fire storm
لـــواء
الـبلد : المهنة : مخرج المزاج : متعصب عنيد قوى التسجيل : 24/11/2010 عدد المساهمات : 2487 معدل النشاط : 2420 التقييم : 75 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: القتال في الصحراء وكيفية التغلب علي تحدياتها السبت 19 فبراير 2011 - 8:20 | | | بقلم : اللواء الركن (م): تركي بن عبدالمحسن الفرم كيف نقاتل في الصحراء التي تسودها ظروف لها تأثير كبير على العمليات العسكرية؟ إن العمليات الصحراوية تحتاج من بين أمور أخرى إلى معدات خاصة وتدريب خاص، بالإضافة إلى التأقلم والدرجة العالية من ضبط النفس، وهما أمران ضروريان للنجاح في العمليات الصحراوية. إن الواقع يبين لنا أن الحرب في الصحراء تغيرت ولكن هذا التغيير لم يكن مفاجئاً بل كان ثابتاً وسريعاً. ورغم أن طبيعة أرض الصحراء تختلف من مكان إلى آخر إلا أن الأسلحة الحديثة ذات فعالية أكثر في الصحراء.
إن الملاحظة ممتازة بينما يكون التمويه صعباً، إذاً كيف نقاتل في الصحراء؟ ومن الذي سيخسر الحرب في الصحراء؟
مبادئ وأسس القتال
إذا كنت تعتقد أن مبادئ وأسس القتال تختلف في الصحراء عن أي منطقة أخرى، فلابد من مراجعتك لمعلوماتك، لماذا؟ لأنها لا تتغير لكن الأولويات قد تتغير والأساليب قد تختلف عن تلك المتبعة في مناطق أخرى، لذلك فإن الجندي الذي يتمتع بلياقة جيدة والمدرب جيدا على القتال في بيئات أخرى لن يواجه سوى القليل من الصعوبة في التكيف مع حرب الصحراء.
الصحراء تتحدى
والصحراء قاسية وظروف المعيشة فيها مرهقة للغاية حتى إنها قد تقتل الجندي الذي لم يستعد لها، نعم تقتله إذا لم يكن مستعدا لها جسمياً وعقلياً وعملياً ليواجه هذا التحدي، ولا يكفي أن تكون من سكان الصحراء حتى تتحدى الصحراء، لكن يجب أن تستعد القوات للعمليات الصحراوية بتفهم البيئة الصحراوية حتى تخوض عمليات ناجحة وحتى تقدم الإسناد اللازم لجنودها... فما هي البيئة الصحراوية؟
ما هي البيئة الصحراوية؟
بدون أن نحلق في عالم الصحراء ندخل في موضوع البيئة الصحراوية فهي: أ- أقاليم جرداء قاحلة. ب- ليس بها مقومات الحياة العادية. ج- تتفاوت فيها درجات الحرارة. د- تتفاوت فيها معدلات هطول الأمطار. ه - تقل فيها المياه الصالحة للشرب. إذاً لابد من وضع هذه العوامل عند تجهيز وتدريب القوات على العمليات الصحراوية في اعتبارات قيادة القوات.
ما هو تأثير البيئة على الأفراد؟
ليس هناك سبب للخوف من البيئة الصحراوية، خاصة إذا استعد الجندي للقتال في الصحراء. وعلينا اتخاذ بعض الاحتياطيات لحماية النفس والمعدات، كذلك ينبغي على القادة أن يمارسوا أعلى مستويات فن القيادة، ويدربوا القادة الصغار على تحمل مسؤوليات أكبر تسند إليهم نظرا لانتشار الوحدات الواسع الذي يسود عادة في حرب الصحراء. إن تأثير الهيئة الصحراوية على الأفراد يتلخص في أنها: أ- تؤثر من الناحية الجسدية والعاطفية. ب- تؤثر على الضبط العسكري. وببساطة متناهية يمكن التغلب على هذه المؤثرات بعدة عوامل، نذكر منها: 1- ممارسة أعلى مستويات فن القيادة. 2- تدريب القادة الصغار على تحمل المسؤوليات. 3- إفهام الجنود لماذا يقاتلون في هذه الظروف الصعبة؟ 4- إبقاء الجندي على علم بالموقف. 5- إظهار اهتمام خاص براحة الجنود العاملين في الصحراء. تأثير البيئة الصحراوية على المعدات هناك خصائص للصحراء تؤثر على المعدات، نذكر منها: أ- إمكانية المرور: يتفاوت سطح الأرض في الصحراء من سهول منبسطة يسهل المرور فوقها إلى رواسب بركانية وهناك المستنقعات الملحية التي يتعذر المرور فوقها. إن العربات المجنزرة أفضل من غيرها للعمليات الصحراوية، والعربات التي لا يوجد بها نقل حركة جيد لا يستفاد منها في الصحراء لذلك فإمكانية مرورها غير مناسبة. وحتى نتغلب على مصاعب المرور في الصحراء لابد من اتباع ما يلي: 1- تدريب السائقين جيداً على نوع طبيعة الأرض التي يقودون عرباتهم فوقها. 2- اختيار العربات ذات الدبل عند تجهيزات القوات.
