بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركات
قرأت لكِ
: إضاءة لكِ ابنتي ..
دخلت مدينة مكتظة بالحروف والجمل والعبارات
حلت على الأفنان تداعب مع النسائم وريقات خضر و صفر مكحلة بمرود الشمس الذهبي ..
رأت هنا وهناك من يتغايد في القلب حتى ليطرب ومن يسرح مع الديم حتى ليمطر قبل برق ورعد ..
ولامست بريشتها مخربشة بلغة تفهمها فجاءت بقافية ..
وأطربت بوتر كلمة تجَمَــل َ جرسها الأخاذ فطال أشجاراً باسقة ..
وعند منتصف المدينة فاءت إلى خميلة غناء وابتدأت ترسل مما تحمل ..
تربط هنا شريطا سماويا على فنن ..
وهناك تسقي بحرف عطش وردة ..
وبينما هي في تجوالها الحيي الملتزم بما أتت من أجله عطفت على بيت به باب كبير طرقته بقوة فرأت ما لم تر من قبل ..
ولما ابتدأت تقرأ كل اللغات وترد بكل اللغات فتح الباب على مصراعيه
فأرسل لها مع الرد حروفا عنكبوتيه نسجت بدقة , وامتدت أشعة عيونها اللامعة نحو سكان الباب فانبهرت , وأبهرت وتماوجت ألوانها الصافية النقية بضياء من كان في الغرفة وكانت بدءا تمشي على استحياء راق بين سطورها
ولكن القلم أبى إلا أن يغري الوافدة صاحبة الحروف الجميلة فغدا كشيطان صغير يتزين لها في كل خطوة بين أوراق غرفة اقتحمتها
وبعيونه الشقية أومأ لها قائلا :
- أشبعي تلك الورقة من حبرك المتمايل بحروفك
وانظري مدحَ فلان لكِ فقد فُتحت لكِ أبواب وأبواب وأنت من خلف هذا الباب فلن يراك أحد ولا رأى تلك الحمرة الخجلة المتقافزة من قلمك لما يجرح الورق النقي عندما تكسرين الجدار الحاجز
ولاتنسي رسما جميلا تردين به مبتسما على تلك الجملة القوية من ذاك الزميل المنمق حرفا المبهر ردا المعتلي عرش الكلمة
اكشفي حروفك أو زينيها بقالب مدح لشخصه أو شخص ذاك وذاك
وكوني متفتحة فأنت تقصدين تلك العبارات الجميلة
وتبتدئ وأفدتنا الصغيرة الكبيرة ترسم من مداد جارف باستبداد الشيطان الصغير حرية ليس بها تقييد حياء ولا بها انطلاق إلا لمجاملة وتشبع ردودها تمجيدا لشخص لا لحرف ..
ويتقاطر القطر من حروفها لما يكون برسم مبتسم من وجوه صنعت لتشي ما بالنفس من انفتاح ..
ومن بين سحر اللفظ وإيحاء المعاني المرسومة المكشوفة يذوب الجدار وتدخل غرفة أخرى وأخرى واحدة وراء الأخرى .. أكبر وأعمق , ترى فيها ذوبان الثلج طوفان يغرق حياء ويذهب بوصية سماوية ..
وصية منبهة تدق جرسا يوقظ نفسا لاهية .. يوقظ حرفا لاه ..
يوقظ نقاء واحتراما قد يموت إذا كسر الحاجز واختلطت النيات
لما عقد شيطان القلم وسحره عقدا بيانية توقع الحروف في طرقات الخضوع بالقول فيطمع الذي بقلبه مرض ..
فتصفر الأوراق المشرقة ..
وتذوي الوردود التي تزينت لتعبق فكرا راقيا ..
وتجف عبرات كانت لتعلو بذات لتحشرها وتخنق منها انفتاحا لقيم لتأسرها لهثا وراء تزين لمدح وتبسط بقول ..
فتضيع النقاط البيضاء تلك التي كانت لغة إشراق فأصبحت تـــَشْرَقُ بلغة خضوع ..
(( يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا )) سورة الأحزاب آية 32
إضاءة لك أنت سيدة قلمكِ فقوديه باتزان فهو شاهد لك أو عليك .. وكوني قدوة لغيركِ من الفتيات في طرحكِ وأخلاقكِ ..
منقول من منتدى:عذب الكلام
مع تحيات:الوافي المجروح