Egyptian commandos
لـــواء
الـبلد : المهنة : طالب المزاج : الحمد الله التسجيل : 05/12/2010 عدد المساهمات : 2170 معدل النشاط : 2146 التقييم : 185 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: سرار البركة.. ثمرة الطاعة الإثنين 6 ديسمبر 2010 - 18:45 | | | سرار البركة.. ثمرة الطاعة
البركـة.. ثمــرة الطاعــة يقوم في حساب المسلم وعقيدته أن نمو النعمةوزيادتها وحفظها من السوء والهلاك، كل ذلك يسمى البركة، وهي في جوهرها منحة إلهية يختص بها الله تعالىمن يشاء من خلقه. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البركة هي زيادة في القليل، وسعة في الضيق، وهي كثرةووفرة ونماء. وقد ورد ذكر البركة في آيات كثيرة من القرآن الكريم والسنة المشرفة.وفي بيان مفهوم البركة وتوضيح عدد من سبل جلبها، التقينا الدكتور كامل صكر القيسي، الباحثفي إدارة الإفتاء والبحوث في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي. ويستهل حديثه موضحا أن البركة هي إحدى ثمار الطاعة،وهي من الأسس المعتمدة في عقيدة المسلم وتصوره، وإحدى مفردات لغة الإيمان التييتعامل بها المؤمن عند الأسباب والمسببات. يقولالنووي في شرح معنى البركة: وأصلالبركة الزيادة وثبوت الخير والاستمتاع به. وفي شرح منتهى الإرادات: البركة، الزيادة أو حلول الخيرالإلهي في الشيء. {البركة في القرآن الكريم} يأتي لفظ البركة في القرآن الكريم بمعنى العطاء الكثير الذييتجاوز حد العد والحساب، وتأتي البركة دائما بصيغة الجمع الذي يدل على الزيادة والكثرة،وهي قد وردت في ثلاثة مواضع في القرآن الكريم، الأول قوله تعالى {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ القرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَاعَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ وَلَكِن كَذَّبُوافَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}(سورةالأعراف/ الآية 96). والثاني قوله عز وجل (سورة هود/ الآية 48). {قِيلَ يَا نُوحُ اهْبطْ بسَلامٍ مِّنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَوَعَلَى أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُممِّنَّا عَذابٌ أَلِيمٌ}، والموضع الثالث قوله تعالى {قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللهِ رَحْمةُ اللهِوَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ البَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجيدٌ} (سورة هود/ الآية 73). والأن البركة بمعنى الرفعة والعلو، فقد وصف الله تعالى بهابيته الحرام، وكتابه العزيز، فضلاً عن أراضٍ وأماكن وأشخاص وأشياء، من ذلك قولهتعالى {إِنَ أَوَّلَ بَيْتٍ وَضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي ببَكَّةَ مُبَارَكاًوَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ}(سورةآل عمران/ الآية 96). ووصف كتابه بأنه مبارك{وَهَذا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَيَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ القُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بالآخِرَةِيُؤْمِنُونَ بهِ وَهُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ}(سورةالأنعام/ الآية 92). ووصف عيسى عليه السلامنفسه فقال: {وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بالصَّلاةِوَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيَّا}(سورةمريم/ الآية 31). وقال الله تعالى {وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَامُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبينٌ}(سورةالصافات/ الآية 113)، ووجه نبيه أن يدعو بأنينزله منزلا موصوفاً بالبركة فقال {وَقُل رَّبِّ أَنْزِلْنِي مُنزَلاً مُّبَارَكاً وَأَنْتَ خَيْرُالمُنزِلِينَ} (سورة المؤمنون/ الآية 29). ووصف شجرة الزيتون بأنها مباركة، فقالتعالى في (سورة النور/ الآية 35) {اللهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ مَثلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍفِيهَا مِصْبَاحٌ المِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّيُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لاَّ شَرْقِيَّةٍ وَلاَغَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَىنُورٍ يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللهُ الأَمْثَالَلِلنَّاسِ وَاللهُ بكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}. ووصف أراضي وأماكنمقدسة وقرى بالبركة، من ذلك قوله عز وجل في مستهل (سورة الإسراء){سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ المَسْجِدِالحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُمِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}. {البركة في السنة المطهرة} نجد لفظ البركة حاضرا في السنة النبوية المطهرة، وقد وردت البركة بصيغة التضعيف والتثنيةأيضا دلالة على الزيادة والنماء. قال رسول الله (صلىالله عليه وسلم): <<اللهم اجعل بالمدينة ضعفي ما بمكة من البركة>>- رواه مسلم. وعن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله (صلىالله عليه وسلم)، قال: <<اللهم بارك لنا في صاعناومدنا، واجعل مع البركة بركتين>> - رواهمسلم. وعن عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا أُتي بلبنقال: <<بركة أو بركتان>>- ابن ماجه. وعن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله(صلى الله عليه وسلم) قال لفاطمة:<<ائتني بزوجك وابنيه>> فجاءت بهم، فألقى رسول الله (صلى الله عليهوسلم) كساء فدكيا، ثم وضع يده عليهم ثم قال: <<اللهم إن هؤلاء آل محمد، فاجعلمجيد>> قالت أم سلمة: فرفعت الكساء لأدخل معهم، فجذبه من يدي وقال: <<إنك علىخير>> - المعجم الكبير.