ب- الحرارة: لا شك أن الحرارة في الصحراء لها تأثير كبير على الأفراد والمعدات. ج- النور الإشعاعي: إن تأثيرات النور الإشعاعي قد تسبب تلف الأجزاء البلاستيكية والغازات المضغوطة وبعض المواد الكيميائية وأجهزة التوجيه والتتبع التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء. د- الغبار والرمل: يؤثران كثيرا على الأفراد والمعدات ويحدان من مجال الرؤية. ه- الرطوبة : تؤثر على المعدات والأسلحة.
الاستعداد لعمليات الصحراء
عند الاستعداد للعمليات فى الصحراء لابد من أخذ هذه العوامل بعين الاعتبار وهي: أ- التدريب الفردي. ب- تدريب الوحدة. لذلك يقع على عاتق القادة طرح هذه الأسئلة والإجابة عليها قبل تحريك الوحدة وهي: 1- إلى أي منطقة ستتحرك الوحدة؟ 2- ما هي أحوال الطقس وطبيعة الأرض في تلك المنطقة؟ 3- ما هي المعدات الخاصة التي تحتاج إليها الوحدة لعمليات الصحراء؟ 4- ما هي الصيانة الخاصة اللازمة للأسلحة والمعدات قبل تحركها إلى الصحراء؟ 5- هل الوحدة مدربة على حرب الصحراء؟ وهل يملكون خبرة صحراوية؟ 6- هل درجة مهارتهم وكفاءتهم عالية في حرب الصحراء؟ 7- هل جميع الأفراد لائقون بدنياً؟ وحتى لو أجاب القادة على هذه الأسئلة وجهزوا وحداتهم فإن من الحكمة أن يتم التدريب ويستمر لإجادة فن حرب الصحراء.
المناورة في الصحراء
لا شك أن هناك تأثيراً واضحا جدا للبيئة الصحراوية على العمليات التكتيكية. لكن هناك فرقاً بين قائد يعرف تأثير الصحراء نظرياً وقائد عاش وشاهد وتأقلم مع التأثيرات الصحراوية ودرب وحدته على التآلف مع الحياة الصحراوية، فالقائد الصحراوي يعرف التأثيرات المحتملة على المعدات التي يديرها ويعرف التشغيل الفعال للمعدات ضمن الحدود التي تفرضها البيئة الصحراوية. ويدخل في ذلك: القيود التكتيكية للمعدات، وأن المناورة في الصحراء تتطلب تدريبا واقعياً وعملياً. والاستعداد لعمليات صحراوية ناجحة يتطلب أن يعرف القائد أمورا، منها: أ- كيفية تأثير البيئة الصحراوية على العمليات التكتيكية: تستلزم البيئة الصحراوية شيئا من التعديل على التكتيكيات والإجراءات المعروفة لكيفية القتال فهدف عمليات الوحدة في الصحراء هو تدمير العدو، وباعتبار أن معالم الأرض نادرة لذلك يندر تكليف الوحدات بمهام السيطرة على مواقع معينة أو الاحتفاظ بها فإن القدرة على الحركة هي مفتاح العمليات الصحراوية الناجحة وإن سرعة التنفيذ أساسية وتتطلب قوات آلية ومكتفية ذاتياً مع وسائل اتصال ممتازة وتستخدم وحدات المشاة الآلية والمدرعات. ويجب أن تكون المناورة حسب طبيعة الأرض، ويجب أن تجري المناورة في الصحراء في ظروف تحول دون الملاحظة كما في الليل أو خلف دخان أو من خلال عواصف الغبار والرمال، ولا شك أن السيطرة في هذه الحالات صعبة ولكنها ليست مستحيلة. وفي بعض الأحيان ليس هناك بديل للمناورة ولكن بسرعة كبيرة ويلزمنا في هذه الحالة صب نيران الطيران والمدفعية على مراكز العدو، كما يجب أن تكون أي وحدة عاملة في الصحراء قادرة على مواجهة أي نظام أسلحة معروف أو متوقع. وحتى تستطيع أي وحدة مناورة القيام بمهمتها في الصحراء لابد من تحقيق الآتي: 1- أن تكون قوية متوازنة بإسناد قتال إداري للقتال. 2- تمثل في مجملها مجموعة أسلحة مشتركة. ب- العدو في العمليات العسكرية: عادة ما تكون قوات العدو العاملة في الصحراء معظمها مدرعة وهي تشمل: 1- قوات مدرعة. 2- عربات مشاة مجنزرة. 3- مدفعية ذاتية الحركة. 4- مدفعية الدفاع الجوي. 5- قوات إسناد متنقلة. 6- قوات متكاملة من الأفراد ذات تجهيزات وقائية مركبة على عربات للقيام بالعمليات في بيئة نووية وجرثومية وكيميائية.
