أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بالاطلاع على القوانين بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب.

يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات

حفظ البيانات؟
الرئيسية
التسجيل
الدخول
فقدت كلمة المرور
القوانين
البحث فى المنتدى


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول



 

 يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
khaybar

رائـــد
رائـــد
khaybar



الـبلد : يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات 01210
التسجيل : 05/12/2007
عدد المساهمات : 947
معدل النشاط : 38
التقييم : 8
الدبـــابة : يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Unknow11
الطـــائرة : يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Unknow11
المروحية : يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Unknow11

يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Empty10

يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Empty

مُساهمةموضوع: يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات   يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Icon_m10الإثنين 5 مايو 2008 - 17:31

السوفييت يطلبون من المقاومة الفلسطينية الخروج من بيروت تحت راية الصليب الأحمر (4 ـ 15): يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات



يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات 04z11
بسام ابو شريف أحد القيادات التاريخية في حركة القوميين العرب ، ثم في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي انتخبته عضواً لمكتبها السياسي في العام 1972. واثناء زيارة لمصر برفقة ياسر عرفات صافح أبو شريف الرئيس محمد حسني مبارك. وكانت تلك هي المرة الأولي التي يصافح فيها قيادي من الجبهة الشعبية رئيساً مصرياً منذ توقيع اتفاق كامب ديفيد.
تلك المصافحة التاريخية قصمت عري العلاقة الرسمية مع رفاقه، وتسببت بالتحاقه بياسر عرفات كمستشار له في العام 1987. ولم تكن تلك الانتقالة هي بداية عهد الرجل بياسر عرفات، ولكنها جعلته مقرباً من الزعيم الاسطوري للشعب الفلسطيني، وقريباً اليه لدرجة اتاحت له تأليف هذا الكتاب الذي يحمل عنوان (ياسر عرفات) الصادر اخيراً عن الديمقراطي في رام الله. وقد خص المؤلف القدس العربي باعادة نشره علي صفحاتها في حلقات.
والكتاب مقاربة علي عدة مستويات، ومن زوايا مختلفة، لشخصية تماهت مع شعبها، واندمجت مع قضيته بشكل غير مسبوق. انه رواية تاريخية مشوقة لحقيقة سمت الي مرتبة الأسطورة.. حقيقة اسطورية اسمها: ياسر عرفات!
بسام ابو شريف




امتدت أيام حصار بيروت 1982 وأصبح ليلها طويلا وصاخبا. وأطالت قذائف المشاعل عمر النهار وازداد القصف حقدا وحصدا.
* من البحر قصف
* من الجو قصف
* من البر قصف
وفي آن واحد.
أين المفر؟ الملاجيء دفنت، والبنايات دمرت، والشوارع حفرت، وراحت الطائرات تحصد البشر والاسمنت علي حد سواء. وضاقت الرقعة الجغرافية التي يمكن للقيادة أن تتحرك فيها بحرية نسبية. وأصبح عقد اجتماع للقيادة قضية معقدة جدا أمنيا.
فقد دمر الطيران الحربي الإسرائيلي بنايات عديدة في منطقة الفاكهاني والمزرعة والملا وغيرها وكانت طوابقها السفلي قد استخدمت كغرف عمليات أو أماكن للاجتماعات القيادية.
في تلك الفترة كانت شبكة الهاتف تعمل بانتظام مذهل. إذ رغم القصف والتدمير استمرت الشبكة في العمل، مما أعطي فرصة لا مثيل لها للعملاء لإبلاغ الإسرائيليين المعسكرين علي التلال المحيطة ببيروت معلومات حول القوات المشتركة، أو قيادات القوات المشتركة، فأصدر الرئيس أبو عمار أوامره لكافة القياديين بعدم استخدام سياراتهم لأنها تلفت النظر، وتجمعها في مكان اللقاء يعرض المكان للقصف والتدمير. إذ رغم القصف الشديد استمر أعضاء القيادة في التوجه للاجتماعات بسياراتهم السوداء وسيارات مرافقيهم مما كان يلفت الأنظار ويفتح المجال أمام العملاء لتبليغ الإسرائيليين في المنطقة الشرقية من بيروت المعلومات حول مكان الاجتماع.
اتخذ شارون لقيادته مقرا في فندق الكسندر في منطقة برمانا من أعالي جبال المتن الذي كان يشرف علي بيروت. وكان بامكان مدفعية الإسرائيليين ومدفعية دباباتهم المتمركزة فوق تلك التلال إصابة أهداف في بيروت بشكل دقيق ناهيك عن الطيران الذي كان يتدخل لإصابة أهداف تحميها من المدفعية البنايات العالية.

نجاة القيادة

في العاشر من آب (اغسطس) 1982 وجه الرئيس أبو عمار الدعوة لاجتماع طاريء للقيادة لبحث آخر التطورات العسكرية والسياسية. ولقد وزعت الدعوة باليد وطلب من الجميع الحضور إلي نقطة معينة قرب محال سبينس في منطقة الرملة البيضاء. وعندما وصلت إلي تلك النقطة أبلغت بمكان الاجتماع وهو بعيد كل البعد عن الرملة البيضاء فتحولت لذلك المكان. كان هذا احتياطا من الاحتياطات الأمنية. إذ أن الدائرة بدأت تضيق وأصبح واضحا ان أهداف شارون تركز في تلك الفترة علي تصفية القيادة التي اتخذت مواقف شجاعة من عروض الامريكيين والإسرائيليين بالخروج من بيروت عزلا من السلاح وتحت راية الصليب الأحمر.
وصلت إلي غرفة الاجتماع ولم تكن قد اكتظت بأعضاء القيادة بعد. لكن سرعان ما بدأوا يتوافدون يصافحون بعضهم البعض ويتحدثون حول ما جري اليوم ثم ساد الصمت عندما دخل الرئيس ابو عمار.
كان وجه أبو عمار يحمل علامات القلق والانزعاج.
وبادر أحد أعضاء القيادة بتوجيه سؤال للرئيس أبو عمار حول سير المفاوضات مع فيليب حبيب المبعوث الامريكي الي لبنان لمعالجة تبعات الغزو الإسرائيلي.
لم يجب الرئيس علي السؤال بل هب واقفا مصدرا أوامره بالخروج فورا من مكان الاجتماع.
علت أصوات البعض بالاحتجاج كون هذا الاجتماع مخصصا لبحث العروض السياسية والمفاوضات لكن أبو عمار كرر كلامه بحزم آمرا الجميع بالخروج فورا.
وأسرع أبو عمار نحو المدخل ممسكا بيدي لأرافقه.
وما أن جلسنا في سيارته حتي انطلقت بسرعة جنونية نحو شارع الحمراء في رأس بيروت، لكن الرئيس أصدر أمره للسائق عندما اقتربنا من مبني سينما البيكاديللي أن يهبط نحو مرآب السيارات. هبطنا ستة طوابق تحت الأرض وأوقف السائق السيارة منتظرا تعليمات الرئيس.
عندها فقط تمكنت من الحديث: سألته ماذا جري؟ لماذا أمرت بإخلاء المكان؟
أجابني الرئيس: المكان معرض الآن للقصف في أية لحظة.
كيف عرفت؟ سألته.
هذه الأمور ليست بالمعرفة أو المعلومات انه التحليل والإحساس.
فعندما حضرت للمكان لاحظت أن عددا لا بأس به من الناس تجمعوا لأنهم لاحظوا وصول عدد كبير من القيادات للمكان. وشاهدت بوضوح أن الشرفات في البناية المقابلة تعج بالفضوليين الذين كانوا يراقبون ما يجري. ومن أسهل الأمور أن يتعرف أحد هؤلاء الناس علي وجوه بعض القيادات، ومن أسهل الأمور أن يبلغ أحد العملاء هاتفيا فندق الكسندر بمكان الاجتماع والمكان مكشوف للمدفعية المتمركزة عند تلال برمانا. لذلك طلبت إخلاء المكان فورا قبل فوات الأوان. صمت لأفكر في بعد نظر هذا القائد الشجاع واحتياطاته الأمنية.
قد لا يتعرض المكان للقصف، لكن الاحتمال يبقي واردا، والتصرف السليم في هذه الحالة هو عدم اتخاذ أي موقف قد يعرض القيادة للهلاك. في تلك اللحظة وصلت سيارتا حماية انتشر أفرادهما في المكان، ثم وصل محسن إبراهيم الذي كان يترأس مجلس القوي والأحزاب الوطنية اللبنانية. هبطنا من السيارة وراح الرئيس يتمشي علي مهل في قاعة المرآب الخالية إلا من سيارته، وسيارتي حراساته، وسيارة محسن إبراهيم. كان الرئيس يسير علي مهل مطرقا مفكرا وكأنه ينتظر شيئا ما. وفجأة بدأنا نسمع ونحن علي عمق ست طوابق تحت الأرض صدي قصف مدفعي.
قصف المكان.
ونجت القيادة من التدمير.
عندها ابتسم الرئيس أبو عمار وأصدر الأمر بالتحرك.
ما ان وصلت السيارة بوابة المرآب علي وجه الأرض، حتي أمر الرئيس أبو عمار السائق بالتوجه نحو منطقة رأس بيروت إلي بيت رئيس الوزراء آنذاك شفيق الوزان.

في مخزن للسجاد العجمي

عندما أحكم الإسرائيليون طوقهم علي بيروت واستقر شارون في فندق الكسندر في بلدة برمانا في المتن قام مسؤولون إسرائيليون بزيارة وليد جنبلاط في قصر المختارة في بلدة المختارة في جبل الشوف.
بعد ذلك استدعي وليد جنبلاط للقصر الجمهوري حيث فيليب حبيب المبعوث الامريكي لمتابعة حرب لبنان.
واعتذر عندها وليد جنبلاط بسبب عدم سلامة الطريق، فقرر فيليب حبيب إرسال سيارة السفير الأمريكي المصفحة ضد الرصاص والقذائف، وذات الحصانة أمام الحواجز الإسرائيلية لتحضر وليد جنبلاط للاجتماع الذي اعتبر آنذاك هاما جدا،علمنا في بيروت ان فيليب حبيب اقترح تشكيل لجنة استشارية مكونة من أربعة أشخاص: ماروني، سني، شيعي، ودرزي ـ والدرزي المقترح كان بطبيعة الحال وليد جنبلاط.
بعد أن أنهي وليد جنبلاط الاجتماع الذي عقد في القصر الجمهوري في بعبدا توجه الي بيروت الغربية نحو منزل ال جنبلاط في المصيطبة القريبة من كورنيش المزرعة. كان وليد كمال جنبلاط متوترا جدا وقلقا جلس علي المقعد الذي كان يجلس عليه والده المرحوم كمال جنبلاط وهو يهز ساقيه بتوتر.
كان يفكر فيم العمل من أين عليه أن يبدأ فقد حمل رسائل غاية في الخطورة لقيادة منظمة التحرير الفلسطينية ولرئيسها ياسر عرفات. استمرت هذه الحال بوليد قرابة نصف ساعة. كان غارقا في التفكير والقصف ينهال علي المنطقة من كل الاتجاهات. وأخيرا هب وافقا وطلب من مرافقه أن يتصل بالأخ محسن إبراهيم أمين سر المجلس الأعلي للقوي الوطنية اللبنانية الذي اتفق معه علي الحضور فورا للشأن الهام الذي حمله وليد جبنلاط من بعبدا.
وما إن وصل محسن إبراهيم مقر جنبلاط في المصيطبة حتي أسرع صاعدا الدرج القديم المؤدي إلي غرفة مكتب جنبلاط الفسيحة والتي تكسو جدرانها مئات الكتب والمجلدات القديمة.
حياه وليد ودعاه للجلوس وتهاوي الي ذلك المقعد الجلدي الطويل. وعادت ساقاه الطويلتان تهتزان بتوتر وبدأ يروي لمحسن إبراهيم قصة ما جري منذ أن زاره الإسرائيليون في المختارة إلي أن وصل بيته في المصيطبة. أطرق محسن إبراهيم مفكرا ثم قال علي عجل: يجب أن تدعو لاجتماع طارئ للقيادة المشتركة كي تطرح عليهم مباشرة كل ما دار وماهية الرسالة والاقتراحات المتصلة بوضع بيروت.
ودع محسن إبراهيم وليد جبنلاط علي أن يتصل به خلال ساعة لإبلاغه بما تم بالنسبة لدعوة القيادة المشتركة اللبنانية الفلسطينية لاجتماع طارئ لإبلاغهم بما حصل. توجه محسن إبراهيم فورا نحو غرفة عمليات جديدة اتخذ منها الأخ ابو جهاد مقرا مؤقتا بسبب القصف المستمر لغرف العمليات الأخري أو محيطها. كانت غرفة العمليات تلك قبوا لبناية قرب ثكنة الحلو اللبنانية والتي كانت مقرا لقوات الفرقة 16. وهي فرقة أمن للتدخل ضد الشغب.
كنت هناك أتحدث مع الأخ ابو جهاد حول الوضع وتوقعات محاولة شارون اقتحام بيروت، والاحتمالات الأرجح لخيارات شارون لموقع الاقتحام. وكانت وجهة نظري في ذلك الحديث مرتكزة الي تلك الخرائط التي حملها لنا فايز. انقطع الحديث عندما دخل محسن دخولا صاعقا. جلس إلي تلك الطاولة التي كنا نجلس عليها وشرح للأخ أبو جهاد وللموجودين مضمون حديث وليد جنبلاط، وانه أي محسن اقترح عقد اجتماع طارئ للقيادة المشتركة، لأن الأمر يتطلب أن تتحمل القيادة المشتركة مسؤوليتها التاريخية باتخاذ القرارات المناسبة، والتي تخدم المصلحتين الوطنيتين اللبنانية والفلسطينية.
هز أبو جهاد رأسه مؤيدا والتفت حوله ليري من من مساعديه أو مرافقيه أقرب إليه، وأشار لأحدهم بالاقتراب. كتب أبو جهاد بعض الكلمات علي ورقة صغيرة موجهة للأخ أبو عمار ثم توقف قليلا ناظرا الي محسن إبراهيم وسائلا: أين نقترح عقد هذا الاجتماع؟ نريد مكانا غير معروف.
فطلب محسن دقائق للتفكير ثم رسا رأيه علي مكان قريب من ثكنة الحلو هو مخزن للسجاد العجمي يملكه صديق له. وشرح للأخ أبو جهاد بشكل دقيق خريطة الموقع ومداخله. وافق ابو جهاد ودون ذلك في رسالة للأخ أبو عمار.
وحدد موعد الاجتماع بعد أربع ساعات لتتسني الفرصة لإبلاغ الجميع الذين كانوا تحت ظروف أمنية غاية في التعقيد. وبعد أربع ساعات كنت ادخل مخزن السجاد، وبدا أعضاء القيادة المشتركة يتوافدون تباعا حتي اكتظ المكان. جلست إلي جانب محسن إبراهيم الذي لم يشرح طبيعة الموضوع الذي دعوا للاجتماع من أجله، لكنه قال بوضوح إن وليد جنبلاط يحمل رسالة موجهة للقيادة من الإسرائيليين والأمريكيين، وانه يريد أن يطرحها علي القيادة.
وصل وليد جنبلاط إلي المكان محييا الجميع برفع يده. ولم يجلس بل راح يتمشي في المخزن ذهابا وإيابا والتوتر الشديد باد عليه. كان بالفعل متوترا جدا لدرجة أنه كان يقهقه بالضحك مع نفسه وهو يتمشي وكأنه يضحك علي هذا الوضع. ثم وصل الأخ الرئيس أبو عمار الذي جلس بعد أن حيا الجميع الي رأس الطاولة. ومرة أخري تهاوي وليد علي مقعد قرب الرئيس. أوشك الاجتماع أن يبدأ لولا مقاطعة محسن إبراهيم، الذي طلب الانتظار قليلا لحين حضور الدكتور جورج حبش الذي رأي محسن حضوره أساسيا لأن القرارات ستكون تاريخية ولها أبعادها علي كل القوي الوطنية وتاريخ الأمة العربية.
أيد أبو عمار كلام محسن ابراهيم لكنها كانت لحظات تلك التي مرت قبل أن نري الحكيم يهبط درج المخزن متعكزا علي عصاه، أسرع أبو عمار ليمسك بيد الحكيم بحنان ليساعده علي هبوط الدرج وما إن جلس الحكيم حتي بدأ الاجتماع.

وقفة عز

التفت أبو عمار الي وليد جنبلاط دون أن يتفوه بكلمة وكأنه يدعوه للحديث. كان وجه وليد محمرا من الغضب والتوتر. أمسك أبو عمار بقلم رصاص كان موضوعا أمامه علي الطاولة وراح يحدق به وراح يبرمه بيديه الاثنتين منتظرا كلام وليد جنبلاط. الصمت إن استمر دقيقة بدا طويلا. اخترقه صوت محسن إبراهيم الذي قال لوليد جنبلاط: الجميع يصغي إليك وليد بيك. قال وليد بصوت متهدج جدا: باختصار مطلوب مني أن أطلق عليكم رصاصة الرحمة. قال هذا وانهار بالبكاء ثم انفجر بالضحك ثم تماسك وشرح ما حملوه إياه: يريدون من الفلسطينيين الخروج من بيروت دون شروط وتحت علم الصليب الأحمر وأنهم إذا لم يوافقوا فان الطيران والمدفعية والبحرية الإسرائيلية ستدمر بيروت وتقتحمها.
وساد صمت مرة أخري. هذه المرة صمت دام دقائق وقلم الرصاص بقي هادئا بين يدي أبو عمار الذي لم تفارق عيناه القلم.
وكسر ذلك الصمت الحكيم رافعا يده اليسري غير المشلولة ليستأذن بكل أدب ولياقة من الأخ أبو عمار الحديث. فأجاب أبو عمار فورا: تفضل يا حكيم.. تفضل.
قال الحكيم بهدوء المصمم وبعمق تاريخي نضالي:
أرجو من الأخوان قيادة القوي الوطنية اللبنانية، أن يسمحوا لنا أن نستشهد علي أرضهم، دفاعا عن فلسطين والأمة العربية وأول عاصمة عربية يحاصرها الإسرائيليون:
واكتفي بذلك.
تتابع الكلام وأكد معظم قيادات الحركة الوطنية اللبنانية وقوفهم إلي جانب الثورة الفلسطينية واستعدادهم للاستشهاد دفاعا عن بيروت. نظرت الي وجه وليد جنبلاط الذي كان يصغي لما يدور فرأيت هدوءا بدأ يحل محل التوتر. وكان وجود هذا الحشد من القيادات والتعبير عن إرادتهم في مقاومة الغزو قد أعاد لنفسه بعض الثقة. الأخ أبو عمار بقي صامتا عندما انتهي الكلام. عبر الكل عن موقفه. وراح الجميع ينتظرون تعليقا من أبو عمار. عندها رفع رأسه وفارقت عيناه ذلك القلم. وقال بثبات:
اشكر إخواني علي هذا الموقف القومي الرائع. نحن سويا سنمنع إسرائيل من احتلال أول عاصمة عربية. طريقنا واحد وسيسجل التاريخ وقفة العز هذه. لا تنسوا أننا نقاتل وحدنا أقوي جيش في الشرق الأوسط بأسلحة خفيفة. هذه هي معجزة الإرادة.
أما بالنسبة لأخي وليد فأريد أن أقول إننا معا وسويا لمواجهة هذا الغزو الغاشم، وان العمل السياسي ضروري أيضا، وسنكون جنبا إلي جنب بعض.
ووقف أبو عمار منهيا الاجتماع قائلا:
يجب أن نعود لغرفة العمليات فنحن نتوقع محاولات اقتحام لا بد من التخطيط للتصدي لها.

