في مقابلات اجراها مراسل ايتار ـ تاس بمناسبة الذكرى الاولى لتوقيع المعاهدة الجديدة لتقليص الاسلحة الهجومية الاستراتيجية (معاهدة "ستارت ـ 3") في براغ في 8 ابريل/نيسان عام 2010، أشار خبراء روس وامريكيون الى ان المعاهدة قد تشكل نقطة انطلاق نحو عالم مجرد من السلاح.
يعتقد ستيفن اندرسن، المدير السابق لشؤون سياسة الدفاع والرقابة على الاسلحة في مجلس الامن القومي الامريكي، ان "الطريق نحو عالم مجرد من السلاح النووي اصبح واضحا اكثر بظهور معاهدة "ستارت ـ 3" الجديدة. واصبح هذا الان ممكنا وواقعيا بشكل مطلق".
واشار: "اننا بحاجة الى تذليل الخلافات في مجال مواصلة تقليص الاسلحة النووية والتقليدية وتنشيط العمل في قضايا الدفاع المضاد للصواريخ وتصفية الاسلحة الكيماوية والبيولوجية والضغط على البلدان التي تواصل النشاط في مجال صنع اسلحة الدمار الشامل". واضاف انه "ينبغي ان تقيم القيادتان الروسية والامريكية مدى عجلة واهمية هذه الخطوات. والخطوة القادمة في اطار هذا العمل هي يجب ان تجري مناقشة عقد معاهدة جديدة بشأن التقليص وتحديد الاخطار العامة التي تهدد الامن ".
واكد فلاديمير دفوركين، كبير الباحثين العلميين في معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، بدوره على انه لا توجد عقبات منيعة على طريق تنفيذ معاهدة "ستارت ـ 3" . وقال ان "هذا يدل على انه تم تنفيذ الخطوة الاولى على طريق تجريد العالم من السلاح النووي. وهذه المعاهدة نافعة لروسيا والولايات المتحدة على حد سواء، لانه كان من المتعذر التحدث عن تقليص الاسلحة بدونها من حيث المبدأ".
واضاف الخبير في الختام ان "من الضروري تذليل الاختلافات في المواقف من نزع السلاح، والبدء بتبادل المعلومات بشأن السلاح النووي التكتيكي، وتسوية الخلافات في قضايا تقليصه".
واكد بافل زولوتاريوف، مدير معهد الولايات المتحدة وكندا التابع لأكاديمية العلوم الروسية ايضا اهمية المعاهدة الروسية الامريكية التي تكبح انتشار الاسلحة النووية. ويرى مع ذلك ان "من المبكر التحدث عن تحقيق فكرة العالم المجرد من السلاح النووي في سياق التنفيذ العملي لمعاهد تقليص الاسلحة الهجومية الاستراتيجية".
فيعتقد الخبير ان "آفاق استخدام بنود الوثيقة في بناء عالم بلا سلاح نووي، قليلة جدا. فلا تنص الاتفاقية على تقليصات ملموسة. وان الارقام المثبتة في النص (امعاهدة)، ترتبط بصورة اساسية بتغيير قواعد الحساب".
واشار زولوتاريوف الى ان مستوى التقليص المثبت في المعاهدة لا يتيح ضم الدول الاخرى الى الآلية، اذ ان "التباين في حجوم الترسانات كبير جدا". ويعتقد الخبير ان "من المستبعد ان توافق روسيا على مواصلة التقليص بدون ربط الاسلحة الهجومية الاستراتيجة بالدفاع المضاد للصواريخ. كما ان معاهدة القوات التقليدية في اوروبا تعلقت في الهواء. وقد وصلنا مع الغرب هنا الى طريق مسدود".
وابدى الخبير قناعته بانه "يتعين على روسبا والولايات المتحدة التوصل الى حلول مقبولة لدى الطرفين بشأن التصدي لاستمرار الانتشار. وان قضية الاسلحة النووية التكتيكية تتطلب اهتماما بشكل منفصل".
هذا وبعد مرور عام على معاهدة "ستارت -3" التي وقعها الرئيسان الروسي ديمتري ميدفيدف والامريكي باراك اوباما، دعا وزير الخارجية الروسي السابق إيغور إيفانوف ونظيرته الأمريكية مادلين أولبرايت في مقال صحفي كلا من موسكو وواشنطن، إلى المضي قدما في طريق تنفيذ هذه المعاهدة.