علن نقيب الفنانين المصريين أشرف زكي في مؤتمر غير عادي اول امس ما سماه بداية مرحلة جديدة من الأداء النقابي يتمثل في قرارات حازمة ضد الدخلاء، وبموجب البيان الاول لهذه الثورة: يمنع كافة الممثلين العرب العاملين في مصر من المشاركة طيلة العام إلا في عمل واحد فقط، سواءً كان مسلسلاً أو فيلمًا، ومهما كانت نجوميتهم أو تاريخهم، وترفض مشاركة أية وجوه عربية جديدة في الأعمال المصرية، مهما كانت الضرورة التي تستدعي ذلك!
لا ندري ما الذي يجعل قبلة العرب وهوليودهم الدائمة تتخذ هكذا قرارا تعسفيا ـ ربما سيشكل ندبة بارزة في وجه الفن العربي الذي تفاءلنا بسطوعه ـ وما ذنب الفنانين العرب الذين كانوا وما زالوا يبحثون عن الفرصة والشهرة في مصر العرب؟
هذا القرار يُعتبر صدمة كبيرة ايضا للكثير من الممثلين العرب، والذين لم تعرف ردود افعالهم بعد، خاصة ان سوق الفن اتسع وتشعب وتشابك بين الدول العربية، وخاصة الفنانين والمنتجين الذين نقلوا مقر اعمالهم الي القاهرة، كالسورية جمانة مراد والتونسية هند صبري واللبنانية رزان المغربي وغيرهن العشرات من الفنانين من المغرب والخليج.
والمدهش ان النقيب استهل مؤتمره الصحافي بمطلع قصيدة محمود درويش سجّل أنا عربي . فهل هذه قرارات عربية فعلا، وهل سبب القرار الغيرة الفنية ام الواقع المادي، ام الكيد المهني، وهل صار الفن ضيق الافق الي هذا الحد مع وجود مطاحن من الفضائيات العربية تنوف عن ثلاثمئة محطة، بحيث يتخذ النقيب قرارات تعد الأكثر صرامة في تاريخ تعامل النقابة المصرية مع الفنانين العرب، ما يؤذن بأزمة ستتضح معالمها في القادم من الايام!؟
هل يُعقل مثلا ان يهدد نجاح فنان سوري مثل جمال سليمان عرش الدراما المصرية لحصوله علي افضل ممثل عن دوره في مسلسل حدائق الشيطان او تيم الحسن، الذي مثل دور الملك فاروق وحصل علي ذهبيته، رغم انه العربي الوحيد في هذه الاعمال الضخمة؟
لنتخيل ان وجه مصر الوضاح فنيا قد شحب من قبل، فهل كنا سنري خوالد من الفن العربي امثال فريد الاطرش واسمهان وصباح وفايزة أحمد وسعاد حسني وعبد السلام النابلسي وانور وجدي ووردة الجزائرية ونجيب الريحاني، وغيرهم مئات النجوم الذين زينوا الفضاء العربي واناروه؟
والقرار الجديد سيحد من ظاهرة انتشار الوجوه الجديدة في الأفلام المصرية، بحيث لا يكون هناك أكثر من وجهين جديدين في العمل الواحد فقط، وهذا ظلم وسكون مثل توزيع المأكولات بالكوبونات، لا حسب دواعي الابداع والطموح الذي يتميز به هذا الحقل بالذات. اما اذا كان فعلا لانصاف الممثلين الجيدين والحد من اشراك عارضات الأزياء والمشتركات في مسابقات ملكات الجمال، والمحسوبيات غير المهنية، التي ابتليت بها العديد من الاعمال المصرية خصوصا، والعربية عموما مؤخرا، فهذا وسام للنقيب.
لكن يبقي القرار وتطبيقه وخلفياته محل الكثير من التساؤل حول مستقبل السوق الفنية المصرية، فالعرب كل العرب ينظرون للقاهرة كفسحة الامل وهوليوود الشرق بسبب ماضيها الذي لم يقف يوما عند جنسية المبدع، تماما كما فعلت هوليوود الغرب، التي اكتسحت العالم كله باعتمادها علي المبدعين وكفاءاتهم ولمعانهم، ولا يمكن تخيل هوليوود من غير انتوني كوين او روبيرتو دنيرو او آل باتشينو او مصطفي العقاد وعمر الشريف وارنولد شوارزينغر والاستراليان نيكول كدمان وميل غيبسون والمكسيكية سلمي حايك، وغيرهم المئات ممن يشكلون اكثر من نصف نجوم هوليوود تقاطروا من اوروبا وامريكا اللاتينية والمكسيك واستراليا واسيا وافريقيا، ولم يعاملوا ابدا علي اساس جنسياتهم؟
ويبقي السؤال ماثلا ومطروحا: كيف سيتقبل الفنانون العرب هذه القرارات؟ وأي تحولات قد تنتج عنها في المشهد الدرامي السينمائي؟ ثم ماذا عن الأعمال الرمضانية والسينمائية التي تصوّر حالياً، ويشارك فيها أكثر من فنان عربي؟ وأخيراً هل تسهم هذه التغييرات في تعزيز مكانة مسلسلات دمشق وبيروت والخليج والمغرب، فتنتقل إليها بعض الوجوه التي ستطرد من القاهرة؟
_____________________
اذا رايت الاسود تركت الصحراء رعبا و خوفا
من المجهول فاعلم ان رجال الصاعقة يصيحون

انا اسف ياخي ما يولع الفن والفنانين كلهم احنا مالنا بنستفيد منهم ايه اذا كانوا عرب او مصريين لو شوف كل فيلم بيصرف قد ايه واغلبها بقت عاملة زي الأفلام التركي الهابطة بتعتمد علي الاثارة ولا بقي في فن ولا في مصر ولا في اي دولة عربية خلينا ساكتين

يعني عجبك سوري في اللفظ افلام العري الي بيعملوها ولا المسلسلات الهابطة