حصار بيروت.. مفاجأة

لا بد من الاعتراف أنه بالرغم من المؤشرات التي وردت حول نية إسرائيل غزو لبنان، فان الترتيبات والاستعدادات العملية لمواجهة الغزو، لم تصل إلي حد التفاصيل الحيوية والعملية.
صحيح أن خطة الدفاع العسكرية قد وضعت، لكنني اعتقد أن القيادة لم تقتنع أن شارون يمكن أن يذهب إلي حد حصار بيروت عاصمة لبنان. لذلك لم تكن الاستعدادات قد شملت احتمال محاصرة بيروت لأسابيع وأشهر.
كان التصور الغالب علي توقعات القيادتين الفلسطينية واللبنانية، وكذلك تصور القيادة السورية، هو أن الاجتياح الإسرائيلي المتوقع سوف يمتد مسافة 40 كيلو مترا شمال الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وان إسرائيل ستشن حرب قصف جوي وبحري علي كافة المواقع الأخري، بما فيها بيروت ومواقع القيادة هناك. لكن احتمال حصار بيروت حصارا كاملا كما حصل واقعيا لم يكن مرجحا لدي القيادة السياسية والعسكرية.
ونتيجة لذلك واجهت القيادة الفلسطينية التي كانت تتحمل مسؤولية المواجهة والدفاع بشكل كامل عمليا مشاكل عديدة بعضها يشل حركة القوات والقيادة.




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
khaybar

رائـــد
رائـــد
khaybar



الـبلد : يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات 01210
التسجيل : 05/12/2007
عدد المساهمات : 947
معدل النشاط : 38
التقييم : 8
الدبـــابة : يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Unknow11
الطـــائرة : يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Unknow11
المروحية : يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Unknow11

يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Empty10

يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Empty

مُساهمةموضوع: رد: يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات   يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Icon_m10الإثنين 5 مايو 2008 - 17:32

البنزين برشوة ضابط اسرائيلي

محطات الوقود في بيروت لم تتخذ احتياطاتها، لان محاصرة بيروت كانت مستبعدة، إضافة إلي أن القيادة المشتركة لم تنبه أحدا إلي هذا الاحتمال ليتخذ احتياطاته.
وما هي ألا ايام معدودات من الحصار الكامل، حتي أصبح البنزين مادة نادرة، ويتداول التجار به في السوق السوداء بأسعار خيالية.
حاولت التنظيمات أن تحل مشكلة البنزين كل تنظيم علي حدة.
فسارع الإداريون للاتفاق مع محطات الوقود المنتشرة في بيروت الغربية، ودفعت التنظيمات ثمن الكميات التي ما زالت مخزونة، واستلمت إدارة المحطات توزيع البنزين علي آليات وسيارات التنظيمات. 11 لترا يوميا لكل سيارة. كان هذا هو القرار. وإذا كان القيادي أو العسكري نشطا ومتحركا فاللترات المحدودة ما كانت لتكفي لتحركه حتي منتصف النهار.
بعد مضي شهر علي الحصار ازدادت الأزمة وراح إداريو المنظمات يشترون البنزين من السوق السوداء. بأسعار مرتفعة جدا.
إلي أن جاء في صبيحة يوم من الأيام الحمراء ـ ذات اللهيب ـ من يقول لي هل انتم مهتمون بشراء البنزين فقلت له: بالتأكيد نعم .
فأبلغني أن خزانات ضخمة يمكن أن تتحرك نحو بيروت عند حاجز من الحواجز الإسرائيلية، لأنه اتفق مع ضابط الحاجز علي دفع نسبة معينة له عن كل خزان يمر من نقطته لصالح ذلك الرجل.
تساءلت حول الأمر فاختصر بالقول:
طبقت ضابط الحاجز سأدفع له عن كل صهريج بنزين ألف دولار، وأستطيع أن أدخل أي عدد من الصهاريج بين الساعة الثانية ليلا والخامسة صباحا وهي فترة مناوبته .
طلبت منه الانتظار دقائق، واتصلت بالمسؤولين الإداريين، الذين أرسلوا أحدهم ليبحث الأمر، وتبين له أن الاقتراح يوفر علينا مبالغ ضخمة من الأموال علي ضوء سعر البنزين في السوق السوداء.
واتفقنا معه علي الأمر مع التخطيط. إذ قد يكون الأمر ضربا من الخداع والغش، طلب أن ندفع له ثمن عشرة صهاريج بنزين سيمررها فجر ذلك اليوم فرفض الإداريون بالطبع.
واتفقوا معه في نهاية الأمر أن يكون من طرفهم مواطن لبناني في موقع قبل الحاجز الإسرائيلي، ومواطن آخر بعد الموقع الإسرائيلي وأن عملية التبادل الأولي تتم هناك ان حصل.
ووصل البنزين للمحطات. وسارت الأمور بعدها عبر النقيب شلومو علي ما يرام، وأبلغنا كل الجهات المعنية بشراء البنزين أن الحواجز الإسرائيلية يمكن رشوتها بالدولار.
فراحت الصهاريج تدخل في ساعات محددة من كل بوابات بيروت المحاصرة.

الخبز والطحين عند عرفات

مع اشتداد الحصار وازدياد القصف، وامتداد الوقت،بدأت الأفران تبيع الخبز للمواطنين بأسعار غالية، وأصبحت بعد فترة أسعارا مجنونة لا يمكن معها للفقراء أن يأكلوا خبزا.
وطرح الأمر ـ وهو خطير ـ في اجتماع مختصر للقيادة المشتركة اللبنانية الفلسطينية. ولم يحضر ذلك الاجتماع سوي عدد بسيط من أعضاء القيادة المشتركة. استمع أبو عمار للأمر وقال غدا سأحل المشكلة ولم يشرح كيف سيحل المشكلة لكن الجميع اكتفوا بكلمات أبو عمار، وهم يعلمون أنه إن وعد بحل مشكلة ما فانه قادر علي ذلك. في اليوم التالي أمر أبو عمار بمصادرة كل كميات الطحين الموجودة في مخازن التجار في بيروت.
فتم ذلك.
ودعا التجار لاجتماع. وسألهم سؤالا واحدا؟ ما هو السعر الذي كنتم تنوون طرحه علي الأسواق.
لم يتفوه أحد بكلمة.
كان الجميع يرتعب.
فتحدث أبو عمار بهدوء حول الحصار والمعارك الوطنية، ومعاناة الشعب وضرورة التكاتف.
وعاد الي سؤالهم مرة اخري عن السعر.
أجابه في آخر الأمر أحد التجار بذكر سعر معين من الواضح انه أعلي بكثير من سعر السوق.
توجه أبو عمار للجميع سائلا هل هذا السعر مقبول للجميع؟
كان رد فعلهم ايجابيا.
فأمر ياسر عرفات بدفع قيمة الطحين المصادر.
وأمر أبو عمار بتوزيع الطحين علي كافة الافران بالكميات التي كانت الافران تستخدمها عادة علي أن يوزع الخبز مجانا علي المواطنين بعد أن يدفع للافران أتعابهم وأرباحهم.

بطولات سورية حتي 10 حزيران

منذ أن بدأ الغزو الإسرائيلي للبنان، في الخامس من حزيران من عام 1982 ركزت عجلة الدعاية الإسرائيلية أن الهدف من العملية العسكرية هو هدف دفاعي، وأن القوات الاسرائيلية ستطهر منطقة الأربعين كيلو مترا المحاذية لحدودها الشمالية، بحيث تمنع القوات المشتركة الفلسطينية والوطنية اللبنانية من قصف مستوطنات وبلدات شمال إسرائيل بالصواريخ، وعندما تمكنت القوات الإسرائيلية من السيطرة علي قلعة الشقيف (بوفور كما يسميها الفرنسيون) أعلن رئيس الوزراء بيغن في بيان أوحت لهجته أن أهداف الغزو قد تمت لكن القوات الاسرائيلية استمرت في تقدمها عبر تكتيك القفز، ففي الوقت الذي كانت فيه القوات المشتركة تقاتل بضراوة جحافل الجيش الاسرائيلي في منطقتي صور وصيدا، أنزلت سفن بحرية أمريكية الصنع قبالة شواطيء خلدة جنوب بيروت عشرات الدبابات البرمائية ظنا أن القيادة المشتركة ستؤخذ علي حين غرة، وأن معنويات المقاتلين ستنهار لأنهم سيظنون أن الإسرائيليين اجتاحوا كل مناطق الجنوب وأنهم يقومون باقتحام بيروت.
إلا أن التصدي البطولي أجبر هذه القوة الغازية علي التراجع بعد أن دمر المقاتلون عددا من الدبابات وأسروا اثنتين منها.
ولم يبد الغزو الاسرائيلي خطيرا للسوريين، الذين كانوا قد أبلغوا عبر الولايات المتحدة أن الاسرائيليين يقومون بعملية محدودة ردا علي ضربات الصواريخ إلا عندما تقدمت ارتال دباباتهم في عمق الشوف، ووصلت قواتهم بحمدون في جبل لبنان. عندها استنفرت سورية قواتها الخاصة، ونقلتها بالطائرات المروحية وخاضت هذه القوات ملاحم بطولية لوقف التقدم الاسرائيلي الذي كان يستهدف السيطرة علي مرتفعات جبل لبنان المطلة علي البقاع والتي تمكن المدفعية الاسرائيلية من ضرب دمشق.
لكن سورية عادت فوافقت علي وقف أطلاق النار في العاشر من حزيران، بعد اتصالات سوفييتية أمريكية مكثفة، وخرجت سورية من المعركة، وبقيت القوات الفلسطينية واللبنانية الوطنية في مواجهة الجيش الاسرائيلي بكامل عدده وعدته.

السوفييت ـ حقائق وأوهام

وتشير حقائق الأمور والمعلومات الدقيقة أن الولايات المتحدة الأمريكية أعطت اسرائيل ضوءا أخضر لضرب منظمة التحرير، وأنها مددت لها أكثر من مرة الفترة الزمنية المسموح بها لتحقيق هذا الأمر، وأن هذا الموقف أبلغ للسوفييت الذين لم يبلغونا، بالرغم من تعلق بعض القياديين بحبال الهواء حول الموقف السوفييتي وادعائهم أنهم تسلموا رسائل من موسكو ـ وكانت كلها من ممثليهم في العاصمة السوفييتية، ولا علاقة للكرملين بها.
ولقد وصلت الأوهام ببعضهم الي حد التحدث في اجتماعات رسمية حول قرب وصول حاملات طائرات هليوكوبتر سوفييتية قبالة شواطي بيروت وقرب التدخل السوفييتي، كان الأمر يبدو لي مضحكا وصبيانيا، أضحكني هذا الأمر عندما تحدث بعضهم في اجتماع ترأسه الأخ أبو عمار فقال بعضهم في مداخلاتهم أن السوفييت أكدوا في رسالة مستعجلة وصلت الي احد القياديين أنهم سيتحركون بسرعة، وأنهم سيتدخلون فاجابهم الأخ أبو عمار بهدوء شديد ولماذا يضع السوفييت سرهم لدي فلان من القيادات فبامكانهم الاتصال برئيس منظمة التحرير مباشرة إذا كان لديهم قرار خطير كالذي تتحدثون عنه . وخرج بعدها الأخ أبو عمار ليتابع المفاوضات السياسية مع رئيس وزراء لبنان شفيق الوزان. والحقيقة بعدها كانت معروفة للأخ أبو عمار، وهي بالضبط ما أبلغه إياه السفير السوفييتي في بيروت نقلا عن الكرملين مباشرة.
حضر إلي بيتي الكائن في تلة الخياط، الكولونيل نوسكوف، وكان آنذاك مسؤول الاستخبارات العسكرية السوفييتية في سفارتهم ببيروت وابلغني أن هناك رسالة عاجلة من الكرملين وصلت للتو، وان السفير السوفييتي يريد أن يبلغها للأخ أبو عمار فورا، فقلت له أنني سأبلغ الأخ أبو عمار بها بأسرع ما يمكن. كان هذا في الساعة الثالثة فجر السابع عشر من تموز (يوليو).
لأسباب أمنية، لم يكن ممكنا أو مسموحا الاتصال هاتفيا، فأسرعت نحو مقر الأخ أبو عمار السري وأبلغته بالأمر. فأمر بالتوجه فورا للسفارة السوفييتية ورافقته في تلك الزيارة الخاطفة. كان القصف الاسرائيلي البحري والبري مستمرا. وفيما كانت السيارة الصغيرة التي نقلتنا تلتهم كورنيش المزرعة، متجهة للسفارة السوفييتية، أنارت قنابل الإضاءة الاسرائيلية سماء بيروت، فأمر الأخ أبو عمار السائق أن يقود السيارة بسرعة عادية.
وما هي إلا دقيقة أو هكذا وصلنا بوابة السفارة السوفييتية. وكان الحرس السوفييتي منتشرا، وكأنه ينتظر زائرا هاما، علي الرغم من أن الرئيس لم يبلغ السفارة بتلك الزيارة فتحت الأبواب فورا، ودخلت سيارته الصغيرة باحة السفارة الداخلية، وهبط منها الأخ أبو عمار، سار في المقدمة بخطوات عسكرية سريعة كعادته، وما إن وصل درج المبني الرئيسي حتي هرع السفير ومعه طاقم السفارة الأساسي لاستقباله.
كاك دي لا بادر الأخ أبو عمار بمرح وبمعنويات عالية السفير السوفييتي الذي أجاب بمعانقته ومرافقته بسرعة إلي داخل السفارة.
في تلك اللحظة بدأت أصوات الصواريخ والقنابل التي قذفت من الطائرات الحربية الإسرائيلية تصم الآذان وتهز أركان السفارة.
بدا علي وجوه السوفييت قلق. الرئيس كان هادئ الأعصاب هل تشربون الشاي سيادتكم ؟ سأل السفير أبو عمار.
أجاب الأخ أبو عمار بأن الوقت ضيق، وأنه لا يريد أن يجرب كرم السوفييت، ثم اطرق ناظرا إلي السفير وكأنه يدعوه للكلام.
قال السفير محاولا أن يضفي علي ملامحه هدوءا كمثل الذي بدا علي وجه الأخ أبو عمار:
لقد وصلتني للتو رسالة من مجلس السوفييت الأعلي وهي موجهة لكم يا سيادة الرئيس، تابع الأخ أبو عمار صمته منتظرا كلام السفير الوضع خطير يا سيادة الرئيس ويبدو ان الولايات المتحدة (تعد) المنطقة منطقة نفوذ لها، ونحن علي يقين أنها أعطت ضوءا أخضر للإسرائيليين أن يصفوا قيادة منظمة التحرير .
والرسالة التي وصلتني من الكرملين واضحة كل الوضوح، فالرفاق يرون أنه من الحكمة أن تحني الرأس قليلا لتنقذ ما يمكن إنقاذه، لأنه لا مجال للتدخل السوفييتي سياسيا أو عسكريا. أو حتي إنسانيا, وأنه إذا عرض عليكم أن تخرجوا من بيروت علي ظهر سفينة حربية أمريكية فلا تترددوا .
ابتسم أبو عمار بهدوء بارد كزرقة مياه المحيط، وقال إننا نعلم ذلك ولقد قررنا الصمود والمقاومة حتي نتمكن من إيجاد حل سياسي مشرف علي طريقتنا.
لن نخرج في شاحنات الصليب الأحمر رافعين أيدينا مستسلمين، ولن نخرج علي ظهر سفينة حربية أمريكية، بل سنخرج في الوقت المناسب لنحمي ثورتنا ومستقبلنا، ولكن بالمحافظة علي كرامتنا، وزخم استمرار نضالنا لمنع شارون من دخول بيروت مهما كلف الأمر.
أرجو أن تبلغ هذا للرفاق الأعزاء والأوفياء في موسكو.
شكر السفير وهب واقفا معتذرا أن الوقت ضيق، وعليه أن يتابع مواجهة خطة شارون للدخول الي بيروت التي يمكن أن تبدأ صباح ذلك اليوم.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
TAKICHI

مـــلازم
مـــلازم



الـبلد : يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات 01210
العمر : 47
المهنة : مدير تجاري في شركة خاصة
المزاج : حمل وديع
التسجيل : 20/08/2007
عدد المساهمات : 680
معدل النشاط : 51
التقييم : 2
الدبـــابة : يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Unknow11
الطـــائرة : يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Unknow11
المروحية : يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Unknow11

يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Empty10

يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Empty

مُساهمةموضوع: رد: يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات   يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Icon_m10الإثنين 5 مايو 2008 - 18:23


بارك الله فيك اخي الكريم
على هدا الموضوع المميز عن شخصية عربية فدة تركت بصماتها في التاريخ العربي المعاصر
تحياتي


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن قوات ال 17

رقـــيب
رقـــيب
ابن قوات ال 17



الـبلد : يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات 01210
التسجيل : 14/10/2007
عدد المساهمات : 294
معدل النشاط : 25
التقييم : 1
الدبـــابة : يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Unknow11
الطـــائرة : يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Unknow11
المروحية : يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Unknow11

يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Empty10

يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Empty

مُساهمةموضوع: رد: يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات   يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Icon_m10الإثنين 5 مايو 2008 - 23:39

