Field marshal
لـــواء
الـبلد : المزاج : عصبى التسجيل : 07/03/2011 عدد المساهمات : 2141 معدل النشاط : 2568 التقييم : 408 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: ((,,"أدب أكتوبر بين الوعي والتاريخ",,)) الإثنين 16 مايو - 2:54 | | | |
|
محمد علام
مشرف سابق لـــواء
الـبلد : المزاج : كلنا من اجل مصر التسجيل : 21/02/2010 عدد المساهمات : 12007 معدل النشاط : 11382 التقييم : 867 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: ((,,"أدب أكتوبر بين الوعي والتاريخ",,)) الثلاثاء 17 مايو - 20:07 | | | لاتنسي ايضا رائعة يوسف السباعي " الرصاصة لاتزال في جيبي " والتي كتبها في اثناء حرب الاستنزاف بعنوان " رصاصة واحدة في جيبي " ثم حملت اسمها الحالي بعد معركة اكتوبر .
ولكني احب ان اهديك قصيدة نزار قباني عن حرب اكتوبر علي الجبهة المصرية :
(١) تجمع مصر حروف اسمها الجميل.. وتعيد تطريزه على حواشي منديلها المبلل بالدموع تكتبه، بالخط الكوفي العريض، على جدار النهار.. تسترده من قاع البحر.. وأسنان سمك القرش.. وحطام المراكب الغارقة.. تُلصق الميم إلى جانب الصاد.. وتُلصق الصاد إلى جانب الراء.. وفجأةً.. تتدلى من سقف العالم نجفةٌ من الزمرد الأخضر.. إسمها : مصر
(٢) تستعيد مصر خاتمها من تحت الماء.. وتعيد تركيب الفيروزات الثلاث... التي سقطت من خاتمها، وهي تغسل يديها بماء قناة السويس في صيف عام ١٩٦٧ تمسح ما تراكم عليه من صدأ وحشائش بحرية.. وتعيده إلى مكانه في المتحف المصري فيطمئن التاريخ على نفسه.. وتطفو على مياه القمر.. زهرة لوتس إسمها مصر... (٣)
ست سنوات .. ومصر تبحث عن خاتمها المسروق لجأت إلى الكهنة ، والعرافين ، وقارئي الغيب.. فأخبرها رئيس الكهنة أن خاتمها موجود في بطن حوت كبير .. كبير .. رأسه عند شواطئ فلوريدا ..وذيله في مياه إسرائيل.. ذهبت إلى الوسطاء، وأصحاب الكرامات، وصانعي الحجابات، فأخبروها أن خاتمها موجود في صندوق ملك الجان.. وأنه لن يعيده إليها إلا إذا رهنت لديه أساورها ، ورهنت أطفالها ، وصامت سبعة أيام من كل أسبوع.. وصامت مصر ٢١٩٠ يوماً وانتظرت ٢١٩٠ يوماً وشحب وجهها ، ونقص وزنها، وسكنت عصافير الحزن عينيها الجميلتين.. واشتكت مصر إلى الانتربول، وإلى محكمة العدل، وإلى القضاة ذوي البيروكات البيضاء والمطارق الخشبية، فاكتشفت أن القضاة واللصوص يؤلفون شركة واحدة لسرقة المجوهرات... (٤) تتعرف مصر على وجهها في مرايا سيناء.. تقرأ اسمها في كتاب الشهادة.. ومزامير العبور.. تقرؤه في فرح المغامرة، وأبجدية الإقتحام.. تقرؤه على معاطف الجنود المسافرين إلى الضفة الثانية للكبرياء.. تقرؤه في جراحهم المتلألئة تحت الشمس كأحجار الياقوت .. وحقول شقائق النعمان.. وتكتشف مصر صوتها في رصاص مقاتليها... لا في حناجر مغنّيها.. (٥) تضع مصر خاتمها الفاطمي في إصبع يدها اليسرى.. وتصبح عروساً.. يقطع القمر إجازته .. ويرقص كزوربا اليوناني في ميدان التحرير .. تتبرع أشجار القطن في الدلتا بكل أزهارها البيضاء لغزل طرحة العروس . تركب مآذن الأزهر القطار السريع المتجه إلى الإسماعيلية لتبرم عقد الزواج. يخرج الفراعنة نساء ورجالاً وأطفالاً من غرف نومهم في الأقصر وأسوان والكرنك ووادي الملوك ويرشّون مصر بماء الورد.. يبيع التلاميذ كتبهم الجامعية.. ويدفعون مهر العروس. ينزل عمرو بن العاص عن حصانه، ويقدم للعروس عباءته وسيفه.. ويقرأ لها سورة الفتح.. (٦) يا مصر.. بطاقة عرسك بيدي. فهل تسمحين لي أن أمشط شعرك القادم من غابات الحزن.. وألثم يديك المحترقتين بالنار... وأشيل ثوبك المثقوب برصاص البطولة؟. هل تسمحين لي أن أكون شاهد الزفاف ؟ **** |
|