كيف نهاجم العدو في الصحراء؟
في الصحراء يتحاشى العدو الهجمات الجبهية على الرغم من أنه يقوم بها إذا كانت مثل هذه الهجمات تتيح له تثبيت أو حصر وحدة دفاعية في مكانها في الوقت الذي تقوم فيه وحداته الأخرى بمناوراتها للاستفادة من أي جانب مكشوف أو ثغرة غير محمية. أما الأهداف فتكون في العادة أعمق مما هي في الأراضي الأكثر تقليدا، ويغلب أن تشن القوات المعادية هجومها للاتصال بالقوات المنقولة جوا أو بقوات المظليين التي تكون قد قامت بمهام، ويشن العدو هجماته على جبهة واسعة. ويمكن لفرقة ما أن تشن هجوماً في نسق واحد وعندما تقوم فرقة مشاة محمولة بشن هجوم على نسقين فإن لواء الدبابات يحتمل أن يكون في النسق الأول، وتعطى الوحدات حرية أكثر لتقوم بمناوراتها أكثر من المعتاد، وتكون السرعة موضع الاهتمام والتركيز، فالعدو غالباً ما يستخدم الدخان حتى يتمكن من إرباك قوة الدفاع بما يتعلق بالاتجاه الحقيقي للهجوم ويكون التحرك في الأغلب ليلاً. كيف يدافع العدو؟ يستخدم العدو الدفاع كإجراء مؤقت وإذا ما دعت الضرورة فإنه يتمسك بالأرض بقوات مشاة محمولة بصورة جيدة ومستورة بصواريخ موجهة. ويلجأ العدو إلى الدفاع لعدة أسباب، منها: أ- إذا اتضح أن الهجوم لا يمكن أن يستمر عدة ساعات. ب- عندما تُوقف العمليات التعرضية من قبل القيادة العليا.
كيف تقاتل العدو في الصحراء؟
إن أفضل طريقة لتدمير عدد كبير من القوات المعادية في الصحراء دون أن تكون هناك خسائر كبيرة نتيجة لهذه العمليات هي اتباع طريقة دفاع المناورة الهجومية في كل المستويات، وفي حال فشل القوة المدافعة، في أن تبقى نشطة ومتحركة فسيكون باستطاعة العدو أن يلتف حولها بسهولة وأن يقوم بضرب الأهداف الحيوية وفي حكم المؤكد أن يبقى جناح واحد أو أكثر مفتوحا، وبما أنه من غير الممكن الاحتفاظ بخط غير منفصل بين الحواجز الاستراتيجية فإنه يجب أن توضع قوات الأمن الجوية والأرضية على الجوانب وفي العمق لمنع العدو من الالتفاف حول القوات المدافعة. إن الدفاع بنسبة قوة أقل يعتمد اعتماداً كلياً على مقدرة القوات الدافعة على تحديد طرق الاقتراب المعادية، في وقت مبكر من المعركة؛ حتى تستطيع الوحدات أن تناور لتغيير نسبة القوة إلى صالح القوة المدافعة. ويعتمد الإسناد المتبادل على عامل الزمن أكثر من اعتماده على مدى الأسلحة، نظراً للمساحات الشاسعة التي يجب أن تغطيها، وقد يكون هناك التزام بقبول الثغرات بين مواقع القوات، رغم أن الشيء الأمثل هو أن يتم توزيع الوحدات بحيث يكون بإمكان موقعين من هذه المواقع على الأقل ضرب العدو، وذلك بالمناورة من أي منهما، وعند وجود ثغرات يجب وضعها تحت المراقبة، كما أن الخطة الدفاعية يجب أن تشتمل على إمكانية المناورة للضرب من أي جزء من أجزاء الثغرة قبل أن يمر منها العدو، ويجب تحديد المنطقة الواقعة تحت مسؤولية وحدة ما بواسطة القيادة الأعلى، ويجب أن تكون واضحة على الأرض. ونظرا لعدم وجود معالم أرضية بارزة فإن الأمر قد يستدعي تحديد المنطقة بواسطة وسائل اصطناعية.المصدر http://haras.naseej.com/Detail.asp?InNewsItemID=221049 |
|