ان الشعوبية وبالرغم من محاربة الاسلام لها فقد كانت واقع سياسي عانت منه الامة الاسلامية من بدايات تاسيس الدولة الاسلامية.
كما نعرف فالرسول عليه الصلاة والسلام لم يحدد شكل السلطة السياسية ولكن حدد الاطر التي يجب ان تبنى عليها مؤسسات الحكم من عدالة وحرية ومساواة وشورى , ولكن للاسف فالمسلمون تمسكوا بتثبيت شرعية الحكم على الاطرالعنصرية الضيقة التي لم تحفظ الاسس التي حددها الاسلام لشرعية الحكم, مما ادى الى التنافس على الحكم ضمن هذه الاطر الضيقة وترك المبادئ الاساسية التي حددت بالقران والسنة. بالطبع لا يمكن ان نطالب المسلمون السابقون بانشاء انظمة حكم بعيدةأو مناهضة لطبيعتهم الاجتماعية أو موروثهم الثقافي والاجتماعي.
لو ان الاسلام اخذ في التطور الذي تم تطبيقه من قبل الخلفاء الراشدين وان لم يكن كاملا, لتطور نظام الحكم في الاسلام الى نظام اممي, ولكن سيطرة العصبية والقومية على نظام الحكم ادى الى ابتعاد الاسلام عن مبادءه الاساسية والا ماذا يفسر لنا الفتن على مر التاريخ وسياسة التغيير او المعارضة المرتكزة على التغيير بالسلاح.
ان القران اقر مبدأ الشعوبية بأن قال سبحانه وتعالى : " انا خلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم" ففي حين اقر مبدأ الشعوبية وخصوصيتها حدد بنفس الوقت القيم والمبادئ التي يجب ان تقام عليها وهي تقوى الله وليس التناحر. فالقومية والشعوبية حتمية بشرية ولكن الاسس التي تقام عليها هي المختلف عليها, ففي حين نادى القران بالمساواة والتعاون ابتعد المسلمون الى التناحر والتنافس الغير مشروع لفرض سيطرة فئة على فئة ومما ادى بالتالي الى ابتعاد المسلمين عن اسلامهم