الله يرحم القائد ابو عمار ومش راح يجي مثلو على الشعب الفلسطيني

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
جندي مهمات

مقـــدم
مقـــدم
جندي مهمات



الـبلد : يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات 01210
المهنة : مايمديك
المزاج : ناري
التسجيل : 22/11/2007
عدد المساهمات : 1178
معدل النشاط : 291
التقييم : 85
الدبـــابة : يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Unknow11
الطـــائرة : يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Unknow11
المروحية : يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Unknow11

يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Empty10

يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Empty

مُساهمةموضوع: رد: يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات   يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Icon_m10الثلاثاء 6 مايو 2008 - 5:01

اقتباس :
الله يرحم القائد ابو عمار ومش راح يجي مثلو على الشعب الفلسطيني



صحيح اللي راح راح ياليت اللي جو بعد ه يصيرون زيه

لكن الشكوى على الله

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن قوات ال 17

رقـــيب
رقـــيب
ابن قوات ال 17



الـبلد : يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات 01210
التسجيل : 14/10/2007
عدد المساهمات : 294
معدل النشاط : 25
التقييم : 1
الدبـــابة : يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Unknow11
الطـــائرة : يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Unknow11
المروحية : يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Unknow11

يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Empty10

يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Empty

مُساهمةموضوع: رد: يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات   يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Icon_m10الثلاثاء 6 مايو 2008 - 11:34

صحيح يا اخي جندي مهمات ربنا يكون بالعون

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
khaybar

رائـــد
رائـــد
khaybar



الـبلد : يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات 01210
التسجيل : 05/12/2007
عدد المساهمات : 947
معدل النشاط : 38
التقييم : 8
الدبـــابة : يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Unknow11
الطـــائرة : يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Unknow11
المروحية : يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Unknow11

يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Empty10

يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Empty

مُساهمةموضوع: رد: يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات   يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Icon_m10الثلاثاء 6 مايو 2008 - 20:23

ضابط سوري صغير الرتبة يطلب من عرفات مغادرة سورية فورا وتونس تضع طائرة بتصرفه (5 ـ 15): عندما خرق الحصار البحري متنكرا من قبرص الي طرابلس


بسام ابو شريف أحد القيادات التاريخية في حركة القوميين العرب ، ثم في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي انتخبته عضواً لمكتبها السياسي في العام 1972. واثناء زيارة لمصر برفقة ياسر عرفات صافح أبو شريف الرئيس محمد حسني مبارك. وكانت تلك هي المرة الأولي التي يصافح فيها قيادي من الجبهة الشعبية رئيساً مصرياً منذ توقيع اتفاق كامب ديفيد.
تلك المصافحة التاريخية قصمت عري العلاقة الرسمية مع رفاقه، وتسببت بالتحاقه بياسر عرفات كمستشار له في العام 1987. ولم تكن تلك الانتقالة هي بداية عهد الرجل بياسر عرفات، ولكنها جعلته مقرباً من الزعيم الاسطوري للشعب الفلسطيني، وقريباً اليه لدرجة اتاحت له تأليف هذا الكتاب الذي يحمل عنوان (ياسر عرفات) الصادر اخيراً عن الديمقراطي في رام الله. وقد خص المؤلف القدس العربي باعادة نشره علي صفحاتها في حلقات.
والكتاب مقاربة علي عدة مستويات، ومن زوايا مختلفة، لشخصية تماهت مع شعبها، واندمجت مع قضيته بشكل غير مسبوق. انه رواية تاريخية مشوقة لحقيقة سمت الي مرتبة الأسطورة.. حقيقة اسطورية اسمها: ياسر عرفات!




التوتر الشديد في العلاقات السورية الفلسطينية. ... تفجر الحرب الأهلية اللبنانية... لكن السبب الحقيقي هو إصرار سورية علي الهيمنة علي القرارين الفلسطيني واللبناني لتقوية موقعها التفاوضي بما أن خيار الحرب لم يعد واردا منذ نهاية 1973.
وراحت سورية تنسج سرا علاقات مع مراكز وقوي داخل فتح بهدف خلخلة زعامة عرفات، وإقناع فتح بالتحالف الاستراتيجي مع سورية.
وتبين ذلك واضحا في المجلس الوطني الفلسطيني الذي عقد في دمشق (مقر الاتحاد العام لنقابات العمال) عام 1979.
فقد تمكن تحالف قوي اليسار مع مراكز قوي في اللجنة المركزية لحركة فتح من شل المجلس الوطني.
واستنفر عرفات وراح يعبئ الفتحاويين، تارة يطلب منهم الخروج من الجلسة لإفقادها النصاب، وتارة أخري يعودون وهم ينشدون أنا ابن فتح ما هتفت لغيرها .
إلي إن حصل ما لم يكن في الحسبان فقد اغتالت إسرائيل أبو حسن سلامة علي سلامة في بيروت، وكان مقربا وعزيزا علي قلب عرفات.
فتقرر أن يعزي أعضاء المجلس الوطني الرئيس ياسر عرفات، الذي وضع نظارة سوداء علي عينيه وراح يتقبل التعازي وكأنه يتقبل المبايعة مرة أخري، بعد أن كادت البيعة أن تفرط.
بعد انتهاء العزاء عاد عرفات لقاعة المجلس الوطني وهرول الجميع للقاعة ولم يترك مجالا لأحد، فقد كان الخطر يكمن في إنهاء جلسات المجلس الوطني دون أ ن تنتخب قيادة مما كان سيخلق فراغا خطيرا.
وأعلن اقتراحه بأن تبقي القيادة علي حالها أي أن يعيد المجلس الوطني انتخاب أعضاء اللجنة التنفيذية السابقة.
وبالرغم من المداخلات ومحاولات التعديل أصر ياسر عرفات. فقد كان يريد أن يثبت لسورية أن القرار الفلسطيني سيبقي مستقلا، وأنها لن تتمكن (حتي وان تحالفت مع بعض من فتح ) من التأثير أو التحكم بالقرار. وهكذا كان. صوت المجلس الوطني بالأغلبية، ورفع ياسر عرفات الجلسات وتحرك موكبه، دون إبطاء، إلي بيروت رغم تحذيره من أن طريق الجبل مغلقة بسبب الثلوج.
رغم أنني كنت في تلك الفترة عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وقفت إلي جانب عرفات في تلك المعركة.
وتحركت نحو بيروت في الوقت الذي تحرك موكبه.
عندما شارف الموكب علي الوصول إلي ظهر البيدر بدأ الثلج يتكاثف. فربطت دواليب السيارة بالجنازير، ورغم ذلك توقف الموكب عن التحرك عند ظهر البيدر لكثافة الثلج. فهبط ياسر عرفات من سيارته وبدأ يدفع السيارة للإمام. وهب الجميع بطبيعة الحال وراحوا يدفعون السيارات للإمام إلي أن تخطت المغطس الثلجي الخطير. وبدأ الموكب بالهبوط نحو بيروت.
كانت هذه إحدي ميزات شخصيته. يبدأ هو العمل أمام الجميع ليحذو الجميع حذوه.
هكذا فعل عندما قاوم الهجوم علي مكتبه في عام 1970 في الأردن وعند دوار مكسيم في جبل الحسين.
وهكذا فعل في العرقوب جنوب لبنان. كان يعرف كيف يبث الحماس والحمية في الآخرين. هو المقاتل وهو القائد. وقيادته تستمد جذورها من كونه مقاتلا لا يتلكأ في القيام بأي عمل ضروري. استمرت المحاولات لإصلاح العلاقات السورية الفلسطينية ودعت دمشق وفدا من اللجنة المركزية لحركة فتح لبحث العلاقات.
وفي نهاية الاجتماعات بين القيادتين السورية والفلسطينية (دون حضور عرفات والأسد) تمت صياغة وثيقة تحت عنوان التعاون الاستراتيجي الفلسطيني السوري.
وكان علي الطرفين أن يتبادلا موافقة القيادتين عليها قبل أن تصبح سارية المفعول وكان أبو اياد يرأس وفد اللجنة المركزية لفتح.

ماذا يريد حافظ الأسد؟

بادرني بالسؤال قبل منتصف الليل في مكتبه بمقر جيش التحرير الفلسطيني قرب جامعة بيروت العربية في بيروت.
ناولني نص مشروع التحالف الاستراتيجي لأطلع عليه وأبدي الرأي.
بعدها أجبته من الواضح انه يريد الثقل الفلسطيني إلي جانبه وهذا يتطلب وضع ضوابط لهذا الثقل بحيث لا يخرج عن تصوره أو عن تحركه.
هذا يعني فقدان استقلالية القرار الوطني الفلسطيني سأل الرئيس، فأجبت هذا وارد جدا في مضمون الوثيقة المقترحة.
وفي اليوم التالي زارني ليلا صديقي وأمير شعرائنا محمود درويش.
وفيما نحن نتحدث، وقد كسرت عقارب الساعة كل الحواجز، قرع باب البيت. فتحت فإذا بفتحي كبير مرافقي أبو عمار يقف أمامي حاملا سلاحه وقال بسرعة الرئيس قادم كانت الساعة تقارب الثالثه صباحا، بعد بضعة ثوان أطل الرئيس قائلا وهو يبتسم ابتسامة عريضة قفشتكم أي لقد أمسكت بكم.
رحبت به.
جلس بهدوء وصمت لحظات ثم قال:
أريد أن أسألكما سؤالا؟
ماذا يريد حافظ الأسد؟ .
لقد طرح السؤال ذاته الذي كان قد طرحه علي بالأمس في مقر جيش التحرير الفلسطيني.
واستمع الرئيس لنفس الجواب، فهب واقفا وقال إذا علينا أن ندافع عن استقلالية قرارنا. وقد يكون لذلك ثمن غال.
وأصبح واضحا للجميع أن محاولات لجم م.ت.ف والهيمنة عليها أو اعتقال قرارها المستقل، فشلت.
وراحت إسرائيل من طرفها تهدد وتتوعد. ووجهت أكثر من رسالة تهديد لسورية (التي كانت تنشر قوات لها في أكثر من موقع في لبنان- باستثناء الجنوب) عبر الولايات المتحدة ودول أوروبية.
والرسائل كانت واضحة.
إذا لم تلجموا م.ت.ف سنضطر نحن للقيام بذلك.
وطلب الاسرائيليون من سورية أن تضغط علي م.ت.ف لإعادة نشر قواتها. بحيث تبتعد عن الحدود الإسرائيلية اللبنانية أربعين كيلوا مترا، وذلك كي يصبح مدي صواريخ القوات الفلسطينية اقصر من أن يضرب أرضا إسرائيلية.
هيأت إسرائيل نفسها للغزو باجتياح عام 1980 الذي كان محدودا. وراح المسؤولون الإسرائيليون يحثون الإدارة الأمريكية علي منحهم الضوء الأخضر لتنظيف أربعين كيلوا مترا من ارض الجنوب اللبناني من أي وجود عسكري فلسطيني.
وفي ربيع العام 1982 فتح الرئيس ريغان الضوء الأخضر فقام شارون في الخامس من حزيران (يونيو) عام 1982 بغزو لبنان وليس تنظيف أربعين كيلوا مترا حسبما طلبت إسرائيل سابقا.
واضطرت القوات الفلسطينية والقيادة الفلسطينية للخروج من لبنان بناء علي الاتفاق الذي أبرمه فيليب حبيب المبعوث الرئاسي الأمريكي للبنان.
وقعت سورية اتفاقا لوقف إطلاق النار في العاشر من حزيران، أي بعد خمسة أيام من المعارك مع الجيش الإسرائيلي الغازي، لتترك بذلك أجنحة القوات الوطنية اللبنانية والفلسطينية مكشوفة.
وكانت خطط الدفاع الفلسطينية قد أخذت بالحسبان وجود القوات السورية في تلك المواقع.
لقد أبلي الجنود السوريون في بحمدون والجبال الشرقية بلاء حسنا وأوقفوا تقدم الجيش الإسرائيلي. لكن اتفاق وقف إطلاق النار أخرجهم من المعارك. فيما تحولت قواتهم (قليلة العدد) في بيروت إلي كم غير فاعل بسبب فقدان الذخائر وتحملت القوات الفلسطينية مسؤولية رعايتهم.
أدت كل هذه التراكمات بياسر عرفات إلي رفض فكرة التوجه إلي سورية بعد الاتفاق علي مغادرة القوات الفلسطينية والقيادة الفلسطينية بيروت بحماية دولية، وأن تحل محلهم قوات متعددة الجنسيات لحماية المخيمات.

أرض الله الواسعة

قرر ياسر عرفات التوجه أولا لليونان ومن اليونان إلي أماكن أخري.
ولم يكن لدي أحد شك بأن قراره هذا كان نوعا من العتاب (أو الإدانة) للموقف السوري.
وحاول الرئيس ياسر عرفات أن يقنع أعضاء القيادة الفلسطينية بالخروج معه، وعدم التوجه لدمشق حتي تكون الرسالة واضحة. لكنه لم ينجح في أقناع قادة التنظيمات اليسارية أو قادة يسار فتح بالخروج معه.
قبل ثلاثة أيام من مغادرتنا بيروت إلي طرطوس (ميناء سوري علي شاطيء البحر الأبيض المتوسط) عقد المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين اجتماعا طارئا لبحث الترتيبات النهائية للخروج ومتابعة العمل من سورية.
وترأس الاجتماع الدكتور جورج حبش الأمين العام للجبهة الشعبية.
وعقد الاجتماع في مكتبي بمقر مجلة الهدف التي كنت أرأس تحريرها لفترة طويلة. وبينما نحن منهمكون في مناقشة الترتيبات، فتح باب المكتب وإذا بالرئيس ياسر عرفات يرافقه عدد من المسلحين يطل قائلا وهو يضحك:
كبسة كبستكم علي من تتآمرون؟
كان يضج بالحيوية ويمازح ويضحك وهرع نحو الحكيم ليعانقه وجلس قائلا: اعتبروني عضو مكتب سياسي عندكم. لنكمل الحديث. وضحك الجميع.
اطرق قليلا وهو يهز ساقه ثم رفع رأسه وقال: اسمحوا لي أن أقول كلمة قبل أن أترككم تتتابعون عملكم.
رغم ضآلة إمكانياتنا، هزمنا شارون .
وألحقها فورا بكلمة وحدنا عارفين يعني إيه وحدنا، وهم يتصورون أننا نغادر بيروت نحو الاندثار والانهيار. لكننا لن ننهار ولن نندثر. أنا عائد للقدس .
ولا أعتقد أن أحدا منكم يمانع في عودته للقدس. لكن طريق القدس لن تمر بدمشق. يجب أن نشق طريقنا.
لذلك أقول لأخي جورج تعال معي .
تلاحمنا في الميدان يجب أن يتلوه تلاحم سياسي تعال معي أنا رايح اليونان، ومن هناك سأتوجه لأرض الله الواسعة .
فأجابه الحكيم بكل تهذيب أن وجهة مغادرته تخضع لقرار المكتب السياسي، وليس لقراره الشخصي. وأن قرار المكتب السياسي هو أن يتوجه لسورية. وكذلك أعضاء المكتب السياسي المضطرون للمغادرة.
رفع الرئيس رأسه الذي كان مطرقا لسماع ما يقوله الحكيم، وقال
حسنا، إذا جئتكم مودعا وسنلتقي حتما . وقف وصافح الحكيم والبقية وخرج من المكتب.
رافقته للخارج. ... حتي باب سيارته، وفيما هو يدخل السيارة قال لي: لقد صمدنا وانتصرنا. وخروجنا من بيروت هو توجه للقدس.
بسام هل تحتاج شيئا . سألني.
فقلت له كلا شكرا .
فقال لي إذا إلي اللقاء. لا ادري متي أو أين لكننا سنلتقي.
فسألته : ألن تأتي إلي دمشق؟
أجابني : بالطبع. ... بالطبع.
وتحرك موكبه. وعدت أنا لاجتماع المكتب السياسي.
انتهينا من الاجتماع وتحرك الجميع كل باتجاهه ليهييء نفسه للمغادرة.
ازداد التوتر الذي ساد العلاقات السورية الفلسطينية مع الزيارة الأولي التي قام بها الرئيس لدمشق بعد خروجه من بيروت علي ظهر سفينة يونانية إلي اليونان.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
khaybar

رائـــد
رائـــد
khaybar



الـبلد : يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات 01210
التسجيل : 05/12/2007
عدد المساهمات : 947
معدل النشاط : 38
التقييم : 8
الدبـــابة : يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Unknow11
الطـــائرة : يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Unknow11
المروحية : يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Unknow11

يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Empty10

يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Empty

مُساهمةموضوع: رد: يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات   يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Icon_m10الثلاثاء 6 مايو 2008 - 20:24

اغتيال اللواء سعد صايل

فقد شددت السلطات السورية من إجراءاتها لتقييد الحركة والنشاط الفلسطينيين. وفرضت في منطقة البقاع إجراءات تحد من حركة الفلسطينيين وتغيير مواقعهم.
وبلغ التوتر حدا كبيرا حين نصب مسلحون كمينا لموكب اللواء سعد صايل قائد القوات الفلسطينية في البقاع واغتالوه.
وسرت شائعات كثيرة بعضها يتهم السلطات السورية باغتياله، والبعض يتهم عملاء إسرائيليين. لكن الحد الأدني لتلك الشائعات كان يوجه اللوم للسلطات السورية لعدم إرسالها طائرة هليوكوبتر لنقل اللواء سعد صايل إلي المستشفي، وتركه ينزف حتي استشهد.
كان من المقرر أن يقوم الرئيس بتلك الجولة علي القوات للتهنئة بالعيد.
لكن الرئيس ألغي ذلك بناء علي تحذيرات وصلته.
فقد منعت القيادة الفلسطينية منذ خروجها من بيروت من العودة للبنان.
وحذر الرئيس كافة القيادات من التوجه إلي لبنان وحاول ثني اللواء سعد صايل، الذي أصر علي زيارة القوات وتهنئتها بالعيد خاصة بعد خروج القيادة من بيروت، مؤكدا أن هذه الزيارة سترفع معنويات القوات.

