ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن جدلا يتنامى في الولايات المتحدة وخارجها بشأن الازدياد في استخدام الطائرات بدون طيار، وما إن كانت تشكل منعطفا تكنولوجيا في حالة الحرب.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الجدل يأتي وسط تساؤلات طرحتها دراسة بريطانية جديدة تتعلق بما إن كان التقدم الضئيل الذي قد يطرأ على قدرات تلك الطائرات سيدفع صناع القرار إلى اللجوء إلى الحرب كخيار سياسة أسرع من ذي قبل.
ويؤكد ضباط في القوة الجوية الأميركية شاركوا في تطوير الطائرات بدون طيار أنها تستقطب صناع القرار، وأنها أكثر دقة في جمع المعلومات من الطائرات النفاثة التي يقودها البشر.
غير أن واشنطن بوست تشير إلى أن الطائرات بدون طيار باتت تخضع لتدقيق الرأي العام بسبب الهجمات المميتة التي توقعها في باكستان ضد تنظيم القاعدة، وفي أفغانستان ضد حركة طالبان، وفي اليمن ضد القاعدة في جزيرة العرب، وأخيرا في ليبيا.
الدراسة البريطانية تقول إن الطائرات بدون طيار باتت تعتمد بشكل أكبر على التشغيل الآلي، ومع بعض الإضافات التقنية، فإنها ستكون قادرة على "إطلاق صواريخ وفقا لمجساتها أو المعلومات، دون اللجوء إلى سلطة بشرية".
ولكن الدراسة نبهت إلى أن وزارة الدفاع البريطانية لا تعتزم تطوير مثل هذه الأنظمة في الوقت الراهن.
"
دراسة بريطانية:
الطائرات بدون طيار تمثل الاقتراب من نقطة تحول تكنولوجية "قد تحقق ثورة حقيقية في الشؤون العسكرية
"نقطة تحول تكنولولجية
ومع ذلك، تقول واشنطن بوست، إن الطائرات بدون طيار تمثل الاقتراب من نقطة تحول تكنولوجية "قد تحقق ثورة حقيقية في الشؤون العسكرية"، وفقا للدراسة البريطانية التي أجريت برعاية رؤساء هيئة الأركان المشتركة البريطانية.
وتشير الدراسة إلى أنه من الضروري "أن لا يخاطر المسؤولون العسكريون بفقد قوتنا البشرية المسيطرة وجعل الحرب أكثر احتمالا"، عبر استخدام الطائرات بدون طيار.
ومع ذلك -تتابع الدراسة- فإن قوانين الحرب تدعو القادة العسكريين من طرفي النزاع إلى الحد من الخسارة في الأرواح، وأن الطائرات بدون طيار تمنع الخسارة المحتملة لأرواح طاقم الطائرة، "وبما أن استخدام هذه الطائرات يحد من تلك الخسارة، فإنه مبرر من الناحية الأخلاقية".
وفي مؤتمر المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية الذي عقد في واشنطن الأسبوع الماضي، تمت مناقشة قضية الطائرات بدون طيار على نطاق واسع.
ودافع عن نظام الطائرات بدون طيار عدد من المسؤولين في وزارة الدفاع منهم المقدم بروس بلاك مدير برنامج طائرتي بريداتور وريبر التابعتين للقوات الجوية، الذي قال إن نحو 180 فردا يشتركون في كل مهمة يقوم بها هذا النوع من الطائرات.
والنتيجة –يتابع بلاك- أن المراقبة الأخلاقية للطائرات بدون طيار تفوق المراقبة في حالة الطائرات التي يقودها الطيارون.
غير أن هذه الطائرات أصبحت جزءا من الحرب الدعائية في المنطقة التي تُستخدم فيها، فبدون الإشارة إلى طالبان والقاعدة، قالت صحيفة بريطانية إن "المتمردين يقدمون أنفسهم على أنهم مستضعفين يواجهون قوة جبانة وغير مستعدة للمخاطرة بحياة أفرادها، ولكنها مسرورة بالقتل عن بعد"
طائرة بريداتور الأميركية (رويترز-أرشيف)