[ltr]
[/ltr]
كتب احمد زايد - مؤسس المجموعة 73 مؤرخين
منذ عقد مضي بدأ أهتمام الشباب المصري والعربي بالسلاح يتزايد وخاصه بعد أن أصبح الانترنت وصفحات التواصل شئ أساسي في حياة الفرد منا ، وتحولت المعلومات عن الاسلحة التي تربينا علي أنها سر حربي لا يمكن الاقتراب منه ، تحولت الي معلومات متاحه ويروج لها بشده لترويج السلاح نفسة ، وبدأت المنافسة في سوق تجارة الاسلحة تدخل عالم صفحات التواصل بقوة ، فكل شركات الاسلحة لديها صفحات تواصل تعرض فية أخر ما توصلت له للترويج لمنتجاتها .
واصبح المشتري غير مطالب بالسعي وراء أفضل الاسلحة في المعارض والمؤتمرات الدولية او مخاطبة جهات رسمية ، كل ما علية هو ان يدخل صفحة أي شركة مصنعة للسلاح والتجول في اروقة تلك الصفحات ليشاهد الجديد من المنتجات وما هو في طور البحث وما وصل اليه في مرحلة الاختبارات .
ونظرا لان أغلب الشباب متابع الانترنت ليس محترف أو دارس أو متخصص في الاسلحة ، فكان سهلا علية أن يقع في هوي وغرام أسلحة لمنظرها البراق أو تصميمها الممتع او لجوده صنع الفيديو في حد ذاته .......... فلماذا ذلك ؟
شركات السلاح لا تختلف كثيرا عن بائع الخضر والفاكهة او البقال أو السوبر ماركت – فجميعهم هدفهم البيع وتحقيق ارباح من بيع المنتج ، هنا يكون دور التسويق – فالبائع يضع افضل بضاعته امام عينيك لكي تبهر بها وتشتريها وكذلك الحال في شركات السلاح .
فهي تضع فيديوهات ومواصفات لاسلحتها تجعل الجميع يلهث لمعرفة المزيد والبعض يجمح ويحلم بأقتناء بلادة لتلك الاسلحة ............... لكن ماذا بشأن العيوب – أو القصور – في تلك الاسلحة ؟
العيوب لا تنشر ولا يعرفها الا المتخصصون .
ولان تجارة الاسلحة أصبحت رقم 1 في أقتصاديات عدد من الدول العظمي واصبح الترويج لها علي الانترنت يشغل حيز كبير من المساحه وصلت لحد عمل مراكز دراسات عالمية للترويج للاسلحة وتطرفت بعض الدول لاشعال حروب في بعض المناطق ( خاصه المنطقة العربية ) لترويج تجارتها وعدم وقف خطوط أنتاج الاسلحة ( موضوع لنا فية وقفه أخري في موضوع منفصل بأذن الله ) واصبح هناك مواقع متخصصة في متابعه صادرات الدول للاسلحة والدول المشترية ومواعيد التسليم والصفقات التي تحت البحث والصفقات التي وقعت واين ومتي ومن الذي وقع وعمولة البائع الخ الخ – كل شئ علي عينك يا تاجر .
عملية شراء السلاح بشكل مبسط
الشخص أو الجهة التي تقوم بعملية الشراء - عادة تكون مكونة من لجنة من المتخصصين في الاسلحة داخل أفرع القوات المسلحة ، وعاده تقوم بعملية الشراء بناء علي الخطوات التالية بشكل مختصر ومبسط ، لان عملية شراء السلاح هي عملية معقده تخضع لمعايير وأراء خبراء أمضوا حياتهم في دراسة وتجريب والعمل علي الاسلحة وحياتهم كلها متفرغه لدراسة الاسلحة ولا تكون سهلة أو طبقا للاهواء .
1- تحديد الحاجة لنوع معين من السلاح لتحقيق هدف معين لدي القيادة العسكرية أو السياسية – بمعني أوضح كمثال ( دفاع جوي استراتيجي – دفاع جوي تعبوي – طائره قيادة وسيطرة – صاروخ جو جو متوسط المدي – دبابة قتال الخ الخ )
2- البحث عن أنواع الاسلحة التي تحقق تلك الغاية وعاده يبدأ البحث في صفحات التواصل ومواقع الشركات المصنعة للاسلحة وتكوين فكرة بالمتاح في السوق الدولي للاسلحة والدول المصنعة وعلاقة الدولة المشترية للسلاح بالدولة البائعة .