أمر الترحيل

وشمل التضييق منع الفرق الإعلامية (التلفزيونية وغيرها) من دخول دمشق لإجراء مقابلات مع الرئيس ياسر عرفات.
وفي غرفة داخلية صغيرة، من غرف مكتب الرئيس بدمشق سألني الرئيس : ما هو رأيك، هل اذهب للمطار وأقابلهم هناك وأغادر.
فكرت قليلا وقلت : لا اعتقد انه يجب التسرع.
كانت أصداء مجزرة صبرا وشاتيلا ما زالت تهز ضمائر الجميع. وفي تلك الفترة وافق الرئيس علي أجراء سلسلة مقابلات (علي غير عادته) للتركيز علي مجزرة صبرا وشاتيلا.
قرر الرئيس ألا يغادر. لكنني شعرت انه بدأ يعيد حساباته منذ تلك اللحظة. لكن زيارته الثانية شهدت توترا أكبر. وطفح الكيل بالنسبة للسلطات السورية التي كانت تلاحظ حركة واسعة لإعادة انتشار القوات الفلسطينية في البقاع والهرمل. فصدر الأمر بترحيل عرفات،الذي أبلغ القيادة الفلسطينية أنه تلقي تبليغا بمغادرة سورية. فرافقه الدكتور جورج حبش ونايف حواتمة في نفس السيارة كحماية له من أي اعتداء يمكن أن يتعرض له وهو في طريقه للمطار.
كانت الإجراءات بعيدة كل البعد عن اللياقة وطلب ضابط صغير الرتبة من الرئيس أن يغادر علي أول طائرة مهما كانت وجهتها.
استنفر مرافقو الرئيس وكانوا يحملون أسلحتهم الرشاشة، وبدأ البحث عن طائرة مغادرة ليستقلها الرئيس ومرافقوه.
بحث الإخوة الأمر مع قائد طائرة تونسية تتهيأ للإقلاع. فاتصل بتونس وأعطي ضوءا أخضر بان يضع نفسه وطائرته تحت تصرف الرئيس ياسر عرفات.
وغادر أبو عمار دمشق.
كانت تشيكوسلوفاكيا قد دعت منذ فترة لمؤتمر دولي حول السلام في الشرق الأوسط. ولم نكن ندري ما إذا كان الرئيس سيلبي الدعوة أم لا.
فبعد أن غادر الرئيس دمشق بقيت فيها مع زملائي أعضاء المكتب السياسي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. وكنت ضمن الوفد الذي تقرر أن يمثل فلسطين في هذا المؤتمر. فغادرت دمشق إلي براغ.
ضم الوفد عددا كبيرا من القيادات الفلسطينية. لكن الجميع كان يترقب الخبر اليقين. هل سيحضر الرئيس ياسر عرفات أم لا.
وفي الصباح الباكر من يوم افتتاح المؤتمر ابلغنا سفير فلسطين لدي تشيكوسلوفاكيا (عاطف أبو بكر آنذاك) بان الرئيس سيصل إلي براغ، وان علي من يريد المشاركة باستقباله التوجه إلي قاعة التشريفات الرئاسية في مطار براغ. فتوجهت للمطار.
الطقس كان باردا جدا، ورغم ذلك لم امتلك نفسي فخرجت من القاعة المدفأة نحو المدرج الذي ستصل إليه الطائرة، ورحت انتظر وكأنني استعجل وصول الطائرة.
وهبطت أخيرا وسارت علي مهل إلي أن توقفت أمام السجاد الأحمر. فتح باب الطائرة وهبط الرئيس ومن خلفه مرافقوه.
صافح الجميع وعانقهم. وعندما عانقني ضغط بشدة علي كتفي عوضا عن الكلام. وتحركنا علي عجل. وهرول الجميع نحو السيارات بينما سرت علي مهل مفكرا ومتأثرا.
فقد مضت فترة شهور منذ أن رأيته آخر مرة في دمشق.
وفجأة انتبهت أنني أقف وحيدا علي رصيف تلك القاعة الضخمة. كل السيارات غادرت. نظرت حولي باحثا عن سيارة أجرة. لا أحد. لم يكن مسموحا لسيارات الأجرة أن تقف عند تلك القاعة. وكان علي أن أسير في هذا الطقس العاصف مسافة كيلومتر لأصل إلي اقرب موقف للسيارات. وقلت لنفسي عليك أن تفعل ذلك بدلا من الوقوف والانتظار دون جدوي.
بدأت أسير. وفجأة سمعت أصوات سيارات من خلفي، نظرت فإذا هو موكب الرئيس. توقفت سيارة الرئيس وفتحت النافذة وطلب مني الرئيس أن اصعد إلي جانبه.
كان يجلس في المقعد الخلفي إلي جانب المسؤول التشيكي الذي كان علي رأس المستقبلين. فصعدت إلي جانبه وأسرع الموكب نحو المقر المخصص للرئيس.
ضغط علي يدي دون أن يتفوه بكلمة.
بعد انتهاء المؤتمر وتفادي الصدام السياسي مع الوفد السوري التقينا في منزل سفير فلسطين عاطف أبو بكر.

طرابلس.. طرابلس

وتحدث الرئيس للموجودين حول الأوضاع الخطيرة في المنطقة، وحول محاولة السلطات السورية شق حركة فتح،وشق القوات الفلسطينية، وحول استخدامها لبعض قيادات فتح التي انشقت وانحازت لها، لضرب حركة فتح، وان هذا التصرف هو استكمال للمؤامرة علي منظمة التحرير الفلسطينية، ومحاولة تصفيتها، الشيء الذي عجزت عن تنفيذه إسرائيل.
انتهي الاجتماع وبدأ الفريق المرافق للرئيس يتهيأ للمغادرة.
انتحي الرئيس بي جانبا وسأل:
هل ستعود إلي دمشق؟ فقلت له نعم.
فقال: خذ حذرك. أما أنا فسأتوجه إلي طرابلس قريبا.
فسألت بدهشة كبيرة: طرابلس؟
طرابلس الغرب؟
فأجاب: لا طرابلس الشمال. أخوك أبو جهاد ينتظرني هناك.
ولم أعلق. كان قرارا خطيرا جدا.
فهو يعلم أن إسرائيل تريد تصفيته، وأن السلطات السورية لا ترغب بوجوده في تلك المنطقة، وأن طرابلس الشمال مطوقة من كل الجهات بما في ذلك البحر.
كان قرارا خطيرا يشبه قرار الانتحار. لكني لم أعلق.
كان واضحا أنه يريد أن يقول للسلطات السورية أن لا احد يستطيع الهيمنة علي القرار الفلسطيني، وأن من انشق وانحاز لهم لا يمثل حركة فتح أو منظمة التحرير الفلسطينية. وانه مستعد للاستشهاد دفاعا عن استقلالية القرار الفلسطيني.
لكن كيف سيصل الي طرابلس. سألت نفسي؟ سورية مغلقة، لبنان مغلق، البحر مغلق، فالشاطيء اللبناني يعج بالزوارق الحربية الإسرائيلية.
لكنه وصل إلي طرابلس. كيف وصل ؟
قصة وصول الرئيس إلي طرابلس قصة تشبه الأفلام البوليسية. وقد لا يتخيل إنسان أن الرئيس اتخذ قرارا بالمجازفة كان من السهل أن يكون ضحيتها. لكنه اتخذ القرار وجازف ووصل.
هذه إحدي ميزات شخصية أبو عمار، فهو لا يأبه للمخاطر عندما يريد الوصول إلي هدفه، لكنه يعمل كل ما يمكن عمله لتخفيف تلك المخاطر قدر الامكان. ويحسب حساب كل صغيرة وكبيرة. ويضع أمامه كل العوامل المتغيرة التي يحتمل أن تفاجأه. وبعدها شرع في العمل.
رتبت رحلة الرئيس الي طرابلس الشمال في بداية الأمر دون استخدام الهاتف أو الفاكس أو البريد الالكتروني، عبر لقاءات مباشرة بين منظمي الرحلة والأشخاص المعنيين، وذلك تحاشيا لأي خطأ أو خرق أمني. واختيرت مجموعة من الشباب من الذين رافقوا الرئيس علي مدي سنوات، والجميع يطمئن لوفائهم وولائهم وحرصهم علي الرئيس.
سفير فلسطين لدي قبرص فؤاد البيطار لعب دورا محوريا في ترتيب تلك الرحلة.
كانت المرة الأولي التي يتخلي فيها الرئيس عن بزته العسكرية ومسدسه والحطة الفلسطينية.
مضت فترة زمنية طويلة نسبيا بين تلك الاتصالات الأولية المباشرة.
صباح يوم السادس عشر من أيلول (سبتمبر) ـ العام 1983 (قبل يومين من عيد الأضحي) اتصل مكتب الرئيس في تونس بالسفير فؤاد البيطار سفير فلسطين لدي قبرص، هاتفيا. ابلغه احد مساعدي الرئيس، أن مجموعة من أصدقاء الرئيس ستصل إلي لارنكا، وان الرئيس يطلب منه الاهتمام بهم لأنهم عزيزون عليه.
ولم يتطرق للتفاصيل.
وأجري مكتب الرئيس اتصالا هاتفيا آخر مع السفير فؤاد البيطار بعد ثلاث ساعات من الاتصال الأول.
وكرر أحد مساعدي عرفات توصية الرئيس بالاهتمام بالمتوجهين إلي لارنكا. لكن هذا الاتصال تطرق إلي مواضيع جديدة، فقد أعلم فؤاد البيطار أن المجموعة ستصل لارنكا، وأن عليه تأمينهم في الفندق، وترتيب وصولهم إلي طرابلس، لرؤية الأخ أبو جهاد الذي كان موجودا في طرابلس علي رأس القوات الفلسطينية.
أدرك السفير أن الأمر ليس توصية عادية بل إن مهمة هؤلاء الأصدقاء مهمة خاصة.
وازدات الحيرة، إذ لم يبلغوا فؤاد بيطار عن رقم الرحلة، أو موعدها أو موعد السفر. وعندما استفسر هو لم يتلق أي جواب.
وفي اليوم التالي اتصل الرئيس ياسر عرفات بنفسه بفؤاد البيطار وقال له يا فؤاد، إنهم أصدقاء مهمون، وهم يحملون رسالة لأخيك أبو جهاد، وأريد منك أن تهتم أنت شخصيا بهم .
وازدادت حيرة السفير.
وعندما خطر له أن المجموعة القادمة قد تكون الرئيس ومن معه، طرد الفكرة مباشرة، إذ لو كان الرئيس هو الذي سيصل إلي لارنكا، لما تحدث معه هاتفيا.
بعد منتصف الليل، تلقي فؤاد اتصالا هاتفيا آخر من مكتب الرئيس، للاستفسار عما إذا أجري الترتيبات اللازمة لركاب الطائرة الخاصة، طائرة رجال الأعمال التي ستصله صباحا.
وبعد ساعة من ذلك الحديث تلقي فؤاد اتصالا آخر وكان المتحدث هذه المرة الرئيس نفسه.
أكد علي فؤاد اهتمامه الشخصي بالإخوة المتوجهين إلي لارنكا، وانه يعتمد عليه لأنه سيتوجه للجزائر ثم لليمن، لقضاء العيد مع القوات الفلسطينية المتمركزة في هذين البلدين الشقيقين، وانه لن يتمكن من الاتصال به قبل ساعات.
فوعد فؤاد الرئيس خيرا وطلب منه أن يطمئن من كل النواحي.
قام فؤاد بالترتيبات اللازمة واستأجر زورقا سريعا قادرا علي قطع المسافة بين لارنكا وطرابلس خلال ثلاث ساعات.
وفي الصباح التالي، أبلغ فؤاد بان الطائرة الخاصة تقترب من مطار لارنكا، فتوجه فورا لقاعة التشريفات بالمطار. وعند الساعة التاسعة صباحا حطت الطائرة واقتربت، كما هي العادة من الباحة الخارجية لقاعة التشريفات. وما أن هدأت محركاتها، اقترب فؤاد منها، وعندما فتح الباب وانزل سلمها الصغير، صعد فؤاد للطائرة ليحيي المجموعة وليتعرف عليها.

ثياب مدنية وذقن حليق

ويقول فؤاد البيطار، انه أصبح علي يقين، وهو يصعد سلم الطائرة ان الرئيس ياسر عرفات لا يمكن أن يكون ضمن المجموعة.
ولهذا كان ذهوله كبيرا عندما رأي الرئيس يجلس علي مقعد من مقاعد الطائرة.
كان الرئيس حليق الذقن، إلا من شارب كثيف ويلبس ثيابا مدنية.
لم يعتد أحد علي رؤية الرئيس عرفات بهذا الشكل. لكن ها هو في طائرة خاصة وينوي التوجه إلي طرابلس.
اسقط بيد فؤاد البيطار الذي قال: لا أستطيع تحمل هذه المسؤولية سيدي الرئيس؟
فأجاب الرئيس فورا:
هذا أمر عسكري، لنتحرك بسرعة ولا تضيع الوقت .
أمام هذا الأمر، هبط الجميع من الطائرة وتوجهوا لقاعة التشريفات التي كانت تبعد أمتارا عن الطائرة.
ولم ينتبه أحد لهوية المجموعة. وجلس الجميع في القاعة، والذهول ما زال يسيطر علي فؤاد البيطار الذي شعر بجسامة المسؤولية التي يتحملها في تلك اللحظة.
لكن سرعان ما تحرك فؤاد.
فقال للرئيس، من الأفضل أن نتحرك فورا لمنزلي، حتي لا ينكشف سرنا. فقد يدخل القاعة في أية لحظة ضيوف التشريفات. وتحرك الجميع فورا لمنزل السفير، وترك الرئيس لأخذ قسط من الراحة.
كان كل شيء جاهزا. .... لكن في اللحظة الأخيرة، حصل ما لم يكن متوقعا. فقد اعتذر صاحب الزورق السريع وأبلغ ملاذ ـ نائب السفير ـ بأنه لن يتمكن من القيام بتلك الرحلة لأسباب طارئة.
أجري فؤاد اتصالات سريعة لتأمين زورق آخر. وتم ذلك ولكن الزورق هذه المرة كان زورقا بطيئا وستستغرق الرحلة تسع ساعات مما يعرضه لمخاطر أكثر بكثير من المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها الزورق السريع.
فالساعات التسع ستضع الزورق تحت رحمة أية دورية خفر سواحل أو زوارق حربية إسرائيلية.
لكن قرار الرئيس كان قاطعا: علي بركة الله، لنتوجه فورا.
وتحرك الجميع إلي لارنكا مرة أخري.
أسدلت الستائر علي نوافذ السيارة وجلس الرئيس في المقعد الخلفي وطلب منه عدم لمس الستائر وألا يلتفت لأحد عند الوصول.
قرب الميناء أوقفت السيارة وهبط فؤاد ليكمل الاتفاق مع صاحب الزورق، وأعطي الرئيس صحيفة يونانية، وطلب منه تصفحها تمويها.
خلال دقائق تم كل شيء وكانت الساعة تشير للحادية عشرة والنصف صباحا عندما صعد الرئيس ومرافقوه للزورق.
مجموعة من خيرة الشباب الشجعان رافقت الرئيس، جهاد الغول، أبو سليم، كاسترو، وأبو علي حسن.
لم يصعد فؤاد للزورق لتوديع الرئيس خشية أن يلفت الانتباه.
ودعه دامعا، وتم الاتفاق أن يتصلوا بفؤاد فور الوصول لطمأنته وطمأنة الاخوان.
أبحرت الباخرة الصغيرة نحو شواطيء لبنان. وعاد فؤاد للسفارة، واستدعي كل من ساهم في الترتيبات وطلب منهم الجلوس في مكتبه، وأبلغهم أنه سيغلق عليهم الباب، وسيقطع خطوط الهاتف عنه إلي أن يصل الرئيس، وبعدها سيكونون أحرارا.
وقبل خروجه من المكتب نظر إليهم قائلا : هذا الإجراء حماية لكم في حال حدوث أي خطأ.
زاد بطء القارب الرحلة رتابة فيما تنشد قلوب وأعصاب المجموعة نحو الوصول للشاطيء بأسرع وقت ممكن.
وبعد مضي عدة ساعات أراد الرئيس أن يصعد إلي سطح المركب ليري من بعيد شواطيء لبنان وفلسطين.
حاول المرافقون ثنيه عن ذلك لكنه أصر.
لاحظ القبطان أن شيئا غريبا يكتنف هذه المجموعة. كان القبطان سوري الأصل من أرواد.
وعندما صعد الرئيس لسطح الزورق تحيط به المجموعة، دقق النظر في وجهه وعرفه. عرف أنه يحمل في زورقه الرئيس ياسر عرفات.
هجم القبطان معانقا الرئيس قائلا:
يا رئيس أنت قائدنا ورمزنا أنت أمانة في عنقي.
فشعر الرئيس أن بامكانه التمتع بمنظر الشاطيء، شاطيء فلسطين ولبنان.
وعند الوصول للميـــــــاه الإقليــــــمية اللبنــــــانية أبلغ الرئيــــــس أن قـــــاربه (الباخرة الصغيرة) تحتاج لمياه عميقة للرسو، وأن الشاطيء القريب من نهر البارد ليس عميقا.
أعطي قبطان الباخرة إشارات لقوارب الصيد المنتشرة في تلك المياه فاقترب واحد منها. فاوضه القبطان واتفق علي نقل المجموعة للشاطيء مقابل أجر كبير.
واضطر قارب الصيد أن يتوقف علي بعد أمتار عديدة من الرمال لأنه لا يستطيع التقدم أكثر.
فقام أحـــــــد المرافقين بحمـــــــل الرئيــس علي كتفه وعبر بضع الأمتار المعدودة من البحر. كانت المياه تصل إلي وسطه، فتقدم حتي وصل الشاطيء وانزل الرئيس من علي كتفه.
ولحق الآخرون بهما.
أسرعوا نحو الشارع العام وأوقف أحد الأخوة سيارة أجرة وطلب من السائق أن يقلهم لمدخل المخيم.
انتبه السائق فراح ينظر عبر مرآة السيارة للراكب الذي جلس في الخلف يحيط به الشباب. ثم راح يصرخ فجأة أبو عمار قائدنا كلنا فداك .
أراد السائق أن يوقف السيارة ليعانق الرئيس. لكن الرئيس طلب منه ان يتابع سيره بسرعة.
فتابع سيره نـــــحو مدخل المخيم. أوقف السائق سيارته عند مدخل المخيم وهرع نحو الباب الخلفي ليفتحه. فهبط الرئيس من السيارة، وعانقه السائق بقوة وودعه داعيا له بالنصر.
وتقدم الجميع نحو المخيم.
كانت الراحة تبدو علي وجه الرئيس، وأعصابه هادئة، فسار يحث الخطي نحو مقر القيادة.
وهناك كان أبو جهاد بانتظاره.
انتهت الرحلة الخطرة لتبدأ المعركة الأخطر.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن قوات ال 17

