_____________________________________________________________________________
_____________________________________________________________________________
يذكر المحللون أن الملف النووي "الإسرائيلي" ظل دائما ملفا ملتهبا بين العرب و"إسرائيل". فقبل سنتين من الآن، اشتكت كل من مصر والسعودية والأردن من الخطر الذي تطرحه منشآت مفاعل ديمونة النووية في النقب، غير أن لجنة "إسرائيلية" متخصصة في مجال الطاقة الذرية، أكّدت في ذلك الوقت، أن طبيعة المنطقة الجيولوجية والهيدرولوجية قد تمّت دراستها تفصيليًا قبل إنشاء مركز ديمونة النووي، وأنه لا خطر من ورائه وقد تم اغلاق الملف بدعم من القوى الغربية الكبرى، تحديدا الولايات المتحدة وبريطانيا.
ويرى مراقبون أن الخطر النووي من ذلك المفاعل ما زال قائما، وأن هناك أطنانًا من المخلّفات المشعة مخزّنة منذ 30 عامًا في صهاريج وبراميل قديمة في صحراء النقب، في أماكن تحت الأرض فوق طبقة صخرية مائية ضخمة، مشيرين إلى أنه "إذا حدث زلزال كبير بجانب موقع هذه النفايات فسيؤدي ذلك إلى كارثة نووية".
وحسبما يقول الخبراء العسكريون، فإن المنشأة العسكرية "الإسرائيلية" السرية اتبعت سياسية "اللاشفافية والغموض" فيما يتعلّق بترسانتها النووية الكبيرة. ولم تؤكد إسرائيل أبداً ـ كما أنها لم تنف ـ امتلاكها لأسلحة نووية. وكل ما تؤكِّده في كل مرة هو أنها تحتفظ "بالخيار النووي"، وهو ما يفسِّر المقولة العربية : إن "إسرائيل" ستظل "خطرًا نوويا غير معلن".
ومما يزيد من تعقيد الأمور في المنطقة العربية أن الولايات المتحدة كانت وما زالت مصمِّمة على موقفها المزدوج تجاه سياسة نزع الأسلحة النووية، حيث تصرّ على أن تخضع له جميع الدول فيما عدا إسرائيل، وهو ما دفع بعض الدول مثل الهند وباكستان إلى التذمّر من المقياس الغربي المزدوج تجاه الدولة الصهيونية، وقيام بعضهم بالفعل بتطوير برنامجه النووي.
وتقول معلومات مؤكدة أن لدى "إسرائيل" مخزونًا ضخمًا من الصواريخ الباليستية التي تسمَّى أيضا بأسلحة الدمار الشامل (WMD)، لكن التقديرات تختلف بشأن طبيعة الرؤوس النووية المخزنة، وعددها الذي يتراوح ما بين 100 ـ 300 رأس نووي.
ومن ضمن التقديرات "البسيطة" للأسلحة النووية "الإسرائيلية" أن لدى "إسرائيل" 150 من صواريخ Jericho-1، و50 من صواريخ Jericho-2s ، و160 من صواريخ MGM-C55. وهناك تعاون بين إسرائيل ودول عديدة في هذا المجال، فصواريخ Jericho-3، قد تمّ تطويرها بمساعدة جنوب إفريقيا (أيام النظام العنصري)، كما أن "إسرائيل" كانت تطور أسلحتها النووية بالتعاون مع الهند أيضًا.
وحول إمكانات هذه الصواريخ فإنها من طراز Jericho-2s معقَّدة للغاية، حيث يبلغ مداها أكثر من 1500كم، كما تبلغ الشحنة المتفجِّرة القصوى لها نحو 1000 كلغ. أما صواريخ Jericho-3 فهي تسمح لـ"إسرائيل" بأن تضرب أهدافها في أنحاء العالم العربي، بالإضافة إلى الأجزاء الجنوبية لأراضي الاتحاد السوفيتي السابق. وبالتالي، فإن صواريخ Jericho-3 تمثِّل تقنية إضافية لصواريخ Jericho-2.
