17/03/2008
حازم طيارة ـ الجزيرة توك ـ كاسل ـ ألمانيا
أيام قليلة مقبلة و يحل فصل الربيع في بلادنا العربية, فصل يحمل معه دوما ً البهجة و السرور لما يكتنف أيامه من اعتدال في الطقس توازيه بهجة في الطبيعة تخلب الألباب.
و هذا الربيع بالذات يحمل معه ظاهرة بيئية غريبة, فقد توقعت العديد من مراكز الأنواء الجوية أنه و بعد انقضاء الأسبوع الأول من الربيع ستشهد الدول العربية يومين لم تشهد مثلهم منذ زمن طويل من حيث لطافة الجو و صفاء الهواء و خلوه من أي عنصر من عناصر التلوث ( إلا دولة واحدة يصل التلوث فيها مستويات قياسية خلال هذان اليومان) أما الملوثات العادية الموجودة في بقية دول العالم فلن تختفي خلال اليومان المذكوران و بأنتهائهما يعود التلوث المعهود لأعلى مستوياته وتستمر الحياة..
فلعقود خلت في كثير من الدول العربية, بات مناخ وجو هذه الدول ملوثا ً لدرجة لا يستطيع معها المواطن العربي التنفس, حيث تشتهر منطقتنا العربية بتلوث فريد قل مثيله في العالم و هو التلوث الذي يرجع العلماء و الباحثون سببه إلى دخان خاص من نوعه يصدر من بعض أنواع السيارات النادرة و المصفحة و المأمونة التي يزيد طولها على الخمسة أمتار و التي عادة ما تكون سوداء اللون حصرا ً.


و قد عكف كثيرون على دراسة مكونات العوادم الصادرة عن محركات هذه السيارات فلم يجدوا وفقا ً للتحليل الروتيني أي ما يثبت اختلاف الغازات المنبعثة عن غيرها من العوادم الناتجة عن محركات السيارات العادية, و عند استخدامهم لجهاز تحليل متطور و إجرائهم لتجارب مباشرة على بعض المواطنين, تبين لهم و جود بعض المكونات الغريبة ضمن تلك الغازات, لم يستطيعوا تحديد ما هي لكنهم استطاعوا تحديد الآثار و العوارض التي تعتري كل من استنشق من هذه الغازات الملوثة لمدة طويلة و أدرجوا هذه العوارض في التالي:


* من يستنشق هذه الغازات تعتريه دوما ً حالة من الخوف مترافقة بحالة عجيبة من تصديق كل ما يقال له.
* يصل إلى حالة فريدة من تحمل الألم و الظلم و السكوت على الإهانات.
*يستخدم الشخص الذي تصل في دمه نسبة تلك الغازات كبيرة, يستخدم كلمات نعم و حاضر و موافق و أمرك بشكل ملحوظ و خارج عن المألوف و تراه يفضل عدم التفوه بكلمة لا مطلقا ً.
*إذا وضع المستنشق للغاز الملوث في بيئة نظيفة فأنه يتحسن من جميع العوارض السابقة إلا من حالة الخوف التي لن تفارقه حتى في القبر.


هذه الدراسة تركزت على المواطنين الذين لا تربطهم صلة مباشرة بالسيارات التي تصدر التلوث اللهم إلا أنهم يستنشقون هذا التلوث, و هناك دراسة أخرى قامت بتحليل و توصيف الحالات و العوارض التي تعتري كل من تحولت صلته الغير مباشرة بهذه السيارات إلى صلة مباشرة, كالمواطنين الذين تحولوا لسائقين بالأجرة لتلك السيارات أو يعملون في فتح و إغلاق أبوب السيارة أو تسهيل الصعود إلى السيارة و عدم الهبوط منها و كذلك لا ننسى هؤلاء الذين يسهرون على تلميع السيارات السوداوات و تجميل صورتهن.





و قالت الدراسة أن هؤلاء الأشخاص يحملون العوارض التالية:


*هم يزدادون شراسة على كل من هو أدنا منهم مكانة مادية.
*يصبحون أكثر ولاء لمرؤوسيهم.
*تنتابهم حالة من عدم الشبع و حب الأكل لدرجة أنك تستطيع أن تميز كروشهم و (قروشهم) ببساطة.
*أسرع و أفصح من يتكلم بالوطنيات و الثوابت و النواميس.


أمل أن نكون قد أوصلنا لكم صورة واضحة عن أزمة التلوث التي تعتري المنطقة العربية منذ عقود و نتمنى للذين سيرتاحون ليومين من هذه الظاهرة, نتمنى لهم 48 ساعة هنيئة التنفس.