بين صلاتي العشاء والفجر نصف ساعة فقط
وغرينلاند
التي "فتحها" وسام عزاقير للمهاجرين المسلمين والعرب من بعده هي بلاد قاسية
في الشتاء الذي يستمر 8 أشهر من الجليد والصقيع، حيث الحرارة 20 تحت الصفر
في معظم الأيام، والبرد يعاقب البلاد وسكانها بسوط من الزمهريات والعاتيات
ويدفع عنهم الشمس فتصبح بخيلة الى أقصى حد، وخلاله يخيم على غرينلاند ظلام
طوال شتاء لا يرحم ولا يريها من ضوء النهار "إلا من الجمل أذنه"، كما
يقولون.
أما في الصيف، خصوصا في أغسطس حيث تصل الحرارة الى 20 درجة مئوية كحد أقصى،
فتغيب الشمس 4 ساعات لتشرق من جديد، وخلالها يشهد من يصلي العشاء في
الحادية عشرة و45 دقيقة ليلاً مفاجأة جديدة، فبعد أقل من نصف ساعة تقريباً
سيصلي الفجر، مع أن الفرق بين توقيت مكة المكرمة وغرينلاند هو 5 ساعات فقط،
لكن الميلان الكبير للأرض نحو الشمس في الصيف يجعل الفرق الجغرافي
بالتوقيت الزمني كما وكأنه 10 ساعات.
وهكذا ستبقى غرينلاند طوال 9 سنوات من الآن، ومن بعدها لا يعود رمضان يحل
عليها وعلى شمال الكرة الأرضية في الصيف كما في الشهر الجاري إلا بعد 33
سنة تماماً، طبقاً لما قاله عبر الهاتف مع "العربية.نت" الدكتور السعودي
عبدالله المسند، وهو خبير بمواقيت الشهر الكريم عبر السنين وله دراسات عن
الاستدارة الزمنية لرمضان ومرافقته لتعاقب الفصول منشورة على الانترنت
بكثافة.
وتؤكد الحسابات الفلكية الواضحة للدكتور المسند أن رمضان يحل 3 مرات في كل
شهر من أشهر كل فصل بالسنة، وهو لا يعود الى الشهر الذي كان فيه في ذلك
الفصل إلا بعد 33 عاماً، وأنه يخرج من دائرة كل فصل رجوعاً الى الذي سبقه
كل 9 سنوات، لذلك سيحل في الشتاء على غرينلاند عام 2020 فقط، وفيه سيصوم
المسلم الوحيد هناك 5 ساعات في اليوم تقريباً، أي من 9 صباحاً في
ديسمبر/كانون الأول حتى مغيب الشمس في الثانية بعد الظهر.