تحدثت المعلومات مؤخرا عن احتمال عدوان إسرائيلي ضد إيران وان السعودية قد تسمح بمرور الطائرات الإسرائيلية عبر أجوائها ... الخ
حول هذا الموضوع سأطرح بعض الملاحظات والأفكار الموجزة حول ما هو معروف عن العدوان الإسرائيلي ضد أي بلد وبعض الأفكار حول مواجهته والتصدي له وذلك من خلال دراساتنا للعقيدة العسكرية الإسرائيلية وللحروب العربية الإسرائيلية ومن خلال تجارب عراقية سابقة مع العدوان الإسرائيلي الأمريكي :
1 . إذا أرادت إسرائيل أن تنفذ عدوانا ضد بلد ما فلا تعلن هذا أحيانا ، لكنها تلجا إلى تسريبات وعمليات تضليل ومخادعة كجزء من حرب نفسية وبلبلة سياسية لإرباك الوضع في المنطقة أكثر مما هو مرتبك من ناحية أو يكون شكلا من أشكال المخادعة السوقية ( الإستراتيجية ) لتعويد الطرف المستهدف وجعله يتراخى أو يمل من كثرة هذه التصريحات من ناحية ثانية ، لهذا فان على البلد المستهدف مراقبة حركة المعلومات وأنشطة القوات الإسرائيلية وفعالياتها وممارساتها لأساليب الحرب النفسية والمخادعة مراقبة دقيقة فمن خلالها يمكن إدراك حقيقة هذه النشاطات العسكرية وهل هي لغرض المناورة أو العدوان ، ومع كل ذلك يبقى التحسب مطلوبا فلا نامن مكر العدو وحيله وأساليبه التضليلية لكن القاعدة الذهبية في مواجهة العدوان الإسرائيلي تقول انه يجب توقع العدوان في كل ساعة ومن أكثر من اتجاه وأسلوب ولا نستهين بتصريحات قادة إسرائيل المدنيين والعسكريين مهما صغرت ، فقد يكمن في احدها زمن الحقيقة والعدوان ومكانه ..
من هنا ننصح أن يكون التحسب والحيطة والحذر على أعلى درجاتها لكل سلوك وتصرف سياسي أو عسكري أو إعلامي أو اقتصادي وعلى كافة المستويات الداخلية والخارجية وان تكون هناك عملية تحليل واسعة وربط متوازن بين هذه الأنشطة بشكل متداخل وفي وقت واحد ..
2 . المسالك المتيسرة للعدوان الإسرائيلي هي الجو والبحر بالدرجة الأساس إذا كان الهدف قصف إيران / وفي هذا المجال فان إسرائيل لديها الطائرات المقاتلة وطائرات الإرضاع الجوي والصواريخ ارض ارض بعيدة المدى من طراز أريحا 1و2 و3 التي يزيد مداها عن 2500 كم ، بمعنى أنها تغطي جانبا من الأهداف الإيرانية ، فضلا عما تمتلكه من غواصات وسفن بحرية يمكن أن تكون قريبة من السواحل الإيرانية إذا تم إرسالها إلى منطقة الخليج العربي لترابط هناك قبل فترة من العدوان وتكون هذه السفن والغواصات مسلحة بمختلف أنواع الأسلحة الإستراتيجية ..
3 . يمكن أن يوضع عدد من القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط في خدمة إسرائيل ويمكن استخدامها للعدوان وإذا وجدت أن هناك إحراجا للبلد التي هي فيه تقوم بصبغ علامات طائراتها بالعلم الأمريكي كما حصل في ضرب العراق انطلاقا من قواعد في السعودية وتركيا ...
4 . قد تكون إسرائيل قد حصلت على منظومات صواريخ توماهوك – كروز الجوالة من الولايات المتحدة وهذه الصواريخ تطلق من قواعد برية وبحرية وجوية وهي ذات مديات بعيدة قد تصل إلى 3000 كم وتكون دقيقة في إصابة الهدف وقد استخدمها الأمريكان بكثرة ضد الأهداف العراقية ويمكن للدفاعات الجوية المدافعة تكثيف نيرانها ضد هذه الصواريخ الواهنة كونها تطير على ارتفاعات واطئة والتي لا يزيد ارتفاع طيرانها عن 800 متر فوق سطح الأرض وقد اسقط المدافعون العراقيون خلال حرب 1991 وحرب احتلال العراق المئات من هذه الصواريخ بوسائل دفاع جوي متوسطة الحجم وبإرادة قتال عالية ..
5 . مراقبة عمليات الحرب الالكترونية الإسرائيلية مراقبة دقيقة ففيها الكثير من المؤشرات على نوايا العدوان ومن ذلك التشويش على الأجهزة اللاسلكية وعلى المنظومات الرادارية لبلد الهدف لإرباكها وتعويدها على حالات عمل معينة تريدها إسرائيل كجزء من التمويه وإخفاء نشاطاتها وقيامها ايضا بعمليات استطلاع واسعة لتحركات وأنشطة القوات العسكرية في ذلك البلد ولفعالياته السياسية والعسكرية والعامة ، ففي هذه المرحلة يشكل الصراع الالكتروني والمخادعات السوقية والحصول على المعلومات لكل طرف أمرا حيويا جدا في تحديد السبق لمعرفة نوايا الطرف الآخر بوقت مبكر مما يوفر التهيؤ والاستعداد اللازمين لمنظومة الدفاع الجوي للبلد المستهدف وتفويت الفرصة على المعتدي من تحقيق المفاجأة ..
هذا جانب من الملاحظات التي وددت توضيحها لأهميتها في معرفة أساليب العدوان الإسرائيلي بشكل عام ومواجهتها بالإرادة والشجاعة والعزيمة والإيمان بقضايانا العادلة وبان الحق سينتصر على الباطل والخير على الشر بإذن الله .