رقـــيب
رقـــيب
ابن قوات ال 17



الـبلد : يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات 01210
التسجيل : 14/10/2007
عدد المساهمات : 294
معدل النشاط : 25
التقييم : 1
الدبـــابة : يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Unknow11
الطـــائرة : يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Unknow11
المروحية : يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Unknow11

يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Empty10

يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Empty

مُساهمةموضوع: رد: يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات   يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Icon_m10الثلاثاء 6 مايو 2008 - 21:19

مشكور اخي خيبر على الموضوع الجميل والروعة عن حياة القائد ابو عمار وانا بانتظار تكملة الموضوع باحر من الجمر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
khaybar

رائـــد
رائـــد
khaybar



الـبلد : يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات 01210
التسجيل : 05/12/2007
عدد المساهمات : 947
معدل النشاط : 38
التقييم : 8
الدبـــابة : يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Unknow11
الطـــائرة : يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Unknow11
المروحية : يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Unknow11

يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Empty10

يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Empty

مُساهمةموضوع: رد: يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات   يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Icon_m10الأحد 11 مايو 2008 - 20:13

عرفات يشكل لجنة من أعضاء في المجلس المركزي للتحقيق مع ابو شريف في ملابسات مقال السلام (9ـ 15)


اعلان في ستوكهولم يمهد للاعتراف الامريكي بمنظمة التحرير
بسام ابو شريف أحد القيادات التاريخية في حركة القوميين العرب ، ثم في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي انتخبته عضواً لمكتبها السياسي في العام 1972. واثناء زيارة لمصر برفقة ياسر عرفات صافح أبو شريف الرئيس محمد حسني مبارك. وكانت تلك هي المرة الأولي التي يصافح فيها قيادي من الجبهة الشعبية رئيساً مصرياً منذ توقيع اتفاق كامب ديفيد.
تلك المصافحة التاريخية قصمت عري العلاقة الرسمية مع رفاقه، وتسببت بالتحاقه بياسر عرفات كمستشار له في العام 1987. ولم تكن تلك الانتقالة هي بداية عهد الرجل بياسر عرفات، ولكنها جعلته مقرباً من الزعيم الاسطوري للشعب الفلسطيني، وقريباً اليه لدرجة اتاحت له تأليف هذا الكتاب الذي يحمل عنوان (ياسر عرفات) الصادر اخيراً عن الديمقراطي في رام الله. وقد خص المؤلف القدس العربي باعادة نشره علي صفحاتها في حلقات.
والكتاب مقاربة علي عدة مستويات، ومن زوايا مختلفة، لشخصية تماهت مع شعبها، واندمجت مع قضيته بشكل غير مسبوق. انه رواية تاريخية مشوقة لحقيقة سمت الي مرتبة الأسطورة.. حقيقة اسطورية اسمها: ياسر عرفات!




لم يطل الوقت بالمعلقين للإدلاء بردود فعلهم علي الوثيقة، فقد سارع اسحق شامير رئيس وزراء إسرائيل إلي الإدلاء بتعليق حول الوثيقة التي صاغت لأول مرة في تاريخ الصراع مبادرة لإيجاد حل سياسي يؤدي إلي السلام في الشرق الأوسط اتهم فيه كاتب المقال ـ الوثيقة بأنه يحاول تضليل الرأي العام العالمي، وأنه يذر الرماد في العيون وأنه أداة فلسطينية لخداع الرأي العام الدولي والمحلي.
ورفض شامير جملة وتفصيلا ما جاء في الوثيقة وبشكل خاص حل الدولتين علي أرض فلسطين التاريخية فعلل ذلك بان م.ت.ف إرهابية ولا يمكن التفاهم أو التفاوض مع الإرهابيين.
وعزفت اوركسترا الليكود لحن الرفض بقيادة شامير.
لكن حزب العمل وقيادته التي كانت ضمن الائتلاف الحكومي الذي يرأسه شامير لاذا بالصمت لفترة من الوقت. فيما أبدي يوسي ساريد رأيا مرحبا ومطالبا بإعطاء السلام فرصة والتعامل بايجابية مع ما طرحته الوثيقة.
ورحبت مجموعات للسلام الإسرائيلية المختلفة بالحل الذي طرحته الوثيقة، والذي ينسجم بواقعية مع قرارات الشرعية الدولية التي شكلت سقفا لأي حل سياسي ممكن. وشكلت هذه المواقف المتضاربة داخل إسرائيل حافزا لسيل من المقالات والتعليقات في الصحف الإسرائيلية وبرامج التلفزة، وتراوحت الآراء بين الرفض المطلق والقبول المتحفظ.
لقد فرضت الوثيقة نفسها علي مجمل الجدل السياسي في إسرائيل، في ظل تنفيذ حكومة شامير لسياسة القبضة الحديدية التي بطشت بالجميع أطفالا ونساء ورجالا.
وعلي الصعيد الفلسطيني، تبودلت الآراء كذلك. فمن رافض مشكك بأهداف المقال الذي نشر إلي قابل متحمس له.
لكن المفاجأة الكبيرة لقيادة م.ت.ف كانت ترحيب قيادات الداخل المتحمس بما نشر. وهذا الموقف كان حجر الرص.
ليس هذا فحسب بل استندت قيادات الداخل للوثيقة لشن هجوم سياسي كبير طال القيادات الإسرائيلية والرأي العام الإسرائيلي لإظهار النوايا السلمية لمنظمة التحرير ولنفي التضليل الرسمي الإسرائيلي حول الطابع الإرهابي لمنظمة التحرير الفلسطينية، والإصرار علي ان الانتفاضة حركة إرهابية، وليست مقاومة شعبية وشرعية للاحتلال؟
وأثارت الوثيقة اهتماما كبيرا علي الصعيد العربي، فجرت اتصالات عديدة لتتحري أمرا واحدا : هل يعبر المقال عن وجهة نظر م.ت.ف الرسمية أم لا.
في ظل صمت الرئيس ياسر عرفات ازداد النقاش حدة داخل الساحة الفلسطينية ومؤسساتها، وراحت الجهات الأوروبية الرسمية المهتمة بما طرح تتصل مباشرة أو من خلال سفارات ومكاتب م.ت.ف تدعوني فيها لزيارتها لمناقشة ما نشرت. ومنها ألمانيا وبريطانيا وفرنسا والنروج والسويد وفنلندا.

اوروبا الشرقية

وقرر الرئيس ياسر عرفات أن يقوم بجولة سريعة يزور خلالها بعض دول أوروبا الشرقية قبل التوجه إلي مقره في بغداد. أراد عرفات ان يجس النبض ويستطلع الآفاق قبل أن يقدم علي خطوة علنية. وكان يعلم أن بعض دول شرق أوروبا مثل رومانيا ويوغوسلافيا كانت علي صلة بالغرب وبإسرائيل. ولذلك فان جس نبض قادتها حول ما نشر قد يساعده علي تحديد بوصلة التحرك السياسي.
وشعر الرئيس بأهمية ما نشر وتأثيره منذ اللحظة الأولي لهذه الزيارة.
ففي مطار بلغراد حيث كانت الترويكا الحاكمة في استقباله سأل الرئيس اليوغوسلافي عما نشر وهل يعبر عن موقف م.ت.ف أم أنه رأي شخصي؟
فدعاني الرئيس للاقتراب قائلا: انهم يسألون عن مقالك وهم معجبون جدا بما كتبت. صافحتهم وبادرني الرئيس اليوغوسلافي بالقول: ما نشرته جيد جدا ويفتح الطرق نحو السلام. أكمل وتابع مثل هذه الكتابات.
فانتهزت الفرصة لأقول (ولأول مرة ) شكرا سأتابع لكن يجب أن أقول انها أفكار الرئيس عرفات.
وابتسم عرفات ابتسامة عريضة وتوجهنا نحو قصر الضيافة.
بعد دقائق معدودة أبلغ الرئيس أن وزير خارجية الاتحاد السوفييتي يريد أن يكلمه هاتفيا. وأنه ينتظر علي الخط.
التقط الرئيس الهاتف وراح يشرح له تطورات الأوضاع داخل الأراضي المحتلة وفظاعة الممارسات الإسرائيلية ضد شعبنا. وطلب منه المساعدة بالتحرك دوليا لوقف العدوان علي شعبنا الأعزل.
وفجأة نظر الرئيس لقاعة الجلوس وطلب مني الاقتراب. اقتربت فقال لي بحيث يسمع شيفردنادزة كل كلمة: بسام أنت كتبت إيه في المقالة معالي الوزير يسأل عن المقالة؟ نظرت اليه بدهشة سرعان ما تلاشت لأنني فهمت قصده. فهو يريد أن يقول لشيفردنادزة انه لا يعلم ماذا كتبت، وانهم إذا كانوا مهتمين بما نشر فليتحركوا لضمان الثمن: الدولة الفلسطينية المستقلة.
وقال الرئيس لشيفردنادزة انه سيناقش الأمر لاحقا وسيري ما هو موقف القيادة.
وكذلك في رومانيا، كان هنالك اهتمام كبير.
وخلال رحلة العودة الي بغداد، كما هي عادته، انكب علي ملفاته محاولا إنجاز عمله الشاق قبل الوصول إلي بغداد ليتفرغ لإدارة شؤون الانتفاضة.

اجتماع في بغداد

ما ان وصلنا مقره حتي أصدر تعليماته بدعوة أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والمجلس المركزي لـ م.ت.ف للاجتماع في بغداد خلال ذلك الأسبوع.
فكرت بالأمر. لقد أصبح الموضوع جديا، فهذه الخطة الأولي التي يتخذها الرئيس ليحضر النقاش داخل المؤسسات الفلسطينية كي تتحول الأفكار التي طرحت في الوثيقة إلي موقف رسمي.
لقد اقتنع الرئيس بأن هذا البرنامج سيفتح الطريق أمام اعتراف دولي وربما مفاوضات سياسية.
كانت حسابات الرئيس دقيقة، فبعد ترك المجال لنقاش علني بين مؤيد ومعارض، وبعد أن أعطي فرصة لردود الفعل الدولية والإقليمية والعربية،وبعد أن أيقن أن القيادات الفلسطينية داخل الأرض المحتلة تؤيد ذلك بكل قوة، وتعتبر الموقف دعما سياسيا هائلا في المواجهة مع العدوان الإسرائيلي.
بعد كل هذا قرر أن ينقل النقاش لمؤسسات م.ت.ف وكان واضحا أن هدفه هو التوجه للمجلس الوطني الفلسطيني في نهاية جولات النقاش في المؤسسات الرسمية، للتصويت علي برنامج سياسي جديد يتضمن المضامين التي نشرت في الوثيقة أي التفاوض علي حل سياسي يؤدي لإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة علي الأراضي التي احتلت عام 1967 مقابل الاعتراف بإسرائيل وحقها بالوجود خلف حدود آمنة ومعترف بها.
وما ان بدأت الاجتماعات في بغداد حتي أصدر لي الرئيس أمرا بالتوجه للإمارات لأجري اتصالات مع المسؤولين حول دعم الانتفاضة ماديا.
وتوجهت للإمارات حسب تعليماته.
وكان واضحا أن الرئيس لا يريد أن أحضر تلك الاجتماعات لأنه يعلم أنها ستكون صاخبة وأن النقاش قد يتحول الي نقاش مؤذ.
حينما عدت من الامارات أحمل التبرعات للانتفاضة، كانت الاجتماعات قد انتهت.وانتخي بعض الأصدقاء ليحذروني من الأجواء السائدة، ليقدموا لي النصيحة بعدم الوقوع في هذه الأفخاخ حرصا علي تاريخي النضالي.
خلاصة الموضوع أن الرئيس أنهي النقاش باقتراح تشكيل لجنة من أعضاء المجلس المركزي للتحقيق معي في ملابسات هذا المقال وتبعاته.
كانت تلك احدي طرقه في تجاوز الأزمات ودثر الخلافات.
طبعا لم يتصل بي أحد ولم يحقق معي أحد.
وانهمكنا في العمل إلي أن قرر الرئيس العودة الي تونس لعقد اجتماعات تمهيدية لعقد المجلس الوطني الفلسطيني.
بدا واضحا أنه مصمم علي عدم التردد كي لا تفلت الفرصة من يده. ورغم معرفته بأن لا شيء ملموس ماديا حول ما سيجنيه الشعب الفلسطيني، إلا أن حاسته أشارت الي أهمية إقرار هذا التوجه السياسي الجديد ليشكل منصة انطلاق جديدة، لفرصة جديدة تفتح أمام الفلسطينيين أبواب الأمل وقد تتوج انتفاضتهم بالاستقلال والحرية.

