لقيت الحلقتان الأولى والثانية من ملف النهر الجوفى، واللتان نشرتهما
«المصرى اليوم» الأحد والاثنين، ردود أفعال وتعليقات واسعة بين قراء الموقع
الإلكترونى للجريدة، حيث تجاوز عدد التعليقات لأكثر من «300» تعليق، فيما
أثنت مؤسسة «فاروق الباز للتنمية» على الملف، موضحة أن ما تم نشره «يجهض
جميع محاولات النيل من مشروع ممر التنمية»، كما تلقت الجريدة عشرات
الاتصالات من خبراء وجيولوجيين للاستفسار عن موقع النهر الجوفى أو الإدلاء
بشهادات سوف ننشرها لاحقاً، مطالبين الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء بـ
«تبنى المشروع».
أبرز تعليقات القراء كانت: «يا عالم حد يبلّغ وزير الزراعة وكليات
الزراعة على مستوى الجمهورية.. لقينا كنز روحوا ازرعوا بسرعة، يا عالم
الناس حتموت من الجوع السنة الجاية.. ازرعوا الأرض خلوا الناس تاكل.. قدمك
خير يا أبوحديد».
وجاء تعليق آخر يقول: «كنت أعمل فى بداية السبعينيات فى ليبيا، فى واحة
الكفرة، جنوب شرق ليبيا، وجبل العوينات، كان بيننا وبين الجبل حوالى 1 كم،
وجدت شركة (أوكسيدنتل) للبترول (وهى شركة أمريكية كانت تقوم بالتنقيب عن
البترول فى هذه المنطقة) كميات رهيبة من المياه العذبة الجوفية، مهما تم
الأخذ منها فمستواها ثابت، حالياً، وهى منبع النهر العظيم فى ليبيا، وتم
عمل دراسة جدوى، نتج عنها زراعة آلاف الأفدنة من البرسيم الحجازى، صيفا
وشتاء وبعض من الشعير والقمح شتاء، وتم تربية 76 ألف رأس من الأغنام
البرقى، وكنت أعمل مديرا لمزرعة الأغنام، أناشد الدكتور عصام شرف الاهتمام
بالمشروع.
من جانبه أكد المهندس محمود سعيد، مدير مؤسسة فاروق الباز للتنمية، أن
نشر هذا الملف ساهم بشكل كبير فى دعم مشروع «ممر التنمية». وقال لـ«المصرى
اليوم»: «ما رصدته الجريدة يرد بشكل غير مباشر على معارضى المشروع».

اكتشف باحثون مؤخرا نهرا جوفيا وصفوه ب'العظيم'في الجنوب
الشرقي لليبيا بالقرب من الحدود المصرية السودانية،تبلغ مساحته ما لا يقل
عن ربع مساحة الجمهورية المصرية، وله دلتا تشبه المروحة في الجزء الغربي من
صحراء مصر الغربية.

وبحسب المجموعة البحثية لمدير مركز الاستشعار عن بعد بجامعة
بوسطن الأمريكية الدكتور'فاروق الباز' فإن هذا النهر'قد يساهم في إحداث
طفرة زراعية واقتصادية لمصر تبدأ من حدود مصر مع ليبيا'.

وقد أعلنت عن هذا الاكتشاف الباحثة بمركز أبحاث الفضاء
بجامعة بوسطن، وعضو المجموعة البحثية للدكتور الباز الدكتورة'إيمان غنيم'في
أثناء وجودها في مصر للمشاركة في ختام ورشة عمل مصغرة بالجامعة الأمريكية
عن تنمية القدرات في تطبيقات علوم الفضاء الذي تنظمه الشبكة المصرية
لفيزياء الفضاء بالتعاون مع مجموعة الدكتور الباز وجامعة القاهرة ووزارة
التعليم العالي والبحث العلمي المصرية.

جزء كبير في الأراضي الليبية

ويأتي اكتشاف هذا النهر الجوفي الذي توضح صور الأقمار
الصناعية وقوع الجزء الأكبر منه في الأراضي الليبية ضمن اكتشافات عديدة
استخدمت فيها تقنيات الفضاء والاستشعار عن بعد بحثا عن موارد مائية جديدة
في مصر والعالم العربي.

