منقول من المجموعه 73 مؤرخين
معركة السموع الجوية
بقلم
العميد الركن الطيار(متقاعد) فاروق بشير عابدين
حصريا للمجموعة 73 مؤرخين
لايجوز نقل المقال او اعاده نشره بدون الاشاره للكاتب والموقع كحق ادبي لنا
مقدمه من المجموعه 73 مؤرخين
تعودنا خلال عملنا في المجموعه 73 مؤرخين ان نحارب تشويه الحرب والانتصارات المصريه ، لكن في تلك المره ننشر حقائق عن معركه السموع الجويه التي دارت في عام 1966 بين الطيران الاردني والطيران الاسرائيلي ، والتي نشكر العميد فاروق بشير علي اتاحه الفرصه لنا لنشرها في موقعنا ونتشرف بأنضمامه الي نخبه الابطال العرب الذين يتابعون الموقع ويعملون علي اثرأه دائما بكل الحقائق عن الانتصارات العربيه المنسيه في ادراج التاريخ
يدعي الاسرائيليون ان المعركة كانت بين 4 مقاتلات اسرائيلية فرنسية-الصنع من طراز ميراج-3 سي و 8 مقاتلات اردنية بريطانية-الصنع من طراز هوكر هنتر و انهم اسقطوا اثنتين من مقاتلات هنتر و ادعوا لانفسهم بطولات مهولة و هالة من العبقرية و المهارة في الطيران
ولتلك المعركه حقيقه وحيده لكن حاول الجانب الاسرائيلي كعادته دائما ان يشوه تلك المعركه ويظهر طياريه بمظهر بطولي اكبر كثيرا من حجمهم الطبيعي والقصه الاسرائيليه لهذا الاشتباك علي الرابط التالي لفيلم وثائقي اسرائيلي
معارك جويه عربيه اسرائيليه
والقصه الحقيقه هي ما يرويها العميد فاروق لتوضيح مدي الكذب الاسرائيلي الاعلامي .
معركه السموع الجويه .
كي نتذكر ولا ننسى ، نكتب إلى أطفال هذا الوطن و شبابه حتى يتذكروا بأن من سبقوهم من جند القوات المسلحة الأردنية ضحوا واستبسلوا وقاموا بإنجازات عظيمة حفاظاَ على منعة أرض هذا الوطن وسمائه ليكونوا قدوة يحتذى بهم ، فاستشهد من استشهد وخلد التاريخ أسمائهم وبطولاتهم أمثال الشهيد الطيار فراس العجلوني والشهيد الطيار موفق السلطي وغيرهم من الشهداء الأبطال، وأما من تبقى من المقاتلين البواسل القدماء فينتظر قدره بعزة وكرامة وكبرياء…………… فلا نامت أعين الجبناء.
التاريخ: الثالث عشر من تشرين الثاني عام 1966
موقع المعركة: أرض وسماء قرية السمًوع / الأرض المحتلة / فلسطين
المعركة: بين ثلاث طائرات مقاتلة أردنية قديمة الصنع نوع (هوكر هنتر) و ست عشرة طائرة ميراج اسرائيلية حديثة الصنع والتقنية نوع (ميراج-3)
أسباب المعركة:
تقع قرية السمَوع بالقرب من مدينة الخليل في فلسطين المحتلة يقطنها عدة آلاف من المواطنين وبعض المقاتلين الذين كانوا يعرفون في ذلك الوقت بالفدائيين. تسلل المقاتلون إلى داخل الشريط الحدودي وزرعوا عبوات ناسفة ومتفجرات على الطريق الذي تستعمله القوات الإسرائيلية أثناء دورياتها الروتينية. انفجرت هذه العبوات فقتل وجرح عدداَ من أفراد جيش العدو. قامت قيادة القوات البرية والجوية الإسرائلية بإعداد خطة محكمة ودقيقة للإنتقام و للقضاء على هؤلاء الفدائيين، وعندما اكتمل التخطيط والإعداد شنت القوات البرية والجوية هجوماً كبيراَ ومفاجئاَ على قرية السمَوع.
العقيدة القتالية الإسرائلية:
قبل الكتابة عن هذه المعركة وجب علينا تعريف العقيدة العسكرية الإسرائلية للقارئ والمبنية على التفوق العددي والآلي والإستخباراتي والتقني.