3- عمل لائحة بالاسلحة التي تفي بالغرض مع تفاصيل كاملة لتلك الاسلحة ومزايا تلك الاسلحة ومحظورات الشراء او التصدير – ومدي ملائمة تلك الاسلحة للدولة المشترية من حيث المناخ – السعر – الجوده الخ الخ
4- عمل جلسات عمل ( مؤتمرات ) لبحث تفاصيل تلك الاسلحة يشرح فيها ((( الخبراء ))) مميزات تلك الاسلحه وعيوبها ومقارنتها بما لدي العدو الرئيسي والاعداء المحتملين من أسلحة ، وعمل مقارنات تفصيلية .
5- تحديد امكانية الشراء من عدمة – لان كثير من الدول المصنعه للاسلحة تفرض حظر علي تصدير بعض انواع السلاح ( مصر – الامرام مثلا ) لذلك يتم البحث عن البديل فورا من دولة اخري لا تفرض نفس الحظر علي النوع البديل .
6- تحديد امكانية التصنيع المحلي للسلاح ( لو دولة لديها قاعدة صناعية مناسبة ) مع الاخذ في الاعتبار – موافقه الدولة المصنعة علي نقل التكنولوجيا للدول النامية .
7- تضييق نطاق القرار في نوعين الي 3 انواع من الاسلحه تفي بالغرض .
8- ارسال بعثات متخصصة للدول المصنعة لابداء الاهتمام بنوع السلاح والبدء في فحصة وتجربتة في كافه الاحوال للتأكد من مطابقة السلاح لاحتياجات الدولة وكذلك للحرص علي أن الاعلان عن السلاح مطابق للتجربة الفعلية ، وفي بعض الانواع يتم التجربة داخل الدولة المشترية لضمان مطابقة السلاح للظروف البيئية .
9- عقد اجتماع داخلي لبحث نتائج تلك البعثات والتوصيات .
10- اعطاء القرار النهائي ورفعه للقيادة العسكرية والسياسية .
تلك هي الخطوات المتوقعة لاي عملية شراء أسلحة في دولة محترمة لديها كيان مؤسسي عسكري محترم ، لكن بعض الدول النامية تهرع لاي سلاح طبقا لمحدد واحد فقط وهو الامكانية المادية ، وبعض الدول تشتري الأسلحة بغرض التباهي بين الدول الاخري ، وبعض الدول تشتري السلاح بغرض مساعدة الدول المصنعة للسلاح في البقاء داخل السوق ضمن توازنات دولية سياسية وغير عسكرية .
كيف يقع الشاب في فخ الشركات مصنعة الاسلحة .
ما يهمنا هنا هو توضيح كيف يقع الشاب المصري أو العربي في فخ الشركات المصنعة للسلاح ، لدرجه أنه قد يهاجم القيادة السياسية أو العسكرية لدولتة لو لم تشتري السلاح المعجب به أو أشترت سلاح أخر يظن هو انة أقل كفاءة .
فما وضحناة في السطور السابقة أن عملية شراء السلاح هي عملية معقده تخضع لمعايير وأراء خبراء أمضوا حياتهم في دراسة وتجريب والعمل علي الاسلحة وحياتهم كلها متفرغه لدراسة الاسلحة ، وتكون أرائهم وقرارتهم طبقا لمدي واسع جدا من المعرفة لا يظهر للشاب علي صفحات التواصل ، وسنحاول في السطور القادمه ان نظهر للقارئ العادي مواضع الخطأ التي يقع فيها عند تقييمه للسلاح وهو موضوع ربما يغضب البعض .
مثال – المقاتلات
دعونا نتفق في البداية أن أي مقاتلة لم تشتبك في معركه حقيقية ضد سلاح جو مقارب في المستوي فهي مقاتله لم تختبر .
فلا يمكن بأي حال من الاحوال اعتبار نجاح الاف 15 أو الاف 16 في عاصفة الصحراء أو الاف 16 الاسرائيلي في حرب 2006 ضد حزب الله – هو نجاح لمقاتلة وبالتالي نهرع لشرائها ، لا علي العكس فهي طائرات تقوم بضرب تجمعات لجيوش لا يوجد لديها دفاع جوي أو قوات جوية فعالة تستطيع المواجهة الفعلية لتلك المقاتلات ، فهو أشبة بتدريب قتالي فقط .
أخر حرب فعلية في العالم كان بها سلاحين متقاربين هي الحرب العراقية الايرانية 1980 – 1988 ويمكن خلالها مقارنه أداء الاسلحة ونقاط القوة والضعف للسلاح ، لكن ما تلي تلك الحرب فهي كلها معارك في مستوي تدريب قتالي فقط .