وفي السياق نفسه قالت الدكتورة غنيم إن الأبحاث التي استمرت
على مدى عامي 2009 و 2010'انطلقت من محاولة الإجابة على علامة استفهام
كبيرة حول منطقة خضراء وسط الصحراء في شرق ليبيا، لم يكن لها تفسير علمي
واضح،وباستخدام الصور الرادارية - أحد التقنيات الاستشعار عن بعد- تم الكشف
عن ما تعجز العين العادية عن رصده حول نهر عظيم، لو تم ضخ استثمارات
حكومية في هذه المنطقة من الممكن أن نجد مياه جوفية وبترول'.

وأشارت إلى أهمية هذا الاكتشاف الذي سينشر قريبا في أحد
الدوريات العلمية المعروفة بقولها إنه ربما يفسر أسباب وجود بحر الرمال
الأعظم في المنطقة الحدودية بين مصر وليبيا، وهي المنقطة التي عجز العلماء
عن إيجاد تفسير علمي لها منذ عشرات السنين.

اختلافات علمية

وقالت'تباينت النظريات العلمية في وضع افتراضات لحدوثها
كافتراضية التعرية الهوائية أو ترسيب الرمال بفعل الرياح لفترات طويلة، أو
كافتراضية التعرية المائية التي اختلف حولها كل من دكتور رشدي سعيد أستاذ
الجيولوجيا ودكتور الباز'.مردفة أن الأول أشار إلى أنها تعرية مائية حدثت
من الشمال حيث البحر الأبيض المتوسط إلى الجنوب، في حين افترض الثاني وجود
مصادر مائية في الجنوب رسبت الرمال في الشمال في منطقة بحر الرمال الأعظم.

ووفقا لتفسيرات غنيم فقد أوضحت أن'نظرية الباز أصبحت هي
النظرية الأقوى لوجود منطقة بحر الرمال الأعظم في غرب مصر ، لأن الاكتشاف
الأخير للنهر الليبي يؤكد هذا نسبيا'.ومضيفة'هذا الاكتشاف أيضا ربما يفسر
طريق الإنسان القديم الذي ارتحل من وسط أفريقيا إلى الشمال لأن الإنسان لا
يستطيع أن يبتعد عن المياه أثناء ارتحاله'.

وجود غير مؤكد للمياه

وفي ردها على سؤال وجهته لها المدونة'داليا العقاد' حول
وجود تأكيدات عن توافر مياه من عدمه في هذه المنطقة ، ذكرت غنيم أنها'لا
تستطيع أن تتعدى على تخصص المهندسين وعلماء الآثار والحفريين ، فهذه تعد
جريمة في الولايات المتحدة الأمريكية. على حد تعبيرها.

وفي المقابل أكدت أن دولة الإمارات اعتمدت في وقت سابق على
أبحاث الدكتور'فاروق الباز'في احتمالية وجود خزان مائي كبير في منطقة
الشرق، وبالفعل تم اكتشاف عشرات الآبار في هذه المنطقة'.مشيرة إلى أن الجهد
يبقى على الحكومة المصرية'في البحث وراء هذه الاكتشافات والاهتمام بعلوم
الفضاء ووضع ميزانية خاصة به'.