تزج اسرائيل في كل معاركها الأرضية والجوية بخيرة قواتها المسلحة وبعدد لا يقل عن أربعة إلى خمسة أضعاف القوة المخطط لمهاجمتها لإحراز نصر مضمون سريع وحاسم ، لتحافظ على تفوقها العسكري دوما ولإضعاف الروح المعنوية للأ مة العربية و جيوشها، وهذا ما حصل في هذه المعركة، فقد هاجمت قوة إسرائيلية مكونة من أربعمائة آلية ودبابة مدرعة مدعومة بثلاثة آلاف جندي من المشاة والمظليين قرية السمَوع صباحاَ، معززة بسرب من طائرات الميراج -3 يقدر عددها ب ( 16) طائرة مقاتلة حديثة الصنع والتقنية كإسناد لقواتها البرية وكغطاء جوي يحميها.
المعركة الجوية.
في صباح يوم الأحد الباكر الموافق 13 تشرين الثاني 1966 هاجمت القوات المعتدية البرية منها والجوية قرية السمَوع الصامدة ، فدار قتال عنيف واستبسالي ومستميت بين العدد القليل والمحدود من ضباط وأفراد قواتنا المسلحة وأ هالي القرية المسلحين و القوات الغازية الإسرائيلية، واستأسد الجند فكان قتالهم بطولي وفطري بامتياز، فاستشهد ما يقارب من خمسة عشر ضابطاَ وفرداَ من القوات الأردنية الباسلة في معركة غير متوازنة في العدد والعدة وقتل العديد من القوات الإسرائلية الغاشمة ومن بينهم ضابط قائد قوات المظليين وقائد العملية العسكرية العقيد ” يواف شاهام ” . لم تعلن اسرائيل كعادتها عن عدد قتلاها ، ودمرت القوات الإسرائيلة قبل انسحابها المدرسة والمستوصف الطبي والجامع ومخفر القرية.
في خضم المعركة الأرضية استنفرت قيادة سلاح الجو الملكي الأردني طياريها المقاتلين من السرب الأول المقاتل في قاعدة الملك حسين الجوية (المفرق) لمساندة قواتنا الأرضية ودحر العدوان، فدوى إنذار الإقلاع الفوري في القاعدة، وتسابق الطياريين المقاتليين إلى طائراتهم بروح معنوية عالية، وفي دقائق معدودة أقلع تشكيلان يتكونان من أربع طائرات مقاتلة، قاد التشكيل الأول الملازم الأول الطيار موفق السلطي والطيار المساند له الملازم الأول الطيار إحسان حميد شردم، وأعطي اسم ” التشكيل الأحمر” لسهولة التعريف والمخاطبة ،وقاد التشكيل الثاني ” التشكيل الأزرق” الملازم الأول الطيار جاسر زيَاد والطيار المساند له الملازم الطيار فاروق عابدين.
أقلع التشكيلان بفارق زمني بسيط واتجه الصقور إلى سماء المعركة على ارتفاع منخفض ( 50 ) قدم (15) متراَ فوق سطح الأرض وبسرعة (600) عقدة جوية (1110) كيلو متر /الساعة ، وفي الطريق إلى المعركة قمنا بفحص أجهزة التسديد وكمرات التصوير وحولنا مفاتيح سيطرة المدافع في الطائرات من مدفعين الى أربعة لتأكيد كثافة النيران. قام الرادار الأرضي الأردني بتوجيه الجميع لمكان وتواجد الطائرات الإسرائلية بالرغم من عدم كشفه لطائراتنا لقلة ارتفاعنا تخوفاَ من كشفنا من قبل الرادارات والطائرات المعادية ولنشكل مفاجأة للطائرات الإسرائلية قبل الإشتباك، وتحقق الهدف، كنا نمرر مواقعنا إلى الرادار الأردني بكلمات مقتضبة ومحدودة وبدوره كان الرادار الأردني يمرر لنا كامل المعلومات عن عدد الطائرات الإسرائلية ومواقعها فكانت كثيرة ومبعثرة . تسلق التشكيل الأول مرتفعاَ في سماء المعركة واشتبك فوراَ مع أربع طائرات معادية، وبعدها بدقيقتين ارتفع تشكيلنا الأزرق ولحق بأربعة طائرات معادية أخرى أقل ارتفاعاً منا وعلى بعد (2_2.5) ميل جوي تقريباَ .
المفاجأة: إنسحاب طائرة أردنية مقاتلة من المعركة.