دعونا نتحدث هنا عن المقاتلات الحديثة – السوخوي 35 – الرافال – الميج 35 – الاف 22 – الاف 35 والضجه التي أثيرت حولهم في صفحات التواصل والعرض هنا ليس الهدف منه التقليل انما التوضيح
أي فيديو لعرض أي قطعه سلاح يكون مدروس جدا ومجهز لابهار المشاهد لتحقيق عده اهداف منها
1- الابهار بصناعات الدولة العسكرية
2- تحقيق هدف ردع نفسي لتخويف الاعداء بشكل غير مباشر
3- المبالغه في امكانيات الاسلحة للتسويق المادي للسلاح
4- جذب عملاء جدد
5- الانتشار والدعاية والاعلان بشكل موسع لمنتجات الشركة
.
لكن هل هذا السلاح يستطيع تحقيق ما تراه في الفيديو خلال القتال الفعلي
بالطبع لا ............. وألف لا .
كيف ؟
أي فيديو للترويج لاي سلاح مهما كان يتم اخراجة بشكل يوحي للمشاهد أنه يماثل اجواء المعركة الحقيقية لكن في الحقيقة لا يمثل ظروف قتال حقيقية ، فالقائم بالتدريب لا يتم اطلاق نار حقيقي علية وليس في أرض او سماء المعركه وليس مجهد وليس جائع وليست معنوياته محطمه .
ولان مستخدم السلاح في الفيديو لا يكون جندي عادي ، انما فرد مدرب علي استخدام السلاح مده كبيرة ، والسلاح مهيأ في جو ومكان وبيئة ملائمه للتصوير وضد هدف مؤكد تدميرة ، وربما يخطأ السلاح في تدمير الهدف 9 مرات من 10 – وينجح مرة واحده وتلك المره هي ما تشاهده انت .
مثال 1 – مناورات الطائرات السوخوي 27 حتي 37 .
ينبهر الجميع بمناورات الطائرات السوخوي وخاصه مناورات الكوبرا ومناورات القتال المختلفه التي تجعل المشاهد يقف انبهارا بها ويطالب دولتة بالحصول علي هذه الطائرة المعجزة لكن يجب عليك ان تلاحظ الاتي .
1- اجواء عمل طلعه الطيران تكون مناسبة للتصوير – لم نري تلك المناورات في اجواء عواصف او اجواء ممطرة ، أو رياح عكسية أو ضعف الرؤية أو اي عوامل قد تكون موجوده فعليا خلال القتال الجوي
2- أن الطيار الذي يقوم بالمناورات هو طيار متمرس – تدرب علي تلك المناروات مئات الساعات وليس طيار عادي ضمن قوات جوية عادية وضعته ظروف القتال في تلك المعركة .
3- لا احد سأل عن مستوي الوقود بتلك الطائرات – فعند تصوير تلك المناورات تكون نسبة الوقود في الطائره في الحد الافضل ( قرب الحد الادني ) لكي تكون الطائرة خفيفة وسهلة المناورة ، مما قد يشير الي صعوبة تنفيذ تلك المناورات في اجواء القتال العادية وفي مستوي وقود مرتفع .
4- لم يشاهد احد تلك الطائرات تقوم بالمناورات وهي في كامل التسليح بسبب تخفيف الوزن للقيام بتلك المناورات وهو أمر غير طبيعي في اجواء القتال الطبيعية التي تكون فيه الطائرة في اقصي درجات التسليح للقتال الجوي .
5- عرض المناورة يتناسي او يتغاضي عن رد فعل الطيار الاخر المفترض وجودة في طائرة تقاتل تلك الطائرة والمناورات المضاده لتلك المناورات الرهيبة .
لذلك نضع امام الشباب المصري والعربي تلك الملاحظات عند مشاهدتة فيديو للمقاتلات السوخوي وهي تناور لكي يفكر قبل أن ينبهر .
[ltr]
[/ltr]
مثال 2 – الصواريخ المضادة للدبابات والدروع المضادة لها
أغلب الفيديوهات المنتشرة عن الاسلحة المضادة للدبابات والدروع المضادة لها تناقض بعضها البعض والمتتبع لتلك المعلومات والفيديوهات يغفل عن عده نقاط ، ويجب عليه ملاحظة الاتي .
1- جميع الفيديوهات الدعائية تمثل عملية اطلاق لصواريخ في ظروف مثالية من حيث الجو او المكان او الهدف المطلق علية .
