عزت الكاتبة الأفغانية زهرة رحمن تكرار حالات قتل جنود حلف شمال الأطلسي (ناتو) في أفغانستان على أيدي عناصر الجيش الأفغاني، إلى الفجوة العميقة بين الطرفين من حيث المعاملة والعائدات المادية.
وقالت الكاتبة في مقالها بصحيفة ذي غارديان إن المجندين في الجيش الأفغاني يتلقون تدريبات غالبا ما تتم بطريقة عشوائية، وتركز على فنون القتال دون أخلاقيات الحرب.
فالجنود الأفغان يشعرون بالغبن وسط تأخير الرواتب وعدم الحصول على زيادات مالية.
وأثناء القتال يعمل الطرفان معا، ولكن عندما يحل الظلام يتوجه الأميركيون إلى حصونهم بينما يتحمل الجيش الأفغاني عبء المسؤولية الأمنية ويتناول جنوده الطعام الذي يتبرع به الشعب الأفغاني نظرا لتأخر رواتبهم ويجمعون بنادق القتلى من زملائهم بسبب سوء تجهيزهم بالعتاد.
أحد الجنود الأفغان أعرب عن استيائه من حقيقة أنه رغم الوضع السيئ الذي يعاني منه الجيش الأفغاني مقارنة بحال الأميركيين، فإن فريقه هو الذي يتحمل المسؤولية الأمنية في الليل ويتعرض بالتالي لهجمات حركة طالبان.
ثم يجد الجنود الأفغان معاملة إذلال في المستشفيات، إذ في الوقت الذي يستحوذ فيه مسؤول بالدفاع على الرعاية الطبية في عملية جراحية بسيطة، يوضع كل اثنين من الجنود على سرير واحد.
وأشارت الكاتبة إلى أن هذه المجموعة من الجنود الذي يواجهون معاملة سيئة ولا يتقاضون الرواتب المناسبة خلافا لأقرانهم من التحالف، لا تبدو مناسبة لتحمل المسؤولية عندما تغادر القوات الدولية.
ودعت المجتمع الدولي والحكومة الأفغانية والمجتمع المدني الأفغاني لتحويل تركيزها من الصعيد الكمي إلى النوعي لدى تدريب وتطوير قوات الشرطة والجيش الأفغاني.
واقترحت الكاتبة التجنيد الإلزامي -الذي يستقطب كافة القدرات- بدلا من جذب المواطنين الأفغان عبر الإعلانات التي لا تستقطب إلا العاطلين عن العمل والهائمين على وجوههم.
وتختم بأن من يقدم من الجنود الأفغان على قتل عناصر الناتو لا يكون مدفوعا بفكر طالبان، بل بسوء المعاملة التي يواجهها..المصدر:الغارديان.