تقرير د.أحمد غانم
خاص مصراوي - ديربورن ميتشجان
فى خطوة فسرها المراقبون أنها سعي وراء الشهرة الإعلامية التى انحسرت عنه،قرر القس تيري جونز الذي حقق شهرة عالمية لحرقه القران –قرر التظاهر أمام المركز الإسلامي الكبير بمدينة ديربورن بولاية ميتشجان الأمريكية يوم الجمعة 22 ابريل 2011.
وبالفعل فقد حدث ما توقعه القس جونز من تغطية إعلامية واسعة لرحلته من عشرات وكالات الأنباء التي انتظرته عند بوابة المركز الإسلامي بمدينة ديربورن التى تسكنها أكبر جالية عربية وإسلامية فى الولايات المتحدة، كما كان فى انتظاره عند وصوله للمطار قوة من شرطة ولاية ميتشجان التى اقتادته من المطار إلى قاعة المحكمة مباشرة حيث صدر قرار من قاضي المدينة بمنعه من التظاهر أمام المسجد ومنحه رخصة للتظاهر فى مكان بعيد عن المسجد منعا لحدوث "أحداث عنف" على حد قول المحكمة.
وبينما كان القس تيري جونز فى انتظار جلسته فى المحكمة مطالبا برخصة للتظاهر أمام المركز الإسلامي التقي موقع مصراوي بالسيد "إيد بيضون" عضو مجلس إدارة المركز الإسلامي الذي كان ينتظر فى المركز بعد صلاة الجمعة ومعه عشرات من المصليين الذي فضلوا الانتظار فى المسجد لمعرفة ما ستسفر عنه المحكمة وهل ستقبل الطعن الذي تقدم به للتظاهر أمام المركز.
من ناحيته أكد السيد "إيد بيضون" أن المركز الإسلامي مفتوح للجميع بما فيهم القس تيري جونز وأن إمام المسجد السيد "حسن القزويني" قد دعا السيد "جونز" أن يكون ضيفه فى بيته وأن يقرأ القران بدلا من أن يحرقه. كما أكد السيد "بيضون" أن المسجد قد تعرض لمحاولة تفجير فاشلة من متطرف مسيحي قاد سيارة محملة بالمتفجرات من ولاية كاليفورنيا ليفجرها فى المركز الإسلامي إلا أن مسيحي متدين من نفس كنيسته أبلغ الشرطة التى أوقفته قبل أن يصل إلى المركز.
وأضاف السيد "بيضون" أن المركز الإسلامي يجاوره كنيسة ويقوم المسجد والكنيسة بالعديد من الأنشطة المشتركة لبث روح التسامح بين أتباع الأديان السماوية.
المعروف أن المركز الإسلامي الأمريكي هو أكبر مسجد فى أمريكا الشمالية ويتبع المذهب الشيعي ويصلي فيه الالاف من الشيعة من أصحاب الأصول العراقية واللبنانية الذين يعيشون فى مدينة ديربون الأمريكية.
تركنا السيد بيضون يراقب شاشة التلفاز فى المركز الإسلامي الذي حاصرته عشرات من سيارات الشرطة والإف بي أي ووكالات الإعلام لنتجه إلى مكتبة مدينة ديربون حيث تجمع المئات من سكان المدينة من مختلف الديانات لإظهار الوحدة والتضامن ضد التطرف الذي يمثله السيد جونز وأمثاله.
وأمام مكتبة مدينة ديربورن حضر الكثير من القساوسة الذين أظهروا تضامنهم مع المسلمين فى يوم "الجمعة العظيمة" التى تمثل يوم "صلب" المسيح فى العقيدة المسيحية.
وبعد ساعات طويله قضاها السيد جونز فى المحكمة حتى غروب شمس يوم الجمعة العظيمة قررت المحكمة رفض الطلب المقدم من السيد جونز بالتظاهر أمام المركز الإسلامي وطالبته بدفع غرامة دولار واحد وإلا تعرض للحبس فرفض السيد "جونز" دفع الغرامة لاثبات اعتراضه على الحكم فتم وضعه بالسجن حتى قام أحد المسلمين بدفع الغرامة فقامت الشرطة بإخراج السيد "جونز" من السجن إلى الفندق الذي يقيم فيه لتقتاده فى الصباح إلى مطار مدينة ديترويت ووضعته فى غرفة لا يمكن للصحفيين الوصول إليه إلا عن طريق التليفون.
وفى محادثة تليفونية مع موقع مصراوي قالت السيدة "ستيفني ساب" سكرتيرة القس "جونز" أنه سيعود بعد أسبوع لمدينة ديربورن وسيتظاهر أمام المركز الإسلامي مهما كلفه الأمر لأن المعركة الان هى معركة حرية التعبير وليس مجرد التظاهر ضد الشريعة الإسلامية.
المصدر
http://www.masrawy.com/News/Writers/General/2011/April/23/quran.aspx