قال وزير الدفاع الروسي اناتولي سيرديوكوف يوم الاثنين 13 ديسمبر/كانون الاول، ان القيادة الروسية ستتخذ الاجراءات المناسبة ردا على نشر اية قوات اجنبية قرب حدودها.
وأوضح سيرديوكوف في معرض تعليقه على وثائق دبلوماسية امريكية مسربة كشفت عن قيام حلف الناتو بإعداد خطط عسكرية للدفاع عن جمهوريات البلطيق من هجوم محتمل من روسيا، اوضح ان روسيا تأمل في أن هذه الوثائق لا تعكس الحقيقة، الا انه حذر من ان نشر اية قوات اجنبية قرب الحدود الروسية سيثير قلق موسكو وسيدفعها الى اتخاذ الاجراءات المناسبة.
ودعا وزير الدفاع الروسي حلف الناتو الى نفي ما جاء في الوثائق "ويكيليكس" رسميا، باعتبار ان هذه الوثائق تتعارض مع تصريحات الحلف العلنية.
وكشفت بعض المراسلات الدبلوماسية الأمريكية التي نشرها موقع "ويكيليكس" عن قيام حلف الناتو بوضع خطة مفصلة للدفاع عن جمهوريات البلطيق من هجوم محتمل مصدره روسيا. وجاء في المراسلات انه في حال وقوع عدوان روسي ضد دول البلطيق، فسيتم نقل نحو 10 فرق عسكرية من الولايات المتحدة وبريطانيا والمانيا وبولندا الى المنطقة. كما ستصل سفن عسكرية بريطانية وأمريكية الى الموانئ الشمالية لبولندا والمانيا. وذكرت صحيفة الغارديان البريطانية التي نقلت هذه المعلومات ان وزراء دفاع دول الناتو أقروا الخطة بالحروف الأولى يوم 22 يناير/كانون الثاني الماضي. كما أقرته قمة الحلف في لشبونة يومي 19 و20 نوفمبر/تشرين الثاني خلف الأبواب المغلقة.
موسكو تحذر من عواقب رفض إشراكها في بناء الدرع الأوروبية وأشار سيرديوكوف الى ان روسيا والناتو قد بدآ العمل على وضع تحليل مشترك للمخاطر بما في ذلك في مجال الدفاع المضاد للصواريخ. وأضاف ان موسكو تأمل في التوصل الى موقف موحد مع الحلف ازاء مشروع الدرع الصاروخية في أوروبا. وحذر من انه إذا لم يتوصل الطرفان الى اتفاق، فستضطر روسيا الى تطوير الوسائل لاختراق الدرع الصاروخية التابعة للناتو.
واعتبر سيرديوكوف ان المقتراحات التي قدمتها موسكو الى الحلف حول التعاون في مجال الدفاع الصاروخي متوازنة ومفيدة بالنسبة لكلا الطرفين. وأوضح أن هذه المقترحات تهدف الى تقليص النفقات المالية والجهود العسكرية المبذولة الى االحد الأدنى بالإضافة الى إزالة قلق موسكو من خطط الحلف في هذا المجال بشكل كامل.
وأكد سيرديوكوف ان عناصر المنظومتين المضادتين للصواريخ الروسية والامريكية قابلتان للدمج من وجهة النظر التقنية. وأضاف ان روسيا مستعدة لتحمل مسؤولية امن منطقة محددة من الفضاء الذي ستحميه المنظومة الدفاعية المشتركة، وفي هذه المنطقة ستكون روسيا مسؤولة عن جميع جوانب الدفاع الصارخي بما فيها صواريخ الاعتراض ومحطات الرادارات. أما في ما يخص التعامل في مجال تبادل المعلومات، فأوضح سيرديوكوف ان الطرفين قد أجريا مرارا مناورات في هذا المجال وهو لا يتوقع حصول اية مشاكل من هذا القبيل في إطار إقامة منظومة درع صاروخية مشتركة.
وأضاف سيرديوكوف انه في حال عدم موافقة الناتو على إشراك موسكو في عملية بناء الدرع الصاروخية كشريك متكافئ، فإن روسيا ستكون مضطرة لاتخاذ إجراءات تفقد المنظومة الأوروبية فعاليتها. وألمح وزير الدفاع الروسية الى امكانية تعزيز قدرات الردع الروسية في مقاطعة كالينينغراد الروسية أو في اية منطقة روسية أخرى.
روسيا ستوسع قنوات ترانزيت الشحنات التابعة للناتو الى أفغانستانأكد اناتولي سيرديوكوف ان روسيا مستعدة لتوسيع ترانزيت الشحنات التابعة لحلف الناتو الى أفغانستان، مؤكدا في الوقت نفسه ان موسكو لن ترسل جنودها الى أفغانستان.
وقال سيرديوكوف: "قلنا منذ البداية اننا لن نشارك في الحرب بأفغانستان بجنودنا. لكننا مستعدون لتقديم أي دعم مطلوب في ما يتعلق بنقل الاسلحة والمعدات الحربية والأشخاض. وأضاف انه قد تم الاتفاق على فتح الطريق ليس امام الشحنات المتوجهة الى أفغانستان فحسب، بل ايضا امام العائدة منها. كما ذكر ان موسكو تدرس في الوقت الراهن مشروع توريد مروحيات نقل عسكرية الى أفغانستان.
سيرديوكوف: العقيدة العسكرية للناتو تسمح بتعزيز العلاقات مع روسيا
اعتبر وزير الدفاع الروسي ان العقيدة العسكرية التي أقرها زعماء دول الناتو خلال القمة في لشبونة يومي 19 و20 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، تسمح بتعزيز العلاقات مع روسيا. وقال: "نحن نأمل في ان كل هذه التصريحات وإقرار العقيدة الجديدة، ستغير الوضع. كما نأمل في أن تصرفات حلف الناتو في المستقبل ستتسم بضبط النفس وستتحسن مقارنة بما كانت عليه في السابق".
وفي الوقت نفسه، قال سيرديوكوف انه غير متأكد من ان الناتو لن يحاول في المستقبل توسيع حدوده شرقا على الرغم من إقرار عقيدته الجديدة.
تأجيل المصادقة على معاهدة تقليص الأسلحة الهجومية الاستراتيجية لن يوثر في العلاقات بين روسيا والناتو
اعترف وزير الدفاع الروسية اناتولي سيرديوكوف بوجود مشاكل أمام المصادقة على معاهدة تقليص الاسلحة الهجومية الاستراتيجية بين روسيا والولايات المتحدة، نافيا ان تكون هذه المشاكل غير قابلة للتجاوز.
وقال: "نحن لا نشعر بتعثر العمل على المصادقة على المعاهدة. في حقيقة الأمر العمل جار وشركاؤنا الأمريكيون يبلغوننا بمساره". كما أضاف أن معاهدة تقليص الأسلحة الهجومية الاستراتيجية تعتبر شأنا روسيا-أمرييا ثنائيا وان تأجيل المصادقة عليها لا يجب ان يؤثر في العلاقات بين روسيا الناتو.
http://arabic.rt.com/news_all_news/59646