السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - هل احتجت يوما أن تمتلك زمام المبادرة في أي تصرف؟ - هل ترغب في أن تحرم الناس من التنبؤ بتحركاتك المستقبلية؟ - هل تريد أن تكون تصرفات الآخرين مبنيّة على تصرفك أنت، دون أن يمتلكوا أساليب دفاعية متزنة لما تقوم به تجاههم؟ إليك هذه الكبسولات السريعة المُعنوَنَة بـــ (اجعل أعظم دهاء لك هو إخفاء ما يبدو للناس دهاء).

• · تذكر
  دائما أن البشر أبناء العادة، وفيهم تعطش لا يرتوي لرؤية ما هو معروف
  ومألوف في أعمال الناس الآخرين ، واعلم أن إمكانية التنبؤ بتحركاتك تعطيهم
  نوع من السيطرة ، فاقلب الموائد، واجعل من المستحيل التنبؤ بتحركاتك، إذ إن
  السلوك الذي يبدو بلا تجانس ولا هدف سيبقيهم بلا توازن ، فسيرهقون أنفسهم
  في محاولة توضيح تحركاتك ، وإذا أخذت هذه الإستراتيجية إلى حدها الأقصى؛
  تستطيع من خلالها أن ترهب وتفوز، وخاصة إن كنت من الناس التي لها دور سلطوي
  أو قيادي، أو تكثر من المعارك الكلامية والجدلية.
  
• · اجعل
  الناس دائما في حالة عدم توازن من خلال إخفاء نواياك، وعدم تحديد رؤية
  ثابتة عنك، وفي الظلام وبعد الكشف عن الغرض من رواء أعمالك، حيث لم يكن
  لديهم أي مؤشر على نواياك، فلن يستطيعوا تهيئة دفاع لأي تصرف تقوم به
  تجاههم، اتركهم يقطعون مسافة طويلة في الطريق الخاطئ – رؤية غير واضحة
  لتكوين شخصيتك – وطوقهم بكمية كافية من الدخان، بحيث يكون الأوان قد فات
  عندما يفهمون مقاصدك.
  
• · قم
  بتصرفات غير نمطية، تجعل الناس في حيرة تجاه أمرك، اطرح أسئلة استفهامية
  -كأنك معترض - على أشياء متفق عليها، وابتعد عن الأساليب التقريرية،
  والتعميمات التي تجعل الناس تجزم باتجاهاتك وميولك.
  
• · لا
  بأس أن تُظهر أنك غير ملتزم بأحد، فكثير من الحمقى يتسرعون في الانحياز
  لطرف من الأطراف عند الاختلاف ، أما أنت فلا تلتزم بطرف أو قضية سوى نفسك –
  تظاهر بذلك – لأنك بحفاظك على استقلالك سوف تكون سيد الآخرين ، وستجعلهم
  يلحقون بك ويتبعونك.
  
• · لا
  مانع من أن تلعب دور المغفّل، ففي الوقت الذي لا يحب أحد من الناس أن يكون
  أغبى من الآخر، فاجعلهم أنت يشعرون بأنهم أذكياء- ليس أذكياء فحسب بل أذكى
  منك – وعندما يقتنعون بذلك لن يشكوا لحظة في أن لديك أهداف خفية. وقد
  قرأنا في كتب الأولين أنه قيل: من العاقل؟ قالوا: الفطن المتغافل.
  

ولكن احترس:

• ·
  إياك أن تتورط في تصرف يخدش سمعتك أثناء قيامك بأفعال تمويهية، فكما قلنا
  سابقا: سمعتك هي رأس مالك فحافظ عليها بحياتك. ولا ينبغي أن تتاجر بها أو
  تزايد عليها بشكل من الأشكال، فما دمنا مضطرين إلى العيش في المجتمع، والاعتماد على آراء الآخرين، فإنك لا تكسب شيئا من إهمال سمعتك فعدم اهتمامك بكيفية فهم الآخرين لك يؤدي إلى ترك القرار لهم فكن سيد مصيرك وسيد سمعتك كذلك، فإنك إن تحمل ضميرا فاسدا أهون من أن تحمل سمعة رديئة
  
• · العب هذه اللعبة مع وضع هذا الاحتراز نُصب عينيك، وسوف تجد إجابات مرضية – إن شاء الله - عن الأسئلة التي صدرنا الكلام بها .
  

سطّره لكم/ أبو حفص المصمودي