في هذه اللحظة فوجئت وقائد التشكيل الأزرق بطائرة أردنية مقاتلة تطيرعلى يميننا بمسافة ميلاً واحداَ باتجاة معاكس وعلى نفس الإرتفاع، مغادرة سماء المعركة متجهة شرقًا يتبعها صاروخ معادي حراري نوع ” مترا -550 ” ، قام قائد تشكيلنا ” الأزرق ” الطيار جاسر بتحذير الطائرة الأردنية ومنادياً عليها باللغة الإنجليزية قائلاَ – طائرة هنتر متجه شرقاَ ( بريك – بريك) طالباَ منها تغيير اتجاهها بسرعة لتفادي إصابتها بالصاروخ المعادي.
قام الطيار الأردني الذي نجهل هويته آنذاك بتغيير اتجاهه الى الأسفل واليمين وبشكل حاد وأفلت من الإصابة المحققة ومر الصاروخ المعادي من خلف طائرته وإلى اليسار، فنادى عليه قائد تشكيلنا مرة أخرى طالباَ منه تعديل وضعه لإنتهاء الخطورة وباللغة الأنجليزية ( ريكفر- ريكفر) أي ارجع الى وضعك الطبيعي ، غادرت الطائرة سماء المعركة ولم نعد نراها بالرغم من المنادة عليها من قبل قائد التشكيل الأحمر الطيار موفق السلطي وكذلك من قبل قائد التشكيل الأزرق وأيضاَ من الرادار الأردني ولم تقم الطائرة بالإستجابة لأي نداء.
بقي في سماء المعركة ثلاتة طيارين أردنيين يقاتلون باستبسال وبروح قتالية عالية وتصميم بطولي،
قائد التشكيل الأحمرالملازم الأول الطيار موفق السلطي يقاتل أربع طائرات اسرائيلية وحيداَ دون حماية جوية بسبب إنسحاب الطيار المساند له من المعركة، وثبت أيضاً كامل التشكيل ” الأزرق” الملازم الأول الطيار جاسر زيًاد والطيار المساند له الملازم الطيار فاروق عابدين. للأسف لم تكن هناك رؤية متبادلة بيننا وبين الطيار السلطي للعمل على تغطيته فبقي وحيداً ودون حماية.
عند ملاحقتنا للطائرات الأربع الإسرائيلية من الأعلى شاهدت طائرة معادية خلفنا محاولة اللحاق بنا ، فناديت على قائد التشكيل وأبلغته عن هذه الطائرة المتسللة والتي كانت على بعد (2) ميل. أجاب قائد التشكيل وباللغة الأنجليزية ( عُلم – تصَرف)، عندها وجب علي معرفة نية واتجاه الطيار الإسرائيلي فعملت على الدوران إلى اليسار بعيداً عن قائد تشكيلي حيث كان يطير على يميني وكانت المسافة بيني وبين قائد التشكيل ميل جوي واحد عندها قام الطيار الإسرائيلي بالدوران إلى اليسار محاولاً اللحاق بطائرتي.
أبلغت قائد تشكيلي عن الوضع الذي أنا فيه وبدأت بالاستعداد للإشتباك معه ، وعندما أقتربت الطائرة الإسرائيلية من الخلف وبالوضع الذي يمكَنني من الإلتحام والإشتباك معها، بدأت بالمناورة القتالية القصوى إلى
لجهة اليمنى لتغطية قائد تشكيلي اثناء الألتحام وقمت بحركة قتالية عنيفة تسمى باللغة الأنجليزية
( High G Barrel Roll )
جاعلا من طائرتي هدفاً يستحيل النيل منه وفي ثوان معدودة إنزلقت الطائرة الإسرائيلية من خلف طائرتي وأصبحت امامي مباشرة فقمت فوراَ بالتسديد والرماية عليها، ولكنني لم ألاحظ اصابتها فعدت وبسرعة قمت بالتسديد عليها مرة ثانية خوفاَ من هروبها لتفوق سرعتها، فأصيبت في جناحها الأيسر وقذف الطيَار الإسرائيلي بالمظلة مخلفاَ وراءه غطاء غرفة الطيار في أرض المعركة.
( أفاد عطوفة قائد سلاح الجهة اليمنى الجو الملكي الأردني، الفريق أول الطيار صالح الكردي آنذاك بأن غطاء غرفة الطائرة الإسرائيلية والتي اسقطت في المعركة قد أرسل إلى جمهورية مصر العربية بناءاَ على طلب سعادة السفير المصري في الأردن ليعرض الغطاء على القوة الجوية المصرية).