الي ستوكهولم

في الأسبوع الأول من كانون الاول (ديسمبر) عام 1988 اتصل بي الرئيس ياسر عرفات وقال:
توجه للمطار فورا.
لم يفاجئني الرئيس بهذا الطلب. فقد تعودت علي أسلوبه في العمل ولذلك كنت أضع جانبا حقيبة صغيرة الحجم تحتوي ما احتاجه لسفرات قصيرة.
في أغلب تلك الزيارات الخاطفة التي كان يقوم بها الرئيس ياسر عرفات، ويطلب منا التوجه للمطار لمرافقته، لم نكن ندري ما هي الوجهة وما هو الغرض.
تلك الأمور كان يستعرضها الرئيس معنا بعد إقلاع الطائرة ويعود ذلك لأسباب عديدة، منها الظرف السياسي وتطوراته السريعة ومنها أسلوبه في العمل الأمني والمحافظة علي سرية تحركه ووجهة ذلك التحرك. وغالبا ما كان يعطي قائد الطائرة تعليمات في اللحظة الأخيرة.
وصلت مطار تونس علي عجل لأجد أن الرئيس ياسر عرفات كان قد وصل ووصل آخرون ممن سيرافقونه، وكان المرافقون منهمكون بنقل حقائبه، وحقائب أعضاء الوفد للطائرة الصغيرة التي كانت تقف علي بعد عشرات الأمتار من قاعة الشرف التي كان يغادر منها ويستقبل فيها أثناء أقامته بتونس.
صافحته وسألته مبتسما: خيرا إن شاء الله الي أين نتوجه؟
فاجابني سنتحدث عندما نقلع. نظر الي ساعته وسأل الكابتن عدنان هل كل شيء جاهز. أدي الكابتن عدنان التحية قائلا: نعم سيدي.
أشار الرئيس بيده لأعضاء الوفد قائلا تفضلوا لنذهب .
سرنا مشيا علي الأقدام نحو الطائرة وصعدنا جميعا قبله وبقي هو ليلقي تحية الوداع علي مجموعة من القيادات التي جاءت للمطار لتوديعه.
وحال صعوده للطائرة جلس الي مقعده المعهود قائلا لقبطان الطائرة: علي بركة الله. أغلق الباب بإحكام ودارت المحركات وما هي إلا لحظات حتي كنا في أعالي الأجواء. لحظات مضت قبل أن يسمح قبطان الطائرة بفك أحزمة الأمان. عندها سارع الرئيس طالبا من أحد مرافقيه إحضار ملفاته.
تناول ملفا منها وشرح للوفد طبيعة المهمة التي نتوجه لها.
رئيس وزراء السويد وجه دعوة للرئيس ووفده لزيارة ستوكهولم لإجراء حوار حول السلام مع وفد من قادة الجالية اليهودية الامريكية.
وان الوفد الأمريكي اليهودي والذي ترأسه السيدة ريتا هاوزر علي اتصال وتفاهم مع وزير الخارجية الأمريكية شولتز .
وان رئيس الوزراء السويدي ووزير خارجيته سوف يرعيان هذه اللقاءات وسيكونان علي اتصال مع الإدارة الأمريكية حول الحوار .
كانت العلاقة بين م.ت.ف. والولايات المتحدة متوترة جدا علي ضوء رفض الإدارة الأمريكية منح الرئيس ياسر عرفات تأشيرة لإلقاء خطاب في الأمم المتحدة لطرح مبادرة سلام.
وتأزمت المشكلة بإصرار الولايات المتحدة علي رفض منح التأشيرة.
وكنت قد كتبت مقالا في نيويورك تايمز تعليقا علي ذلك تحت عنوان امنحوا السلام تأشيرة .
وقررت الأمم المتحدة علي ضوء ذلك الرفض أن تعقد جلسة للجمعية العامة للأمم المتحدة بمقرها في جنيف، في الثالث عشر من كانون الاول (ديسمبر) لإتاحة الفرصة للرئيس ياسر عرفات لإلقاء خطابه حول الشرق الأوسط أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة.
نظر الرئيس للوفد المرافق له بعد هذه المقدمة وكأنه يسأل ما هو رأيكم؟
وبدأ الحديث حول الاحتمالات وخلص الجميع الي أن رئيس وزراء السويد ما كان ليقدم علي هذه المبادرة إلا في ضوء موافقة (ولو ضمنية) من الإدارة الأمريكية.
وان هذه الزيارة تحمل في طياتها إمكانيات سياسية قد تتحول الي إمكانيات كبيرة اذا نجحت. عندها تناول الرئيس من ملفه مشروع اتفاق كان قد أعده عضو اللجنة المركزية لحركة فتح خالد الحسن أثناء لقائه بالوفد اليهودي الامريكي قبل شهرين من ذلك التاريخ.
وطلب من أعضاء الوفد أن يقرأوا ورقة العمل ليبلوروا رأيا ويقترحوا أية تعديلات يرونها ضرورية.
انكب أعضاء الوفد علي قراءة الأوراق فيما راح الرئيس يتابع ملفاته ويضع ملاحظاته علي كل ورقة، ويوقع علي الأوراق ذات الضرورة الملحة.
وبعد انغماسه بقراءة ما احتواه الملف من أوراق والتي كان يضع بعضها جانبا (ربما لأنه غير متأكد من دقتها). كان يجيل النظر في الجو خارج نافذة الطائرة، وكان يأخذها فرصة للتفكير بما لا يمت بصلة للأوراق التي اختزنها ملفه.
ثم يعود للطائرة، يهز قلمه بين أصابعه الدقيقة، كأصابع لاعب بيانو، ويحرك ساقيه بطريقة توحي بأنه متوتر، لكنها كانت عادته.
كنا نطير للسويد، بناء علي دعوة من رئيس وزرائها، في بداية ديسمبر من العام 1988، أي بعد أسبوعين تقريبا من اجتماع كامل هيئة المجلس الوطني الفلسطيني، (أعلي سلطة تشريعيه للشعب الفلسطيني)، في الجزائر بين 13 و15 تشرين الثاني (نوفمبر) من العام نفسه.
كان ذلك الاجتماع تاريخيا.
فقد احتدم النقاش علي مدي يومين حول اقتراح يتبني برنامجا سياسيا جديدا لمنظمة التحرير الفلسطينية، هدفه الاستراتيجي إقامة سلام مع دولة إسرائيل، علي أن تقام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة علي الأرض التي احتلتها إسرائيل عام 1967.
كان ذلك مشروع تحول تاريخي، ويشكل مشروع قرار بمساومة تاريخية لم يسبق لأحد أن تجرأ علي طرحها. وكان المشروع ينص علي أن التفاوض علي هذا الحل السياسي هو الأسلوب لتحقيقه. وصوت أعضاء المجلس الوطني بأغلبية 87% لصالح المشروع. وبذلك أصبح لمنظمة التحرير الفلسطينية برنامج سياسي جديد خياره الاستراتيجي السلام والتسوية السياسية علي أساس قرارات الشرعية الدولية وفي مقدمتها القراران 242 و 338 وينص علي حل الدولتين علي أرض فلسطين التاريخية واعتراف إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية ببعضهما البعض والعيش بسلام وتعاون واستقرار وامن.
لقد سلح هذا الخيار الاستراتيجي الجديد، الذي تبناه المجلس الوطني الفلسطيني (البرلمان) ياسر عرفات بقوة هجومية سياسية لا تقدر بثمن.
وربما كان هذا سببا رئيسا في تحمسه للسفر فورا للسويد ليري مدي تأثير هذه الاستراتيجية الجديدة علي الموقف الأمريكي والأوروبي والعالمي بشكل عام. كنت أري استنفارا كاملا بين ثنايا وجهه ونظراته، واهتزاز القلم بين أصابعه. كان متحفزا كمن ينتظر جوائز الاوسكار أو نوبل، قلقا ومتفائلا دون أن يعبر عن ذلك.
وفجأة أعلن قائد الطائرة أن علينا ان نربط أحزمة الأمان لأننا سنبدأ بالهبوط بعد عشرين دقيقة.
وعاد الرئيس ياسر عرفات للطائرة بعد أن شرد بعيدا في تفكيره، قائلا لأعضاء الوفد:
ماذا ترون ؟ سأل وهو يبتسم.
هل هذا المشروع معقول أم تقترحون تعديلات ؟
كانت هذه طريقته دائما في حسم الأمور، يصغي للجميع بكل انتباه. يصغي لكل ملاحظة أو اقتراح ويوحي لأصحابها بأنها هامة جدا وانه مهتم بها جدا. وينتقل ليسمع الآخرين.
وفي نهاية الأمر، وبعد الاستماع المتنبه لكل حرف، يعود قلمه ليهتز بين أصابعه. ويغوص في عقله ويفكر. انه دائم التفكير ويغوص في الحسابات: حسابات الربح والخسارة فيما يتصل بقضية الشعب الفلسطيني أي قضيته الشخصية.
كان دائما جريئا الي حد تقبل كل الملاحظات والانتقادات ويناقش دون ملل، ويستمع لوجهات النظر دون كلل لكنه في نهاية الأمر يزن الأمور ليعرف أين هي مصلحة الشعب الفلسطيني استراتيجيا.
وهو طالما ابتعد عن الخطاب الحماسي في الاجتماعات الداخلية رغم انطلاقه بخطاب حماسي أمام الجماهير فقد كان يفرق بين هذا وذاك بنهج عملي تفوق به علي كل البراغماتيين.
لم يفه بكلمة.
لقد استمع. وهو يزن الأمور الآن.
بدأت الطائرة بالهبوط نحو مطار ستوكهولم. تخطينا الغيوم هبوطا لتبدأ معالم الأرض تتضح. كان الجميع ينظر من خلال النوافذ لأرض السويد. بيضاء بيضاء في كل مكان تكسوها الثلوج : مزيد من الاقتراب نحو الأرض، بدت لنا المدارج التي عريت من ثلوجها لتتمكن الطائرات من الهبوط.
بضع دقائق مرت قبل ارتطام دواليب الطائرة بمدرج المطار ثم هرولت بنعومة نحو موقع تقودها إليه عربة تكسوها كشافات حمراء وصفراء.
قادتنا العربة نحو ركن بعيد تقف عند حافته مروحيتان... لا بل ثلاث.
وهرول مستقبلون نحو سلم الطائرة يرتعشون من البرد.
تحية سريعة وسلام سريع وكلام سريع، فيما يهرول الجميع نحو المروحيات.
كان البرد شديدا. ولم نكن قد احتطنا لذلك. فلم نكن نعرف الي أين نتوجه عندما دعينا لمرافقة الرئيس في تلك الزيارة.
دخلنا إلي داخل المروحيات بأسرع ما يمكننا لتجنب البرد القارس. وبدأت محركات المروحية الأولي بالدوران غير منتظرة المروحيتين الأخريين وانطلقت.
كانت المناظر خلابة وتحاشت المروحية الطيران فوق وسط مدينة ستوكهولم لكننا كنا نراها، يا لها من مدينة ضخمة وجميلة.
كان من الواضح أننا نتجه الي مكان في ضواحي ستوكهولم... خارج عن نطاق المدينة المزدحم. وهكذا كان. فقد هبطت المروحية بعد نصف ساعة في باحة قصر قديم، قلعة قديمة، كانت إحدي قلاع ملوك السويد القديمة.
حجارتها قاتمة، يضيئها الثلج الذي يكسوها هنا وهناك.
حدائقها يغطيها الثلج إلا بعض ورودها التي كانت أعناقها فوق الثلوج او رؤوس أشجار عالية كانت ربما، ترحب بنا.
وبسرعة مماثلة لسرعة صعودنا للمروحية، أسرعنا نحو بوابة القصر.
استقبال لطيف وأنيق يحف به دفئان: دفء المستقبلين ودفء القصر ـ القلعة. وتوجه كل منا الي الغرفة المخصصة له علي أن نلتقي في جناح الرئيس ياسر عرفات بعد عشر دقائق.
التأم شمل الوفد في جناح الرئيس ودار حديث حول ما يمكن أن يبحث والفوائد السياسية من مثل هذا اللقاء.
وعلق الرئيس بالقول: لن يكون هذا اللقاء لقاء عاديا. فالسويد ترمي بثقلها لإنجاح هذا اللقاء ولا يمكن لوفد من اليهود الامريكيين أن يلتقي بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية دون إبلاغ وزارة الخارجية الامريكية. لذلك علينا إعطاء الاهتمام الشديد لما سيدور البحث حوله. ودعونا لا نستبق الأمور، لنري ماذا يحملون معهم ؟
ما كاد الرئيس ينهي كلامه حتي جاء من يعلمه بأن وزير خارجية السويد قد وصل للجناح وأنه ينتظر في غرفة الجلوس.
نهض الجميع متوجهين نحو غرفة الجلوس. وأسرع الرئيس بمصافحة وزير الخارجية وعرف أعضاء الوفد الذين صافحوه بدورهم.




عدل سابقا من قبل khaybar في الأحد 11 مايو 2008 - 20:14 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
khaybar

رائـــد
رائـــد
khaybar



الـبلد : يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات 01210
التسجيل : 05/12/2007
عدد المساهمات : 947
معدل النشاط : 38
التقييم : 8
الدبـــابة : يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Unknow11
الطـــائرة : يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Unknow11
المروحية : يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Unknow11

يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Empty10

يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Empty

مُساهمةموضوع: رد: يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات   يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Icon_m10الأحد 11 مايو 2008 - 20:13

غداء مع قادة يهود امريكا

ارتسمت علي وجه الرئيس ابتسامة عريضة وهو ينظر الي وزير الخارجية وكأنه يقول له هات ما عندك .
تحدث الوزير عن اهتمام السويد بإنجاح هذا اللقاء، وان الهدف هو الخروج ببيان مشترك يدعو إلي حل سياسي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وأن الفكرة مستمدة من البرنامج الجديد الذي أقره المجلس الوطني الفلسطيني في نوفمبر.
علق الرئيس قائلا: بيان مشترك بين منظمة التحرير الفلسطينية والسويد ؟ فأجاب الوزير : السويد ترعي هذا اللقاء. فعلق الرئيس مرة أخري. لكن هذه المجموعة من قادة يهود أمريكا لا تمثل جهة رسمية. فلا هي تمثل الإدارة الامريكية ولا هي تمثل الحكومة الإسرائيلية. كانت الملاحظة تحمل معاني أبعد من الكلمات. وفهم وزير الخارجية السويدي القصد، فأجاب باقتضاب: سيحضر رئيس الوزراء بعد قليل، وطلب مني أن أبلغك أنه يريد أن يلتقي بك منفردين. وكأن الوزير أراد بذلك أن يقول للرئيس ياسر عرفات ان الأمر أهم من مجرد بيان مشترك.
وبالفعل اختلي رئيس وزراء السويد بالرئيس ياسر عرفات دقائق ثم خرجا سويا. فدعي رئيس الوزراء الجميع لغرفة الطعام. لقد رتب السويديون أن يكون اللقاء الأول علي مائدة الغداء.وقد رتبت أماكن الجلوس بطريقة ذكية بحيث يختلط الجميع لتبادل الحديث والتعرف علي بعضهم البعض. كان وصولنا لقاعة الطعام قبل وصول وفد اليهود الامريكيين.
فتحت الأبواب بعد ثوان معدودات ودخل الوفد الامريكي برفقة وزير الخارجية السويدي، تصافح الجميع ثم جلسوا إلي مائدة الطعام.
دار كلام عام حول الوضع السياسي وضرورة إيجاد حل للصراع.
وقبل الانتهاء من وجبة الغداء اقترح رئيس وزراء السويد أن تلتقي مجموعة قليلة من الطرفين في غرفة الاجتماعات، للبدء بمناقشة الأمور بطريقة أكثر خصوصية وعملية.
وتم ذلك. انسحب الباقون نحو غرفة الجلوس يتحدثون في أمور مختلفة. أربعة من وفد اليهود الامريكيين برئاسة السيدة ريتا هاوزر جلسوا قبالة الرئيس ياسر عرفات يحيط به ثلاثة من أعضاء الوفد: ياسر عبد ربه ومحمود درويش وأنا. راحت ريتا هاوزر تمتدح ورقة العمل السابقة وتقول انها صالحة للإعلان.
أجاب الرئيس مرحبا بالنقاش وقال هنالك بعض النقاط بحاجة لتعديلات لذلك اقترح أن تصاغ هذه الملاحظات وتدرس.
وانسحب الرئيس من الجلسة نحو جناحه فيما بقي البعض لدراسة الملاحظات. ولقد كلف اليهود الأمريكيون السيدة دورا كاس من اتحاد النساء اليهوديات الأمريكيات بصياغة تلك الملاحظات بعد مناقشتها مع الفلسطينيين.
كان التعديل أساسا لينصب النص علي إقامة دولة فلسطينية مستقلة علي الأرض التي احتلتها إسرائيل عام 1967.
حملت الصياغة للرئيس الذي أبدي مزيدا من الملاحظات باتجاه إزالة أي لبس حول هدف إقامة الدولة الفلسطينية وسيادتها.
وعدنا مرة أخري لجلسة الصياغة.
في تلك اللحظة دبت حركة غير عادية أمام جناح الرئيس ياسر عرفات، كانت زيارة مفاجئة من رئيس وزراء السويد ووزير خارجيته للرئيس في جناحه.
أبلغنا الرئيس لاحقا أن وزير خارجية الولايات المتحدة شولتز أبلغ السويديين بأن هنالك اهتماما كبيرا بهذا اللقاء، وأنه اذا تم الاتفاق ستدرسه الولايات المتحدة لتقرر فيما اذا كان الإعلان يمهد الطريق أمام اعتراف الولايات المتحدة بمنظمة التحرير الفلسطينية، وبدء حوار جدي معها.
اختلف الأمر الآن.

3 شروط امريكية

واستنفر الرئيس قواه السياسية. فهذه أول مرة تعرض فيها الولايات المتحدة عبر دولة كالسويد اتفاقا سياسيا.
حمل رئيس وزراء السويد معه رسالة من شولتز تتضمن ثلاث نقاط يجب علي الإعلان أن يتضمنها وهي نبذ العنف والاعتراف بحق إسرائيل بالعيش وراء حدود آمنة ومعترف بها وبقرارات الشرعية الدولية.
كان من الواضح جدا أن العمل تحول إلي اتصالات سياسية جدية وغاية في الأهمية.
ولم يضع الرئيس الوقت. جمع الوفد وطلب صياغة رسالة فورية ليحملها رئيس وزراء السويد للإدارة الامريكية تشرح برنامجنا وأهدافنا واستعدادنا للسلام علي أساس الشرعية الدولية وقبولنا ضمن هذا الإطار بالنقاط الامريكية الثلاث. وجاء الرد الذي أثار الدهشة سريعا.
اذ لم يتضمن رد الوزير شولتز أية إشارات ترفض فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة ولا ملاحظات حول مقدمة الرسالة التي حددت أن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية تحمل صفة الحكومة الفلسطينية المؤقتة الي أن تقوم الدولة الفلسطينية المستقلة.
لكنها طلبت أن يركز الرئيس ياسر عرفات في مؤتمر صحافي، علي البنود الثلاثة التي حملها رئيس وزراء السويد من الإدارة الامريكية. وتضمنت الرسالة وعدا بأنه في حال إعلان الرئيس ياسر عرفات في مؤتمر صحافي في ستوكهولم هذه البنود الثلاثة، فان وزير الخارجية الاميركي جورج شولتز سيعلن بعدها بنصف ساعة اعتراف الولايات المتحدة بمنظمة التحرير الفلسطينية، وبدء حوار بناء معها لإقامة السلام في الشرق الأوسط.
تبين بوضوح ماذا كان يقصد الرئيس ياسر عرفات، عندما قال لوزير الخارجية في اللقاء الأول: إعلان مشترك مع السويد ؟
فالمجموعة الأمريكية لا تمثل حكومة إسرائيل أو الإدارة الأمريكية.
وكأنه كان يطلب منه العمل علي إعلان مشترك مع هذه الجهات. وها هي الفرصة تلوح لإعلان متزامن بين منظمة التحرير الفلسطينية والإدارة الأمريكية.
لاحقا، وفي جناح الرئيس، دار نقاش هام كان واضحا منه أن الرئيس يريد أن يلتقط الفرصة وأن يكون مرنا لتبدأ ولأول مرة علاقة رسمية بين م.ت.ف. والإدارة الأمريكية. إنها أول ثمرة من ثمرات البرنامج السياسي الجديد الذي اقره المجلس الوطني الفلسطيني في 15 تشرين الاول (نوفمبر) من العام 1988.
طلب الرئيس من ياسر عبد ربه أن يجري اتصالات مع أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية. لكن شرح التفاصيل وأهمية التطورات لم يكن ممكنا.
تردد الرئيس، فقد كان حريصا علي أن تنال موافقة الأغلبية في اللجنة التنفيذية، حفاظا علي ديمقراطية اتخاذ القرار.
وفجأة لمعت عيناه بالفكرة.
وقال: لماذا لا نعقد مؤتمرا صحافيا الآن وهنا في ستوكهولم ؟ يمكننا ان ننهي العمل مع المجموعة الأميركية ونصدر إعلانا مشتركا، ونفصل بين هذا وبين اعتراف الولايات المتحدة بنا، وذلك بإعلان منا مطلوب في خطابي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي سيعقد بعد أسبوع في الثالث عشر من كانون الاول (ديسمبر) في جنيف.
ونالت فكرته استحسانا وتقرر أن نقنع السويديين بذلك.( لأنهم كانوا تواقين لعقد المؤتمر الصحافي التاريخي في ستوكهولم).
وتفهم السويديون وجهة النظر وأعلموا بان خطاب الرئيس أمام الجمعية العمومية سيكون خطابا يطرح مبادرة للسلام.
وطلب الرئيس منهم أن يرسلوا وفدا لمتابعة كافة الأمور بيننا وبين الإدارة الامريكية الي جنيف.
تم الاحتفال مساء بإصدار إعلان ستوكهولم للسلام بين م.ت.ف. وقادة المنظمات اليهودية الامريكية. وكان له تأثير ايجابي ضاغط.
وغادرنا عائدين الي تونس.
وفي تونس نال الرئيس موافقة أغلبية أعضاء اللجنة التنفيذية علي تحركه السياسي وعلي إعلان ستوكهولم للسلام، استنادا لبرنامج المجلس الوطني الجديد.
وبدأ التحضير لاجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة وشكلت لجنة صياغة الخطاب الذي سيتضمن البنود (الشروط) الأمريكية الثلاثة التي أصر عليها جورج شولتز وزير خارجية أمريكا.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن قوات ال 17

رقـــيب
رقـــيب
ابن قوات ال 17



الـبلد : يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات 01210
التسجيل : 14/10/2007
عدد المساهمات : 294
معدل النشاط : 25
التقييم : 1
الدبـــابة : يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Unknow11
الطـــائرة : يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Unknow11
المروحية : يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Unknow11

يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Empty10

يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Empty

مُساهمةموضوع: رد: يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات   يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Icon_m10الأحد 11 مايو 2008 - 22:03

مشكور اخي خيبر على الموضوع الرائع وانا بانتظار المزيد وبسرعة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
khaybar

رائـــد
رائـــد
khaybar



الـبلد : يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات 01210
التسجيل : 05/12/2007
عدد المساهمات : 947
معدل النشاط : 38
التقييم : 8
الدبـــابة : يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Unknow11
الطـــائرة : يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Unknow11
المروحية : يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Unknow11

يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Empty10

يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Empty

مُساهمةموضوع: رد: يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات   يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Icon_m10الإثنين 12 مايو 2008 - 1:10

البرنامج الجديد لمنظمة التحرير يتحول الي نقطة تركيز الاعلام العالمي بأسره (10 ـ 15)


عرفات يعلن مبادرة السلام الفلسطينية علي منبر الأمم المتحدة
بسام ابو شريف أحد القيادات التاريخية في حركة القوميين العرب ، ثم في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي انتخبته عضواً لمكتبها السياسي في العام 1972. واثناء زيارة لمصر برفقة ياسر عرفات صافح أبو شريف الرئيس محمد حسني مبارك. وكانت تلك هي المرة الأولي التي يصافح فيها قيادي من الجبهة الشعبية رئيساً مصرياً منذ توقيع اتفاق كامب ديفيد.
تلك المصافحة التاريخية قصمت عري العلاقة الرسمية مع رفاقه، وتسببت بالتحاقه بياسر عرفات كمستشار له في العام 1987. ولم تكن تلك الانتقالة هي بداية عهد الرجل بياسر عرفات، ولكنها جعلته مقرباً من الزعيم الاسطوري للشعب الفلسطيني، وقريباً اليه لدرجة اتاحت له تأليف هذا الكتاب الذي يحمل عنوان (ياسر عرفات) الصادر اخيراً عن الديمقراطي في رام الله. وقد خص المؤلف القدس العربي باعادة نشره علي صفحاتها في حلقات.
والكتاب مقاربة علي عدة مستويات، ومن زوايا مختلفة، لشخصية تماهت مع شعبها، واندمجت مع قضيته بشكل غير مسبوق. انه رواية تاريخية مشوقة لحقيقة سمت الي مرتبة الأسطورة.. حقيقة اسطورية اسمها: ياسر عرفات!





