمر الذين حاول الأمريكي المجرم إبادتهم بشكل نهائي .. عادوا لينتقموا من إجرام المجرمين الذين قدموا من سجون أوربا إلى قارتهم الطاهرة مُدَنسين فتلة مجرمين .. وفي كانون الثاني 2006 صارت ميشال باشليت اليسارية أيضا رئيسة لجمهورية تشيلي وفي تشرين الأول 2006 أعيد انتخاب اليساري لولا دا سيلفا رئيسا للبرازيل للمرة الثانية والحبل على الجرّار .
…… على أبواب الولايات المتحدة الأمريكية تسبح الأنظمة اليسارية والاشتراكية والشيوعية .. مما يشير بوضوح إلى أن الشيوعية عائدة على أجنحة الرأسمالية الأمريكية القذرة .. لتحكم الدنيا من جديد .. هذا إذا لم يظهر نظام آخر ينقذ الكون من حوت الشيوعية وغول الرأسمالية….؟؟؟؟؟؟