رفضوا اتهامات القذافي لهم بتوزيع المنشورات وحبوب الهلوسة شاهد لـ"العربية.نت": تونسيون ومصريون قُتلوا بدم بارد وهُتكت أعراضهم دبي - آمال الهلالي
ناشد عدد كبير من التونسيين الحكومة التونسية والمنظمات
الحقوقية في تونس والعالم للتدخل الفوري لإنقاذ الرعايا التونسيين
والعاملين في ليبيا والذي يقدر عددهم بنحو 150 ألف شخص.
ويأتي تصاعد النداءات بعد أن عرض التلفزيون الليبي اعترافات شابين تونسيين
(وليد وأشرف) زعمت السلطات في ليبيا أنهما نفذا عمليات ضد النظام عبر توزيع
"حبوب الهلوسة" والمنشورات على الشباب في ليبيا لبث الفوضى والتحريض على
العصيان.
ولم يستسغ الشارع التونسي ما جاء على لسان الشابين، خاصة أن أحدهما بدت على
وجهه آثار الاعتداء الشديد ما يثير الشكوك حول صدق شهادتهما ويؤكد أنهما
أجبرا على الاعتراف تحت وقع التهديد واستعمال العنف.
وقد تحدث والد أحد الشابين العائدين من ليبيا (محمد الجواني) لإحدى القنوات
الفضائية، نافياً بشكل قطعي الاتهامات الموجهة لابنه، مؤكداً أنه ليس له
أية علاقة بتعاطي المخدرات أو الحبوب بشتى أنواعها.
حرب إبادة وقال الجواني
الذي كان يعمل في ليبيا برفقة عائلته إنه بينما كان يستعد للفرار من ليبيا
فوجئ باختفاء ابنه وظهوره بعد سويعات على التلفزيون الليبي بذلك الشكل،
مؤكداً أنه حتى الساعة لا يعرف مصيره، مناشداً السلطات التونسية والمنظمات
الدولية للتدخل العاجل لإنقاذه وكل الجالية التونسية التي تتعرض على - حد
قوله - لحملة إبادة جماعية وإخفاء للجثث لطمس معالم الجرائم التي تمارسها
ميليشيات القذافي.
ويرى الإعلامي والحقوقي التونسي المنجي الخضراوي أن النظام الليبي الذي صار
يتخبط "كالديك المذبوح" ولم يجد مخرجاً لتبرير جرائمه ضد شعبه وكل
الجاليات المتواجدة في ليبيا سوى بالزج بهؤولاء الشباب في صلب الصراع
الليبي وتحميلهم مسؤولية بث الفوضى والتحريض على الانقلاب، مؤكداً أن
غالبيتهم تعرض للعنف الشديد بهدف اقتناص الاعترافات.
واستنكر الخضراوي صمت الحكومة التونسية التي لم تصدر أي بيان تشجب فيه ما
يتعرض له الجالية التونسية في ليبيا من قتل وتنكيل وحرب إبادة.
تعذيب نفسي وجسدي من جانبه، روى
الشاب وسام الجندوبي (27 عاماً)، أصيل محافظة منوبة غرب تونس وأحد الناجين
من موت محتوم بعد أن نجح في الفرار من ميليشيات القذافي لـ"العربية نت"،
قصصاً مليئة بمشاهد الموت والرصاص تعرض لها إبان انطلاق الاحتجاجات الشعبية
في ليبيا، حيث ألقي عليه القبض في مدينة سرت رفقة شبان تونسيين ومصريين من
دون وجه حق ووقع اقتيادهم إلى مبنى أمن الدولة في سرت حيث أجبروا على
إمضاء اعترافات بالتحريض على قلب النظام وتوزيع حبوب الهلوسة والمنشورات
السياسية والانتماء للقاعدة.
ويقول الجندوبي: "لقد وقع استغلالنا من أفراد أمن القذافي وتم سرقة كل ما
نملك وأجبرنا قسراً على الإمضاء والبصم على اعترافات خطيرة لا تقل أحكامها
عن الإعدام وكل من يرفض الانصياع للأوامر يواجه بوابل من الرصاص بدم بارد
بعد شد وثاقه ومن دون أي رحمة".
ويضيف: "كنا نعامل كالكلاب. وقع الزجّ بنا لأسبوع في زنازين انفرادية
ومنعنا من الأكل أو الحديث أو حتى الاغتسال. بعض أصدقائي تعرضوا للاعتداء
الجنسي علناً، وكنا تحت وقع التعذيب مصدومين من هول ما عشناه نفسياً
وجسدياً".
مكوث الجندوبي بالسجن تواصل لأسبوع استطاع بعد تدخلات ووساطات ليبية أن
يخرج مقابل دفع مبلغ 800 دينار تونسي، أي ما يعادل 600 دولار، ومن ثمة
الفرار إلى تونس تاركاً وراءه أصدقاءه لمصير مجهول.
وناشد الجندوبي السلطات التونسية للخروج عن صمتها والإسراع لإنقاذ الجالية
التونسية في ليبيا التي تتعرض لأبشع أنواع الاستغلال ومن ثمة الإعدام
بالرصاص.
http://www.akhbarak.net/article/2372282