أحدث أنظمة الصواريخ المضادة للسفن في الترسانة العالمية
د. شريف علي محمد
بدأ استخدام الصواريخ المضادة للسفن
في الحرب العالمية الثانية، حيث استخدمت ألمانيا الصواريخ طرازات
(Fritz X)
The USS Savannah is hit by a Fritz-X during the Salerno landings.
، و Hs
293،
و Hs294، BV246،
واستخدمت اليابان الصواريخ طراز Igo، وطراز Ohka (وهو مقذوف
مأهول انتحاري)
، واستخدمت أمريكا الصواريخ طراز Bat مرة واحدة وأغرقت بها سفينة
حربية يابانية،
واستخدمت البحرية المصرية الصواريخ الموجهة سطح/سطح السوفيتية الصنع
من طراز P-15 Termit،
المعروف لدى حلف شمال الأطلسي باسم (ستايكس) ss-n-2 Styx ضد
المدمرة الإسرائيلية (إيلات)، وأغرقتها في أكتوبر 1967م، وعندئذٍ بدأ الاتجاه نحو
تسليح القطع البحرية بالصواريخ الموجهة المضادة للسفن بدلاً من المدفعيات الثقيلة
بعيدة المدى.
وقد برزت خطورة هذه الصواريخ والتهديد الكبير الذي تمثّله بالنسبة
لسفن السطح بعدما أصاب الصاروخ الفرنسي من طراز (اكزوسيت) Exocet
المدمرة
البريطانية (شيفلد) في الرابع من مايو عام 1982م،
فدمرها، وقتل عشرين من طاقمها
عندما كانت في مياه جنوب المحيط الأطلسي خلال حرب (الفوكلاند)، فزاد هذا الحادث من
تسليط الضوء على قابلية إصابة سفن السطح الحربية غير المجهزة أو غير المهيأة للتصدي
للتهديدات الحديثة التي تنطلق على ارتفاع قريب من سطح الماء، وخصوصاً بعد إنتاج
صواريخ مضادة للسفن أكثر ذكاء، وتستعمل مجموعة من أساليب الخداع، كالاقتراب
المنخفض، بملامسة سطح البحر، أو الانقضاض من أعلى ، للتقليل من فاعلية النظم
الدفاعية.
الصواريخ الأمريكية
يشكِّل الصاروخ (هاربون) AGM-84 Harpoon
من إنتاج شركة (بوينج) أكثر
الصواريخ المضادة للسفن المستعملة على نطاق واسع في العالم، فهو يجهّز القوات
الأمريكية وقوات أخري من (26) بلداً أجنبياً، ويبلغ وزنه لدى إطلاقه (526) كجم، وهو
مجهز بمحرك توربيني نفّاث، ويحمل رأساً حربياً زنته (125) كجم، لمسافة (125) كلم،
ويتمتع النموذج من فئة (بلوك 2) Blook II، بملاحة بواسطة الأقمار الاصطناعية،
وبالقصور الذاتي في منتصف المسار، مع توجيه راداري نشط في مرحلته النهائية، وهو
مستعمل على سلسلة واسعة من الطائرات مثل: P-3
و F/A-18
و F-16
، ويصل مداه إلى (235)
كم، وبدأ تصميمه منذ عام 1965م لمهاجمة الغواصات، لكن تم تطويره لمواجهة مختلف
أنواع السفن في عام 1970م بإطالة مداه، كما يمكن إطلاقه من السفن
والغواصات، بحيث
يحقق مدى (100) كلم من السفن، و (15) كلم من
الغواصات.
وأُجريت عدة عمليات تحديث
للصاروخ (هاربون) لتحسين أدائه القتالي وفعاليته، وشملت التحسينات مقاومة أفضل
للتشويش، ومدى أبعد، وهو في الأساس يستطيع العمل في كل الأحوال الجوية، من خلال
التوجيه الراداري النشط، مع استخدام باحث يتتبع عدة مسارات يحددها الطيار، ويستخدم
مصهراً تقاربياً Froximity Fuse، يمكن ضبطه للانفجار بعد اختراق
السفينة.
ويتم تحديث الصاروخ من خلالة
(المجموعة 2) التي تتمثل بكمبيوتر لتوجيه نموذج الصاروخ (سلام) SLAM، الذي يعتبر هو
نفسه مطوّراً من صاروخ (هاربون)، ويضاف إلى ذلك وحدة تعمل بإشارات نظام تحديد
الموقع عالمياً ونظام الملاحة بالقصور الذاتي GPS/INS مأخوذة من السلاح JDAM،
مما
يخفف الحاجة قدر الإمكان إلى رادار باحث في المرحلة النهائية، وهذا التحديث يؤهل
الصاروخ أيضاً لضرب أهداف برية معروفة إحداثياتها
مسبقاً.
ولعل الصاروخ الأمريكي
(هلفاير 2) Hellfire II المضاد للسفن، يعتبر أحد أخفّ الصواريخ، ويطلق من الطائرات
العمودية،
فهو موجّه ليزرياً، ويزن (45) كجم، ويبلغ مداه أكثر من (8) كيلومترات،
ومتوفر بطرازين أساسيين، هما:
الطراز AGM-114K والطراز AGM-114M، برأس حربي متشظي.
وتنتج شركة (رايثيـون) الأمريكية الصـاروخ (مافريك) Maverick،
الذي يُطـلق من
العموديات بوزن (220) كجم، مع رأس حربي بوزن يبلغ (57) كجم، وينتج هذا الصاروخ
حالياً في نموذجين:
لأول يوجه تلفزيونياً، ويُعرف باسم AGM-65H، والنموذج الثاني
يوجه بالأشعة تحت الحمراء، ويُعرف باسم AGM-65D،
ويبلغ مداه (12) كلم إذا أطلق
بسرعة بطيئة من ارتفاع منخفض، وتستعمله (نيوزيلندا) على العموديات AH-1W و AH-64 و
SH-20.
ويستعمل الصاروخ (مافريك)
الموجه ليزرياً طراز AGM-65E سلاح مشاة البحرية الأمريكية،
في حين تستخدم البحرية
الأمريكية الصاروخ طراز AGM-65 J/K الموجه تلفزيونياً، والصاروخ طراز AGM-65 F/G
لموجه بالأشعة تحت الحمراء
التصويرية.
يتبع.............