2- الرامي هو فرد متخصص جدا وليس جندي قد تختلف درجة كفاءته من جندي لاخر .
3- الرامي في مكان مخصص له ولا يتم اطلاق نار علية ، ولا يحس بالجوع أو العطش أو البرد أو اي ظروف معاكسه تواجه أي جندي .
4- الهدف عاده يكون ثابت وجاهز للتدمير وحولة عشرات الكاميرات .
5- لا يظهر الفيديو الهدف بتدريع اضافي لكن يظهره عاده دبابة من دولة غير حليفة يقوم بتدميرها ( لتدمير مبيعات هذا السلاح في السوق العالمي ) وربما في ظروف القتال الحقيقية لن يتمكن الصاروخ من تدمير الهدف ( كما ظهر مع التي 72 والتي 90 في سوريا خلال فيديوهات 2016 و 2017 )
6- ظروف الاطلاق والتصوير تجعل المشاهد ينبهر وربما تكون تلك اللقطه هي واحده فقط الناجحه من 99 محاولة فاشلة .
7- في المقابل نجد ان فيديوهات الدروع الايجابيه للمدرعات تظهر لنا صاروخ ( مجهول الهوية ) يفشل في اختراق الدروع وربما يظهر لنا ما يدل علي نوعية الصاروخ كتدمير لسمعة هذا الصاروخ ضمن الحرب الاقتصادية ، ولا يظهر لنا الفيديو ظروف الاطلاق او صلاحية الصاروخ .
المحصلة فيما سبق .
بعد العرض المختصر السابق لاكاذيب شركات السلاح وطرق عرض أسلحتها ، لا تصدق ما تنشره شركات أنتاج السلاح عن اسلحتها علي مواقعها الرسمية ، فمن مصلحتها اظهار أن سلاحها خارق ومن مصلحتها أيضا الا يكون خارق ، لكي تبيع لنا الاجيال اللاحقة له ، فهل من صنع سلاح لا يعرف انة سيكون له تطوير بعد عام ؟ فلماذا عرض الجيل الاول للبيع وهو يعرف ان الجيل الثاني جاهز للانتاج ، وربما حتي الجيل العاشر أيضا جاهز للانتاج ؟
لكي يجعلنا كدول مشترية للسلاح نشتري الجيل الاول ثم الجيل الثاني وهلم جرا ، وتكون صلاحية الاجيال من الاسلحه قصيرة لكي يجعلك تلهث وراء الشراء أو التطوير وفي كل الحالات هو المستفيد ماديا وربما تنتج نفس الشركه منظومة مضاده لنفس السلاح – فتبيع لك السلاح وتبيع لعدوك المضاد له ، أو العكس .
والطائره الشبحية عند دولة ربما لا تكون شبحيه بالمرة عند دولة طورت وانتجت رادار يكشفها لكنها لن تعلن عنه ولن تبيعه للدول النامية لكي تحتفظ لنفسها بالتفوق التكنولوجي
والصاروخ المضاد للدبابات الناجح في دولة ليس بالضرورة ناجح في دولة اخري تجابة عدو مختلف ولدية تكنولوجيا اخري .
فسوق السلاح هو سوق كسوق الخضر والفاكهة والشطارة في أنك تضحك علي المشتري لكي يشتري منك ويظل يشتري منك وتنتهي صلاحية السلاح وتطوره عند نفس البائع .
والبعض انطلق طبقا لتحكمه في مافيا تصنيع السلاح وسيطرته علي الحكومات ، في اشعال حروب لترويج اسلحته للطرفين .
وقبل أن تسأل أجيب عليك
الحل عزيزي القارئ في التصنيع المحلي للسلاح بكل اشكالة ، تصنيع يبدأ مما انتهي له الاخرون وتضيف علية وتصنع سلاحك بنفسك وتهرب من أحتكار شركات تصنيع السلاح العالمي وسيطرة ونفوذ تلك الشركات لدرجه جعلت مصر توقف مشروع الطائره القاهره 300 والصواريخ القاهر والظافر في منتصف السيتينات بضغط من الاتحاد السوفيتي وقتها لكي نكون تحت رحمتهم ونفس الضغوط تم ممارستها علي مصر من امريكا تحت بند المعونة لكي نوقف اي محاولات جاده لعمل سلاح مصري 100% لكي نظل دائما تحت ضغط منهم .
الحل هو سلاح مصري – عربي 100% محلي .
المجموعة 73 مؤرخين