قال خبراء نوويون أميركيون إن باكستان بدأت العمل لبناء ما يبدو أنه رابع مفاعل منتج للبلوتونيوم في البلاد، وهي خطوة قد تؤشر إلى مزيد من التصعيد في سباق التسلح مع الهند.
وأفادت صحيفة "واشنطن بوست"، في عددها الصادر في 10 شباط/ فبراير، أن صوراً بالأقمار الصناعية التقُطت الشهر الماضي (كانون الثاني/ يناير)، تظهر أعمال بناء جديدة كبرى في مجمع كوشاب النووي الباكستاني، الذي يُعَدّ أكبر منشأة نووية في جنوب غرب العاصمة الباكستانية إسلام آباد، وهو لتوليد البلوتونيوم المستخدم في الترسانة النووية الباكستانية.
وحصلت الصحيفة على تحليل أعده "معهد العلوم والأمن الدولي" الأميركي الذي يدرس مسألة الانتشار النووي، جاء فيه أن شكل وحجم المبنى الجديد مشابه لمفاعلي بلوتونيوم يعملان بالمياه الثقيلة يقعان على بعد كيلومترات منه.
وبحسب التحليل، فإن المبنى "يبدو أنه مفاعل رابع" لإنتاج البلوتونيوم المطوّر لدرجة تستخدم في الأسلحة.
وذكر المعهد أن المبنى يوَسِع إلى حد كبير قدرات إسلام آباد النووية، من خلال السماح بإنتاج "كمية أكبر من البلوتونيوم تستخدم في قنابل نووية".
ورفض مسؤولون باكستانيون في واشنطن التعليق على الموضوع، فيما رفض مسؤول أميركي معني بشؤون منع الانتشار النووي التعليق على التحليل، لكنه قال إن وكالات الاستخبارات الأميركية تراقب مجمع كوشاب منذ سنوات وتعلم بأمر هذه المنشأة.
واعتبرت "واشنطن بوست" أنه إذا تأكد بناء المفاعل الرابع، فهو يشكل خطوة جديدة في جهود باكستان الطموحة لتحديث وتوسيع ترسانتها النووية.
يُشار إلى أن تقريراً سابقاً تحدث عن مضاعفة باكستان ترسانتها النووية في السنوات الماضية، بحيث باتت تضم أكثر من 100 سلاح نووي.
وقال رئيس المعهد ديفيد ألبرايت إن بناء "مفاعل جديد يشير إلى أن باكستان مصممة على إنتاج الكثير من البلوتونيوم، وبصراحة أكثر بكثير من حاجتها ومما هو ضروري للمنطقة والعالم".
يذكر أن أول مفاعل في كوشاب بدأ العمل في العام 1996، والثاني بعد سنة واحدة، والاثنان قادران على إنتاج 22 كيلوغراماً من البلوتونيوم سنوياً، أي ما يكفي لإنتاج 4 قنابل، فيما يجري العمل على بناء مفاعل ثالث.