أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بالاطلاع على القوانين بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب.
الـبلد : العمر : 51المهنة : طيارالمزاج : لااله الا اللهالتسجيل : 12/09/2010عدد المساهمات : 1682معدل النشاط : 1629التقييم : 44الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: مفهوم الردع النووي في زمن حرب العصابات الثلاثاء 3 مايو 2011 - 20:07
مفهوم الردع النووي في زمن حرب العصابات في حرب العصابات أو بالأحرى قتال العدو بأسلوب حرب غير تقليديه و بتعبية الميدان تحيد وسائل ومنظومات الردع النووي - لا يعقل أن تقصف إسرائيل غزة أو حتى بلدان الجوار الجغرافي بسلاح نووي لأنه في الأساس صمم كسلاح ردع إستراتيجي وليس تعبوي جندي المشاه هو سيد المعركه - عنصر الأساس في العمليات العسكريه التعبويه لم ولن يتغير هذا المبدأ وسيبقى الأساس في مهارة الميدان بأسلوب حرب العصابات
يقوم مفهوم الردع النووي في الأدبيات العسكرية على سياسة امتلاك سلاح نووي قادر على زرع بعض "الحكمة" و"التعقل" في عقل خصم مهاجم يمتلك السلاح النووي. وفكرة الردع لا تعني بالضرورة امتلاك سلاح موازي من حيث القوة والتأثير، بل تعني القدرة على إلحاق أذى غير محتمل بالخصم المهاجم تجعله يكف عن مجرد التفكير باستخدام السلاح النووي ضدنا. ويقوم الردع النووي بالتحديد على تطوير القدرة على حيازة سلاح نووي يمكن من يتعرض للاعتداء من توجيه ضربة ثانية، أي ضربة انتقامية بعد الضربة التي يتعرض لها، أو امتلاك، وهو الأفضل، القدرة على توجيه ضربة نووية أولى تشل قدرة الخصم على توجيه ضربات انتقامية. النتيجة الموضوعية لامتلاك القدرة على توجيه "ضربة نووية أولى بدون عواقب" هي تحول الدولة القادرة على توجيهها إلى قطب سياسي يملي إرادته السياسية على منافسيه وفي مجاله الحيوي، مما يستتبع توسيع نطاق نفوذه السياسي، لا العسكري فحسب. فما دامت تستطيع دولة أن تضرب دون أن تُضرب، وأن تأذي دون أن تتأذى، فإنها تستطيع بالتالي أن تتمادى في استخدام الأسلحة التقليدية، أو حتى غير التقليدية غير النووية (الكيميائية والبيولوجية)، وهي تدرك أن خصومها لا يستطيعون أن يصعدوا المواجهة حتى النهاية النووية مثلها، ولولا ذلك، لما استخدمت الولايات المتحدة القنابل النووية ضد اليابان، ولاستخدمتها ضد الاتحاد السوفييتي السابق. هذا يعني أن الدول التي لا تمتلك غطاءً نووياً ذاتياً أو حليفاً تبقى في موقفٍ ضعيفٍ استراتيجياً إزاء الدول المعادية التي تملكه. ولذلك، فإن أساس السلام العالمي كان وما برح امتلاك أقطاب دولية متعددة لقدرة الردع النووي المتبادل، مما يفرض سقفاً ضرورياً للصراع بالأسلحة التقليدية، وغير التقليدية غير النووية، ما دام التصعيد من السلاح التقليدي إلى غير التقليدي سيؤدي إلى الدمار الشامل المؤكد والمتبادل. ولولا دفعُ اللهِ الناسَ بعضَهم ببعضٍ لفسدت الأرض. والقوي والضعيف لا يصنعان سلاماً. بل لا يقوم السلام إلا في ظل وجود قدرة ردعية متبادلة، ولهذا دافع برفسور العلاقات الدولية الأمريكي المعروف كنيث والتز من جامعة كولومبيا، عن نشر السلاح النووي، بدلاً من الحد من انتشاره، كوسيلة لنشر السلام بين الدول. الدرع الصاروخي الذي تريد الولايات المتحدة أن تقيمه في أوروبا الشرقية في مواجهة روسيا يضعف من قدرة روسيا على ردع الولايات المتحدة نووياً، وبالتالي يخل بميزان القوى العالمي، ويزيد من فعالية السياسة الخارجية الأمريكية لأنه يزيد من وزنها الدولي إزاء الدول الأخرى. فهو محاولة لاستيعاب النتائج التي تمخض عنها تكسير القوة والهيبة الأمريكية في العراق. على نفس المنوال، كان وما زال يشكل امتلاك الكيان الصهيوني لأكثر من مئتي رأس نووي حسب وسائل الإعلام، وربما تكون أكثر، عاملاً من أهم عوامل اختلال ميزان القوى العربي-الصهيوني، خاصةً أن العقيدة العسكرية الصهيونية تقوم على اللجوء إلى الردع النووي ضد العرب، كخيار أخير، في حالة تمكنهم من إيقاع هزيمة عسكرية شاملة بالصهاينة. ولهذا كان لا بد من استهداف برامج التسلح العراقية، وضرب مفاعل أوزيراك عام 1981، وخوض عدوان ثلاثيني على العراق تحت عنوان "أسلحة الدمار الشامل". ولهذا سعت قوى الهيمنة الخارجية لاستهداف كل برنامج تصنيع عسكري حقيقي عربي، منذ محمد علي باشا في مصر في القرن التاسع عشر، إلى اغتيال العلماء الألمان وغير الألمان الذين سعوا لتطوير الصواريخ في مصر عبد الناصر، مثل صواريخ "الظافر" و"القاهر" و"الناصر"، ولهذا تمت تصفية برنامج التصنيع العسكري المصري في ظل أنور السادات. ولهذا يستهدف اليوم البرنامج النووي الإيراني دولياً، لأنه يتيح لإيران حصة أكبر في الغنائم الإقليمية من تلك التي قررها لها الطرف الأمريكي-الصهيوني.