وفي شرح قول الرسول (صلى الله عليه وسلم): <<اللهمبارك لهم في مكيالهم، وبارك لهم في صاعهم، وبارك لهم في مدهم>> - البخاري ومسلم، قال القاضي: البركة هنا بمعنى النمو والزيادة وتكون بمعنى الثباتواللزوم. {العلاقة بين البركة والتقوى} إن تقوى الله عز وجل مفتاح كل خير، قال تعالى {...وَمَن يَتَّقِ اللهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاَّ وَيَرْزُقْهُ مِنْحَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ...} (سورة الطلاق/ الأيتان 2 -3). وقد عرّف العلماءالتقوى بأن تعمل بطاعة الله، على نور من الله، ترجو ثواب الله، وأن تترك معصيةالله على نور من الله، تخاف عقاب الله. أما البركة فهي الزيادة التي تنتجهاالتقوى لتكون ثمرة لها، والدليل على ذلك قوله تعالى {وَلَوْ أَّنَ أَهْلَ القُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَاعَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُوافَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}(سورةالأعراف/ الآية 96). وقوله عز وجل {وَأَن لَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُم مَّاءًغَدَقاً} (سورة الجن/ الأية 16). وفي الأثر أن الرب تبارك وتعالى قال: <<إذا رضيتباركت، وليس لبركتي نهاية، وإني إذا غضبت لعنت، ولعنتي تدرك السابع من الولد>> الزهد لابنحنبل، وحلية الأولياء. وإذا زلت القدم في الخطأ والعصيان، لم يكن ذلك سببا لمحق البركة، مادام المسلم يسارع إلىالتوية والإنابة والإستغفار، فمن لزم الأستغفار فتح الله عليه أبواب الرزق والبركة، وفرّج همه، وأزال كربتهورزقه من حيث لا يحتسب. قال الله تعالى {فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفَّاراً يرسل السماء عليكم مدراراويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً}(سورةنوح/ الآيات 10 إلى 12). وقوله تعالى على لسانهود عليه السلام {...ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدراراَّ...}(سورةهود/ الآية 52). وقديما قيل لرجل من الفقهاء: {ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب} فقال الفقيه: <<والله، إنه ليجعل لنا المخرج،وما بلغنا من التقوى ما هو أهله، وإنه ليرزقنا وما اتقيناه، وإنا لنرجو الثالثة>> {...ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا} (سورة الطلاق/ الآية 5). {أعمال تجلب البركة وتحفظها} تحل البركة في حياتنا يوم أن يلتزم المرء بأمر الله،وتوجيهات رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ويكون شعاره دائما تقوى الله، حيث ما حلوارتحل، لتصبح التقوى امتثالا في القلب تجاه أمر الله، وشفافية في الضمير، تجاه مانهي عنه وزجر، عندها تغشى السكينة الإنسان وتحل عليه البركة. الأعمال الصالحة، هي الأبواب التي تجلب الخير والبركة، وحين نتأمل آيةالإنفاق، وهي الأية 261 من سورة البقرة، ونتمعن في كل كلمة وفي دلالتها على عمقالمعنى الذي تؤديه، والدلالة التي توحي بها، فإننا نفهم معنى البركة، قال تعالى {مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فيكل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم}، فالحبة الواحدة تنبت سنبلة واحدة، لكن البركة في الإنفاق جعلتها سبعسنابل، والطبيعي أن تكون في السنبلة عشرون حبة أو أكثر بقليل، لكن البركة جعلتها مئة، ولم تكتفالآية بتلك الزيادة، لكن القرآن جعلها تتضاعف أضعافا كثيرة، وقال علماء اللغة: إنكل معدود قليل مهما كثر لأن له حدودا. من أجل ذلك لم يكتف القرآن بذلك، جاعلاالزيادة لا حدود لها فهي زيادة مطلقة غيرمقيدة، ولذلك ختمت آلاية بقوله {والله واسع عليم}، فتلك زيادة ليس لها مقدار معين لأن الباب الذي تخرج منه باب واسعلا يعرف مداه إلا الله، وهذا الباب هو الذي يمثل البركة في حساب الله عز وجل. وكما أن الإنفاق يجلب البركة في سعة الرزق فإن صلةالرحم كذلك. قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): <<من سره أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه>> - البخاريومسلم، وفي رواية:<<صلة الرحم وحسن الخلق وحسن الجوار، تعمر الديار وتزيد فيالأعمار>> - أحمد. يقول النووي:<<ينسأ>>أي يؤخر، و<<الأثر>>الأجل، لأنه تابع للحياة في أثرها، وبسط الرزق توسيعهوكثرته، وقيل البركة فيه. هذه الزيادة بالبركة في عمره والتوفيق للطاعات وعمارة أوقاته، بماينفعه في الآخرة، وصيانتها عن الضياع في غير ذلك>>. والدعاء من الأعمال الصالحة التي تجلب البركة، وكان النبي (صلى اللهعليه وسلم)، يطلب البركة في أمور كثيرة، فعلمنا أن ندعوا للمتزوج فنقول:<<بارك الله لك، وبارك عليك، وجمع بينكما في خير>> - رواهأحمد وأبو داود، والدعاء لمن أطعمنا:<<اللهم بارك لهم فيما رزقتهم، واغفر لهم، وارحمهم>> - رواهأحمد وأبو داود والترمذي، وقد دعا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لأنس بالبركة، فقال:<<اللهم أكثر ماله وولده، وبارك له فيما أعطيته>> - رواهالبخاري ومسلم. قال أنس فواللـه إن مالي لكثر، وإن ولدي وولد ولدي ليتعادون علىنحو المئة اليوم>> - رواه مسلم وإبن حبان.
|
|