كيف استطاع عرفات استعادة فرصة اعتراف الولايات المتحدة بمنظمة التحرير بعد ان افلتت من يده:
ربما كانت جلسة الجمعية العمومية للأمم المتحدة في 13/12/1988 في جنيف من أهم الجلسات في تاريخ الأمم المتحدة ارتباطا بالشرق الأوسط.
فقد أعلن خلالها الرئيس ياسر عرفات مبادرة غير مسبوقة لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وقدم مقابل ذلك مساومة تاريخية.
بدا الرئيس ياسر عرفات نشطا، تملأه الحيوية، هذه هي شخصيته.
كان دائما يمتليء حيوية عندما يقدم علي ما هو هام وخطير، ويتعلق بقضية شعبه ويتحول إلي شعلة نشاط يتابع كل كبيرة وصغيرة ،ويتحرك بسرعة عندما يشعر بأنه علي وشك تحقيق انتصار ما، الانتصار كان الحافز لديه دائما.

يوم انتصار

كان يوم 13 كانون الاول (ديسمبر) بالنسبة له يوم انتصار، لان الولايات المتحدة وعدت بالاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية، وبدء حوار جدي معها حول سبل ووسائل إيجاد حل سياسي للصراع يؤدي للاستقرار وبناء السلام.
أصدر الرئيس أوامره لمجموعة كبيرة من المسؤولين بالتوجه إلي جنيف، ليصلوا قبله وليتابعوا التحضيرات والترتيبات الخاصة بإلقاء كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، والمؤتمر الصحافي الذي رتب لعقده بعد جلسة الجمعية العامة.
سياسيون، اداريون، اعلاميون، مرافقون، جميعهم توجهوا الي جنيف وكان المقر الذي اختير للرئيس والوفد المرافق هو فندق انتركونتننتال.
توجهت الي جنيف قبل يوم واحد من توجه الرئيس اليها.
كانت الإجراءات الأمنية غير عادية بل فاقت ذلك. فقد تغيرت معالم مدخل فندق الانتركونتننتال من كثرة الأجهزة الالكترونية، التي كان علي الجميع أن يمر خلالها وأن يمرر حقائبه عبر أجهزة إشعاعية كاشفة. وبعد أن مررت عبر هذه الآلات نظرت لبهو الفندق في الطابق الأول لأري حشدا كبيرا جدا من الصحافيين والمصورين وكاميرات التلفزيون.
الجميع كان ينتظر ياسر عرفات.
انه حدث كبير وستكون التغطية واسعة جدا. ولا شك لدي من خبرتي الطويلة في هذا المجال أن كبري محطات التلفزة الأمريكية قد طلب منها التغطية الحية والمباشرة وان مضمون ما سيطرحه الرئيس ياسر عرفات قد سرب لمدرائها.
وعندما اتجهت نحو المصعد متوجها إلي غرفتي اندفع نحوي عدد من الصحافيين ومراسلي التلفزيون ليسألوا حول موعد وصول الرئيس فقلت لهم سيصل غدا لكن لا أحد يعلم ساعة وصوله بالضبط.
وهذا صحيح، فالمسؤول الأول عن أمن تحركات ياسر عرفات، هو ياسر عرفات نفسه.. وكان يبقي القرار بينه وبين نفسه، حتي ساعة الإقلاع نحو هدفه.
الطابق 14 في فندق انتركونتننتال كان مخصصا لياسر عرفات وطاقمه والوفد المرافق له.
عندما وصلت للطابق وفتح باب المصعد فوجئت بعدد كبير من رجال الأمن السويسريين، الي جانب عدد من رجال الأمن الفلسطيني الذين حيوني وطلبوا من الأمن السويسري عدم الاعتراض. فتوجهت الي غرفتي التي كانت قريبة من جناح الرئيس.
أفرغت حقيبتي علي عجل وعدت نحو المصعد احمل ملفي ودفتر ملاحظاتي، وهبطت مرة أخري لبهو الفندق.
كانت خطوتي الأولي الاستفسار من الاستقبال عن غرف الوفد السويدي. فقد كانت مهمتي الأولي أن أبقي علي اتصال بهم لمتابعة واشنطن. كان الاتصال بواشنطن حلقة مركزية. ذلك من اجل ضمان تنفيذ التعهد الامريكي بالاعتراف والحوار مع م.ت.ف. بعد نصف ساعة من خطاب الرئيس. هذا ما وعد به جورج شولتز وزير خارجية الولايات المتحدة آنذاك.
اتصلت بالوفد السويدي وأبلغتهم رقم غرفتي واتفقنا أن نلتقي مساء ذلك اليوم لترتيب التنسيق والتحرك السياسي.
وكانت خطوتي الثانية هي الاستفسار عن غرفة السيدة مشلين هزو التي وصلت جنيف لتمثيل مؤسسة ميدايست ميرور التي قامت بترجمة خطاب الرئيس.
وكما أسلفت كنت أطلق علي مشلين هزو لقب جنرال لكفاءتها ودقتها وحرصها علي المواعيد والوقت. واتفقت معها علي لقاء مساء اليوم نفسه، للتنسيق والمتابعة.
توجهت بعدها نحو جموع الصحافيين والمراسلين الذين كنت اعرف معظمهم، كانوا منتشرين في كل أنحاء البهو الواسع. بطبيعة الحال كان الحديث يدور حول مبادرة سلام سيطلقها الرئيس ياسر عرفات وحاول الجميع معرفة ما سيقول. وطلب بعضهم نص الخطاب قبل إلقائه. كان ذلك تصرفا طبيعيا من المراسلين.
وبقي الخطاب في ملفي لكن الإجابات انصبت حول البرنامج الذي أقره المجلس الوطني الفلسطيني في الخامس عشر من تشرين الثاني (نوفمبر) 1988، أي قبل شهر تقريبا من اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة في جنيف.
في المساء أنهيت اجتماعي التنسيق واتفقنا خلالهما علي جدول أعمال ومواعيد محددة ليومي الثالث عشر (موعد إلقاء الخطاب) والرابع عشر من كانون الاول (ديسمبر)، لمتابعة النتائج.
كان الليل طويلا ومنهكا. فقد أجريت خلاله مناظرات تلفزيونية حية مع عدد كبير من السياسيين حول البرنامج الجديد لمنظمة التحرير الفلسطينية. وكانت أهم مناظرة في تلك الليلة هي التي دارت بيني وبين بنيامين نتنياهو، الذي اتهم منظمة التحرير الفلسطينية بالإرهاب. كانت المناظرة عبر أهم برامج شبكة تلفزيونية (اي.بي.سي) وهو برنامج نايت لاين الذي يقدمه التلفزيوني المعروف تيد كوبل.
وقد اسقط في يد نتنياهو عندما سمع المشاهدون برنامجنا لإقامة سلام وحل الدولتين.
وتحول برنامج منظمة التحرير الفلسطينية الجديد الي نقطة تركيز الاعلام العالمي بأسره. كان الاهتمام حقيقيا وليس مصطنعا، كان ذلك واضحا أيضا من مستوي وفود الدول والأعضاء في الأمم المتحدة.
وصل الرئيس ياسر عرفات ظهر اليوم التالي وتوجه إلي جناحه الذي بدأت تتوافد عليه شخصيات سياسية عربية، ودولية، وفلسطينية كذلك. حضر عدد كبير من رجال الأعمال الفلسطينيين ومنهم حسيب صباغ ومنيب المصري. فالكل كان ينظر للمناسبة بمقدار أهميتها الخاصة والتاريخية.
وفي ظل ذلك الازدحام همس الرئيس في أذني: هل وصل السويديون؟
كان هذا بالنسبة له هو الأهم:
فأجبته وأبلغته أنني اتفقت معهم وأنهم سيكونون علي اتصال دائم معي.
اطمأن الرئيس، الذي كانت تبدو عليه في تلك اللحظة علائم توتر بسيط.

اقتراح يؤجل الاعتراف الامريكي

طلب أحدهم نسخة من الخطاب ليطلع عليه، فأمر الرئيس بإعطائه نسخة.
مساء جاء ذلك الرجل ليقول للرئيس انه يفضل أن يوزع الجمل الثلاث (التي طلبها شولتز) علي فصول الخطاب بدلا من سردها بفقرة واحدة. وساق حجة هي تخفيف وقع ذلك علي الشعب الفلسطيني. ودار نقاش حول هذا الاقتراح.
وقرر الرئيس أن يذكر البنود الثلاثة ضمن ثلاث فقرات وليس ضمن فقرة واحدة. وعندما سنحت الفرصة أبلغته أن ذلك خطأ إذ أن الإدارة الامريكية تنتظر سماع هذه الفقرة فقط، وأنها ستدرس الخطاب لاحقا، وان رد الفعل المتوقع لن يأتي إلا إذا سمع شولتز الفقرة كاملة وإنني لا أتوقع من شولتز أن يجلس امام شاشة التلفزيون ليسمع الخطاب كاملا.
رغم اهتمامه لم يأخذ الرئيس بما قلته.
في الثالث عشر من كانون الاول (ديسمبر) توجه الرئيس في موكب من فندق انتركونتننتال الي مقر الأمم المتحدة القريب. ولم أتوجه معه. بل بقيت أراقب ما تبثه المحطات العالمية. كان بثا حيا لكامل النص.
ودع الرئيس كما استقبل من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة: بالتصفيق وقوفا. كانت الجمعية العامة قد قاطعته بالتصفيق عدة مرات لكنهم ودعوه بالتصفيق وقوفا لمدة دقيقة.
لقد أظهر العالم من خلال مندوبيه مدي التأييد الذي حظي به برنامج منظمة التحرير الفلسطينية الجديد واقتراحها حل الدولتين وإقامة سلام بين الدولة الفلسطينية ودولة إسرائيل، مستندا لتطبيق قرارات الشرعية الدولية.
وعاد الرئيس إلي جناحه ينتظر رد الفعل يحيط به عدد كبير من رجال الأعمال والشخصيات الفلسطينية.
جلس الرئيس، يتابع حديث المحيطين به مبديا اهتماما، لكنه في حقيقة الأمر كان قلقا... كنت أراقبه من بعيد. كان ينظر لمن حوله لكنه يفكر بواشنطن والموقف الموعود. لكن التوتر ظهر عليه جليا وظهر اليأس علي الجميع عندما مضت نصف ساعة دون أي خبر عن موقف أعلنه شولتز.
توجهت الي غرفتي فورا، حيث كان ينتظرني الوفد السويدي ومشلين هزو.
سألتهم.... ماذا جري؟ لماذا لم يعلن شولتز ما تعهد بإعلانه؟
أجابت المسؤولة السويدية لننتظر نصف ساعة أخري. فأجبتها بان لا داعي لذلك لان شولتز أكد انه سيبث الموقف من خلال التلفزيون، وها هي الشاشات صامتة. وطلبت منها الاتصال لمعرفة ماذا جري؟
عدت الي جناح الرئيس القريب علي عجل، بعد أن بدأت المسؤولة السويدية تجري اتصالاتها.
كان الجناح ممتلئا بالزوار، تفرقوا مجموعات صغيرة يناقشون الأمر. لم يكن الرئيس في الصالون، سألت المرافقين فقالوا انه يجري اتصالات من غرفة مكتبه بالجناح. وعلمت فيما بعد انه أجري اتصالات مع عدد من القادة العرب ليبلغهم بما جري فطلب منهم التحرك سياسيا كي لا تضيع الفرصة.
أرهق الجميع وخلصت المناقشات والتحليلات إلي ضرورة كشف كل ما جري في المؤتمر الصحافي المقرر.
كانت صدمة كبيرة. الجميع صدم لكن الذي تلقي الصدمة الأكبر كان الرئيس، فاستنفر مرة أخري قواه.
في غرفتي جلس السويديون وقالوا يعتقدون في واشنطن أن ياسر عرفات لم يذكر في خطابه ما سبق أن اتفق علي ذكره.
وبرزت بذهني فورا اقتراحات ذلك الرجل لتوزيع الجمل الثلاث بدلا من ذكرها بفقرة واحدة. لا بد أن الخلل كان هنا.
كانت مشلين هزو تحمل معها جهاز فاكس صغير يمكن تركيبه بسهولة علي أي جهاز تلفون. فأبرزته وسألت إن كنت بحاجة إليه. كانت فكرة جيدة. طلبت من الوفد السويدي أن يطلبوا من واشنطن عبر الفاكس إبلاغهم بما يريدونه وينتظرونه بالضبط، لان هنالك فرصة أخري لإصلاح أي خطأ أو سوء تفاهم خلال المؤتمر الصحافي.
طالت الاتصالات، لكن في نهاية الأمر سمعنا صوت فاكس يعلن عن وصول ورقة.
الورقة كانت تحمل نفس الفقرة ذات البنود الثلاثة.

حل سوء التفاهم

تأكد، دون شك، أن هذه هي المشكلة وأن سوء التفاهم برز عندما لم يتابع الامريكيون كامل الخطاب حتي يتأكدوا من ورود الجمل الثلاث ضمنه، لكن موزعة بدلا من أن ترد في فقرة واحدة.
وابلغ الرئيس، الذي حرص في المؤتمر الصحافي علي قراءة الفقرة ببنودها بالتتابع وليس بالمفرق.
انتهي المؤتمر الصحافي وعاد الرئيس للفندق. قرر مغادرة جنيف فورا، وهو يعلم أن الامريكيين سيعلمون انه غادر غاضبا لم ينتظر الرد الامريكي هذه المرة. بل قرر التوجه لتونس. وطلب من الوفد المتابعة وإبلاغه عن كل جديد.
عدت الي غرفتي، وإذا بالهاتف يرن. كانت المتكلمة صديقة أمريكية قديمة مقربة جدا من الوزير شولتز.
قالت لي: بسام بعد نصف ساعة سيدلي شولتز ببيان هام. واتبعت ذلك بكلمة عربية (مبروك) توجهت فورا لجناح الأخ جمال الصوراني، حيث تجمع عدد من أعضاء الوفد مطرقي الرؤوس، غاضبين. أسرعت نحو جهاز التلفزيون وبحثت عن محطة CNN فصرخ جمال الصوراني: هل هذا وقت تلفزيون؟ فقلت له ألا تريد
أن تسمع ما يريد أن يقوله شولتز.
أجابني بسخرية أما زلت تثق بواشنطن لن يقول شولتز شيئا.
أجبته بهدوء بل سيقول: واقترح عليك أن تحضر نفسك لنحتفل بالانتصار. لفت كلامي انتباه أعضاء الوفد، وسأل بعضهم هل أنت متأكد. فأخبرتهم عن الاتصال الهاتفي الذي تلقيته قبل دقائق.
فسألني جمال الصوراني ومن هي هذه الأمريكية هل هي من وزارة الخارجية.
فقلت له كلا، انها جوديت كيبر وهي رئيسة معهد دراسات له علاقة بالخارجية الأمريكية وقريبة من جورج شولتز. وبقي الجميع بين المشكك والمتمني إلي أن أعلن أن هنالك بيانا هاما سيدلي به شولتز وزير الخارجية الامريكي.
وبالفعل ظهر جورج شولتز وأعلن اعتراف الولايات المتحدة بمنظمة التحرير الفلسطينية، وبدء حوار جاد معها حول سبل ووسائل ايجاد تسوية سياسية، تشكل أساسا لصنع السلام في الشرق الأوسط.
وارتفع الصراخ والضحك في جناح جمال الصوراني. وقلت له: لنحتفل إذا يا صديقي. أجابني كنت علي حق رغم أنني لم اصدق ما قلته. ابلغنا تونس بان يبلغوا الخبر للرئيس لحظة وصوله المطار وأن يباركوا له بهذا الانتصار السياسي.
كلف وزير الخارجية الامريكية آنذاك سفير الولايات المتحدة في تونس روبرت بيليترو بالشروع في الحوار مع منظمة التحرير الفلسطينية. وهكذا استعاد عرفات فرصة تاريخية بعد أن كادت تفلت من يديه.
بقيت في جنيف يومين لمتابعة ردود الفعل وإجراء اللازم لإعطاء هذا التطور الهام زخمه الإعلامي.
وما ان وصلت الي تونس، حتي توجهت من المطار مباشرة الي مكتب الرئيس في منطقة يوغورتا.
فقال لي:
كنت علي حق. لقد ظننت أنهم سيتابعون الخطاب كاملا.نظر الي وقال: بالطبع لا. أنا استلم ملخصا واقرأه. فابتسمت وغادرت مكتبه متوجها لمكتبي.

