أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بالاطلاع على القوانين بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب.
موضوع: المقلتلات وكيفية التغلب على وسائل الدفاع الجوي الجمعة 22 أبريل 2011 - 1:13
المقاتلات وكيفية التغلب على وسائل الدفاع الجوي
تكتيك
إن أهمية نظام الدفاع الجوي م/ ط الذي ما يزال مثار الأبحاث لدى كافة مراكز الاختصاص العسكرية في العالم إذ
يركزون على عدة نقاط تتجلى في ضرورة متابعة البحوث الفصلية حول أساليب اجتياز مناطق التدمير لوسائط الدفاع الجوي م/ط بالسرعة القصوى وعلى الارتفاعات الدنيا ، والمناورة عليها بالاتجاه والارتفاع والخرق ، والمناورات المضادة للمدفعية م/ط والصواريخ م/ط والمناورات المضادة للمقاتلات ، وتشكيلات القتال التي تحد من إصابة الطائرات بنيران المدفعية م/ط و هجمات الطائرات المعادية .
الأساليب الفعالة لاجتياز أنظمة الدفاع الجوي الاجتياز بالسرعات القصوى :
من المعروف أن سرعة الطيران عامل كبير في التقليل من إصابة الطائرات بنيران وسائط الدفاع الجوي م/ط ، وزيادة السرعة تؤثر في اجتياز الطيران للدفاع الجوي م/ ط ولكن في حدود معينه ، مع ملاحظة أن السرعة العالية تقلل من إمكانية إصابة الهدف بمعدل لا يقل عن النصف ، وتقلل من إصابة الطائرة بمعدل أربع مرات . لقد أثبت التطبيق العملي القتالي أن السرعات العالية غير ضرورية ضمن أرض المعركة حيث أن السرعات العالية ( سرعة الصوت ، فوق الصوت ) تكشف في الطائرة عامل الأشعة تحت الحمراء بسبب سخونة سطح الطائرة نتيجة احتكاكها بطبقات الجو مما يجعلها هدفاً سهلاً لرؤوس التوجيه الذاتي لصواريخ م/ ط العاملة بالأشعة تحت الحمراء ومن مسافة 17 كم تقريباً . إن السرعة التي يمكن أن يطير بها الطيار عند التعامل مع وسائط الدفاع الجوي م/ط هي السرعة القريبة من سرعة الصوت مع استخدام المناورة بشكل موسع ودقيق وصولاً إلى تحقيق الهدف.
الارتفاعات الواطئة :
إن طريقة اجتياز وسائل الدفاع الجوي م/ ط بالارتفاعات المنخفضة طبقت على نطاق واسع من قبل الطائرات في الحرب العالمية الثانية وخاصة طائرات الانقضاض عند التقرب إلى ميدان المعركة وبالتحديد بعد تزويد قوات الدفاع الجوي م/ط بمجموعة صواريخ مجهزة بأنظمة رادارية لتوجيه الصواريخ الموجهة ، وهذا الأسلوب أدى إلى تقليص مسافة الكشف بسبب انخفاض طيران الأهداف الجوية ، وقلت زمن تحضير إطلاق الصاروخ من قبل طاقم القتال . إن خطورة تنفيذ الطيران على ارتفاعات منخفضة في قطاعات محاور الطيران الطويلة ذات التضاريس المختلفة والصعبة جعلت المختصين يحددون ممرات (جوية) بارتفاعات منخفضة للطيارين ذوي الخبرة العالية والقوة البدنية السليمة في تنفيذ الطيران على ارتفاع منخفض بالطائرات المهاجمة دون الحاجة إلى تغطية أو حماية . ولقد أثر هذا الأسلوب تأثيراً كبيراً في اختراق الدفاعات الجوية والوصول إلى الأهداف بنجاح .
