تبقى شبكة "القاعدة" تشكل الخطر
الارهابي الرئيسي الذي يهدد الولايات المتحدة، ووضعت واشنطن تصفيتها التامة
هدفا لها. وهذا يمثل البند الاساسي في الاستراتيجية الوطنية الامريكية
لمكافحة الارهاب، التي نشر البيت الابيض في 29 يونيو /حزيران ملخصا غير سري
لها.فقال جون برينان، مساعد الرئيس الامريكي المسؤول عن قضايا
مكافحة الارهاب، ان شبكة "القاعدة" التي تشكل اكبر تهديد ملموس للولايات
المتحدة، والتنظيمات التي ترتبط بها وانصارها،تحتل جميعا مركز الصدارة في
استراتيجية مكافحة الارهاب الحالية". واكد الاختصاصي: "اننا نسعى الى تصفية
هذا الشر الذي يسمي نفسه "القاعدة" بصورة تامة، لا اكثر ولا اقل".واعلن
لدى تقديمه الملخص في مدرسة الدراسات الدولية الواعدة التابعة لجامعة جونز
هوبكنز، انه من اجل حل هذه المهمة، تعتزم الولايات المتحدة بالمرتبة
الاولى، القضاء على "نواة" "القاعدة، وقادتها الذين يتواجدون في مناطق
القبائل في باكستان، وكذلك منع "انشاء مخبأ آمن لها في منطقة حدود باكستان ـ
افغانستان".
تصفية شبكة "القاعدة" لا تفرض شن حرب شاملةكما
اعلن برينان ان ادارة باراك اوباما ترى ان مهمة تصفية شبكة "القاعدة"
بصورة تامة، التي تنص عليها الاستراتيجية الامريكية الوطنية لمكافحة
الارهاب، لا تفرض على واشنطن شن حرب شاملة.واكد الاختصاصي الامريكي
عزم الولايات المتحدة على مكافحة "القاعدة" وانصارها، بما في ذلك "خارج
حدود جنوب آسيا". واكد برينان ان هذا مع ذلك، "لا يتطلب حربا عامة، وانما
يتطلب تركيز الاهتمام على مناطق محددة، بما فيها التي نستطيع ذكرها، مثل
اليمن والصومال والعراق والمغرب".ويؤكد ان القاعدة" تسعى الى
"استننزاف الولايات المتحدة ماليا" عن طريق جرها الى حروب غالية التكاليف
طويلة، وتحرض ايضا على تصعيد المشاعدر المعادية لامريكا". ووعد المتحدث
باسم البيت الابيض: "بمواصلة المسيرة..وسنتذكر ان افضل رد ليس نشر جيوش
كبيرة في الخارج، وانما على الارجح، استخدام الاستئصال الانتقائي ضد
التنظيمات التي تهددنا".واكد في غضون ذلك، ان السلطات الامريكية
الحالية خلافا للسابقة برئاسة جورج بوش "تعتزم عدم استخدام مصطلح "الحرب
ضد الارهاب". وقال مستشار الرئيس الامريكي ان "الاهارب تكتيك. واننا نحارب
"القاعدة".واشار برينان الى ان الولايات المتحدة تنفي احتمال "هيمنة
شبكة "القاعدة" عالميا" عن طريق اقامة "خلافة اسلامية تمارس العنف"
باعتبارها فكرة خيالية تماما. وقال مساعد الرئيس الامريكي: "اننا لا نصوغ
سياستنا لمكافحة الارهاب وفق حلم فارغ لا يتحقق، ولن يطبق على الاطلاق".
امريكا تتوقع هلاك قيادة "القاعدة" الاساسية خلال سنواتوان
الولايات المتحدة بموجب المعلومات التي ذكرها، تتوقع "هلاك القيادة
الاساسية "للقاعدة" خلال السنوات القادمة". واعلن برينان أن "هذا سيستغرق
وقتا، ولكن يجب ان يكون الجميع واثقين من ان "القاعدة" اخذت تتقهقر".
واستنادا الى المواد التي استولت عليها القوات الخاصة الامريكية في مخبأ
اسامة بن لادن في مدينة ابوت اباد الباكستانية بعد تصفيته، أكد ان زعيم
"القاعدة" كان "قلقا على حيويتها في المستقبل البعيد". واعلن الخبير
الامريكي ان "ابن لادن كان يشعر بكل وضوح ان "القاعدة" تخسر المعركة الاكبر
في سبيل كسب المناصرين (في الشرق الاوسط)، و"حتى عكف على دراسة امكانية
تغيير اسم المنظمة".ووعد برينان بان الولايات المتحدة لدى تنفيذ
استراتيجيتها الجديدة لمكافحة الارهاب، ستستخدم "مختلف الوسائل" في مختلف
بقاع العالم". وحذر برينان:" اننا في بعض الاماكن، مثل منطقة القبائل بين
افغانستان وباكستان، سنستخدم القوة حتما". واضاف ان واشنطن ستركز الاهتمام
في مناطق اخرى من الكرة الارضية على "تدريب قوى الامن في البلدان الاخرى"،
وقطع قنوات تمويل "القاعدة"، و"التعاون الاستخباراتي الوثيق لاغراض التصدي
للارهاب". واوضح برينان ان بين الفئة الثانية بصورة رئيسية المملكة العربية
السعودية وامارت الخليج العربي، والمجموعة الثالثة تتمثل في "الشركاء
والحلفاء القدماء مثل اوروبا".
واشنطن تعتبر ايران وسورية الممولين الرئيسيين للارهابواعلن
برينان ان الولايات المتحدة تعتبر ايران وسورية من الممولين الرئيسيين
للارهاب في العالم. واشار مساعد الرئيس الامريكي الى ان الاستراتيجية
"تعترف بان هناك تنظيمات وبلدانا صغيرة تدعم الارهاب لتقويض المصالح
الامريكية". واكد المسؤول في البيت الابيض ان "ايران وسورية تبقيان البلدين
الاساسيين الممولين للارهاب". واضاف ان حركة "حزب الله" اللبنانية
المتطرفة وحركة "حماس" الفلسطينية "تهددان اسرائيل ومصالحنا في الشرق
الاوسط". وحذر: "بالتالي، اننا سنواصل استخدام كل طيف وسائلنا السياسية
الخارجية من اجل التصدي للاخطار التي تهدد امننا القومي من جانب هذه
الانظمة وهذه المنظمات الارهابية".وتعليقا على اقامة بن لادن في
باكستان، حيث قامت القوات الخاصة الامريكية بتصفيته ليلة 1 على 2
مايو/ايار، كرر ان القيادة الباكستانية، بموجب استنتاجات الامريكان، لم تكن
على علم بوجود زعيم "القاعدة" في اراضي بلدها. واكد الخبير ان "واقعة
العثور على بن لادن في ابوت اباد على حد علمي، باغتت القيادة الباكستانية،
العسكرية والسياسية والاستخباراتية". ومع ذلك ان هذا لا يعني ابدا، كما
اشار، انه "لم تكن هناك داخل المؤسسة الحاكمة عناصر تعلم باختفاء بن لادن
في ابوت اباد، وتقدم (له) المساعدة".