- الجزائري الأصيل كتب:
- لا هذا مستحيل
وفي رأيي هذا موضوع يثير الفتنة
يا سيدي احتفظ برأيك مادام ليس في صلب الموضوع .
مسألة المؤامرة الصفوية الصهيونية ليست من اختراعي . بل هي منتشرة على الانترنت . و أصبحت عند بعض الناس قناعة لا تقبل الجدل .
بل على حس هذه الادعاءت تحضر الناس للحروب . إما في الحقيقة أوعلى الانترنت .
إذا كان عندك ما يدعم هذه الفرضية أو ينفيها .. .تفضل مشكورا
.
مسألة فتنة أو غير فتنة فيا سيدي نحن على بعد آلاف الأميال من بعضنا البعض ؛ فعن أي فتنة تتحدث .
ان لم نستطع مناقشة هذه الأمور على الانترنت في وجود هذه الحاجز الهائل من المسافة ؛ فمتى نناقشها؟
عندما نكون وجها لوجه ؛ فما ينتظر بعد هذا غير ان احدنا يقتل الآخر ؟
الفتنة الحقيقية هي عندما يخرج ناطق بادعاء ؛ ثم يأتي الناس من خلفه يرددون بلا عقل أو حتى تثبت . فيمسي الجميع حاملا للاحقاد على كل شيعي متمنيا قتله . . كل هذا بسبب أنظمة معينة تريد تحمي مصالحها السياسية حتى لو ادى هذا إلي فتنة طائفية و قتل على الهوية .
و أنا استغرب حقا من كل المدعين .
كيف يقبل المسلمون السنة التعايش مع المسيحيين و اليهود بلا غضاضة ، و نحن مثلا نفاخر في مصر أنها رمز التعايش السلمي بين كافة الطوائف منذ قديم الأزل .. مسلمين و ويهود و مسيحيين . .
كيف يقبل الإسلام وجود هؤلاء في سماحة و سعة و يضيق - أو هكذا يريده البعض - بضلال المناهج .
التشيع كان حاضرا في جميع مراحل الدولة الاسلامية بدءا من أيام الخلافة الاموية و العباسية و إلي يومنا هذا .
لكن طالما ظل النظر إلي التشيع على انه منهج ضال ، يحتاج إلي التقويم و الهداية . . و ليس كما نسمع هذا اليوم من بعض التيارات السياسية عن عن محاولة فصله و استقطاب الأمة الاسلامية ضده و ضد الشيعة كاشخاص ؛ و ليس منهج و طريقة فكر تحتاج إلي الاصلاح .
اما عن ادعاءات الصهيونية فهذه هي الوجه العربي المقابل لتهمة معاداة السامية ؛
كل من يريد ان يعطي نفسه مبررا للتهجم و الهجوم على شخص ما يسارع بوصفه صهيوني . . بعض الاتهامات تكون حقيقية . .لكن كثير منها يكون لحاجة خفية فقط .
من الغريب جدا انه عندما تقوم دولة ما بمحاولة بروز على الساحة السياسية أو الاقتصادية تجد البعض يصفها بأنها منخرطة في مؤامرة ما .
عفوا . .فقد اخطأت . . ليس هذا غريبا ابدا . . بل هذه هي عادة الأنظمة المتناحرة.
فالخليج و السعودية-على الصعيد غير الرسمي - مثلا يتهمون إيران بأنها في مؤامرة مع اسرائيل ضد الدول العربية .. و ان كل ما تقوم به هو تمثيلية فقط.
و من جهتها إيران تتهم الدول الخليجية بالعمالة و المهادنة- أو المداهنة -.
و الحائر في المنتصف هي الشعوب التي تحيا و تقتل من أجل صراعات سياسية و مصالح تحددها فئة معينة هي بالاحرى مصالحها الشخصية و ليست مصالح عامة .
في الوقت الذي يتميز فيه بعض الأعضاء هنا و وتقطعون كرها لايران الفارسية ؛ تبادل العائلات الحاكمة السفراء و العلاقات التجارية على قدم و ساق.
و أخيرا سؤال لكل من يؤمن بأن إيران منخرطة في مؤامرة لتدمير الدول العربية و بالاخص دول الخليج .
هل تعتقد ان جهاز المخابرات الأمريكي يعرف بوجود هذه المؤامرة . . أو بعبارة أخرى . . هل تعتقد ان أمريكا تعلم و تسكت ان لم تكن تدعم هذه المؤامرة المتصورة ؟
نعم . . أمريكا تعلم ؛
إذا كانت هذه اجابتك . . فبربك أخبرني ؛ لماذا إذا تحافظ الأنظمة الخليجية على هذه العلاقة المتينة بدولة - اقصد أمريكا - هي تعلم انها مشتركة ؛ بالصمت في أقل الأحوال ؛ في مؤامرة لتخريبها .
و بعبارة أخرى ؛ إذا كانت الحكومات الخليجية و السعودية تصدق بوجود مؤامرة كتلك ؛ فلماذا لا تتخلى عن تحالفها مع أمريكا ؛ الداعم المطلق لإسرائيل ؛ لماذا لا تطرد من أراضيها قوات دولة هي تعلم يقينا انها مشتركة في الخفاء في مؤامرة عليها ؟
اما إذا كانت اجابتك ؛ انه لا. . أمريكا لا تعلم بوجود هذه المؤامرة و هذه العلاقات الخفية ؛ فكيف إذا اقوى جهاز مخابراتي لا يعلم بمؤامرة و علاقات خفية و تأتي مخابرات الدول الخليجية مع تواضعها بالنسبة لجهاز الاستخبارات الأمريكي ؛ و تتحدث عن هذه المؤامرة ؟
و فوق كل هذا و ذاك . . إذا كانت هذه المؤامرة موجودة فعلا . . أفلسنا فعلا بهذا المسار التصادمي نسير بالضبط وفقا لهذا المخطط الصهيوني ؟
فنحن بين أمرين . . اما ان يقتل العرب إيران ؛ و نخسر عدوا مشاكسا لعدونا الأساسي .
و اما لا قدر الله يحدث العكس. و هنا تكون الطامة الكبرى .
طبعا يمكنك ان تخمن من الرابح الأكبر في كل الأحوال .
هنا قد يتحدث البعض عن تدخلات إيران الأخيرة في الشؤون العربية ؛ أو في لبنان . . لكن هذا موضوع آخر قد يطول شرحه . .
لكن اختصارا . . هنا تتجلى الرؤية المصرية بعيدة المدى و التي لا تعجب الاخوة الخليجيين .
ذلك ان الخلافات الايرانيية العربية هي بالأساس خلافات سياسية ديناميكية متغيرة ؛ و ليست كما يحاول البعض الحشد و ووصفها بأنها كراهية أزلية أبدية .
يعني ببساطة يمكن التفاهم حولها و تصفيتها بهدوء بدون ان ندخل في تصادم لا يخدم مصالحنا على المدى البعيد ؛ حتى لو انتهى قريبا بالنصر .
و لنا مثال كبير في العلاقات العربية الايرانية أيام الشاه الايراني . .
و السؤال . .. أليس يمكن ببعض الكياسة و الدبلوماسية استراجاع هذه العلاقات ثانية ؟