اعمال كثيرة لانتصارات صغيرة

في بداية عام 1989 اتصلت بي كرمة النابلسي من لندن وحثتني لزيارة لندن. ووصفت الأجواء العامة في إطار البرلمانيين وبعض المسؤولين في الخارجية البريطانية بأنها ايجابية جدا، ومستعدة للتعامل الايجابي مع م.ت.ف.
كرمة النابلسي سيدة فلسطينية متوقدة الحماس لقضيتها وكانت في تلك الفترة تعمل مستشارة للإعلام والعلاقات العامة في مكتب م.ت.ف في لندن.
سألتها عدة أسئلة لتحديد النواحي الايجابية، وما يمكن أن يترجم عمليا أو ينجز في حال توجهت إلي لندن.
تحدثت عن برلمانيين وعن الجمعيات اليهودية الإنكليزية، وعن مسؤولين في وزارة الخارجية. كان هذا مشجعا فقد كنا نعمل دون كلل لتحقيق انتصارات سياسية وإعلامية (وان كانت صغيرة).
وعدتها بأن أفكر بالأمر وأن ابحثه مع الرئيس وأن اتصل بها لاحقا لبحث التفاصيل.
لمست كرمة أنني غير متحمس لأنني أسعي لانتصار سياسي أكبر.
وعلمت لاحقا أنها بحثت هذا الموضوع مع يوسف علان الذي كان حلقة وصل بين النقابات العمالية الفلسطينية، والنقابات العمالية الإنجليزية لسنوات عديدة، تمكن خلالها من نسج علاقات غاية في الأهمية مع نواب حزب العمال البريطاني في البرلمان، ومع أطر سياسية متنفذة ومهتمة بالشرق الأوسط.
فاتصل بي هو الآخر وراح يستحثني علي القيام بتلك الزيارة.
وحدد نمط اللقاءات التي يمكن أن يرتبها مع نقابات العمال، ومع نواب حزب العمال في البرلمان، ومع لجان برلمانية لها صلة بالسياسة الخارجية، وبالشرق الأوسط، ومع الشخصيات البريطانية الهامة.
وسألته بشكل مباشر هل يمكن ترتيب لقاء مع وزير الخارجية أو وزير الدولة للشؤون الخارجية.
صمت يوسف علان ثواني معدودة. ثم عاد ليقول باندفاع سأعمل علي ذلك وأنا متأكد أنني سأنجح في ترتيبه.
فأجبته: إذا تمكنت من ذلك سأحضر إلي لندن فورا وسأقوم بكل النشاطات الأخري.
فوعد بالاتصال بي مرة ثانية حالما يحصل علي نتيجة محددة لاتصالاته التي سيتابعها فورا.
اتصل يوسف علان والي جانبه كرمة النابلسي بعد يومين وقال تم ترتيب الأمر. سوف يلتقي بك وزير الدولة للشؤون الخارجية وليم والدغريف عندما تحضر إلي لندن.
كررت السؤال: هل أنت متأكد؟
أكثر من مرة. وفي كل مرة كان يؤكد لي ذلك. فقلت له إذا سوف أتوجه الي لندن. وسوف أبلغك حال حصولي علي التأشيرة حتي يتم تحديد الموعد.
أرسلت جواز سفري للقنصلية البريطانية في تونس للحصول علي تأشيرة بطريقة عادية كأي مواطن.
عاد مرافقي الذي حمل الجواز للقنصلية البريطانية ليقول انهم يسألون: ما هو الغرض من الزيارة.
فاتصلت بالقنصل وقلت له انها زيارة عادية لعدة أيام. لدي أصدقاء وزملاء في لندن أريد رؤيتهم.
فقال حسنا سوف نطلب لك التأشيرة. وفي الواقع لم يطلب التأشيرة بل حول طلبي وجواز سفري للسفير البريطاني لدي تونس السيد داي الذي كان في الستينيات أثناء الاحتلال البريطاني لليمن الجنوبي حاكما بريطانيا في اليمن.
السفارة والقنصلية البريطانيتان، كانتا تحتلان مبني قديما جدا في تونس القديمة (وسط المدينة) وكان منزل السفير في ضاحية (قمرت) وكان المنزل عبارة عن قصر قديم،رائع الجمال يمر القطار عند إطراف حديقته، ولمنزل السفير محطة قطار خاصة، أنشئت أثناء الاحتلال الفرنسي كي ينقل السفير الي مقر السفارة في البلدة القديمة.
في تلك الأيام كنت أسكن في شقة صغيرة، جزء من منزل أخ تونسي يقطن هو وعائلته الطابق الأرضي منه.
وكان ذلك المنزل قريبا من منزل سفير بريطانيا لدي تونس.
هاتفني السفير البريطاني قائلا: لا يمكن أن ينظر لطلبك للحصول علي تأشيرة كطلب عادي، فأنت مسؤول سياسي في م.ت.ف وطلبت مني لندن ان استفسر منك عن سبب الزيارة.
فقلت له: يا سعادة السفير لقد أجبت علي هذا السؤال عندما طرحه علي القنصل.
تابع السفير كلامه. هل يمكن أن نلتقي لنناقش الأمر.
فقلت له طبعا.
ودعاني لتناول الفطور معه في بيته بعد أن علم مني أنني ساكن بجوار قصره. في السابعة صباحا تناولت الفطور علي شرفة قصره.
كان منظر الحديقة الواسعة خلابا.
حاول أن يفهم مني أهداف سفري لأنه لم يكن مقتنعا بأنني ذاهب إلي لندن في زيارة شخصية وعادية.
وفجأة قال السفير داي:
هل لديك مانع من الالتقاء بمسؤولين من الخارجية البريطانية في لندن؟
كان ذلك سؤالا مباشرا، وهو ما طلب منه أن يستفسر عنه، لكنه لف ودار الي أن اقتنع بان عليه أن يطرح السؤال مباشرة.
أجبته بسرعة: سأكون سعيدا أن التقي بالوزير.
وساد صمت.
تابعت قولي: طبعا الي جانب مسؤولين آخرين متخصصين في الشرق الأوسط. نظر السفير داي إلي مليا وأنا اشرب الشاي الإنجليزي بهدوء وقال: هذا مثير للاهتمام سوف أري. سوف أري.
علمت لاحقا أن السفير داي لم يكن متحمسا في تلك الفترة لعقد لقاء مع م.ت.ف علي مستوي وزاري وأن العلاقة يجب أن تتدرج ببطء.
شكرته علي الفطور وقلت له مودعا علي كل حال أرجو ان تمنح لي التأشيرة اليوم لأني ارتبطت بمواعيد مع بعض الزملاء في لندن ومع رؤساء الجمعيات اليهودية البريطانية . نظر إلي مليا والدهشة تغمر وجهه وقال: سأري ما يمكن أن نفعله.
بعد ظهر اليوم نفسه اتصل بي وقال: إن التأشيرة جاهزة وجواز سفرك جاهز. ولكن أعتقد أنك لن تتمكن من السفر اليوم.
فأجبته: يمكنني أن أسافر اليوم.
فقال: لكن هنالك منع تجول بسبب زيارة العقيد معمر القذافي لتونس ولا يمكنك الوصول للمطار.
أجبته ضاحكا: هذه مشكلتي أنا وليست مشكلتك. سوف أسافر اليوم.
وطرت الي لندن مساء ذلك اليوم.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
khaybar

رائـــد
رائـــد
khaybar



الـبلد : يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات 01210
التسجيل : 05/12/2007
عدد المساهمات : 947
معدل النشاط : 38
التقييم : 8
الدبـــابة : يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Unknow11
الطـــائرة : يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Unknow11
المروحية : يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Unknow11

يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Empty10

يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Empty

مُساهمةموضوع: رد: يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات   يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Icon_m10الإثنين 12 مايو 2008 - 1:10

السفير فوّت الفرصة

كنت قد اتصلت ظهرا بكرمة النابلسي وبيوسف علان وأبلغتهما عن توجهي الي لندن ورقم الرحلة.
وطلبت منهما أن يحجزا لي غرفة في فندق غروفنرز.
واتصلت بسفيرنا في لندن الأخ فيصل عويضة وأبلغته أنني سأصل لندن ليلا وسأتصل به حال استقراري في الفندق.
أجري يوسف علان وكرمة النابلسي اتصالاتهما، وأبلغا كل الجهات التي كانت معنية بتلك الزيارة عن موعد وصولي لترتيب المواعيد، وليكون جدول الأعمال جاهزا. كان من الطبيعي أن أركز علي موعد الوزير وكذلك بالنسبة ليوسف علان وكرمة النابلسي.
من طرفه قام السفير داي بإبلاغ الخارجية البريطانية بما قلته له خلال تناول الفطور علي شرفة قصره بتونس.
وصلت مطار هيثرو بلندن وكانت كرمة النابلسي والي جانبها يوسف علان بالانتظار، وتوجهنا مباشرة إلي فندق غروفنرز.
وسألت كرمة ضاحكة (وهي صديقة منذ حصار بيروت) لماذا تصر علي فندق غروفنرز؟ هنالك فنادق أفضل واقرب لوزارة الخارجية. ابتسمت وقلت لها: انه الفندق الذي نزل فيه شمعون بيريس لإجراء مباحثات مع وزير الخارجية.
وصلنا الفندق وتوجهنا للغرفة وجلسنا لالتقاط الأنفاس ولأستمع منهما عما لديهما من تفاصيل جديدة.
وقبل أن يبدآ بالحديث، اتصلت بسفيرنا فيصل عويضه وأبلغته أنني وصلت وأنني انزل في فندق غروفنرز وذكرت له رقم الغرفة.
قال يوسف علان: رتبت كل شيء تقريبا: هنالك بعض اللقاءات التي لم يحدد موعدها بعد ولكن سيتم ذلك اليوم.
وقلت فورا: ماذا عن وزير الخارجية؟
قالت كرمة النابلسي: غدا في العاشرة والنصف صباحا سيحضر إلي الفندق مدير الشرق الأوسط بالخارجية ليرافقك لوزارة الخارجية لتلتقي بالوزير، بالموعد المحدد وهو الحادية عشرة صباحا.
قلت رائع. هكذا تبدأ الزيارة بالنجاح.
وتابعا ابلاغي عن المواعيد مع الجمعيات اليهودية البريطانية وزيارة البرلمان البريطاني لألتقي بنواب من حزب العمال واللجان المتخصصة.
اتصلت مرة أخري بالسفير فيصل عويضة وقلت له إن موعدا قد رتب مع الوزير والدغريف غدا في الحادية عشرة صباحا، وأنني انتظره في الفندق في العاشرة لبحث الأمر ثم نذهب سويا للقاء الوزير. فضحك وقال: مستحيل. انهم يكذبون عليك. لا يمكن أن يقابل الوزير مسؤولا فلسطينيا في هذه المرحلة.
لقد حاولت مرارا لأرتب موعدا لفاروق القدومي (أبو اللطف) ولم انجح لأنهم اعتذروا وقالوا ان مثل هذه اللقاءات قد تتم في مراحل لاحقة.
فأجبته: أنا أصدق، ولذلك أدعوك للحضور.
فقال: سأراك بعد ظهر الغد لانني مرتبط بمواعيد من الصباح حتي الظهر. وانتهت المكالمة.
غادر يوسف علان وكرمة النابلسي علي امل اللقاء في التاسعة صباحا. وتركوني اخذ قسطا من الراحة.
صباحا، وصل يوسف علان وكرمة النابلسي وتناولنا القهوة ورحنا نتحدث حول اللقاء اسألهما عن شخصية الوزير ومن سيكون معه باللقاء. والحق يقال انهما كانا دقيقين وجادين.
في العاشرة صباحا اتصلت بالرئيس وأبلغته عن اللقاء المرتقب مع الوزير فقال لي:
ستكون هذه سابقة وفاتحة خير، واعتمد عليك.
وأبلغته عن مضمون محادثتي مع السفير وأن كرمة النابلسي ويوسف علان سيتوجهان معي للخارجية لحضور اللقاء. فقال علي بركة الله.
في العاشرة والنصف حضر مسؤول من الخارجية البريطانية (ألن غولتي) ليرافقني للخارجية.
قمنا بواجب الضيافة وتوجهنا للخارجية، كنت قد طلبت من يوسف علان استئجار سيارة رسمية مع سائق ليقلنا للخارجية ويعيدنا منها.
كانت السيارة بالانتظار.... رسمية تماما.
وسائقها يقف فاتحا الباب ويعتمر قبعة السائق البريطانية التقليدية (كاسكيت) كل شيء كان جيدا حتي تلك اللحظة.
أبلغ السائق ان عليه أن يكون أمام باب الوزارة في الحادية عشرة أو قبل ذلك بقليل. كنا هناك في الوقت المناسب وقادنا ألن نحو مكتب الوزير والدغريف.

الاعتراف البريطاني

تصافحنا وقمت بتعريف كرمة النابلسي ويوسف علان، وقام هو بتعريف ألن سير دافيد غوربوث وسيمون فريزر (الشرق الأوسط) وأضاف طبعا تعرفت علي ألن.
وجلسنا متقابلين إلي طاولة الاجتماعات وجلس الجميع.
لم يطل والدغريف الكلام. لكنه ركز علي اهتمام لندن الشديد بالبرنامج السياسي الجديد الذي تبناه المجلس الوطني، وان هنالك قرارا بتطوير علاقة بريطانيا بمنظمة التحرير، وان هذا اللقاء الأول من نوعه (علي مستوي وزاري) دليل علي ذلك.
وراح يقرأ من ورقه مطبوعة كانت في ملفه فقرة سياسية واحدة تتحدث عن نبذ م.ت.ف للعنف وحق إسرائيل في العيش بأمان وخلف حدود آمنة ومعترف بها وأن المفاوضات هي السبيل لإيجاد حل سياسي للصراع في الشرق الأوسط لخلق الاستقرار وصنع السلام.
بعد أن أنهي قراءة الفقرة قال: إذا وافقت علي إعلان هذه الفقرة علي الرأي العام فاني بدوري سوف أعلن ما يلي، وتناول ورقة أخري من ملفه وقرأ ما مضمونه:
أنه بناء علي هذا الموقف الايجابي من م.ت.ف فان حكومة جلالة الملكة قررت الاعتراف بـ م.ت.ف والتعامل معها من أجل السلام في الشرق الأوسط آخذة بعين الاعتبار قرارات الشرعية الدولية والحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.
فقلت له عندي ملاحظة واحدة فقط.
فقال تفضل: فقلت من الضروري ذكر الدولة الفلسطينية المستقلة.
فنظر فورا إلي ألن. الذي هب واقفا وغادر الغرفة.
فيما بعد عرفت أن ألن كان عين وآذان رئيسة الوزراء مارغريت ثاتشر في ذلك الاجتماع.
عاد ألن بعد دقيقتين ونظر إلي الوزير، الذي قال: تفضل أن تبقي الصيغة كما هي.
فسألت ما هي وسيلة الإعلان عن ذلك.
فقال لقد رتبنا مؤتمرا صحافيا علي مدخل الوزارة وفي حال موافقتك سنتوجه سويا لملاقاتهم كل منا يقرأ الجزء المتعلق به.
فقلت له أنا موافق لنذهب.
هبطنا للطابق الأرضي وفتح باب الوزارة لنواجه حشدا من الصحافيين والمراسلين، دعاني الوزير والدغريف إلي البدء بالإعلان. وكانت لفتة مهذبة وفي نفس الوقت كانت تحفظا، انتظارا لسماع كل كلمة في تلك الورقة.
شكرته وتقدمت خطوة ثم طويت الورقة ووضعتها في جيبي. نظر الي الوزير ويكاد الرعب يملأ عينيه. لم أعر ذلك اهتماما وبدأت بشكر الوزير والحكومة البريطانية علي إتاحة الفرصة لـ م.ت.ف بلقاء علي مستوي وزاري، وأننا نأمل في تطوير العلاقة من أجل السلام في الشرق الأوسط، وحددت النقاط الثلاث الواردة في الورقة بلغتي أنا وليس بلغتهم هم، وعندما وصلت الي نقطة حق إسرائيل بالعيش بسلام وخلق حدود آمنة قلت للصحافيين، بطبيعة الحال هذا هو أيضا حق لكافة دول المنطقة بما في ذلك إسرائيل والدولة الفلسطينية القادمة والتي ستعيش جنبا إلي جنب مع إسرائيل بسلام.
أنهيت، فقرأ الوزير فقرته. وعدنا للداخل. عندها أمسك الوزير بذراعي وقال لقد أخفتني عندما وضعت الورقة في جيبك. لكنك ذكرتها أفضل مما وضعناها.
ابتسمت وقلت له: وأدخلت الدولة الفلسطينية المستقلة. ابتسم هو بدوره وقال ولكن بطريقة دبلوماسية جيدة.
فقلت: إنها الآن مسجلة.
لمدة دقائق تبادلنا حديثا قصيرا ونحن نشرب القهوة. وقمت بتوجيه دعوة له لزيارة تونس وللقاء الرئيس ياسر عرفات. فقال أعتقد أن هذا ممكن ويسعدني ولكن علي أن أبحثه في جلسة الحكومة وسأبلغك بالأمر.
ودعته والجميع وسار وفدنا نحو السيارة الرسمية وعدنا للفندق.
وما ان دخلنا حتي علا الصراخ والضحك والتصفيق: لقد نجحنا.
وانهمكنا منذ تلك اللحظة في لقاءات مع جمعيات يهودية مؤيدة للسلام، وكان أهمها مع السيدة جون رئيسة الجالية اليهودية آنذاك، وكان لقاء جيدا جدا أكدت فيه السيدة جون علي دعم الجالية اليهودية لحق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته.
واندفعت الصحافة الغربية والعربية والإسرائيلية طلبا لمقابلات حول اللقاء وحول افاق السلام.
شعرت أنني حققت نتيجة جيدة. وتكلمت مع الرئيس أخبره عما تم فاستبشر خيرا وطلب مني العودة سريعا لأطلعه علي التفاصيل. وبالفعل عدت إلي تونس، وأبلغته التفاصيل وطلب مني المتابعة.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن قوات ال 17

رقـــيب
رقـــيب
ابن قوات ال 17



الـبلد : يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات 01210
التسجيل : 14/10/2007
عدد المساهمات : 294
معدل النشاط : 25
التقييم : 1
الدبـــابة : يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Unknow11
الطـــائرة : يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Unknow11
المروحية : يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Unknow11

يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Empty10

يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Empty

مُساهمةموضوع: رد: يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات   يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات Icon_m10الإثنين 12 مايو 2008 - 22:08

مشكور اخي خيبر على الموضوع الاروع من الرائع وانا بنتظار المزيد

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

يوم فشل الاسرائيليون في اصطياد عرفات

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 2انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية

 مواضيع مماثلة

-
» كيف وصل الاسرائيليون للمفاعل العراقي ..
» حينما يتحدث الاسرائيليون عن الهزيمة ...
» اصطياد تايفون من قبل اف 16
» موضوع مهم"ماذا يعلم الاسرائيليون ابنائهم"
» الجنود الاسرائيليون يلبسون ملابس تى شيرت

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: الأقســـام العسكريـــة :: التاريخ العسكري - Military History-
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي ادارة الموقع ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر

Powered by Arab Army. Copyright © 2019