مجريات المعركة
تمثال يمثل بطل المعركة أندرياس هوفر، التمثال بني على تلة جبل إيزل
12 نيسانفي 12 نيسان 1809 ثار قائد وحدة سلاح البنادق "مارتين تايمر" (بالألمانية: Martin Teimer) على المحتلين البافاريين واستطاع السيطرة على عاصمة الإقليم إنسبروك، مما اضطر قائد القوات البافارية الجنرال "كينكِل" مع وحدته للإستسلام للتيروليين.
25 أيارفي 25 أيار 1809 حشد التيروليون 5000 جندي من الفلاحين الذين تحصنوا في سفوح الجبال الجنوبية لإنسبروك بما فيها جبل إيزل، لينضم إليهم 1000 من سلاح البنادق بقيادة "يوسف شبيكباخر" (بالألمانية: Josef Speckbacher) مدعومين ب 1200 جندي نمساوي
ترافقهم 5 قطع مدفعية، قائد القوات المجتمعة كان "أندرياس هوفر" (بالألمانية: Andreas Hofer)، ليواجهوا القوات البافارية بقيادة الجنرال ديروي (Deroy) و تعدادها 5000 جندي. بعد أيام من القتال - الذي تقطع بسبب العواصف الرعدية - كان البافاريون يسيطرون على وادي
إنسبروك والفلاحون على سفوح الجبال، ولكن بعد وصول أخبار هزيمة نابليون بونابرت (حلفاء البافاريين) في معركة آسبرن (بالألمانية: Aspern) قرب فيينا، تشجع الفلاحون ليشنوا الهجوم النهائي في 29 أيار 1809 ويُلحقوا خسائر فادحة بالجيش البافاري، مما أجبره على الإنسحاب إلى كوفشتاين.
في الأثناءعاود نابليون الكرّة على النمساويين ليعوض عن هزيمة آسبرن وينتصر على النمساويين في معركة فاغرام في 5 و 6 حزيران 1809 وأجبرهم على توقيع وقف إطلاق النار في
(تسنايمر) في 12 تموز 1809. قرر نابليون استغلال الفرصة بتوجيه قوته لاقتحام المقاطعة الثائرة والقضاء على الثورة، فبدأ الحشد في النصف الثاني من شهر تموز.
حشد جديدفي أواخر تموز لعام 1809 أمر نابليون 25000 جندي باقتحام تيرول من عدة محاور، إلا أن هذه القوات المهاجمة تكبدت على كافة المنافذ للتيرول خسائر جمة، وذلك على الجبهات الأربع المؤدية
لإنسبروك، بسبب وعورة المنافذ الجبلية المؤدية إلى المنطقة، وشراسة الفلاحين في الدفاع عن أرضهم، ولكن القوات استمرت في التقدم حتى وصلت إلى مشارف إنسبروك أواخر تموز.
المعركة الكبرى
- في 13 آب 1809 جرت أحداث المعركة الحاسمة على جبل إيزل، حيث نجح ما يقارب على 15,000 جندي من مجمل القوات المهاجمة أخيراً في الوصول إلى مشارف إنسبروك.
وهكذا وقفت قوات نابليون بقيادة المارشال الفرنسي ليفيبفر (بالفرنسية: Lefebvre) و المكونة من الفرنسيين و البافاريين و الساكسيين وقدرها 15000 جندي لتقابل عدداً مشابها من التيروليين
بقيادة أندرياس هوفر، و تحت إمرته القائد بيتر ماير (بالألمانية: Peter Mayr) الذي جلب
قوات متوحدة من جنوب وشمال التيرول ليشكلوا قلب القوات التيرولية.
استفاد التيروليون من وعورة الجبال، و موقع جبل إيزل الحصين من ناحية، و القريب من دار
السلاح في إنسبروك و طرق الإمداد من جنوب تيرول من ناحية أخرى، فاستطاعوا الصمود بوجه التحالف الفرنسي المحترف لتنتهي المعركة بانتصار التيروليين و انسحاب الفرنسيين واتباعهم في
15 آب 1809 إلى كوفشتاين من جديد.
هذا الجزء من المعارك، وهذا الإنتصار هو الذي خُلِّد في الرسم الدائري في إنسبروك، ويشكل
جزءاً من التراث التاريخي للمنطقة و سببا للفخر والحس الوطني لأهل التيرول، كما أنها صارت أحد أعلامها السياحية والثقافية، بالمتاحف والتماثيل التي خلدت ذكراها. (انظر التحليل).
نهاية الثورةفي 14 تشرين أول 1809 وبعد انتصار نابليون على النمساويين في "فاغراين" أُجبر القيصر النمساوي على توقيع الصلح المهين في قصر "شوونبرون" في فيينا. المعاهدة التي تعتبر نهاية هذه
الحملة على النمسا، وتخلت بموجبها النمسا عن مقاطعات بشرق الإمبراطورية وشمالها، فخسرت مقاطعات في بولندا و تنازلت عن سالتزبورغ لبافاريا، والمهم هنا أن النمسا أُجبرت على التخلي عن دعم الفلاحين الثوار في التيرول، مما فتح الباب أمام نابليون للإعداد مرة أُخرى لاقتحام
المقاطعة! حيث أعطى نابليون الأمر في نفس اليوم الذي وُقعت فيه الإتفاقية باقتحام تيرول لإخضاعها.
في 24 تشرين الأول وقفت القوات البافارية على أبواب إنسبروك، وكان أندرياس هوفر قد غادرها
ليتحصن بجبل إيزل من جديد. وفي 1 تشرين الثاني هاجم الجيش البافاري (حليف نابليون) قوات تيرول للمرة الأخيرة لتختتم معارك جبل إيزل بهزيمة التيروليين الذين فقدوا دعم قيصرهم و دولتهم
التي تخلت عنهم، فكانت النتيجة انهيار الجبهة في ساعتين، وهرب بطلهم أندرياس هوفر إلى جنوب تيرول، الذي قبض عليه في 28 كانون الثاني 1810 و أعدم في مانتوا (بالإيطالية: Mantua) الإيطالية في 20 شباط 1810.