الالتفاف بالارتفاع والاتجاه : ثبت من خلال خبرة الحروب المحلية والعالمية أنه يمكن الالتفاف على منطقة الدفاع الجوي م/ط والوصول إلى الهدف دون مقاومة إلا في لعب الحرب (الأركان) وعلى الخرائط فقط ، ولذلك يبقى تحديد محور الطيران الذي يخصص هو العامل الأقل تأثيراً لوسائط الدفاع الجوي ، وقد استخدمت هذه الطريقة مراراً وتكراراً على الصعيد العملي . إن المعلومات الحقيقية عن مجموعات الصواريخ م/ط ، والمعلومات عن مواصفات الرادارات التي تكشف الأهداف الجوية ومدى الارتفاع والمسافة في المجموعات ، والمعلومات عن أجهزة الطائرة التي تنذر بالدخول في منطقة إشعاع (كشف) محطة الرادار جميعها معلومات مهمة يجب الاحتفاظ بها ووضعها في الحسبان عند تنفيذ المهمة القتالية حيث أن فقدانها يؤدي إلى فشل محاولات الالتفاف على مناطق تدمير وسائط الدفاع الجوي م/ط . عن طريق الخداع والتضليل لطواقم الدفاع الجوي بإطلاق أهداف كاذبة تشكل علامات حقيقية تشبه الطائرة على شاشات الرادار يمكن تنفيذ عملية الالتفاف والوصول إلى الأهداف المطلوبة .
الخرق : يعتبر الاختصاصيون أن الخرق هو الطريقة الفعالة لاجتياز الدفاع الجوي من قبل الطيران ، وتعتمد الطريقة على تخصيص مجموعة من الطائرات لإبطال الدفاع الجوي م/ط ، ويدخل في مهامها فتح ممر بالنيران من أجل تحقيق طيران الطائرة الضاربة إلى الأهداف ، وتقوم المقاتلات بتمشيط المجال الجوي في منطقة توجيه الضربة ،ويتم تنسيق هجمات المجموعة الضاربة ومجموعة التأمين تنسيقاً دقيقاً وحسب الوقت والزمن بغية حرمان العدو من إمكانية استعادة القدرة القتالية لنظام دفاعه الجوي أو زج قواته الاحتياطية في المعركة . ظل خرق شبكة الدفاع الجوي م/ط والضربة الجوية لهدف محدد يخضع لفكرة تحقيق المساعدات القتالية الشاملة . ولكن هذا الأسلوب لم يعد كافياً في المعارك الحديثة إذ تم استخدام وسائل الحرب الإلكترونية على نطاق واسع لخلق مناطق تشويش تحيط نسبياً بمنطقة الأعمال القتالية . ولإحباط توجيه الصواريخ المضادة للطائرات ، وإيجاد تشويش مباشر ضمن تشكيل القتال وذلك باستخدام المرسلات الجانبية للطائرة الضاربة وتعليق حاويات الإبطال الإلكتروني لكل مقاتلة تكتيكية ، ومن الأمثلة العملية ذلك الأسلوب الذي استخدمته الطائرات الأمريكية عندما هاجمة مدينة هانوي / فيتنام عام 1972م .
وسائل الدفاع الجوي الفعالة ضد الطيران المقاتل
مناورة الصواريخ المضادة :
لقد أصبحت طريقة الدفاع الجوي في مناورة الصواريخ المضادة للطائرات ضرورية جداً بعد أن لجأ الطيران للعمل في ارتفاعات متوسطة . فعندما تتجاوز الطائرات حدود الرمي للمدفعية م/ط تدخل في منطقة الكشف للرادارات الأرضية التابعة لنظام الدفاع الجوي م/ط وهنا يصبح نظام الدوران والانعطاف الذي يهدف إلى منع الطائرات من الوقوع في مجال توجيه الصواريخ م/ط . ، وعندما يتلقى الطيار المعلومات عن إطلاق الصاروخ ينحرف باتجاه الحد القريب من منطقة التدمير محاولاً اجتيازها بأقصى سرعة .
المناورات المضادة للمقاتلات :
هذه الطريقة لا تختلف عن طريقة المناورات المضادة للصواريخ ، وتستخدم لإخراج المقاتلة من مجال الهجمات المحتملة للمقاتلات أو إفشال الرمي المسدد ، وهكذا استكملت المناورة المضادة للمقاتلات في الحروب المحلية الحديثة عناصر جديدة أمنت فعاليتها لتواكب الإمكانيات الهجومية العالية للمقاتلات بما يتناسب وظهور الأسلحة الموجهة الجديدة.
المناورة المضادة للمدفعية م/ ط :
لقد بقيت المدفعية المضادة للطائرات فعالة في كل الحروب المحلية ، ولم تظهر طرق جديدة للصراع مع المدفعية المضادة للطائرات ولم تجد طرق التشويش الإيجابي والسلبي أي تأثير عليها لأنها لا تستخدم المحطات الرادارية وإنما تستخدم في عملها أجهزة التسديد البصري . على الرغم من استخدام مختلف الأسلحة في الحروب سواءً كان منها الأسلحة الموجهة ، أو طائرات القتال النفاثة ، أو وسائل الحرب الإلكترونية ، أو أنظمة القيادة عن بعد فقد تبين أن المدفعية م/ط العادية قد أوقعت خسائر كبيرة في الطيران أكثر من الأسلحة السابقة .
