قام مجموعة من الشباب لا يزيد عمر أحدهم على 30 عاما بتصوير فيلم بعنوان "114"، عن موقعة "كبريت" التي تعدّ من أهم المعارك الكبرى، التي شرّفت العسكرية المصرية، ووضعتها في مكانة متميّزة.
الفيلم يقوم ببطولته ويُخرجه كل من "محمد خضر"، و"مازن سعيد"، وقام بكتابته "أحمد سمير"، وقد انتهى فريق العمل من تصوير "التريللر" الخاص بالفيلم، متضمنا مشاهد اشتباكات عسكرية، وهم حاليا في رحلة بحث عن منتج لأول فيلم عسكري عن حرب 6 أكتوبر، وقصص البطولات المصرية في "كبريت".
كانت "كبريت" تقع على خط برليف في الجزء الفاصل بين الجيشين الثاني والثالث، وفي أضيق فاصل بين البحيرات المُرة الكبرى والصغرى.. بالإضافة إلى أن المسافة بين الشاطئين الغربي والشرقي كانت لا تتعدى 500 متر.. كل هذه العوامل وغيرها جعلت "كبريت" أنسب موقع للعدو للقيام بالاختراق والوصول لمدينة السويس، ومحاولة تطويق الجيش الثالث، وبعد استيلاء الكتيبة 602 و603 من الجيش المصري على الموقع، دارت بينهم وبين العدو معارك عنيفة كبّدت العدو خسائر فادحة، وانتهت بحصار العدو لهم لمدة 114 يوماً، انتهت في تاريخ 20 فبراير 1974، عندما عقدت اتفاقية فكّ الاشتباك ورفع الحصار.
وقال عنها هنري كسينجر -وزير الخارجية الأمريكي- حين ذاك: "إنها إحدى المعارك الكبرى التي شرّفت العسكرية المصرية، ووضعتها في مكانة متميزة بين جيوش العالم"، بينما قالت عنها الصحف الإسرائيلية: "لا ندري كيف استطاع المصريون أن يصمدوا في حصار دام 114 يوماً دون مياه أو إمدادات، ولم يستسلموا، وكانوا يبادرون بالهجوم".
"أحمد سمير" (المؤلف) يعمل في مجال الموارد البشرية، وليست لديه أي تجارب سينمائية سابقة، وعن فكرة الفيلم يقول: "الفكرة جات لي بعد ما قريت مقال "حدث في كبريت" لمصطفى بكري في 2008.. ولما فكّرت لقيت إن إحنا عندنا 7 أو 8 أفلام بس عن حرب أكتوبر، لكن عدم وجود أفلام كتيرة عن الحرب بيقلل من انتماء الجيل الجديد لانتصارنا العظيم".
وأضاف "سمير": "إن قلة وعي الأجيال الجديدة بتاريخ حرب أكتوبر، والصراع العربي-الإسرائيلي هو ما دفعني لكتابة الفيلم".
وأكد "سمير" أن البحث استغرق منه حوالي شهرين، قابل خلالهما أشخاصاً شاركوا في معركة "كبريت"، وسمع منهم القصص بوقائعها الحقيقية، كما قام بقراءة العديد من الكتب عن حرب أكتوبر، أما عن الجهات الإنتاجية فيقول "سمير" إنهم حاليا في مرحلة التفاوض مع أكثر من جهة، وأنه سبق أن عرضت جهات إنتاجية إنتاج الفيلم، لكنه رفض؛ لأنهم وعلى حد قوله: "كانوا عايزين ينفّذوه بشروط، ومنها إنهم يغيروا "مازن" و"خضر" اللي هيخرجوه، ويجيبوا ممثلين محترفين، أنا ضدّ ده؛ لأن فكرتي الأساسية هي إن البطل يبقى القصة، مش الممثل فلان أو المخرج علان"، إلا أن "سمير" رغم بحثه عن جهة إنتاجية لم يحصل إلى الآن على موافقة رقابية وأمنيّة على سيناريو الفيلم.
أما عن "محمد خضر" الممثل والمخرج، فقد درس ومارس التصوير الفوتوغرافي، وعمل بمجال الـArt Direction لفترة، ويقوم حاليا بعمل دراسات في مجال السينما في نيويورك وهوليود، ويقول "خضر" إنه بدأ بعمل "تريللر" للفيلم؛ لمساعدتهم في تسويقه، وإيجاد منتج له بشكل أسرع.
ويحكي "خضر" عن رد الفعل بعد تحميل "التريللر" على موقعيْ يوتيوب وفيس بوك: "قلَب الدنيا، والناس كانت حابة الفكرة أوي، وفيه ناس كتير من الوسط الفني برضه عجبهم، منهم خالد أبو النجا، اللي اتحمس أوي للفكرة، وأيضا تامر حبيب"، وشدّد "خضر" على أنه يأمل في أن يحصل الفيلم على أكثر من جهة إنتاجية، بالإضافة لرعاة، ويعلّق: "ميزانية الفيلم مش كبيرة خالص، لكن إحنا محتاجين الدعم أكتر من الفلوس".
ويقول "مازن سعيد" (الممثل بالفيلم والمشارك في الإخراج)، وهو يعمل مخرج فيديو كليبات وأفلام تسجيلية، إن أحداث السودان بعد مباراة مصر والجزائر السنة الماضية كانت من أهم الأسباب التي دفعته للاشتراك في الفيلم، وتابع: "اللي حصل خلاني أبتدي أفكّر وأبصّ لصورة مصر بالخارج، فبالخارج المصري دلوقتي هو اللمبي وتامر حسني؛ لأن هو ده اللي بيطلع في الأفلام بقاله سنين، بس في الحقيقة مش ده المصري".
ويقول "سعيد" إنه قابل "أحمد سمير" خلال هذه الفترة، وتحدث معه عن صورة مصر بالخارج ومفهوم الوطنية، فاقترح "سمير" عليه فكرة الفيلم، ويقول: "عجبني إن قصة الفيلم جديدة وماحدش يعرف عنها حاجة... إزاي إحنا كشباب عمرنا ما سمعنا عن كتائب "معركة كبريت" في الإعلام بتاعنا؟". ويضيف "سعيد" أنه لم يحصل على موافقة أمنيّة رغم بدئه في التصوير لعدم وجود جهة إنتاجية.
الجدير بالذكر أنه على مدار 37 عاما مرت على حرب أكتوبر 1973 قدمت السينما المصرية عدة أفلام، بلغ عددها ثمانية أفلام لكنّ لم يتناول أيٌ منها الحربَ بشكل دقيق.. وقد شهدت الفترة عقب حرب أكتوبر إنتاج فيلم كل عام تقريبا، ففي الفترة من 1973 إلى 1981 تم إنتاج ستة أفلام، ثم أنتج فيلم واحد بعد الحرب بثلاث عشرة سنة، وآخر بعد تسع عشرة سنة.. ومن المؤسف أن حدث الحرب لم يكن هو الحدث الرئيسي في أي من هذه الأفلام، ولكنه أتى دائما كحدث عارض وسط قصة رومانسية، أو اجتماعية عادية تصلح للتقديم بشكل منفصل، دون الحاجة لإقحام حدث الحرب، فضلا عن ضعف المشاهد الحربية إلى حد مؤسف.
ومن أبرز هذه الأفلام: أبناء الصمت، الوفاء العظيم، الرصاصة لا تزال في جيبي، بُدور، حتى آخر العمر، العمر لحظة".
عن المصري اليوم (بتصرّف) تريلر الفيلم 114