شفت المستشارة هايدى فاروق، الباحثة فى
الأرشيفين البريطانى والأمريكى، عن مناقشة ما سمته «قضية النهر الجوفى
القديم»، فى أحد اجتماعات الجمعية الجغرافية المصرية، والتى وردت فى مضابط
الجمعية تحت عنوان: «(THE ARTESIAN WATER BENEATH_ congress of the Royal Egyptian Geographical Society، Cairo: january١٩٥١) أى «المياه الارتوازية التحتية، الجمعية الجغرافية الملكية المصرية، القاهرة»، والتى تمت فى يناير من عام ١٩٥١.وأشارت
إلى وجود وثائق توصل إليها الدكتور «جون بول»، الذى تمكّن من رسم خريطة
تؤكد وجود طبقة من المياه تحت الصحراء المغاربية وتنحدر فى هيئة نهر من
الجنوب الغربى، مشيرة إلى أن هذه الوثائق والمستندات التى توصل إليها «بول»
تتعلق بوجود مياه وبترول فى الصحراء المغاربية، وكانت اكتشافاته ضمن الرحلة
التى كلفه بها البرنس كمال الدين حسين، والتى احتفظ بها الأرشيف البريطانى
تحت عنوان «Desert reconnaissence by motor car. Handbook for
patrol officers in Western Egypt . «Royal Geographical Society، RGS
Library Manuscript» والمؤرخة فى عام ١٩١٧، أى «استطلاع صحراوى
بالسيارة، كتيب لضباط الدورية فى الصحراء المغاربية المصرية»، بالإضافة إلى
وثائق أخرى تتضمن التأكيدات نفسها، وتم وضعها فى الأرشيف بتاريخ ١٩٢٦. وأشارت
إلى وجود مرجع وضعه «هـ.أ. هرست» الخبير العلمى بوزارة الأشغال العمومية
المصرية، بعنوان «النيل» الصادر عام ١٩٤٧، مشددة على أن ما توصل إليه
«هرست» يؤكد بـ«دلائل ثبوتية» نظرية «النهر الجوفى» .وقالت إن
«هرست» كتب فى مرجعه، وتحديداً فى صفحة ٢٥ ما نصه: «وكنت ذات مرة على ظهر
مركب فى بلاد النوبة، واستمعت إلى ريَس هذا المركب، الذى روى لى قصة، لعلها
من روايات المصريين القدماء، ولعلها أيضا قد بنيت على الفكرة الشائعة، بأن
ثمة نهراً يجرى فى باطن الأرض، تحت سلسلة الواحات فى الصحراء المغاربية،
وتفصيل القصة أنه على مقربة من جنوبى خزان أسوان، وعند (شمية الواحة)،
يضطرب النهر فى شكل دوامة، وأنه فى هذه البقعة ارتطمت سفينة تاجر، كانت
تقتضيه مهنته أن يسير بها فى النهر، ذهابا وعودة، فابتلع اليم بضاعته، وكان
فيها وعاء من الخشب، تعود أن يضع فيه طعامه، ولما فقد الرجل سفينته، تحول
بتجارته من النهر إلى البر، وبينما هو فى العام التالى، جالس إلى جوار بئر،
فى واحات الصحراء المغاربية، إذ لمح وعاءه القديم يطفو فجأة فوق سطحه».وأضاف
«هرست» - الذى كان يحمل الجنسية البريطانية فى مرجعه، الذى تروى المستشارة
هايدى فاروق لقطات منه-: «لم يكن فى مقدورى آنذاك أن أتقصى منشأ هذه
الرواية الأسطورية، وما من شك فى أن فكرة وجود نهر فى جوف الأرض المصرية
يجرى تحت الواحات لها صلة بنظرية قديمة، أكدت أن النيل أو أحد فروعه، كان
فى العصور الجيولوجية القديمة، ماراً بالواحات فى طريقه إلى البحر
المتوسط».وأكدت «فاروق»: «تم العثور على خرائط تؤيد هذه النظرية
وتوثقها، ويرجع تاريخها إلى عام ١٨٨٠، حيث اهتم ببحث هذا الموضوع الدكتور
(جون بول)، الذى تمكن من رسم خريطة تؤيد وجود طبقة من المياه تحت الصحراء
الغربية، وتنحدر فى هيئة نهر من الجنوب الغربى إلى الشمال الشرقى، حتى تهبط
إلى منسوب البحر نحو الجنوب، من خط العرض المحاذى للقاهرة، ويصل منسوب هذا
النهر الجوفى إلى ٤٠٠ متر فى أقصى الجنوب الغربى للقطر المصرى، بالقرب من
جبل العوينات».وأشارت إلى أن «مستر مورى» عاد إلى معالجة هذا البحث
بما عزز النتائج التى وصل إليها «الدكتور بول»، حيث أكد الأول، أن هذه
الطبقة من المياه، ذات الامتداد الشاسع، تخترق الصخور المسامية تحت
الصحراء، وتستمد مواردها من المياه «منبعها» من الحافة الشمالية لمنطقة
الأمطار الاستوائية، التى تصل إلى أفريقيا الاستوائية الفرنسية.

أيوه كلام صح يا أخ مصطفى
لكن هذا النهر يتبع ليبيا بنسبة 80 بالمئه يعني نحن لن نستفيد منه كثيراَ