الإنسحاب :
يعتبر الإنسحاب بسلامة من هذه المعركة أكثر خطورة من الإشتباك الجوي مع هذه الطائرات بسبب تفوق المواصفات العملياتية للطائرات الأسرائيلية، فطائرات الميراج الإسرائيلية كانت الأحدث في العالم من حيث التقنية الفنية و تفوق سرعتها التي تفوق سرعة الصوت بضعفين ومقدرتها على التسلق لإرتفاعات عليا وتجهيزها برادارات جوية تستطيع كشف طائراتنا عن بعد دون مساعدة الرادارات الأرضية ،وحملها لصواريخ جو- جو حرارية نوع ” مترا (550 ) ومدفعين عيار (30) ملم طويلا المدى، كذلك التفوق العددي الكبير الذي يفوق عدد طائراتنا، (16) ستة عشر طائرة اسرائيلية مقابل (3) ثلاث طائرات أردنية ،و تستطيع هذه الطائرات اللحاق بطائراتنا في منتهى السهولة لمقدرتها على الطيران بسرعة تفوق ضعفي سرعة المقاتلات الأردنية.
اما طائراتنا فكانت قديمة ، نوعها ” هوكر هنتر” بريطانية الصنع ،سرعتها أقل من سرعة الصوت ، لا تملك أي نوع من أنواع التقنيات الحديثة ولا تحمل صواريخ جو- جو ، وليس بها راداراَ ولا أجهزة ملاحة جوية ، ولكنها مزودة فقط بأربعة مدافع عيار (30) ملم قصيرة المدى فعالة وقاتلة على المسافات القريبة.
إان الدخول في معركة جوية في هذه الظروف والخروج منها سالمين ، ودون إسقاط أي طائرة معادية يعتبر بحد ذاته نصراً كبيراً لطيارينا ، فكيف يكون الأمر عند إسقاط طائرتين اسرائيليتين من قبل ثلاث طائرات أردنية؟ .
بعد اسقاطي للطائرة الأسرائيلية ، عدت إلى التشكيل القتالي مع قائد تشكيلي والذي كان يتابع ويلاحق أربع طائرات ميراج كانت تطيرعلى ارتفاع أقل من ارتفاعنا بألفي قدم تقريباً وبتشكيل يساري قريب واستطيع القول يأنه تشكيل استعراضي وليس قتالي وعلى بعد (2-2.5) ميل فلم نستطع التقدم منهم بسبب تفوق سرعتهم، وعندما انخفضنا واقتربنا قليلا منهم تنبه الإسرائيليون لوضعنا وإذا بالطيار الإسرائيلي رقم (4) الأخير من التشكيل ينفصل إلى اليسار والأعلى وبعد ثوان معدودة تبعه الطيار رقم (3) وبنفس التكتيك و فقدنا رؤية الطائرتين اللتان انفصلتا عن التشكيل وأصبحت متابعتنا للطائرتين اللتان أمامنا مستحيلة لاذدياد سرعتها الأمامية بشكل لا يمكننا من اللحاق بهما، وبدأ وقود طائراتنا بنقصان ملحوظ فكان لا بد من تقييم الوضع بسرعة وحكمة. عندها نادى قائد التشكيل الأزرق على جهاز اللاسلكي بضرورة انسحاب جميع الطائرات الأردنية حيث بدأت المعركة تأخذ منحى مختلف تماماَ، وكان قرار قائد التشكيل في منتهى الحكمة وبعد النظر.
أكد جاسر على موفق بالإنسحاب فوافقه موفق وبدأ تشكيلنا بالإنسحاب فوضعنا طائراتنا بوضع عامودي سفلي ولولبي وبغطاء جوي ممتاز وبجاذبية أرضية شديدة تتراوح ما بين (6-8) جاذبية علما بأن طائرات الهنتر محددة ب (6) جاذبية كحد أعلى،عندما وصلنا الى ارتفاع (50) قدم تقريباً من سطح الأرض ، قمنا بالطيران فوق الوديان وبين التلال إلى أن وصلنا إلى شمال البحر الميت وجنوب مدينة أريحا ومنها إلى قاعدة الملك حسين الجوية( المفرق) وهبطنا بسلام . كان مؤشر الجاذبية في طائرتي يشير الى (10) جاذبية وهو أمر غريب وغير معهود و لم اشعر به أثناء الأشتباك كلياً.
