في محاولة لحفظ السلم الأهلي بين ابناء الجالية الإسلامية وباقي سكان الولايات المتحدة، حسمت هيئة المحلفين بولاية ميتشغن الأميركية موضوع دعوة القس تيري جونز لحرق نسخة من القرآن في تظاهرة أمام "المركز الاسلامي في أميركا"، بالرفض القاطع.
ولم يحصل القس المثير للجدل على حق التظاهر بعد إن أستمعت هيئة المحلفين لستة أشخاص على مدى خمس ساعات متواصلة بمدينة ديربون، خشية إندلاع العنف في ميتشغن، الولاية الأميركية التي ينصهر بداخلها جميع افراد الديانات السماوية الثلاث في تعايش وتسامح فريد حتى بين بقية الولايات الأميركية الأخرى.
وتعج ميتشغن بالمراكز والمدارس الإسلامية، حيث كانت أول قبلة يقصدها المسلمون والعرب الذين قدموا الى الولايات المتحدة الأميركية بغرض الهجرة.
وبرر مساعد المدعي العام واين روبرت موران منع تيري جونز من الحصول عى تصريح للتظاهربسبب مخاوف من أن ظهوره يمكن أن يصبح "كابوس السلامة العامة".
وأعلنت شرطة مدينة ديربون الأميركية، أنها لن تسمح لقس الكنيسة الأوصولية القادم من ولاية فلوريدا بحرق القرآن بالمساس بالأمن العام في مدينتهم التي ظل سكانها من جميع الأطياف يعيشون تحت كنف القانون بسلام وأمان.
ويقول حسن القزويني إمام "المركز الإسلامي في أميركا" بمدينة ديربون في تصريح ل"إيلاف": " لاشك أن المحاولات الموتورة من قبل هذا الرجل إنما تنم عن جهل وإثارة لا أكثر ولا أقل، وحرق القرآن هو في الواقع إهانة ليس فقط للمجتمع المسلم ولكن أيضاً إهانة لأتباع الديانات التوحيدية"، لافتاً الى أن القرآن ذُكر فيه اسم موسى وعيسى أكثر من 100 مرة بكل إحترام وتقدير".
ويأتي رفض هيئة الملحلفين قيام القس تيري جونز بمظاهرة لحرق القرآن عند "المركز الإسلامي في أميركا" ، بعد عزم شخصيات دينية تضم كلاً من المسلمين والمسيح واليهود القيام بتظاهرات أمام المركز الإسلامي لنصرة المصحف والتعبير عن رفضها الاساءة لمشاعر الجالية المسلمة في ولاية ميتشغن.
ورأى القس تشارلز وليامز أبرز القيادات الدينية المسيحية في ولاية ميتشغن وأحد المتضامنيين مع الجالية الإسلامية في أميركا أن :"جونز شخص يحاول الحصول على الانتباه بأي وسيلة ممكنة ، حتى لو كان لأسباب سلبية"، مشيراً الى أن" تصرفات جونز الغير مقبولة جعلتنا نجتمع من ديانات مختلفة (..) فشكراً له كان سبباً في وحدتنا".
ويُعد "المركز الاسلامي في أميركا" أكبر مسجد للمسلمين في شمال أميركا ويمتد على مساحة تتجاوز 70000 متر مربع ويشتمل على قاعة للصلاة ، ومدرسة ، ومكاتب وقاعات للولائم.
وكان جونز (59) عاماً، والذي ظهر في المحكمة أمام هيئة المحلفين في سترة جلدية قام في الشهر الماضي في فيديو تسجيلي بمحاكمة وهمية للقرآن بتهمة أنه يدعو الى الارهاب، على حد قوله.
وبين القس، الذي قفز أسمه سريعاً في بورصة الإعلام الأميركية بعد اقدامه على حرق القرآن أن المحكمة بمنعها في حقي بالتظاهرة أمام "المركز الاسلامي في أميركا" أنه قد انتهكت حقوقي في حرية التعبير الذي يضمنه الدستور الأميركي .
وكثر الحديث بعد منع تظاهر القس جونزعن التفسيرات الدستورية داخل الولايات المتحدة الأميركية الى السطح وتناولها المختصون في القانون بإسهاب بين مؤيد ومعارض.
ففي حين أعتبرت جهات قانونية أن منع القس من التظاهر وحرق القرآن يفوت فرصة إندلاع العنف في البلاد، تحفظ اتحاد الحريات المدنية الأميركي فرع ولاية ميتشغن على القرار رغم رفضه لمضمون خطاب جونز.
ويُخشى هنا أن يحدث حرق القس جونز ردة فعل إسلامية معادية للأميركيين لاسيما للقوات العسكرية المنتشرة في أفغانستان والعراق، ويقول ريتشارد يوبانك رئيس المنظمة الوطنية لأميركا كبير المحاربين القدماء والذي شارك في الحرب الفيتنامية :" اتوسل أن يتراجع جونز عن حرق القرآن لأنها تضر بقوات أميركا في الخارج".
وكان أفغانستان البلد الذي يقع تحت سيطرة القوات الأميركية قد شهد مواجهات دامية راح ضحيته( 20 ) شخصاً يعملون ضمن الفريق التابع للأمم المتحدة إثر إحتجاجات إندلعت بعد حرق القس جونز للقرآن الشهر الماضي.
و انطلقت فعاليات حملة توقيعات مليونية قام بها مسلمون من دول متعددة لمطالبة الرئيس الاميركى باراك اوباما بتحويل القس تيرى جونز لمحكمة دولية عادلة بعد ارتكابه جريمة حرق القرآن والحض على الكراهية والعنف بين الشعوب.
http://www.elaph.com/Web/news/2011/4/649129.html?entry=artsmostvisitedtoday