د. حمزة عماد الدين موسى
الابادة : استراتيجية القذافى لمواجهة معارضيه
فى كل المستشفيات القريبة من جبهات المعارك المتعددة فى ليبيا ستجد
المصابين , ستجد الاصابات العمياء كما يسميها الاطباء , حيث لا تميز بين
ثائر محارب مسلح , او مدنى مسالم أعزل , معظم هذه الاصابات , نتجت من
القذائف الصاروخية التى استهدف بها القذافى المنازل قبل التجمعات العسكرية
فى رأس لانوف , الزاوية , مصراته , بن جواد , البريقة .
القذافى لم
يعد يدفع بكتائبه و قواته الى مواجهات خطوط النار الأولى فهو يستخدم
راجمات الصواريخ و الغارات الجوية ليدك كل شئ , فى المدن التى يحاول أن
يستردها ليكبلها مره أخرى , هذا التكنينك المستخدم يبدو فظا جبانا خسيسا
لكل ذو خبر عسكرية , فهو لا يرمى الى المواجهه قدر اهدافة تدمير الخصم
بالصواريخ , هذا التكنيك يدل على الجبن نعم فى مواجهة التشكيلات المسلحة ,
فلم استخدمة القذافى فى مدينة الزاوية ؟
" فى البداية كان الرصاص
الحى " , قالها أحد الشباب الناجين من مذبحة المظاهرة الاولى , متابعا " ثم
انتقلوا الى الرشاشات الصاروخية , و القذائف المضادة للدبابات و المضادة
للطائرات " . لقد بدأ حربه ضد المظاهرة المسالمة برصاص حى كأنه يواجه جيشا
جراراً من الافكار التى تستحق الابادة ! اذا فما المانع من أن يستمر ؟
القذافى
بقواته , يخسرون المواجهات بصفة مستمرة , ففى مصراته هزموا , وفى الزاوية
لم يستطيعوا إقتحام المدينة التى يحرسها بعض أهليها المسلحون , وفى البريقة
تعرضوا لكمين ادى لأسر قرابة المائة من جنودة , و مقتل العشرات , " رجال
القذافى يحاربون من اجل المال و بلا عقيدة لذا فهم أقرب الى الهزيمة و
التقهقر و الانسحاب " لذا يخشى القذافى من المزيد من الاحتكاكات لقواته حتى
لا تهزم , تستسلم أو تنسحب تحت ضربات الثوار !
إنه الخوف من
المواجهة و الرعب من الهزيمة , بل إنه الخوف من الافكار ان تعدى رجاله و
عسكره ,فكما صرح لى أحد رجاله المأسورين " قالوا لى انهم سيذبحونك اذا
اسروك لذا لا تترك منهم أحدا حيا " هذه الافكار المشبعة حرية , يخافها
القذافى و يعتبرها طاعونا و بائيا يجب ان يباد لحمايته و أسرته و زبانيته
ولهذا بدأ بابادة الثوار فى مظاهرتهم المسالمة فى بنغازى و بدأ بتقتيل
ابناؤهم فى مواجهات الكتيبة .
لا يمكن حصر الضحايا , القتلى أو
المصابين , فالمستشفيات تمتلئ بالجثث و المصابين الذين أصيبو جراء قذائف
المدفعية و القذائف الصاروخية و الغارات الجوية العشوائية , التقارير
افادتنا من رأس لانوف بعد اخلاء المستشفى و انسحاب الثوار منها أن الجثث
تملئ الشوارع , ولا يوجد من يحملها او حتى ينقلها الى جانب الطريق !
الزاوية
, هذه المدينة التى لا تكاد تنام على اصوات رصاص قناصة القذافى التى
تستهدف كل شئ يتحرك فى الشوارع و تحتمى بدروع بشرية من النساء و الاطفال
لتصحو الزاوية على غارات جوية و قذائف لراجمات الصواريخ . هذه المدينة
الباسلة التى صدت هجوم القذافى و دافعت عن نفسها بسلاح قليل و اعداد قليله
من الثوار الفزعين على أهليهم ومدينتهم تعيش مأساة انسانية اثر افتقار
مستشفى المدينة الى توفر الكفائات و المواد الطبية الاساسية , هذا عن
امتلائها بالضحايا من الثوار و المدنين على حد سواء .
الزاوية :
حيث ابلغنا بالمآسى التى فعلها قوات القذافى هناك , من استخدام المدنين
نساءا و اطفالا دروعا بشرية مما أدى الى مقتل العديد منهم هناك , الى اعدام
المصابين فى الشوارع و خطفهم من مستشفى المدينة .
مدينة زوارة فى غرب
ليبيا تعيش هى الاخرى مآساتها , حيث بدأ القذافى بحصارها واستهدافها بالقصف
الجوى و راجمات الصواريخ و المدافع منذ عدة أيام . فلهم الله .
لا
توجد اخبار حتى الآن عن الضحايا هناك أو ماذا يحدث فككل الانظمة القمعية
بوليسية كانت أم عسكرية فى تعلن الحرب على الاعلام الذى ينقل صورتها
الحقيقة للعالم , ويزيل قناعها القذر ليتيح لنا رؤية وجهها الدموى القبيح ,
غرب ليبيا أو تحديدا غرب طرابلس حيث زوارة و الزاوية , مظلم بالنسبة لنا
الآن, نعلم جيدا ماذا فعلت قوات القذافى وماذا تستطيع أن تفعل , و ندرك ان
هناك مذابح و مقابر جماعية فى العديد من المدن الليبية ولكن بدون إعلام
ليقر و يعلن , و يفضح ما فعله هؤلاء الاوغاد بهذا الشعب المسكين .http://www.akhbarak.net/article/2386097