مقابل إسقاط اسمها من القائمة السوداء
بينوجيانج تعترف لواشنطن بتعاون نووي مع دمشق
محيط - وكالات
طوكيو: في الوقت الذي ذكرت فيه وسائل إعلام عبرية أن واشنطن وتل أبيب تخططان للكشف عن تفاصيل الغارة الجوية الغامضة التي نفذها الطيران الإسرائيلي داخل الأراضي السورية العام الماضي ضد منشأة زعم أنها نووية، ذكرت تقارير إخبارية إن كوريا الشمالية اتفقت مع الولايات المتحدة على تقديم اعترافات بجميع برامجها النووية السرية ، بما في ذلك تعاونها مع سوريا في هذا المجال، مقابل إسقاط اسمها من قائمة "الدول الراعية للإرهاب".
وكانت كوريا الشمالية قد أضيفت لقائمة الدول الراعية للإرهاب عام 1988 في أعقاب تفجير طائرة ركاب كورية جنوبية في العام السابق بينما ضمنت في قانون التجارة مع العدو عام 1950 .
وقالت وكالة "كيودو" اليابانية للأنباء إن كوريا الشمالية وافقت من حيث المبدأ على حل مشكلة النقاش بشأن برنامجها النووي مع الولايات المتحدة، والتي توقفت لستة أشهر ، من خلال اعترافها في جلسات سرية خاصة مع الجانب الأمريكي بجميع الاتهامات التي وجهتها لها واشنطن فيما يخص برامجها النووية، بما في ذلك علاقتها مع سوريا في هذا المجال .
وكان ممثلون عن الطرفين التقوا في سنغافورة يوم الثلاثاء الماضي، في أحدث جولة من المفاوضات بينهما حول هذه القضية العالقة منذ سنوات.
ونقلت عن مصادر ديبلوماسية في العاصمة الصينية بكين قولها إن الطرفين "أبرما صفقة مبدئية تقر بموجبها كوريا الشمالية سرا باثنين من الادعاءات الأميركية، وهما وجود برنامج سري مع سوريا في مجال اليورانيوم، و تقديم تكنولوجية نووية لها".
ونقل موقع "الحقيقة" الالكتروني عن الوكالة، إن كوريا الشمالية ستقدم بحلول نهاية العام الجاري وثيقة خطية للدول الست التي تشارك في المفاوضات تنص على أنها " تعترف بادعائي الولايات المتحدة كليهما ( بشأن علاقتها مع سوريا ) ، وبأنها تأخذهما على محمل الجد". وتضم الدول الست المعنية بالأمر ، فضلا عن كوريا الشمالية والولايات المتحدة ، كلا من روسيا والصين واليابان وكوريا الجنوبية .
وقالت الوكالة إن كوريا الشمالية اعترفت أيضا بأنه كان لديها برنامج للبلوتونيوم استخدمته في إجراء تجربة نووية في أكتوبر من العام 2006.
كانت الولايات المتحدة اشترطت في وقت سابق لإزالة اسم كوريا الشمالية من قائمة الدول الراعية للارهاب، ان تكشف بيونجيانج عن كمية البلوتونيوم الذي استخرجته والحقيقة بالنسبة لبرنامج تنشيط اليورانيوم والنقل المزعوم للتكنولوجيا النووية لدول أخرى مثل سوريا.
وكشف ديل ديلي منسق الخارجية الامريكية لمكافحة الارهاب في وقت سابق ان كوريا الشمالية حققت فيما يبدو المعايير القانونية لرفعها من القائمة الامريكية للدول الراعية للارهاب.
وقال ديلي: "يبدو ان كوريا الشمالية أذعنت لهذه المعايير" ويعد هذا التصريح هو أكثر التصريحات الأمريكية وضوحا بشأن إلتزام بيونج يانج بالمعايير القانونية لازالتها من القائمة والتي تفرض واشنطن بموجبها مجموعة من العقوبات على الدولة الشيوعية.
ومن المنتظر في حالة تنفيذ هذه الصفقة ، أن ترفع كوريا الشمالية من القوائم السوداء الأخرى للمنظمات المالية الدولية ومنها صندوق النقد الدولي كما ينتظر أيضا ازالة الحظر المفروض على تصدير منتجات متقدمة تكنولوجيا اليها مثل تلك مزدوجة الاستخدام ومن بينها أجهزة الكومبيوتر والكيماويات.
وتقف اليابان بإصرار ضد رفع اسم كوريا الشمالية من قوائم الارهاب بدعوى عدم حدوث تقدم في مسألة المواطنين اليابانيين الذين اختطفتهم منذ عدة عقود بينما تقول بيونج يانج أن تلك المسألة تمت تسويتها نهائيا باعادتها لمن تبقى على قيد الحياة من هؤلاء الى طوكيو .
العلاقة بين دمشق وبيونجيانج
كانت الاتهامات الامريكية لكوريا الشمالية بمساعدة سوريا نوويا قد طفت الى سطح الأحداث في شهر سبتمبر الماضي عندما أغارات طائرات إسرائيلية على منشآت سوريا زعمت تل ابيب انها نووية.
وتواردت تقارير عن قيام النظام الشيوعي في كوريا الشمالية بتزويد سوريا بتقنية نووية، وأن الغارة الإسرائيلية على الأخيرة ربما استهدفت منشأة نووية هناك. وزعمت واشنطن إن حكومتي بيونج يانج ودمشق على اتصال بـ"جهات إمداد سرية" للحصول على التقنية النووية.
و فرضت الحكومة الإسرائيلية تعتيماً شديداً على الضربة الجوية، في الوقت الذي أكدت فيه سوريا أن الغارة استهدفت منشأة عسكرية مهجورة.
وزعمت تقارير أن إسرائيل قصفت منشأة نووية تشيدها سوريا بمساعدة من كوريا الشمالية، إلا أن حكومة دمشق فندت تقارير امتلاكها لبرنامج نووي سري، ونفت بيونج يانج تورطها في أي مشروع نووي.
وأظهرت صوراً حديثة التقطت بالأقمار الصناعية لموقع المفاعل النووي السوري المزعوم الذي قصفه الطيران الإسرائيلي في مطلع سبتمبر الماضي، منشأة شيدت حديثاً في الموقع الواقع شمال شرقي سوريا، وفق تصريح خبير نووي مستقل في يناير الماضي.
وكانت التقارير المتداولة قد أشارت إلى أن الحكومة الإسرائيلية قررت قصف الموقع، بناءً على أدلة بأنه مفاعل نووي، ربما شيد بمساعدة كوريا الشمالية.
ومن جانبها نفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية علمها" بأي معلومات متعلقة بمنشأة نووية غير مُعلن عنها في سوريا، أو أي معلومات متصلة بالتقارير المتداولة"، حول المنشأة المزعومة.
وكان مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعي، قد أشار في حديث سابق لصحيفة "الحياة" أن سوريا رفضت السماح للهيئة الدولية فحص المنطقة.
وشدد البرادعي على عدم امتلاك الوكالة لمعلومات حول برنامج نووي سوري. وقال إن حكومة دمشق أعلمته أن الموقع المستهدف منشأة عسكرية.
ويشار إلى أن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وجه في إثر القصف الجوي الإسرائيلي للموقع، انتقادات لكل من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، لعدم تزويدهما الوكالة الدولية بأي معلومات عن البرنامج "الذري" السوري المزعوم.
وأضاف البرادعي:" إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم تتلق أي معلومات عن البرنامج السوري، حتى ما بعد القصف الجوي الإسرائيلي لموقع داخل سوريا"، وهو العمل الذي وصفه بأنه "مثير للقلق".