المدرسة العسكرية المتعددت التقنيات
مفخرة الوطن
لا تزال المدرسة العسكرية المتعددة التقنيات ببرج البحري تشكل أهم خزان للإطارات العلمية في شتى التخصصات، وصارت اليوم قطبا لامعا يتخرج منها مئات المهندسين والتقنيين في ميادين تشكل العصب الحي في العمل العسكري، ومنها هندسة الميكانيك، الكهرباء، الكيمياء والإعلام الآلي، وقد استطاعت المدرسة منذ إ نشائها أن تُكّون 3800 إطار، منهم 2600 مهندس، و1200 تقني سام، مما جعل الإقبال عليها من طرف الجامعيين وخريجي المدرسة التحضيرية لدراسات مهندس بالرويبة، منقطع النظير.
فالمدرسة العسكرية المتعددة التقنيات المتربعة على 52 هكتارا سوف تطفئ نهاية هذه السنة شمعتها الواحدة والأربعين وتتخرج منها الدفعة الـ 35، تعمل على توفير أحدث الوسائل والإطارات العلمية لتكوين المتربصين الآتين من الجامعات، لمدة أربع سنوات، بينما تصل مدة تكوين الطلبة خريجي المدرسة الوطنية التحضيرية لدراسات مهندس بالرويبة، ثلاث سنوات، على أساس هؤلاء أنهوا مدة التدريب المبرمجة.
وقد اطلع ممثلو الصحافة الوطنية أمس، على مختلف هياكل وأجنحة المدرسة من خلال زيارة نظمتها مديرية الإيصال والتوجيه للجيش، حيث استمع الصحفيون إلى شروحات الإطارات التي تشرف مختلف وحدات التعليم والبحث الذين طافوا بالصحفيين في مختلف الورشات والمخابر.
وقد قام مسؤول الاتصال بالمدرسة العسكرية المتعددة التقنيات الرائد عيسى مروش بالتعريف بالمدرسة وعرض شريط وثائقي عن نشأة المدرسة منذ 1967، والتطرق إلى مختلف المراحل التي مر بها هذا القطب العلمي.
واستطاعت المدرسة بفضل الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة لها أن تطور العديد من هياكلها وتوسع من إمكانياتها البيداغوجية وتفتح آفاقا كبيرة أمام الإطارات والطلبة المتربصين، كي يتكيفوا مع التطور التكنولوجي الحاصل في العالم.
وفي هذا الإطار ذكر العقيد يوسناج مدير البحث والتكوين ما بعد التدرج، أن المدرسة تُكّون الإطارات لتجسيد احترافية الجيش، وتعقد اتفاقات وشراكات التبادل الخبرات والمعلومات مع عدة مدارس عسكرية فرنسية وبلجيكية ومصرية، ويخول لها إطارها القانوني الإمضاء على مختلف الإتفاقيات مع منظمات وهيئات دولية عسكرية.
وذكر نائب مدير المدرسة العقيد يونس بوعصيدة أن هناك العديد من المؤسسات الوطنية الصناعية والإقتصادية تقوم بتكوين إطاراتها بالمدرسة كسونلغاز، سوناكوم، الخطوط الجوية الجزائرية وغيرها فضلا عن استقبال طلبة من الدول الشقيقة والصديقة على غرار مختلف المدارس الجزائرية الأخرى، مشيرا إلى أن المدرسة يؤطرها 180 أستاذا باحثا بصفة دائمة، 90 أستاذا باحثا متعاونا، 150طالبا باحثا في قسم الماجستير و40 طالبا في قسم الدكتوراه، فضلا عن استقدام العديد من الكفاءات الجزائرية المقيمة في الخارج لتقديم محاضرات وفترات تربصية للطلبة.
وتضم المدرسة 24 مخبرا في مختلف التخصصات و4 مدرجات بإجمالي 660 مقعدا بيداغوجيا و 28 قسما للتدريس، فضلا عن مراكز للتوثيق والسمعي البصري، والإنجازات الميكانيكية ومنشآت ثقافية ورياضية قلما نجدها في مختلف المدارس كالمسبح الأولمبي والملعب المعشوشب طبيعيا.
ويتميز النظام البيداغوجي بالمدرسة بصرامة كبيرة كفيلة بتخريج إطارات علمية قادرة على خوض غمار العمل الميداني بكل أبعاده، مثلما أوضحه لنا أحد الإطارات الذي ذكر لنا أن خريجي المدرسة المتعددة التقنيات يجدون مناصبهم جاهزة نهاية كل تربص على أساس الاحتياجات التي تسجلها مختلف القيادات العسكرية، البريد، البحرية، الجوية وغيرها. مشيرا إلى أن خيرة المؤطرين وأدق البرامج البيداغوجية المطبقة وسياسة التبادل والانفتاح مكنت المدرسة لتبوء مكانة عالية بشهادة الإطارات الوطنية والأجنبية، على أساس أن المجتمعات المتقدمة تجلب قوتها من تحكمها في العلوم والتكنولوجيا.