__________________________________________________________________________
__________________________________________________________________________
ويقول خبراء أن أقوى طرازات الصواريخ الموجوة في الترسانة النووية "الإسرائيلية" هو شافيت (Shavit) الذي استعمل وما زال يستعمل لإطلاق الأقمار الصناعية، غير أنه يمكن أيضًا "أن يتم تجهيزه لأغراض عسكرية فيتحوَّل إلى صاروخ باليستي في منتهى القوة "حيث يمكن أن يصل مداه إلى 4500 كم بشحنة متفجرة تصل إلى 1100 كيلو غرام.
وتقول تقارير استراتيجية إن "إسرائيل" تريد أن تردع العرب عن الحرب، ولكن هذه الأسلحة مع ذلك يمكن أن تغريها باستغلال هيمنتها العسكرية لإشعال الحروب في المنطقة. وهو عكس ما يراه الصهاينة الذين يؤكّدون أن مثل هذه الأسلحة المفزعة، يمكن أن تردع الهجوم على "إسرائيل"، إضافة إلى أن امتلاكها هذه الأسلحة يمكن أن يمنع من الانجراف إلى حرب نووية.
وقد وضعت "اسرائيل" ترسانتها النووية في حالة تأهب عدة مرات. إحداها في حرب أوكتوبر/تشرين الأول 1973، وتم تحديد 35 هدفا في أرجاء الدول العربية.
__________________________________________________________________________
__________________________________________________________________________
وفي ظل وجود هذه الحقائق وما يعززها من اعتقال عدد من الاميركيين بتهمة التجسس على مراكز الأبحاث النووية الأميركية لصالح "إسرائيل" وبرنامجها النووي، فان الولايات المتحدة ما تزال صامت’، وتصر على التعامل بازدواجية من خلال الضغط على ايران وتهديد سوريا، بعد أن اجتاحت العراق، وانكشفت ادعاءاتها الكاذبة بوجود اسلحة دمار شامل لدى نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين
وكانت محطة الـBBC البريطانية، قد بثت فيلما وثائقيا حول"سلاح إسرائيل السري"، عرضت خلاله حقائق تكشف للمرة الأولى" حول سلاح "إسرائيل السري" عبر وسيلة أعلام عامة، الأمر الذي أوقع الأميركيين في معضلة حقيقية مع الرأي العام العالمي. إذ تبين أن لدى طاقم البرنامج معلومات موثقة بدقة، تؤكد بأن النظام "الإسرائيلي" للتسلح النووي، لا يمكن الشك بطبيعته، ويكشف للمشاهد "الوجه الشرير" للسلاح النووي "الإسرائيلي"، وهو ما تدعي الولايات المتحدة الأميركية أنها تسعى لمنع انتشاره سواء عسكريا أو بما يتضمن الوسائل الاقتصادية.
وتؤكد الحقائق المعروضة في الفيلم الوثائقي أن عمر برنامج "إسرائيل" النووي هو أربعين عاما. وأظهر برنامج BBC بأن القنبلة النووية صنعت في مفاعل نووي كامل التجهيزات (ديمونة)، كانت "إسرائيل" ادعت سابقا بأنه مجرد مصنع للنسيج. وبالعودة إلى عام 1962 يظهر أن أكثر من مائة عامل أصيبوا بالسرطان نتيجة تعرضهم لمواد تحوي أشعة راديوم المستخدمة داخل المفاعل.
__________________________________________________________________________
___________________________________________________________________________
وبحسب قول شمعون بيريز بأن المعلومات كانت قد تسربت لواشنطن، ما أثار حنقها آنذاك. ففي أحد الاجتماعات التي رأسها رئيس الوزراء "الإسرائيلي" حينئذ (بن غوريون) علق فيه على مبدأ الرئيس الأميركي جون كينيدي الرافض سباق التسلح في الشرق الأوسط، وموجها تحذيرا للأميركيين والعالم، من أن يكون مفاعل ديمونة موضوعا للتفتيش. ثم اتخذ خلفه (بيريز) خيار الخديعة أمام لجنة التفتيش الدولية التي زارت مفاعل ديمونة للتفتيش، حيث اقتيدت إلى طابق أرضي في المبنى، وهو المكان الخطأ. والحقيقة انه كانت هناك بالخفاء ستة طوابق تحت الطابق المذكور، وتحوي جميعها منشآت المفاعل، والعمليات الخاصة بالبلوتونيوم، وجميعها حجبت عن اللجنة.