اثناء عملية الأنسحاب نادى الطيار موفق على الجهاز اللاسلكي بأنه أطلق النار على طائرة اسرائلية ولكنه لم يؤكد اسقاطها. ولا بد ان اذكر هنا حقيقة ناصعة وجب الأشارة اليها وهي ان قائد التشكيل الأزرق الملانم اول الطيار جاسر زيًاد تمييز و أدار المعركة الجوية باحترافية رائعة وباتزان وهدوء أعصاب وحكمة فكان واضحاَ وهادئاَ عند اعطائه للتعليمات والأوامر دون اي انفعال مما أضفى واقعية مميزة للمعركة فهي من صفاته الحميدة والفطرية في الجو وعلى الأرض.
استشهاد الملازم الأول الطيار موفق السلطي:
حقيقة يجب ان تؤرخ . بأن موفق لم يستشهد في سماء المعركة ولم تستطع اي من الطائرات الأسرائلية اسقاط اي من طائراتنا في سماء المعركة بالرغم من تفوقها الشامل علينا. مما يدل دلالة واضحة لا شائبة فيها بان مستوى الطيارين الأردنيين تفوَق بجدارة على الطيارين الأسرائليين في هذه المعركة وهذا فخر ناصع لقواتنا المسلحة ولطيارينا المقاتلين.. استشهد البطل موفق السلطي اثناء عملية الأنسحاب شمال غرب البحر الميت بعد ان تم متابعته من قبل طائرة اسرائيلية اثناء عملية الأنسحاب ، للأسف المؤلم ، لم يشعر موفق بأن طائرة اسرائلية كانت تتابعه من الخلف نظراً لعدم وجود غطاء جوي يحميه من قبل مشكله الذي تركه وحيداً في المعركة.
اطلق الطيار الأسرائيلي حوالي ثلاثة صليات على طائرة موفق ولم يستطع اصابتها لارتفاعه المنخفض جداً ولكنها اصيبت بمدافع الطائرة الأسرائيلية عندما تسلق الشهيد فوق تلة صغيرة كانت امامه فأصبحت طائرة موفق هدفاَ يسهل اصابته ، فأصيب في الجناح الأيسر. انحرفت طائرة الشهيد الى اليسار وبشكل أفقي ، فقذف موفق من الطائرة ولم يكتمل انفتاح المظلة نظراً لوضع الطائرة الأفقي ولقلة ارتفاعه فارتطم شهيدنا بالأرض وتوفاه الله.
( أن عملية استشهاد موفق السلطي جاء بعد تحليل فلم الطائرة الأسرائلية التي اسقطته حيث حلل الفلم في السرب الأول المقاتل عندما امر المرحوم جلالة الملك حسين طيب الله ثراه بشراء الفلم الأسرائيلي بمبلغ عشرون الف جنيه استرليني من إذاعة ال (بي بي سي) في بريطانيا بعد بثها للفلم ).
بعد عشرة دقائق من هبوطنا بقاعدة الملك حسين الجوية عادت وهبطت الطائرة الأردنية التي انسحبت من المعركة.
بعد مرور ثلاثة عقود اعترفت اسرائيل بسقوط طائرتين مقاتلتين لها في معركة السَموع . أسقطت الأولى في أرض المعركة أما الأخرى فكانت مصابة إصابة شديدة اثناء اشتباكها، فعادت لقاعدتها ولم يتمكن قائدها من السيطرة عليها فعمل على القذف منها وتحطمت الطائرة بالقرب من قاعدتها الجوية، وبالعودة إلى نداء الشهيد موفق السلطي أثناء إنسحابه بأنه أطلق النار على طائرة اسرائيلية يتبين هنا بأنها من نصيبه قبل استشهاده ، رحمه الله . أما الطياران الإسرائيليان اللذان أسقطا في هذه المعركة فهما : جيورا أورين و جيدون أرور.
( Gideon Aror) & (Giora Oren )
هكذا بدأت وانتهت معركة السُموع الجوية بعز وكرامة وكبرياء وندعو الله بأن يحمي الأردن من كل اثم وعدوان وعاش بواسل القوات المسلحة وصقوره الميامين حامين أرضه وسمائه، ورحم الله شهداء وطننا العزيز واسكنهم جميعاً فسيح جنانه وهو القائل في كتابه المبين ” والآخرة خير وأبقى” صدق الله العظيم.
العميد الركن الطيار المقاتل-متقاعد
فاروق بشير عابدين