[size=26.6667]الدارسون للشأن المصرى يدركون أن مصر لم تغير من عقيدتها عبر الزمان بفعل تأثير خارجى بالرغم من أنها وقعت مرارا تحت يد الاحتلال ، ولكنها هى التى علمت العالم وغيرت من طبيعة المحتلين أنفسهم وبقيت مصر عظيمة رائدة فى محيطها .[/size]
[size=26.6667]وفى التاريخ المعاصر تعددت الاحداث الكبرى فى مصر بدءا من العدوان الثلاثى و اللى أدى بدورة الى التوجة الاستراتجي المصرى للاتحاد السوفيتى قديما وانتصرت مصر فى حرب 73 بالسلاح السوفيتى ، مما أدى الى تيقظ أمريكا من سباتها لتحاول أن تستعيد ما فقدته نتيجة تخليها عن دعم مصر بالسلاح فى أعقاب ثورة يوليو أو مساهمتها فى بناء السد العالى .[/size]
[size=26.6667]وعلى مدى 3 عقود تقريبا كان الارتباط المصرى بالولايات المتحدة الامريكية هو السائد ولكن لم ينس مصر هويتها الحرة المستقلة ولكن الولايات المتحدة هى التى نسيت تجربة عام 56 وتناست أن شعب مصر لا يقبل الوقوع تحت ضغوط لاى قوة مهما كان تأثيرها .[/size]
[size=26.6667]وبعد أن انتصرت ثورة 30 يونيو 2013 تحملت مصر القرارات الغير مسئولة من الغرب بصفة عامة ومن بعض الدول الافريقية تلك الثورة التى سيسجلها التاريخ لانها حطمت الاستراتيجية الامريكية فى تغيير الخريطة السياسية للشرق الاوسط وتفتيت دولة واخضاعها للسيطرة الغبية واشاعة الفوضى فى أركانها .[/size]
[size=26.6667]وكان لدول الخليج العربى ( السعودية – الامارات – الكويت ) دور عظيم فى مساندة مصر اقتصاديا ولكن كانت هناك ضرورة لبناء استراتيجية للمنطقة وعدم تركها نهبا للغرب يتحكم فيها خاصة فيما يتعلق بالامداد بالسلاح وكانت روسيا هى من سيحدث التوازن وبدعم مصرى وهنا لابد من الاشارة لبعض الحقائق الهامة فى مسار الاستراتيجية المصرية والمتعلقة بتحقيق التوازن فى علاقاتها بين الشرق والغرب [/size]
[size=26.6667]1/ العلاقات المصرية الروسية لم تتوقف ولكنها كانت أقل من التعاون المصر ى الامريكى .[/size]
[size=26.6667]2/ توطيد التعاون مع الجانب الروسى لن يأت على حساب الغرب والولايات المتحدة بصفة خاصة و العلاقات المصرية مستمرة مع كل القوى وعلى كافة الاصعدة ولكن بما يخدم مصالحها الاستراتيجية بشكل توازنى ودقيق ولا يمكن أن تستقطب مصر قوة ضد أخرى .[/size]
[size=26.6667]3- مصر فى مرحلة اعادة بناء كدولة ديموقراطية حديثة تسعى لان تستفيد من خبرات العالم شرقا وغربا وهناك مشروعات اقتصادية سوفيتية كبرى كمصنع الحديد والصلب و العديد من المصانع الاخرى التى تتطلب التحديثات طبقا لتكنولوجيات القرن الواحد والعشرين وتملتلك روسيا منها الكثير ، وفى نفس السياق فان التوجه المصرى يعتمد على تطوير شامل وحاسم للقوات المسلحة لمواجهة التحديات الحالية والمستقبلية وهو ما يتطلب تسليح متقدم وتصنيع حربى حديث وهو ما يمكن أن يتحقق بتعاون وثيق مع روسيا الى ما جانب ما تحصل عليه مصر من أمريكا والدول الاوروبية وسيكون تعدد المصادر لصالح مصر لتختار ما يتناسب مع متطلباتها، كما أن من المتوقع التعاون مع روسيا فى البرنامج النووى المصرى فى اقامة ثمان محطات كهرونووية فى الضبعة وغيرها من أجل الاستفادة من القدرات النووية الروسية المتقدمة .[/size]
[size=26.6667]4/ سعى مصر للتعاون مع روسيا يقابلة ترحيب روسى على نفس القدر لان روسيا تعلم جيدا من هى مصر بما لها من ثقل اقليمى دولى بمعنى أن المصالح مشتركة بين الدولتين وفى نفس الوقت فان تلك المصالح سوف تشجع دول أخرى على اتباع نفس النهج مع مصر ليس فقط على مستوى الدعم الداخلى ولكن أيضا لدعم مواقف مصر الخارجية وفى مقدمتها مسألة مياة النيل وسد النهضة .[/size]
[size=26.6667]5/ وهو أمر فى غاية الاهمية أن اللى قاد التحرك هو المشير السيسي ومفهوم التحرك هو بناء اليات الاستراتيجية المصرية القادمة فى أعقاب الانتهاء من استحقاقات خارطة الطريق وحتى يكون البرنامج الرئاسى متحققا تماما من أجل بناء مصر الحديثة وعلينا أن نفتكر أن مصر ستظل قوية بشعبها وقواتها المسلحة التى تدير الدفة بتوازن كامل بين الشرق والغرب .[/size]
[size=26.6667]المصدر :[/size]
[size=26.6667]مجلة النصر الصادرة عن ادارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة العدد 897 ، مارس 2014 تحديدا يوم 17 منه وشكرا .[/size]