نجاح الخديعة يكمن في أن الرئيس الأميركي الراحل كينيدي، بدلا من أن يمارس الضغوط على "إسرائيل"، فانه قام بدعم غولدامائير على حساب بن غوريون، واضعا بالحسبان تهديدات الأخير له. كن كينيدي اغتيل رغم وصول غولدا مائير إلى سدة الحكم عام 1969.
بالإضافة لذلك دخل الرئيس الأميركي نيكسون باتفاقية مع "إسرائيل" حول برنامجها النووي يفيد أن بإمكانها المضي قدما ببرنامجها النووي، مادامت قادرة على القيام به بسرية تامة، الأمر الذي ما زال معمولا به حتى الآن.
__________________________________________________________________________
__________________________________________________________________________
العالم الاسرائيلي المغربي الاصل موردخاي فعنونو، كشف عن تفاصيل مذهلة حول مقدرات السلاح "النووي" الإسرائيلي السري. فقد كان فعنونو قد عمل في المفاعل بجو من السرية. والمفاجأة كانت فيما سمعه ورآه داخل مفاعل ديمونة وما أثار استياءه هو النظام "الإسرائيلي" الخاص بصنع القنابل النووية، ما دفعه إلى التقاط صور فوتوغرافية، كدليل على طبيعة هذه المنشأة النووية "الإسرائيلية". وبناء عليه استقال من وظيفته في مفاعل ديمونة، وهاجر إلى أستراليا حيث تحول إلى المسيحية.
خلال أقامته هناك، التقى بأحد المبشرين البريطانيين، الذي نجح بإقناع فعنونو في لقاء الصحافة البريطانية، والإفصاح عما يعرفه حول التقنيات النووية "الاسرائيلية". وهذا ما حدث بالضبط حيث كشف فعنونو عن معلومات تفيد أن بحوزة "إسرائيل" أكثر من 200 قنبلة نووية. كما كشف عن وجود جهود "إسرائيلية" لتطوير قنابل نيتروجينية تحوي كثير من القنابل داخلها، وتمثل المخزون النووي الوحيد في "الشرق الأوسط".
بعدما نشر فعنونو هذه المعلومات تعرض لكمين نصبته المخابرات "الاسرائيلية"، حيث سيق للسجن وبقي فيه 18 عاما. وللعلم فان بناء على معلومات فعنونو وغيرها، صنفت اسرائيل بانها تملك أضخم ترسانة نووية في العالم، وهي السادسة على المستوى التكتيكي، حيث تمتلك أسلحة نووية استراتيجية وقنابل نووية تكتيكية، وصواريخ متوسطة المدى تطلق برا وبحرا وجوا.
سلسلة المعلومات التي قدمت في البرنامج، أثارت في "إسرائيل" جدلا سياسيا حول هذه القضية، لا تبدو نهايته في الأفق. كما وفر البرنامج فرصة للمشاهد لكي يفهم الأساليب الأمركية الملتوية، وضرورة المطالبة بأن تتخذ الأمم المتحدة من هذا الفيلم البريطاني الوثائقي، كدليل إدانة قوي ضد "إسرائيل" حتى قبل الكشف عن أسلحة الدمار الشامل التي تمتلكها، وقبل أن يتخذ الرأي العام العالمي موقفا منها. وتبقى مجريات الأيام القادمة رهينة بما يتخذه العرب من خطوات جدية لفرض هذه المطالب.
____________________________________________________________________________
____________________________________________________________________________
______
المصادر
______
1-http://www.albawaba.com/ar/news/282270
2-http://alhoukoul.com/article/559
____
النهايه
____