بنية تشكيلات القتال
استخدمت في الحرب الحديثة عند اجتياز وسائط الدفاع الجوي م/ ط جميع أنواع تشكيلات القتال وهي :
تشكيل القتال المنظم:
ويتميز بأنه جمد مناورة الطائرات السريعة، واستخدم بشكل واسع عندما زودت المقاتلات بوسائل فردية مضادة للرادار.
تشكيل القتال المفتوح :
ويتميز بتوزيع الطائرات مسافات وفواصل كبيرة بشرط ألا تخرج الطائرات عن حدود الرؤية البصرية أو الرؤية الرادارية .
تشكيل القتال المنتشر :
ويضم مجموعات ذات أغراض تكتيكية متعددة ، وتنفذ كل مجموعة منها الطيران وفق أفضل نظام لها ، وإذا كان الاتصال بالنظر معدوم بينها فإن كل مجموعة تعمل بما يتناسب والخطة العامة للضربة .
دروس ووقائع
لكي لا يبقى ما ذكرناه آنفاً من باب التنظير فقط فإننا نذكر مثالاً على ذلك " الحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان عام 1982م " حيث استخدم الطيران الإسرائيلي أثناء توجيه الضربات الجوية لوسائط الدفاع الجوي م/ط تشكيل القتال التالي :
أولا : مقر قيادة جوي .
ثانياً : طائرات الاستطلاع اللاسلكي الفني .
ثالثاً : مصادر تشويش .
رابعاً : مجموعات ذات أغراض تكتيكية متعددة الأغراض ( تمويه ، تغطية، تغذية، مراقبة ، نتائج) .
كان مقر القيادة وطائرات الاستطلاع يتمركز في مناطق فوق البحر بعيداً عن مرمى وسائط الدفاع الجوي م/ ط اللبنانية ، وكانت المقاتلات F-15 ، وF-16 تحتل مناطق الدورية فوق البحر قبل وصول المجموعة الضاربة . عند وصول طائرات الضربة المقاتلة القاذفة ( فانتوم ، كفير ) إلى الخط المحدد دخلت مجموعات التغطية إلى قرب منطقة الضربة مشكلة حاجزاً لها ، وكانت حركتها تدار من قبل مقر قيادة جوي طراز (C2E) . عند تصدي الطائرات السورية انسحبت الطائرة F-16 ودخلت الطائرة F-15 للهجوم باستخدام صواريخ (سبارو) المطورة ، وقامت القيادة الإسرائيلية قبل بداية الغارة بإنشاء نطاقاً واسعاً من التشويشات فوق المنطقة وتحت ستار التشويش دخلت المجموعة الضاربة لتدمير وسائل الدفاع الجوي م/ط ومهاجمة الأهداف الأخرى مستخدمةً في ذلك القنابل المتشظية والشديدة الانفجار .
ويرى الاختصاصيون أن ظهور مقرات قيادة جوية في أنظمة الدفاع الجوي م/ط الحديثة أمر ذو أهمية كبيرة في معارك اختراق الدفاع الجوي ( حيث ألغي الطيران الواطئ أو قلل من استخدامه ) كما أن الطائرات الحديثة مزودة بأجهزة رادار تحقق الكشف المبكر . لقد برهنت التكتيكات الحديثة على أن اجتياز الدفاع الجوي م/ط يتحدد بشكل مؤكد عن طريق طائرات ........ بشكل (مجموعات صغيرة ) مع تأمين خط وصول خفي ( المباغتة ، التشويش ، كشف راداري مبكر، مخادعة ) ودون الحاجة إلى مرافقة المقاتلات . إن الدروس المستفادة من الأعمال القتالية في الحروب الحديثة برهنت على أنه يجب على الدولة أن تبقي قواتها في حالة جاهزية قتالية عالية ، وبشكل دائم لصد أي هجوم جوي مفاجئ .
المراجع - نظريات في اختراق الدفاع الجوي م/ط – مجلة الراية – لبنان (1989 م) .
- مجلة الفكر العسكري السوفيتي 1984م
- الجاهزية القتالية في المعارك الحديثة – مجلة الراية – لبنان .
- طرق اجتياز الطيران للدفاع الجوي – مجلة الفكر العسكري – دمشق